شعر وأدب واندية ادبيه
2021/01/20 | 0 | 288
زائرٌ في هَزيعِ اللَّيْلِ
( احمد اللويم )
مُــتَـشَـرِّدًا فــــي الأَبْــجَـدِيَّـةِ لَـــم أزلْ
ومِـــن الــيـراعِ إلــى الــدواةِ مـسـافة
خِــلْـتُ الـقـصـيدةَ بـالـعـفافِ تـحـصَّنَتْ
مِـــن بـعـدِمـا خــلـعَ الـخـيـالُ عـفـافَـهْ
لـــم يـغـوِهـا أبـــدًا فـتـكشِفَ سـاقَـها
وتـمـيـطَ عــن جـسـدِ الـمـجازِ خُـرافـة
أطــلـقـتُ أجــنـحـةَ الــخـيـالِ وراءَهـــا
روحًـــا مـــن الـمـعـنى بــدَتْ شـفّـافة
مــــا زلــــتُ أعـــذرُهُ إذا مـــا خـانـنـي
لــفــظٌ شــكــا لـلـبـوحِ فـــرطَ نـحـافـة
ولــكـم سـمـعـتُ مــن الـخـيالِ لـهـاثَهُ
وضُـــبـــاحَ أفــــــراسٍ لـــــه زيّـــافــة
حــتـى إذا حَــقْـلُ الْـجَـمـالِ بـــدا لَـــهُ
ورأى بِـــــــهِ ثـــمـــرًا ورامَ قــطــافَــهْ
قـبـضَـتْ يـــداهُ عـلـى الـجُـفاءِ وهـالَـهُ
أنَّ الـــيــراعَ شـــكــا إلــيــهِ جــفـافَـهْ
مــتـشـردًا فــــي الأبــجـديـةِ لـــم أزلْ
مــــن ذا يــعـيـدُ عــلـيَّ درسَ قِـيـافـة
أشــكــو قــيــودَ الأبــجـديـةِ أطــبـقَـتْ
والـوحـيُ يـهـرقُ فــي الـفراغِ سُـلافَهْ
أمــشـي عــلـى أثــرِ الـخـيالِ كـأنـني
راعٍ يــطــاردُ فــــي الــهـزيـعِ خِــرافَـهْ
يــــا لـلـقـصـيدةِ مــــا تــــزالُ عـصـيـةً
تــلـوي طــمـاحَ الــبـوحِ واسـتـشـرافَهْ
بــيْـنَ الـخـيـالِ وبــيـنَ فـــضِّ قـصـيدةٍ
قـــلــقٌ يــقــطّـرُ كاللهيــــبِ نُــطـافَـهْ
مــا زلــتُ أنــزعُ مــن دمــي أشـواكَـهُ
ومـــن الـقـصـيدةِ -أن تـحـيـدَ- زحـافَـهْ
فــلـربـمـا نــــزفَ الــخـيـالُ بــــه رؤًى
فــأراقَ فــي الـقـرطاسِ مـنـه رعـافَـهْ
لــي زورقٌ فــي الـحبِّ شـبَّ طـموحُهُ
فــرمــى بـقـبـضـةِ مــوجــةٍ مـجـدافَـهْ
وهـنـاك فــي سِـيـفِ الـخـيالِ تـخايلَتْ
لـــغــةٌ تـــــروِّضُ لــلـخـيـالِ ضــفـافَـهْ
حتى انجلى كالضوءِ في أقصى المدى
مــعـنًـى أعـــدَّ لـــه الـمـجـازُ ضـيـافـة
قــــرَّ الـخـيـالُ عــلـى أريــكـةِ صـمـتِـهِ
وطــــوى عــــن اسـتـنـزافِهِ إســرافَـهْ
