2025/04/12 | 0 | 188
(شيءٌ لا بُدَّ أن يكون)
شيءٌ لا بُدَّ أن يكون
لا بُدَّ أن تتصفَ بهِ القصيدةُ التي كتبتَها
لا بُدَّ أن تتحقَّقَ مِنْ ذلك قبْلَ نشرِها
لا بُدَّ أن ترى فيها ما فيك
ما في وعيِكَ، ما في أعماقِ أعماقِك
لا بُدَّ أن تشعرَ حين قراءتِها بشيءٍ كان فيك
بشيءٍ يُحرِّكُكَ مِنَ الداخل
بنكهةٍ يتذوَّقُ طعمَها اللسان
لسانُ روحِكَ لا اللسانُ الذي في فمِك
لا بُدَّ أن تشعرَ بالأنْسِ المشوبِ بشيءٍ ما
وبفرحةٍ لا تتعلَّقُ بشيء
إلا بروحِكَ حينَ تسمو
وبأحاسيسِكَ التي تتدفَّقُ مِنْ ينبوعِ الفؤاد
فإذا كان هكذا جَوُّ قراءةِ قصيدتِكَ منك
فإنَّ جَوَّ قراءتِها مِنْ غيرِكَ هكذا يكون
ذلك لأنَّ الإنسانَ هُوَ الإنسان
خصوصاً إذا كانَ غرضُ التعريفِ لَمْحَ الصِّفة
وكنتَ الإنسانَ حينَ تَدَفُّقِ ينبوعِ الكلماتِ مِنْ داخلِك
شيءٌ لا بُدَّ أن يكون
فإذا كانت قصيدتُكَ وكنت
فاعلمْ بأنَّ نشرَها قد حان
ذلك حين يرى الناسُ أنفسَهم فيها
أرواحَهم التي تحومُ حولَها
وحين ترى أنَّكَ بعضُ هؤلاء الناس
فالذي يُردِّدُ كلمةَ لماذا لا يُفهَمُ ما أقول
يُردِّدُها اعتذاراً لنصٍّ هو قائلُهُ
لنصٍّ هو جمهورُهُ الوحيد
لنصٍّ هو فيهِ المخاطِبُ والمخاطَب
لنصٍّ يكونُ وقتُ انطفائِهِ سريعاً
كسرعةِ انطفاءِ لُفافةِ دخانٍ تُرمَى في وحل
أو تُداسُ بالأقدامِ للتخلُّصِ منها
فما لا يُؤثِّرُ في الناسِ لا يبقى في قلوبِهِم طرفةَ عين
وما لا يُؤثِّرُ لا متى لهُ ولا أين .
