
2008/01/14 | 0 | 853
مجتمع بدون ضياع هل يمكن؟ الليلة الخامسة لسماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد
المجتمع والضياع
و يشبه سماحة الشيخ بين الرذيلة و الفضيلة مثل الطائر و الماشي . حيث أن أمير المؤمنين عليه السلام ما كان يقصد المقايسة بين جانبين متقابلين ، و إنما كان يقصد أن الفضيلة مطلب سامي لكن جاذبية الهوى والنزعة الفردية تمنعه عن فعل الفضيلة ، فإذا فعلها نجا برضا الله (سبحانه) .
أما قصده بالرذيلة أن الإنسان مجبول على فعل القبيح فيكون سهل في العمل فيكون مردي ، ولذا يقول الأمير (عليه السلام) : (( أكره نفسك على الفضائل )) لأن الرذيلة مجبولة النفس عليها ، والفضيلة في أي مجتمع عنوان لتقدم هذا المجتمع . مثال على الفضيلة ( العمل التطوعي) واحد من دلالات صدقية المجتمع ورقي ثقافته ، وهنا يأتي سؤال س/ ما معنى العمل التطوعي لغوياً و اجتماعي ؟
العمل التطوعي لغوياً :
كل زيادة يفعله الإنسان من خير ليست فرض ولا واجب يطلق عليها عمل تطوعي .
أما معنى العمل التطوعي اجتماعيا :
كل دور وجهد يبذل في خدمة المجتمع أو المحيط أو البيئة أو ما شابه ذلك يعد عمل تطوعي .
لكن للأسف نجده في المجتمع في زاوية ضيقة ، لماذا ؟
الجواب نتيجة طغيان النزعة الفردية وهيمنتها على الشعور ، ولاشك أن هذه النفسية ليست مرغوبة من الناحتين الشرعية و الاجتماعية . وأن السنة أخذت منه مضاداً حينما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) : (( إن الله بعون العبد ما كان بعون أخيه )) .
وهذا على مستوى القول ، أما على مستوى الفعل ، فلقد شارك رسول الله في حلف الفضول الذي حفظ أعراض الناس وأموالهم وأنفسهم ، وكذا شارك رسول الله( صلى الله عليه وآله) في بناء مسجد قباء و حفر الخندق وحتى على مستوى العائلة داخل البيت فهو كان يحلب الشاة بيده (سلام الله عليه)، إذاً فالعمل التطوعي سنة مؤكدة .
و إن الذي يعاني من النزعة الفردية بلا شك يشكو من حالة مرضية أو تقترب منها في نفسيته ، و العكس تماماً عند الذي يعمل في العمل التطوعي لخدمة مجتمعة تجده مرتاحاً نفسياً لماذا ؟ لأنه رأى روحه تتجدد كلما قدم لمجتمعة أو محيطة خدمة ينتفع بها الغير ، فيلاحظ ما قدمه يخضعه لجانب السلب و الإيجاب فيزيد نشاطه للعطاء أكثر ، ولأن العمل التطوعي يغسل الروح ، ولذا يحتاج العمل التطوعي أن يزرع في نفوس أبناء المجتمع لكن كيف ؟ ((1)) يجب أن تكون له قناة إعلامية واسعة تبلغ عن أهدافه و إيجابياته . ((2)) يحتاج إلى برنامج واضح المعالم ومحدد العناصر بحيث يكون مقنعاً للآخرين . ((3)) يشعر المجتمع أن كل أفراده يستطيعون المشاركة فيه ، مثال : أن هناك مجتمع كان لهم يوم مخصص لخدمة وتنظيف المسجد فتجد هذا المجتمع إذا حضر هذا اليوم الكل معه ينظف المسجد ، وتعال في المقابل تجد أن بعض المجتمعات الذين يتهاونون ببعض المهمات في حياتهم روح الاستهانة ولا مبالاة ، والتركيز على ما لا يهم ، مثال على ذلك : [ الوقت ] بالرغم أن الساعة تجدها في البيت و السيارة والجوال و الأماكن العامة تجد بعض الناس لا يعطي أهمية للوقت حتى يضيعه في السهر الزائد بالنكت والضحك الطويل ، حتى إلى درجة أن تخصص مواقع للنكت ، نعم لا بأس في الترويح عن النفس ببعض الوقت لكن لا تعتبر أهم المهمات في حياته . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله (( الوقت غنيمة و عدم الاهتمام بالوقت غريمة )) وقد قال أيضاً (( اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، ..... ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك )) ، مثال آخر : رسائل الجوال التي تكون من الهزلية لا حد لها ، بحيث ترسل نكته مثلاً إلى مجموعة كاملة بكم هذه ! لو حسبناها من الناحية المادية كم خسر ؟! وما يزيد المشكلة أكثر ليست تقتل الوقت فقط بل تتعدى ذلك بأن تقتل روح التدين عند الإنسان وقد تخدش الحياء بحيث لا فرق بين الفتاة والشاب والكبير والصغير وغيرها ، لكن ما الشيء الذي يرتقي بالإنسان وماذا يحطه ؟ الجواب هي روح الإنسان ، بحيث تجد أن للجسد ست حالات وهي : (( النوم + اليقظة + الحياة + الرضا ...)) كذلك الروح (( حياتها ،علمها ،وموتها ،جهلها ،وصحتها، يقينها ،ومرضها، شكها ...)) ولذا الكوكبة التي رافقت الحسين عليه السلام جاؤوا بأرواحهم وذابت أنفسهم في حب الحسين (عليه السلام ) فعلت أرواحهم وارتقت بالرغم من جاذبية الهوى والنفس الأمارة بالسوء ، ولذا قيل في الزيارة الجامعة (( وأرواحكم في الأرواح )) فرتقى أصحاب الحسين فتألفت أرواحهم و التحمت مع الحسين وأهل بيته ، فقد جاء رجل لأمير المؤمنين (عليه السلام) قال له : (( إني أحبك )) فقال له : كذبت قال لم ؟ قال لأني لا أحبك ، وبعد أيام كان من الخوارج ضد أمير المؤمنين (عليه السلام) .
ومثال على انجذاب الروح مع الحسين أغلق ابن زياد كل المنافذ للكوفة ورغماً على ذلك استطاع حبيب بن مظاهر أن يخرج لأن روحه متعلقة بالحسين (عليه السلام) وكذلك الطرماح الذي أراد الحر أن يرجعه فمنعه الحسين (عليه السلام) وقال : هؤلاء شيعتي .
وهذا مصداق ما اجتمع منهم ائتلف . السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين وعلى الأرواح التي حلت بفنائك
تلخيص الاستاذ / زاهر العبد الله
جديد الموقع
- 2025-04-27 أقوى تلسكوب في العالم لاستكشاف أسرار الكون
- 2025-04-27 برعاية سمو محافظ الأحساء وكيل المحافظة يدشّن النسخة الخامسة من مبادرة "امش 30"
- 2025-04-27 سمو محافظ الأحساء يرعى الحفل الختامي لميدان الفروسية بالأحساء لعام 2025 ويتوج الفائزين
- 2025-04-27 زوار معرض الرباط الدولي يشيدون بركن وزارة الشؤون الإسلامية: تجربة معرفية وتقنية تبرز ريادة المملكة في خدمة الإسلام
- 2025-04-27 زواج ثنائي سادة الهاشم (( الدكتور علي والمهندس حسين )) بالاحساء
- 2025-04-26 العمل التطوعي بين التنظير والممارسة
- 2025-04-26 تجربتان شعريتان في أمسية ابن المقرب
- 2025-04-26 أفراح الجاسم بالمطيرفي والبوحسن والخليف تهانينا
- 2025-04-25 سمو محافظ الأحساء يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة ماتحقق من إنجازات لرؤية المملكة 2030
- 2025-04-25 سمو نائب أمير المنطقة الشرقية: رؤية السعودية 2030 تواصل ترسيخ مكانة المملكة في مصاف الدول المتقدمة