
2014/11/03 | 0 | 1563
سماحة الشيخ محمد العباد :الحوزوي والأكاديمي تكامل لا تصادم
- النقطة الأولى / إشكالية العلاقة بين الحوزوي والأكاديمي .
طرح الشيخ اتجاهين ينظران لطبيعة العلاقة بين الحوزوي والأكاديمي .
الاتجاه الأول : يرى أنه لا يمكن إيجاد علاقة بينهما . وممن ذهب لهذا المفكر الإيراني عبد الكريم سروش وكاتب عراقي في مقال مطول له اسمه عبدالستار باري . وقد ذكروا أسباب دعتهم للقول بهذا الرأي . منها :
1- الاختلاف الكبير بين علوم الحوزوي وعلوم الجامعة . فيستحيل عندئذ إيجاد علاقة .
2 - الحوزة بيدها زمام الأمور . بعكس الجامعة ليس لها دور في نظر الحوزة . إنما المرجع الأم هي الحوزة ممثلة بالولي الفقيه وهو أعلى سلطة دينية في إيران كنموذج للدولة الإسلامية . وبالتالي نفوذ الحوزة هنا أقوى وأكبر من الجامعة وحراكها . فكيف تقيم الجامعة علاقة مع من أكبر منها نفوذا وصلاحية ؟ فحتما ستتلاشى وتضيع طبيعة الرابطة أمام الحجم الكبير للحوزة .
3- طبيعة خطاب كل فئة مختلف . فالخطاب الحوزوي متحجر متشدد منغلق . أما الجامعة فخطابها منفتح متقبل لﻵراء .
4 - منهجية الطرح الحوزوي مختلفة عن المنهجية الجامعية .
هذا أبرز الأسباب لأصحاب الاتجاه الأول والذين لا يرون إمكانية إيجاد علاقة .
# الاتجاه الثاني : يرى أنه بالإمكان إيجاد علاقة وتوحيد بين الحوزة وبين الجامعة والجمع بين رحل الدين والأكاديمي . وقد عالجوا الأسباب التي طرحها أصحاب الاتجاه الأول .
1- إن الاختلاف بين العلوم الحوزوية وبين العلوم الجامعية هو أمر طبيعي . وليس المطلوب توحيد العلوم حينما نريد إيجاد رابط وعلاقة . إنما لتبقى استقلالية وكل علوم تصب في جهة تخدم بحسب اتجاهها . أي أن الاختلاف مهما كان طبيعته لا يمنع من إيجاد جوانب مشتركة بينهما . خاصة حينما نعلم في إيران مثلا أن المنتسبين للحوزة أو الجامعة هم من دين واحد وبينهما علاقات . المهم أن العلوم لا تصطدم مع ما يؤمن به المنتسبون لها .
2- السلطة الدينية في إيران هي العليا وهم ينتمون للحوزة . وهذا النظام هو باختيار الشعب . فالامتياز الذي يتحسس منه بعض الأكاديمين أصحاب التوجهات الثقافية من هذا النظام غير صحيح . لأن هذا النظام الدستوري جاء بانتخاب واختيار . والقانون في كل دولة ينبغي أن يعمل به ولا يصح أعتبار هذا النفوذ منسوبا لرجال الدين على حساب الأكاديمين كجهة أقل رتبة . إنما هذا الأمر جاء عن فهم خاص للعلماء في النظام الإسلامي وصوت عليه الشعب .
4- الاختلاف في لغة الخطاب هي طبيعية . وليس من الصحيح اعتبار لغة خطاب رجل الدين أنها تحجرية منغلقة . فلو وجد هكذا فئة لا يعني أن جميع رجال الدين بهذه الصفة وبالتالي لا يعني أن لغة الدين لا تصلح للعصر ومتغيرات العالم .
4 - اختلاف المنهجية والمناهج طبيعي أيضا وحينما نطالب بعلاقة بينهما ليس من الضروري توحيد المنهجية .
وكان من رواد العلماء الذين دعوا للعلاقة بينهما الإمام الخميني . فقد كان هذا الموضوع حاضرا في خطبه وحركته لأهميته .
طرح الشيخ عدة نماذج وأسماء . منها : في العراق السيد محسن الحكيم والشهيد الصدر و الشيخ محمد المظفر والشيخ محمد الياسين . وكان من ثمرات هذا التوجه الخطيب الوائلي والفضلي ومهدي الحكيم .... والكثير . وهذا يعني أن الحوزة كانت لديها هذه الرغبة لتوحيد العلاقة والاستفادة من أطروحات الجامعة .
وفي إيران الإمام الخميني وقد أسس مركزا مثله فيه الدكتور مفتوح . ومن الشخصيات : الشهيد مطهري والدكتور شريعتي .
وفي عصرنا هناك مؤسسة تحت إشراف المرجع السيستاني يديرها الشيخ قاسم هاشمي تعنى بالدراسات الحوزوية والجامعية . وهناك مجلة في إيران باسم الحوزة والجامعة . وهناك مؤتمر يعقد سنويا تحت هذا العنوان .
النقطة الثالثة : عوامل تساعد على توطين العلاقة بين الحوزوي والجامعي .
1 - حسن الظن . فكل فئة تحسن الظن بغيرها وأنها تمثل فئة من المجتمع يحتاجها كل بحسب تخصصه .
2 - تجنب المواجهات وإثارة الصدامات لأن ذلك يوسع دائرة الفجوة بينهما .
3 - الابتعاد عن لغة التعميم المسبق . فكل فئة يلزم أن لا تعمم على فئة أخرى لأي سمة سلبية تجدها عند الآخر .
4 - احترام التخصص . فالحوزوي متخصص في قضايا الدين والجامعي في قضايا علوم الحياة . وكل مكمل للأخر ويحتاج للأخر .
5 - إيجاد مبادرات وأنشطة تجمع الشريحتين لتقريب النفوس ووجهات النظر . ليهنأ المجتمع ثمرات الالتقاء والتعارف والعمل معا لتنمية المجتمع .
جديد الموقع
- 2025-04-19 ملتقى الأحباب الاول للاعبين القدامى لفرق الحواري
- 2025-04-19 أفراح الملفي والعبود تهانينا
- 2025-04-18 القراءة في كتاب أصول الإملاء
- 2025-04-18 اقرأ تفهم نفسك أكثر
- 2025-04-18 في يوم الكتاب...
- 2025-04-18 رجز الطف وأغرالضه
- 2025-04-18 في ذكرى العلامة الشيخ حسين الخليفة
- 2025-04-18 سمو محافظ الأحساء يطّلع على التقرير السنوي لشرطة المحافظة
- 2025-04-18 بيت الشعر يختتم ورشة الإلقاء ومسرحة القصيدة
- 2025-04-18 وشم ايراك السخي رواية للكاتبة العراقية سناء النقاش