
2011/12/08 | 0 | 868
“هيئة عاشوراء” في السعودية تقيم فعلياتها بمشاركة 10 آلاف شخص في يوم العاشر من المحرم
وأشار في خطابه الذي حضره أكثر من عشرة آلاف رجل وامرأة، أنه عندما يتحرك أي مجتمع من أجل الإصلاح وضد الظلم والطغيان فإن المسؤولية تحتم علينا الدفاع عن هذا الحراك، والوقوف إلى جانبه والدفاع عنه وإبراز حقيقته، لأنه سينبري مأجورون وأزلام وموتورون لتشويهه وإلصاق التهم والأباطيل في حقه، وتصويره على أنه مأجور ومدسوس ومخرب.
وأوضح أن عمليات التشويه التي تقوم بها مكينة الظالمين والطغاة تصيب كل حراك في العالم، والذي أصبح يعيش حالة من لحراك الواسع، وان أي مجتمع يعيش حالة الظلم والاضطهاد مطالب بان يتحرك، وليس التذمر فقط، خصوصا إذا كان هذا المجتمع لديه أرث مثل الحسين عليه السلام.
وأشار إلى أن المطلوب هو السعي لإيجاد الطرق والوسائل التي توصل رسالة المتحرك إلى العالم، والدفاع عن رسالته، وإيصال صوته، وتبيان حقيقة موقفه، وليس الاكتفاء بالاعتقاد أن العالم يعرف ويعلم، وقال: "نحن نعيش في زمن الإعلام الذي يحول الحق إلى باطل، والظالم إلى مظلوم، والمظلوم إلى ظالم، والكذب إلى حقيقة، والحقيقة إلى كذب، والجهد الذي يبذله الناس من أجل حقوقهم بحاجة إلى دعم وتوضيح وتبيان ونشره إلى العالم ليقف على حقيقته".
وطالب المجتمع بالاستفادة من ثورة الإمام الحسين عليه السلام، وأن يستفيدوا من الأهداف التي أوضحها، وأن يكون التحرك المطالب بالحقوق تحركا رشيدا، يلتزم بالقيم والسلوك السليم والقويم الذي حفظه عن الانحراف. وبين أن بعض الثورات لا تلتزم بأهدافها الثورية، وتنجرف إلى الأفعال الخاطئة، محذرا من أن ينحدر بالثوار الطريق، وان يكون تحركهم لله، وأن يكون الهدف القيمي حاضرا في جميع تصرفاتهم، وان يعمل الإنسان على أن لا ينحرف عن قيمه وأهدافه لأنه "لا يطاع الله من حيث يعصى"، ولا يجب أن يرد العدوان بعدوان، لأن الإمام الحسين عليه السلام واجه جيش يزيد بن معاوية العطشان بالماء، بالرغم من أنه كان يعلم أنهم سيمنعون عنه الماء فيما بعد. مؤكدا على أن القيم الإلهية كانت حاضرة في الثورة الحسينية لحظة بلحظة وحتى الأخير عندما رفعت زينب عليها السلام جسد أخيها إلى السماء وقالت: "اللهم تقبل هذا القربان من آل محمد".
وكان الشيخ الصفار بدأ بخطبة الإمام الحسين عليه السلام "الحمد لله الذي خلق الدنيا ، فجعلها دار فناء و زوال ، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرته، والشقي من فتنته، فلا تغرنّكم هذه الدنيا ، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها، وتخيب طمع من طمع فيها، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم، وأعرض بوجهه الكريم عنكم، وأحلّ بكم نقمته، وجنبكم رحمته، فنعم الرب ربّنا، وبئس العبيد أنتم. أقررتم بالطاعة، وآمنتم، ثمّ إنّكم زحفتم إلى ذرّيته وعترته تريدون قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكرالله العظيم، فتباً لكم ولما تريدون، إنا لله وإنا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم، فبعداً للقوم الظالمين).
مؤكدا على أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام تميزت بكثرة الخطب والرسائل، رغم قصر فترتها، مبينا أن هذه الخطب لو جمعت هي وبقية الخطب والكلمات التي ألقاها أهل البيت والأصحاب خلال مسيرة عاشوراء بوجدنا كما وفيرا من البيان والشرح والتوثيق لمسيرة الحسين المباركة.
وأضاف بأن هذه الخطب الكثيرة يجب أن تكون درسا تقف عنده الأجيال، لأن الأمام الحسين عليه السلام كان يدرك أن هذه الخطب لن تفيد إلا نفرا قليلا من الموجودين في الطرف المعادي، وهذه القلة انتقلت من خندق الباطل إلى خندق الحق واستشهدت فيه. مبينا أن الإمام كان يعلم أن مصيره القتل منذ البداية، وجاءت هذه الخطب التي تعرف به وتشرح من هو للأعداء والمواجهين له ومن بينها خطبته التي يقول فيها: "انسبوني من أنا ، ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم و عاتبوها، وانظروا هل يحل لكم قتلي، وانتهاك حرمتي، ألست ابن بنت نبيكم، وابن وصيه وابن عمّه، وأوّل المؤمنين بالله، والمصدّق لرسوله بما جاء من عند ربّه؟، أو ليس حمزة سيّد الشهداء عم أبي؟، أو ليس جعفر الطيار عمّي؟، أو لم يبلغكم قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي ولأخي: (هذان سيّدا شباب أهل الجنّة )، فإن صدّقتموني بما أقول وهو الحق، والله ما تعمّدت الكذب منذ علمت، أنّ الله يمقت عليه أهله، ويضرّ به من اختلقه، وإن كذّبتموني، فإنّ فيكم من أن سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري، وأبا سعيد الخدري، وسهل بن سعد الساعدي، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك، يخبرونكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي ولأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟)، كانت ترفع أي شك او لبس في شخصه ومسيرته.
وأشار إلى أن من أهداف الخطب الكثيرة التي ألقاها الأمام الحسين عليه السلام، هو انه كان يعيش المسؤولية أمام هؤلاء الناس، ومن مسؤوليته هدايتهم، حتى أنه لم ينظر إليهم على أنهم أعدائه، بل أفراد في الأمة ساقتهم الظروف إلى معسكر الضلال، ويجب هدايتهم، ونصحهم، وقد شوهد عليه السلام وهو يبكي على هؤلاء القوم والمصير الذي سيلقونه وقال: "أبكي لهؤلاء القوم الذين يدخلون النار بسببي"، هل رأيتم إنسانا يبكي على عدوه الذي يظلمه؟، غنها نظرة الرحمة والشفقة إلى هؤلاء. مؤكدا أنها نظرة القادة الإلهيين الذين يمتثلون دور هداية الناس، وكانت مسيرة اهل البيت عليهم السلام تؤكد هذه النظرة التي تتمنى الهداية والعودة إلى الطريق الصحيح لجميع الضالين المغرر بهم الذين يحتاجون إلى من يرشدهم إلى الطريق الصحيح.
وأوضح أن من أهداف الخطب التي ألقاها الأمام الحسين إيمانه بأن معركته مع الباطل معركة شاملة، معركة مع الإعلام والأفكار قبل السيوف، وأن بني أمية سيعمدون من خلال أزلامهم ومرتزقتهم إلى تشويه صورة وثورة الإمام الحسين عليه السلام وتضليل العامة بأهدافها. مضيفا "كان أمام الحسين عليه السلام دور إعلامي وفكري وثقافي سيقوم به أهل بيته من النساء والأطفال، لذالك جاءت الغاية من أخذهم في مسيرته إلى الشهادة". وقال: "عندما سأل عن أخذه النساء ما دام هو ذاهب إلى المعركة، قال: شاء الله ان يراني قتيلان ويراهن سبايا"، ويبدأ دورهن بإيصال الرسالة وتبليغ الثورة إلى الأمة، وتصحيح التشويه الذي سيقوم به بني أمية، وكانت خطب زينب عليها السلام وبقية أهل البيت في هذا السياق.
وأضاف بأن الإمام كان يريد أيضا أن يوصل رسالته إلى الأجيال، لأنه يدرك أن هناك من سيقوم بتشويه رسالته، وأهداف ثورته عبر الأجيال لذلك جاءت هذه الخطب وثيقة للتاريخ، لا يمكن التلاعب فيها، وقد حفظ الله خطب الإمام الحسين عليه السلام عبر الأجيال، وكانت تنقل عبر هذه الأجيال بعنايته ولطفه، حتى أن التاريخ حفظ الأجزاء البسيطة في أحداث كربلاء، ولم يهمل دمعة امرأة ولا بكاء طفل وقد وثقها التاريخ بصورة لا مثيل لها مما يؤكد أن عناية إلهية حفظت هذه الثورة.
وفق الوقت الراهن، بدأ التعبير عن هذه الثورة بكل صور العرض الإعلامية المتنوعة والمنتشرة، لتبرز حقيقة الثورة الحسينية المقدسة، وقال: "علينا ان نأخذ هذا الدرس وأن نستلهم منه العبر.
كما شارك في الفعالية خطيب وإمام مسجد الزهراء ـ عليها السلام ـ فضيلة السيد عبدالكامل بن عبدالمطلب آل حسن بكلمة، تحدث فيها عن ثورة الأمام الحسين، مشيرا إلى أنها ثورة عرفانية جمعت بين العرفان والبطولة والشجاعة، وثم تطرق إلى نقاط عدة في مقدمتها: رص الصفوف، خاصة أننا أمام تحديات كبيرة، بالإضافة إلى الابتعاد عن كل ما يشوه وحدة الأمة، مشيرا إلى أنه "نحن مطالبين إذا واجهنا احد بالعنف والكلام السيئ، فعلينا مواجهته بالمنطق، ولا ننجر إلى استخدام أساليب عنيفة، تشوه الأهداف الجميلة التي نحملها ونسعى إليها ويحترمها العالم.
- برامج متنوعة لـ "هيئة عاشورا"
تصدرت برامج "هيئة عاشوراء" في مدينة صفوى، فعاليات اليوم العاشر في منطقة القطيف حيث أقامت مخيمها السنوي لهذا العام، ولمدة ثلاثة شارك فيه أكثر من عشرين ألف شخص، وأنشأ على مساحة تجاوزت 10 آلاف متر مربع، بثلاث خيام عملاقــة كانت هي الأكبر على مستوى المنطقة، وتتسع الخيمة الرئيسية إلى أكثر من 5 آلاف شخص، فيما تتسع الخيمتان الأخيرتان إلى نحو 4 آلاف شخص، كل منهما ألفا شخص، وكانتا مخصصتين للفعاليات المتنوعة التي صاحبت الفعالية الرئيسية. حيث خصص في اليومين الأولين للفعاليات النسائية، وقدمت فيه محضرات وندوات ومسرحية، وبدأت الفعاليات ظهر يوم الثامن من المحرم، واستمرت حتى ليلة العاشر من المحرم، فيما جاءت فعاليات يوم عاشوراء للرجال والنساء على قسمين، خصص الأول لفعاليات الرجال واحتوت على تمثيلية، قدمتها فرقة داحي الباب، ومعرض فوتوغرافي لكبار المصورين في المنطقة، بالإضافة إلى الفعالية الرئيسية التي شارك فيها كبار الخطباء في المنطقة.
والفعالية الأخرى خصصت إلى الأطفال وضمت أربعة عشر فعالية متنوعة منها: مكتبة الشبل الحسيني، والحسين رسالة السماء، والتعبير بالرأي من خلال سرد قصة كربلاء الحسين، وصناعة التربة الحسينية، والرسم التشكيلي، والتلوين الورقي والإلكتروني، وساحة المعركة وأعمال المعجون "الصلصال". وقد أحاط كل ذلك بالعمل الفني الكبير والذي جسد الواقعة بلوحة تجسيمية رائعة نفذها مجموعة من فناني صفوى المبدعين (أجساد مضرجة تسيل منها الدماء لتخط كلمة يا حسين). وفي نهاية المراسم قدمت وجبة الغداء في المضيف الحسيني لأكثر من 5 آلاف شخص.
جديد الموقع
- 2025-04-23 مجرد تفكيرك في أنك جائع قد يغير جهازك المناعي
- 2025-04-23 29 شاعرًا وشاعرة يتنافسون على لقب "شاعر الجامعة" في التصفيات النهائية بجامعة الملك عبدالعزيز
- 2025-04-23 سمو محافظ الأحساء يفتتح "قرية النخيل" كوجهة ثقافية وسياحية لتعزيز التنمية الزراعية والسياحة الوطنية
- 2025-04-23 أمانة الاحساء تُصدر ٣٩١٤ " شهادة صحية " وتُجري ٥١٠ فحص ميكروبيولجي
- 2025-04-23 الاعتذار .. سهل ممتنع تتهاوى عند أعتابه الرجال
- 2025-04-23 تساؤل عظيم اللغز: ماذا لو وُلدت من جديد؟!
- 2025-04-23 ( قصيدةُ نثرٍ فيها ما ليس فيها )
- 2025-04-22 افراح العبد والدندن والنجاد تهانينا
- 2025-04-21 الأميرة سما بنت فيصل: نتطلع إلى مضاعفة ساعات العمل والمشاريع في "رسل السلام" من خلال المشاركة والمشاريع النوعية للشباب
- 2025-04-21 بيئة الاحساء تدشن اسبوع البيئة 2025م