
2014/10/31 | 0 | 1467
سماحة الشيخ محمد العباد : دور عاشوراء في التشيع
- النقطة الأولى : هل الثورة الحسينية أسست التشيع أم أوجدت نموذجا مجسدا لمبادئ التشيع ؟
بدأ الشيخ حديثه بهذا التساؤل . وأشار إلى فريق يرى بأن الثورة أسست لمذهب التشيع كأي مذهب تاريخي في تحولات الأحداث وهذا الرأي كان بعض المستشرقين يثيره . وهذا الرأي يذهب إلى أن المذهب لا جذور قرآنية أو لا أصل نبوي لمساره . وتبعا لذلك كان بعض الباحثين يشير إلى أن التشيع له بعد سياسي في نشأته وانطلاقه وليس له الجذور الدينية الأصيلة .
وفي صدد الإجابة والرد على هذا الرأي استدل بحديث نبوي معروف ذكره ابن عساكر حينما نزلت الآية التي في ذي لها : ( أولئك هم خير البرية ) .. مشيراً النبي إلى علي بمحضر الصحابة إلى أن المقصود بها أنت وشيعتك . وهذا كاف لرد الرأي الأول وإلى أن للشيعة كمصطلح ومذهب جذور في الكلام النبوي وهناك الكثير من الأحاديث التي استعملت هذه التسمية .
إذا لم يكن التشيع وليد من الثورة إنما الثورة ألهمته مساراً وترجمت قيمه ومبادئه وترجم الإمام الحسين في حركته نموذجا تطبيقيا جسد فيه المنهج الصحيح للمذهب الموصل لخط السنة الأصيل . وهذا النهج رسمه من قبل أبوه الإمام علي وأتباعه والإمام الحسن .
بعدها انتقل إلى النقطة الثانية : ماهي المباديء التي جسدها الثورة ؟
واستعرض 5 مبادئ . وهي :
1- تحديد المسار من خلال أهل البيت . أي أن الأولى في رسم مسار الأمة هم أهل البيت وليس غيرهم وهو خط أبيه وأخيه وقد بينه الإمام الحسين في مقولته الشهيرة : (( أسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب )) . فهم منهج مكمل وخطة مسار متسلسلة .
2- العلاقة بين القائد والمجتمع الولائي حيث جسدت الثورة حالة الذوبان والتسليم القيادي الأمين النصوح المخلص لأمته ومبادئه . وأوضح الإمام للأمة كيف يكون حال المجتمع حينما يستمر عليه من ليس أهلا للقيادة . ويرسم لنا كيف يكون الانتصار للقيم والحياة بالشهادة والتضحية تحت لواء القائد الحقيقي والمربي الأب لأمته .
3- الوعي السياسي للأحداث واستشهد بالحديث النبوي (( العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس )) . وقد ألهمت الثورة الجماهير منذ القدم حالة الوعي واليقظة لكل مسلم حر ولكل ثائر مطالب بالحق واتسم المذهب بهذه الحالة العميقة وتميز بها عن سائر المذاهب .
4- معنى الإنسانية في الصراع . حيث تعلمنا الثورة كيف نتعامل أخلاقيا وتسامح حتى مع أعدائنا والثورة مليئة بالوقائع التي تجسد ذلك .
5- انتشار التشيع . مما أدى للأخر أن يتهم الثورة الحسينية ويشوهها ويضلل الناس عنها . ولأن الآخر يعرف أنه إذا انفتح الناس على الواقعة وفهموها فيؤدي إلى حدوث تغيرات ويتعرف الناس إلى خط أهل البيت ومذهبهم . وضرب الشيخ أمثلة بالمتشيعين وبعض الكتاب الذين صدرت منهم مواقف وآراء جراء قراءته العميقة والموضوعية للواقعة .
وختم الحديث بكلمات أثار فيها العاطفة الحسينية حول أهمية المنبر والمآتم ودورها التعبوي والعاطفية والفكري في صقل شخصية الشيعي الموالي . والمنبر الحسيني بحق هو مدرسة للأجيال والثوار منذ أن أشعل الشرارة أبو الأحرار والدرب لم ينته .
جديد الموقع
- 2025-06-12 شهادات بلا أخلاق
- 2025-06-12 نزار قباني وظاهرة الإقبال الجماهيري
- 2025-06-11 أفراح الخويتم والحليمي تهانينا
- 2025-06-11 القراءة في كتاب أصدقاء عبر الزمن
- 2025-06-11 اختلاف النظرة إلى الجمال باختلاف البلدان
- 2025-06-11 عتبات الأضواء بعض من أثر أضواء العتبات قراءة في ديوان (على عتبات الأضواء) للشاعر المهندس ناصر الوسمي.
- 2025-06-11 الملتقى السنوي الثالث لمجموعة التمكين الشامل والشرق الأوسط للرعاية النهارية بالاحساء 2025
- 2025-06-10 القراءة في كتاب 5000 سطر في تمر هجر
- 2025-06-10 قلق الرياضيات مُعدٍ وينتقل من ولي الأمر إلى طفله. كيف يمكن كسر هذه الحلقة المفرغة
- 2025-06-10 رضا الحجاج عن الخدمات العلاجية يسجل ارتفاعًا ملحوظًا في منشآت تجمع مكة الصحي خلال حج 1446هـ