ملخصات عاشورائية
2015/10/16 | 0 | 1320
لتوحيد العملي وهل نحن فعلاً موحدون أم مشركون ؟
( محمد المرهون )
مازال الشيخ أمجد الأحمد يحاور الفكر و العقل المثقف من خلال محاضراته و في الليلة الثانية من ليالي عاشوراء يعرض حقيقة مهمة وهي التوحيد العملي وهل نحن فعلاً موحدون أم مشركون ؟
سنترككم للتعرف على الجواب من خلال هذا التقرير ..
قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )
و إنطلق في حديثه من محورين
# المحور الاول : أهمية المعرفة التوحيدية
يسأل البعض لماذا الحديث عن التوحيد فهل نحن نعيش مشكلة إلحاد ؟
إنّ الإنسان جبل على الإيمان بالله .. الحديث ليس عن اثبات وجود الله === .. فالآية تشير إلى فطرة الدين في قوله تعالى ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها )
اصل اثبات وجود الله لا يحتاج إلى دليل و أنّ القران يستنكر على الشك في وجوده سبحانه في قوله تعالى { أفي الله شك فاطر السماوات والأرض } ..
تقع المشكلة في أنّ هذا الإيمان بالله في كثير من الأحيان لا يبتني على معرفة صحيحة .. فالهدف من هذا الإيمان أن يحقق الإستقامة .. ولاتتحقق الاستقامه دون معرفة .. ولا تتحقق العبادة لله تعالى بدون معرفة .
ورد في الحديث: ( إن الله عز وجل ما خلق العباد إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه ) .
و أهمية المعرفة التوحيدية تكمن في أنها أهم المعارف الإسلامية ..
إذا أُحكمت المعرفة التوحيدية أُحكم كل شيء .. بدون المعرفة التوحيدية لاتصل الى معرفة الرسول ومن ثم لا تصل الى معرفة الإمام ..
اللبنة الأولى للولاء لأهل البيت ع تكمن في المعرفة التوحيدية ولايمكنى التعمق في الولاء بدون الفهم السليم للتوحيد...
إنتهى بذلك من عرض لأهمية التوحيد و الإيمان و المعرفة به و هذا يعود حتماً بالنفع في حياة الإنسان وبهذا إنتهى المحور الأول و قبل الدخول للمحور الثاني إفتتح حديثه بالصلاة على محمد و آل محمد ..
# المحور الثاني : الآثار العملية لعقيدة التوحيد
كثير من تصوراتنا تجاه التوحيد هي تصورات غير حقيقية و مفهومها لدى الكثير لا يتعدى المفهوم النظري فقط ..
بينما التوحيد نظرية أساسية تغذينا في كل مجالات الحياة المختلفة منها الجانب الإقتصادي و السياسي و الاجتماعي و الثقافي و غيرها من المجالات..
ولذا كانت رسالات جميع الأنبياء بدأت بإعلان التوحيد لله تعالى ..
و ذكر الشيخ أنّه معرفة طبيعة اعداء الدعوة الإلهية يساعدك في فهم حقيقة هذه الدعوة .. فنلاحظ كل أعداء الأنبياء كانوا من المترفين المسيطرين على المجتمع لأنها تعارض مصالحهم.. ولأن في بث هذه الرسالة الربانية و دعوة التوحيد تشكل ثورة للمستضعفين ضدهم .. حيث لرسالة التوحيد بعد عملي كبير و عميق في تغيير الفرد والمجتمع ً ...
و عاد الشيخ الى الاية الكريمة التي صدّر بها المجلس في قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) .. فالله جلى و علا يمتدح الذين آمنوا به ثم استقاموا على نتيجة ذلك الإيمان حيث عاشوا التوحيد في عقولهم ثم حولوا التوحيد العقلي الوجداني إلى حركة وممارسة. و جاء الثواب منه سبحانه بأن تتنزل عليهم الملائكة و لهم الجنة ولا خوف عليهم و هذه الثمرات حتماً رغبة كل مؤمن ..
و تطرق الشيخ إلى مظاهر التوحيد العملي :
1. الطاعة و العبودية لله وحده..
أن يأتمر الإنسان بأمر الله فقط ولا يأتمر بأوامر المخلوقين إلاّ من أمرنا الله بطاعتهم .. وأن لا يتبع هواه فيضل عن سبيل الله قال تعالى :" أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً "
عندما يلهث الإنسان خلف غرائزه فهو يعيش الشرك العملي سواء علم بذلك أم لم يعلم ..
فعبادة الله تحررك من عبوديه الشهوة .. العبوديه لله جوهر الحريه .. أذل عبودية هي عبودية الشهوة .. من ترك الشهوات كان حراً .. من يتحرر من الدنيا لا تستطيع أي قوة في الأرض أن تستعبده ..
وهناك من يعبد الشخصيات من خلال التملق لها لما تملك من أموال أو جاه فينسى عبادة الله فهذا يؤمن بالله نظرياً و يشرك به عملياً .. قال تعالى " اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " و الأحبار و الرهبان إنما كناية عن تلك الشخصيات التي يعبدها الناس في كل زمن
2. يشعرك التوحيد أنّ المالك الحقيقي هو الله وحده .. كل ثروة يملكها الإنسان هي ملك لله سبحانة و تعالى إنما أعطانا المال كوديعة لا يجوز أن أتصرف فيها دون الوجه الشرعي الذي أمرني الله به .. والامتناع عن أداء الحق الشرعي و غيرها فهذا يعد من الشرك العملي بالله ..
3. نفي الطبقية في المجتمع .. المجتمع الذي يستشعر التوحيد فلا بد أن يكون كل النّاس في صف واحد .. فلا تغلب طائفه على اخرى ..
الله خلق الخلق ولم يجعل طائفة أفضل من أخرى .. و سخر كل شي لهذا الخلق ..قال تعالى :" الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ "
الانسان المتكبريعيش مشكلة إيمانية عليه ان يراجع إيمانه و توحيده .
4. يعيش الرحمة و المحبة لكل النّاس و أن ينفتح على الناس من خلال إنفتاحه على الله
و أن يتسامح و يتعايش مع الآخرين لأنهم من أصل واحد... ومخلوقون لرب واحد ...
5. لا يخاف احداً سوى الله .. "فلا تخافوهم وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "
من الممكن احياناً تضطرب لحدث ما لكن لا يسيطر عليك الخوف بحيث يغير مسيرك .. و ان تبقى ثابت في المواقف التي يجب فيها الوقوف بصمود و ثقة ..
( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )
يجب ان لا تزيدنا التهديدات إلا إيمانا وثباتا و هذا الحضور المبارك دليل على الايمان والإصرار على احياء الشعائر الحسينية ..
جلوسنا في هذا المجلس انتصار في وجه أولئك المجرمين فلم يستطيعوا ان يخيفوا المؤمنين...
و جاء الشيخ أمجد بالآية التالية ليطبقها على واقعنا الذي نعيشه من خلال تهديدات داعش .. فقال تعالى :" إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "
داعش مصداق للشيطان يخوف أولياءه ولكنه لا يخوّف المؤمنين ..
هنيئاً للحضور هذا الايمان .. و الشكر للشباب الذين يحرسوا ويحموا المؤمنين .. وهؤلاء مصداق للاية الكريمة ( فزادهم ايماناً )...
وأخيرا تحدث الشيخ أمجد عن منطلق ثورة الإمام الحسين عليه السلام وأنها كانت ثورة توحيدية خالصة لله فقد كان يدعو لتوحيد الله توحيد معرفي عملي حقيقي
و كان يزيد يدعو الى الشرك بالله و لهذا لم يستسلم الإمام ولم يقبل بالذل والخنوع ليزيد الظالم لأنه لايعرف الانقياد الا لله تعالى.
ولذا وقف يوم عاشوراء وأطلق كلمته للتاريخ ( هيهات منا الذله ) وبين لنا أن هذا الشعار انطلاقا من توحيده وايمانه بالله تعالى ( يأبى الله لنا ذلك )
كما قال الشاعر :
طمعت أن تسومه القوم ضيما
وأبى الله والحسام الصنيع
كيف يلوي على الدنية جيداً
لسوى الله ما لواه الخضوع
فأبى أن يعيش إلا عزيزاً
أو تجلى الكفاح وهو صريع
و علينا أن نقتدي بهذا الإمام لننطلق في ليالي عاشوراء لإحياء التوحيد وأن يكون له الحضور في مختلف جوانب حياتنا
اضغط للاستماع
جديد الموقع
- 2025-11-09 البطلة السعودية مها الحملي تحقق المركز الأول في الجولة الخامسة من بطولة العالم " رالي قطر باها "
- 2025-11-09 غرفة حفرالباطن ووزارة البلديات والإسكان تنظّمان ورشة "تأهيل مزوّدي خدمات المدن"
- 2025-11-09 توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة الأحساء والمركز الوطني للمنشآت العائلية
- 2025-11-09 طواشي الكناني مديرًا عامًا للتعليم بالأحساء
- 2025-11-09 الاجتماع الأول للإعلام الرياضي بصحفيي الأحساء
- 2025-11-09 افراح النويحل والمحيفيظ بالهفوف
- 2025-11-09 تقني الشرقيه تطلق المسابقه التقنيه للروبوتات والذكاء الاصطناعي "راتك 2025"
- 2025-11-09 ضمن فعاليات "بيبان 25".. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تفوز بالمركز الثاني في تصنيف أفضل الجامعات الريادية
- 2025-11-09 د.صبري زيادة استشاري جراحة العظام بمستشفيات الحمادي.. في حديث عن: تأثير الكوليسترول على عظام الجسم
- 2025-11-09 اليوم .. انطلاق «صيدن» على قناة السعودية برؤية تجمع التوعية والترفيه