
2016/12/13 | 0 | 10281
كاريزما الدكتور صادق العمران
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وسلام على عباده الذين اصطفى.
كلمة كاريزما (Charisma) تعني بشكل عام الهيبة، وتعني سياسيًّا بريق الشخصية وجاذبيتها، وتعني اجتماعيًّا جاذبية جماهرية آسرة وحضور ملحوظ وموهبة بارزة[1]. فالشخصية الجذابة عادة ما تكون محبوبة من قبل الآخرين ويكون لها جاذبية ساحرة مؤثرة في الآخرين بشكل إيجابي. فالأشخاص الذين يمتلكون هذه الكاريزما تبقى صورتهم مرسومة في أذهان من يراهم للوهلة الأولى.
ومن الشخصيات البارزة في مجتمع الأحساء الذين يتمتعون بهذا النوع من الكاريزما في عصرنا الراهن هو الدكتور صادق بن عبد الله العمران. فالدكتور صادق له هيبة ملفتة في أي وسط يتواجد فيه، وفي شخصيته جاذبية وبريق يشدك إليه، ولشخصيته حضور مؤثر في المجتمع.
هذه الشخصية التي أسرت عقول وقلوب الأحسائيين صغارًا وكبارًا، ذكورًا وإناثًا. أحبه الحوزويون والأكاديميون والمثقفون وعامة الناس. وأحبه زملاؤه في العمل ومديروه ومرؤوسوه. وأحبه أهله وأسرته وأصدقاؤه. ويحترمه القريب والبعيد، سواء داخل المملكة أو خارجها من الدول المجاورة، وبالذات البحرين والكويت. يا ترى ما السر في شخصية الدكتور صادق حتى يمتلك قلوب الجماهير بشكل ملفت للعيان؟ هذا ما سوف أسلط الضوء عليه من خلال هذا المقال الذي يحلل كاريزما الدكتور صادق من عدة جوانب منها التربوية والسلوكية، والعلمية والعملية، والإدارية والقيادية، والخدمة الاجتماعية، لكي نستلهم من شخصيته وسيرته الدروس والعبر لتكون نبراسًا للأجيال القادمة من أبنائنا وبناتنا.
- مولد ونشأته:
وُلد الدكتور صادق في مدينة الهفوف بالأحساء، وهو من مواليد 17 ذي الحجة 1384هـ الموافق 19 إبريل 1965م. تربى وترعرع في كنف والديه رحمهما الله تعالى. فقد والديه مبكرًا إذ لم يتجاوز عمره 15 سنة عند رحيلهما إلى الرفيق الأعلى. وكان منزلهم يقع في حي الفاضلية بالقرب من سوق الخميس بالأحساء سابقًا، حيث عاش فيه سنين طفولته. وبعد رحيل والديه، تكفل أخوه الأستاذ أحمد وأخته الفاضلة آمنة بتربيته وتربية أخوته الأصغر منه سنًّا، ثم انتقلوا جميعا ليعيشوا في منزل أخيهم أحمد في حي محاسن بالأحساء. تربى الدكتور صادق تربية صالحة وتربية واعية بأهمية التعليم وتحصيله.
- دراسته وتعليمه:
تخرج من ثانوية الملك خالد بالهفوف عام 1983م الموافق 1403هـ. ثم التحق بكلية الطب بجامعة الملك فيصل بالدمام، وتخرج منها بدرجة البكالوريوس في الطب والجراحة في عام 1990م. حصل على زمالة المجلس الأردني لطب الأطفال في عام 1996م. كما حصل على البورد العربي لطب الأطفال في عام 1996م. وحصل على زمالة التخصص الدقيق لطب الكلى لدى الأطفال من مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض في عام 2000م. والزمالة الطبية في المملكة العربية السعودية تعادل درجة الدكتوراه في الطب. وبهذه المؤهلات العلمية أصبح الدكتور صادق يشار إليه بالبنان من خلال عمله في مستشفى الولادة والأطفال بالأحساء كاستشاري لطب الأطفال وأمراض الكلى لدى الأطفال، ومن خلال الدراسات والبحوث التي قام بها خلال مشوار عمله، ومن خلال تدريسه وتدريبه لطلاب الدراسات العليا. إضافة إلى ذلك أصبح مدربًا مختصًا في مهارات التواصل والاستشارات الطبية. وما زال في تحصيل مزيد من العلم من خلال الدورات المتخصصة والمشاركة في كثير من المؤتمرات الطبية داخل المملكة وخارجها. فهو يتقصى المعلومة الجديدة أنى وجدت.
- الدراسات والبحوث:
قام الدكتور صادق بكثير من الدراسات والبحوث الطبية في طب الأطفال وبالذات أمراض الكلى لدى الأطفال في الأحساء. وهذه بعض الدراسات والبحوث العلمية التي تناولها:
الأعراض غير المعوية لمرض السالمونيلا لدى الأطفال بالأحساء.
- الغسيل البريتوني والالتهابات الفطرية.. أسبابها وطرق علاجها.
- العلامات الإكلينيكية لمرضى الإسهال الخلقي بسبب تسرب الكلوريد وتأثيراتها على الكلى.
- التكلسات والفشل الكلوي المزمن نتيجة لترسب الأوكسلات.
- دراسة أسباب التحلل الخلوي لأمراض الأورام ووضع بروتوكول الوقاية من الفشل الكلوي والترسبات الملحية بسبب التحلل الخلوي لأمراض الأورام.
- تقارير عن بعض الآثار الجانبية لعلاجات رفض الكلى المزروعة لدى الأطفال.
- أنواع أمراض الكلى لدى الأطفال بالأحساء.. دراسة قائمة.
- أمراض الكلى لدى الأطفال المصابين بأمراض فقدر الدم المنجلي.. دراسة قائمة.
- تفضيل الرضيع لأحد الثديين عند الرضاعة بالأحساء.. ملاحظات وتفسيرات.
- حياته العملية:
حياته العملية حافلة بالمهام والإنجازات الملموسة لدى كثير من المسؤولين والزملاء والمستفيدين من الخدمات الصحية في محافظة الأحساء. فقد تقلد كثيرًا من المناصب الطبية والإدارية خلال مشواره العملي، وهي كالتالي:
استشاري طب الأطفال وأمراض الكلى لدى الأطفال بمستشفى الولادة والأطفال بالأحساء، من عام 2000م إلى يومنا هذا.
- مساعد المدير للخدمات الطبية والعلاجية والمدير الطبي بمستشفى الولادة والأطفال، من 2015م – نهاية شهر نوفمبر 2016م.
- رئيس قسم الأطفال بمستشفى الولادة والأطفال، من 2011م إلى 2015م.
- مدير مستشفى الولادة والأطفال بالإنابة في 2009م.
- مساعد مدير مستشفى الولادة والأطفال للشؤون الفنية في 2009م.
- مدير الخدمات الطبية بمستشفى الولادة والأطفال، من 2007م إلى 2008م.
- رئيس قسم الأطفال ونائب مدير الخدمات الطبية بمستشفى الولادة والأطفال، من 2006م إلى 2007م.
- مدير شؤون المرضى ونائب مدير الخدمات الطبية بمستشفى الولادة والأطفال، من 2005م إلى 2007م.
- مدير العيادات الخارجية والإسعاف في مستشفى الولادة والأطفال، من 2004م إلى 2005م.
- . مدير الدراسات العليا لطب الأطفال بمستشفى الولادة والأطفال، من 2000م إلى 2004م.
- المهام العملية:
الشؤون الصحية بالأحساء أسندت إلى الدكتور صادق بعض المهام العملية لتأسيس أقسام طبية وصحية في بعض المنشآت الصحية في محافظة الأحساء، على سبيل المثال:
تأسيس قسم الأطفال بمستشفى الأمير سعود بن جلوي عام 1997م.
- تأسيس أول وحدة لأمراض الكلى والغسيل الكلوي الصفاقي بالأحساء عام 2000م.
- شارك في تأسيس نادي طب الأطفال بالأحساء.
- رئيس أول فريق لمكافحة العنف الأسري بالأحساء.
- العضويات:
اهتم الدكتور صادق بالانتساب إلى الجمعيات (غير الربحية) المتخصصة في أمراض الكلى وبالذات كلى الأطفال، محليًّا ودوليًّا لإيمانه بأهمية هذه الجمعيات في نشر الوعي الصحي لمرضى الكلى، ومتابعة كل ما هو جديد في أمراض الكلى. وقد انتسب إلى عضوية الجمعيات التالية:
- جمعية طب الأطفال السعودية.
- الجمعية السعودية لأمراض الكلى.
- الجمعية العربية لأمراض الكلى.
- الجمعية العربية لأمراض الكلى لدى الأطفال.
- الجمعية العالمية لأمراض الكلى لدى الأطفال.
- الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى.
- مجلس إدارة جمعية الكلى السعودية.
- التثقيف الصحي والعمل الاجتماعي:
على الرغم من انشغاله علميًّا وعمليًّا، إلا أن الدكتور صادق لم يغفل الخدمة الاجتماعية حيث أصبحت سمة بارزة في شخصيته. فقد اهتم كثيرًا بالتوعية الصحية والتثقيف المستمر وذلك خدمة للمجتمع. كما أن له أيضًا خدمات جليلة في غير المجالات الصحية. وهذه بعض الخدمات الاجتماعية التي قام بها في مسيرة حياته المشرقة بالعطاء، وما زال على هذا المنوال إلى يومنا هذا:
- كتب العديد من المقالات الطبية والصحية، وقد نشرت في الصحف اليومية والدوريات والنشرات الطبية والمواقع الإلكترونية.
- المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية المحلية والعالمية متحدثًا وحضورًا.
- تدريب مهارات التواصل والاستشارات الطبية.
- تدريب وتدريس طلاب الطب للدراسات العليا بالمستشفى.
- عضو في لجنة التقييم والاختبارات لأطباء البورد السعودي.
- رئيس نادي طب الأطفال بالأحساء، من 2010 إلى الآن.
- عضو مجلس إدارة نادي العدالة بالحليلة، من 2006م إلى 2016م.
- نائب رئيس نادي العدالة الرياضي حاليا.
- عضو فريق حماية الطفل بالأحساء.
10. رئيس فريق مكافحة العنف الأسري.
11. رئيس مجلس أسرة العمران.
12. المشرف العام لشبكة هجر الثقافية لأكثر من 10 سنوات.
- تحليل كاريزما الدكتور صادق:
بعد أن استعرضت سيرته الذاتية الحافلة بكثير من الانجازات العلمية والعملية والاجتماعية، سوف أحلل كاريزما الدكتور صادق وفقًا لجاذبيتها القوية للأشخاص الذين احتكوا به وتعاملوا معه على جميع المستويات. وسوف أتناول تحليل شخصيته من خلال خمسة عناصر.
أولا: التأثير على الآخرين:
يمتلك الدكتور صادق الحضور الجذاب الذي مكنه من التأثير في الآخرين إيجابيًّا لتطوير قدراتهم الذاتية أو قيادتهم بالشكل الفعال نحو التطوير. وكذلك امتلك الأدوات – من علم وكفاءة ودراية وجودة في العمل - كلها مكنته من التأثير في البيئة الخارجية من حوله، بأي مكان تواجد فيه، وبالتالي يتغير الأشخاص المتواجدون في تلك البيئة بشكل غير مباشر.
ثانيًا: النجاح في العمل:
حقق الدكتور صادق نجاحًا باهرًا في عمله، سواءً كان طبيبًا أو مديرًا أو قائدًا أو أستاذًا أو مدربًا أو مستشارًا أو مرشدًا. وقد حقق هذا النجاح من خلال تطوير جاذبية شخصيته، فتولدت لديه تلك الكاريزما التي مكنته من التأثير القوي على الأشخاص الذين عمل وتعامل معهم، وذلك لتحقيق الفعالية في أداء المهام وبالتالي تحقيق النجاح متمثلا في تحقيق الهدف الذي يصبو إليه. فالنجاح الذي حققه في حياته العملية لم يكن محض الصدفة أو خاضعًا للبركة فحسب، وإنما كان ثمرة فكر سديد وتخطيط سليم وجهود مضنية في سبيل تحقيقه.
ثالثًا: إقامة العلاقات الشخصية الناجحة:
أصبح الدكتور صادق بما يمتلك من كاريزما يشار إليه بالبنان فيما يخص قدرته الفائقة على إقامة وبناء علاقات شخصية ناجحة مع الآخرين، كالعلاقات الأسرية والاجتماعية والصداقة والزمالة والعلاقات الأبوية. على سبيل المثال، استطاع أن يجذب الشباب إليه فتولدت بينه وبينهم علاقات متينة. وفي جانب آخر، ترى كبار السن يأنسون لمجالسته لأنه يظهر اهتمامًا ملموسًا بهم وبأوضاعهم الصحية وبذكرياتهم؛ وبما يملكون من خبرات ثرية في حياتهم. وهذه الروح ذاتها سوف تجدها في علاقته مع أصدقائه وزملائه ومع أفراد المجتمع على تنوعهم.
رابعًا: حل المشكلات:
بما يتمتع به الدكتور صادق من كاريزما استطاع كثيرًا أن يحل المشكلات المعقدة سواء في الحياة الخاصة لأصدقائه، أو في بيئة العمل لزملائه، أو لبعض أفراد المجتمع. حيث من خلال اتساع اطلاعه على كثير من جوانب الحياة، وبقدرته على التفكير المتزن المدروس، وبقدرته أيضًا على الإقناع، كل ذلك ساعده على حل مشكلاتهم.
خامسًا: الحوار الفعال مع الآخرين:
كاريزما الدكتور صادق الجذابة تعتبر مصدر قوة في حواره مع الآخرين لتوضيح وجهة نظره وقدرته على إقناعهم لتبني رأيه، سواء في بيئة العمل أو الحياة الاجتماعية والأسرية. وتبني رأيه من قبل الآخرين نابع من كون رأيه يتسم بالمنطقية والقابلية للتنفيذ. لذلك تجد كثيرًا من أفراد المجتمع وخاصة المثقفين منهم يأنسون برأيه فيرجعون إليه في شؤونهم العملية والاجتماعية وشؤونهم الخاصة.
- مقومات كاريزما الدكتور صادق:
من مقومات شخصية الدكتور صادق الجذابة هي اتصافه بالإيمان والعمل الصالح، والتواضع الجم، والجدية والاتقان، وسرعة البديهة، وسعة الاطلاع المعرفي والثقافي. وهذه المقومات أعطت مصداقية كبيرة لشخصيته الجذابة، إذ أنها لم تأتِ من فراغ أو تصنع وقتي. وإنما كانت جزء لا يتجزأ من كينونته. فالإعجاب بشخصيته والانجذاب إليه من قبل محبيه ومريديه صادر عن وعي تام بحقيقة هذا الصادق.
- الإيمان والعمل الصالح:
امتزجت شخصية الدكتور صادق الكاريزمية مع الإيمان والعمل الصالح فازداد حبًّا ومودة في قلوب المؤمنين. وقد مدح الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز الأشخاص الذين آمنوا وعملوا الصالحات وبشرهم بأنه سوف يجعل لهم في قلوب المؤمنين حبًّا ومودة، حيث قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا﴾[2]. أورد السيد الطباطبائي في الميزان عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله: ﴿سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا﴾ ما هو؟ قال: المحبة في قلوب المؤمنين والملائكة المقربين)[3].
لا يختلف عليه اثنان، أن الدكتور صادق يتحلى بالإيمان والذوبان في الله سبحانه وتعالى. ويده البيضاء والكلمة الطيبة وفكره النير وعلمه الغزير يشهدون له بالعمل الصالح في جميع الأصعدة، داخل المستشفى وخارجه. فهنيئا لمجتمع فيه مثل شخصية الدكتور صادق.
- التواضع الجم:
المتتبع لسيرة الدكتور صادق سواء في بيئة العمل، أو في المحافل والمؤتمرات العلمية، أو في الفعاليات الاجتماعية، يلمس التواضع الجم في شخصيته حيث أصبحت سمة بارزة لا تنفك عنه. يجلس مع الصغير والكبير ومع العالم والجاهل، ويتبادل معهم أطراف الحديث بكل أريحية. لذلك تجد محبيه من جميع شرائح المجتمع.
- الجدية والاتقان:
عندما يُسنَد إليه مهمة من المهمات سواءً في عمله الرسمي أو في أي عملي تطوعي، كان يوليها جل اهتمامه بجدية تامة لكي ينجزها على أتم وجه وبشكل متقن، إيمانا منه بقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾[4]. وامتثالا لما ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف: ﴿إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه﴾[5]. وكما يتقن عمله، يطلب من الآخرين الذين يُسنِد إليهم بعض المهام أن يتقنوا عملهم على أكمل وجه.
- سرعة البديهة:
من نعم الله تعالى على الدكتور صادق أنه يتمتع بسرعة البديهة، كما يقال في المثل الشعبي: "يفهمها وهي طايرة". لا تمر عليه معضلة أو موقف أو تصرف إلا وله رد سريع يلامس الوتر الحساس لتلكم المواقف والتصرفات والمعضلات. وهذه النعمة – أي سرعة البديهة - وممارستها بشكل عفوي وسريع تنم عن قدرة فائقة في استرجاع المعلومات واستحضارها بشكل سريع وإسقاطها على الموقف الحالي.
- سعة الاطلاع المعرفي والثقافي:
بالإضافة إلى غزارة علمه في تخصصه واهتمامه في البحث عن كل جديد في مجال عمله، فقد اهتم الدكتور صادق كثيرًا بتوسيع معارفه العامة وثقافته في كثير من العلوم الإنسانية والدينية، فهو نهم القراءة بامتياز. لذلك إذا حضر أي ندوة أو محاضرة في غير تخصصه تجده يثري اللقاء بالنقاشات الهادفة والأسئلة البناءة التي تدل عن وعي معرفي وثقافي منقطع النظير.
وقد أولى اهتمامًا كبيرًا بالرياضة بكل تفاصيلها منذ نعومة أظفاره إلى يومنا هذا. واهتمامه بالرياضة لم يكن اهتمامًا سطحيًّا إنما عن علم ومعرفة وقراءة؛ ومتابعة لكثير من الدوري الرياضي المحلي والإقليمي والدولي، والأولمبيات الرياضية العالمية وغيرها من الفعاليات الرياضية. ومن هذا المنطلق اهتم كثيرًا بالشباب الذين يمارسون الرياضة أو يعشقونها فاحتواهم بشكل إيجابي، فالتفوا حوله.
- سر التفاف الشباب حول الدكتور صادق:
استطاع الدكتور صادق بشخصيته الجذابة أن يحتوي الشباب وبالذات من هم في سن أبنائه من خلال روحه الشبابية المرحة في جميع مراحل عمره حتى هذه اللحظة، ومن خلال تبنيه لكل ما يهم الشباب في حياتهم الاجتماعية والعلمية والعملية؛ وما يمس هواياتهم. على سبيل المثال تجده يهتم بالرياضة بجميع أنواعها في البيت والعمل والحياة الاجتماعية، متابعة وقراءة وتحليلا. وما انتسابه إلى نادي العدالة الرياضي بالحليلة إلا من منطلق اهتمامه القوي بالشباب. مثال آخر على اهتمامه بالشباب، هو ما يبذله من جهود مضنية في تدريس وتدريب طلاب الطب في الدراسات العليا، لذلك تجد معظم طلابه في البورد السعودي يجتازون الاختبارات النظرية والإكلينيكية بنجاح من أول محاولة. ومثال ثالث، احتضن كثيرًا من الأقلام والكفاءات الشبابية التي كانت تشارك في شبكة هجر الثقافية، كتابة وتقنيًّا، ولأكثر من عشر سنوات.
وفي رأيي، قلما تجد شخصية في مثل شخصية الدكتور صادق بهذه الروحية الفذة في احتوائه للشباب وتوجيههم نحو التميز والتألق في كثير من مجالات الحياة. بهذا يتضح لنا سر التفاف الشباب حول الدكتور صادق لأنه أحبهم بصدق فبادلوه الحب بكل جوارحهم.
- وختامها مسك:
معرفتي بالدكتور صادق بدأت من السنة الأولى الثانوي حيث كنا ندرس في ثانوية الملك خالد بالهفوف، أي من عام 1981م. وقد تولدت بيننا صداقة متينة وما زالت مستمرة إلى يومنا هذا، وهذه الصداقة تزداد عمقًا يومًا بعد يوم. قد يكون كلامي فيه وفي شخصه الكريم مجروحًا، لكنني صورت الواقع بكل حيثياته وبكل صدق وأمانة. وأخال أن جميع من يعرف الدكتور صادق يشاطرني الرأي ذاته فيما كتبته عنه في هذه المقالة القصيرة. ولربما يقول أحدهم قد أغفلت شيئًا مهمًّا عن شخصيته الفذة لم أتطرق إليه في المقالة.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرجعه إلينا من رحلته العلاجية سالمًا معافى بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها، فنسعد جميعا بشفائه، ونرافقه في مشوار الحياة إلى نهايته ونحن جميعا في صحة وعافية.
يَا صَادِقًا أُبْدِي إِلَيْكَ حَنِينِيَا
يَا صَادِقًا أُبْدِي إِلَيْكَ حَنِينِيَا
فَغِيَابُكُمْ أَشْجَى الْعُيُونَ وَقَلْبِيَا
وَاقْبَلْ مِنَ الْخِلِّ الْحَبِيبِ حَنِينَهُ
فَالْبُعْدُ قَدْ زَادَتْ بِهِ أَشْجَانِيَا
كَمْ يَا تُرَى مِنْ بُلْبُلٍ أَبْدَى لَكُمْ
شَوْقًا هُنَا يَشْدُو لَكُمْ أَبْيَاتِيَا
فِي شَخْصِكُمْ قَلَّ الْمَثِيلُ لِمَا لَكُمْ
مِنْ مَنْهَجٍ رَاقٍ بَنَى أَوْطَانِيَا
مَنْ مِثْلُكُمْ يَسْعَى إِلَيْكُمْ عَالِمٌ
مِنْ كُلِّ حَدْبٍ رَاغِبًا أَصْدَائِيَا
جديد الموقع
- 2025-04-19 ملتقى الأحباب الاول للاعبين القدامى لفرق الحواري
- 2025-04-19 أفراح الملفي والعبود تهانينا
- 2025-04-18 القراءة في كتاب أصول الإملاء
- 2025-04-18 اقرأ تفهم نفسك أكثر
- 2025-04-18 في يوم الكتاب...
- 2025-04-18 رجز الطف وأغرالضه
- 2025-04-18 في ذكرى العلامة الشيخ حسين الخليفة
- 2025-04-18 سمو محافظ الأحساء يطّلع على التقرير السنوي لشرطة المحافظة
- 2025-04-18 بيت الشعر يختتم ورشة الإلقاء ومسرحة القصيدة
- 2025-04-18 وشم ايراك السخي رواية للكاتبة العراقية سناء النقاش