
ملخصات عاشورائية
2015/10/23 | 0 | 1763
خصائص الشخصية التكفيرية
( محمد المرهون )
مازال الشيخ الخطيب الحسيني الشيخ أمجد الأحمد يطرح مواضيعه الفكرية فهو يغازل العقل و يغزو الثقافة ليستنهض التفكير و يفتح آفاقاً لعلو الهمة و أن لا يكون المجتمع مجرد أداة لتوجه فكر واحد فقط يسيطر على كل شئ ..
في الليلة التاسعة خاض موضوعاً بعنوان ( خصائص الشخصية التكفيرية ) .. فبدأ بالشرح من خلال تصدره للآية الكريمة .
قال تعالى :" قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا "
و إنطلق في حديثه من محورين مهمين :
المحور الأول : نشأة الفكر التكفيري
لا شك أن الفكر التكفيري ظاهرة إنسانية مخالفة للفطرة و أبتليت به مختلف الأديان و لكن تمكنت الاديان الاخرى من القضاء عليه او محاصرته بالمنهج العقلائي و الحوار الممنهج أمّا في الدائرة الإسلامية لا زال هذا الفكر قائم .. رغم أنّه لا يمثل الإسلام بل منهج متطرف لكن الصبغة التي هم عليه و كأنهم مسلمين
نشأ هذا الفكر التكفيري في زمن أمير المؤمنين عليه السلام حينما رفعت المصاحف وحادثة التحكيم صفين واعترض جماعة على الامام ثم كفّروه و بدأ بعدها التكفير و القتل حيث ظهرت الخوارج بهذا الفكر المتطرف الإرهابي و بدأ بعدها تطوير هذا المنهج ..
وقد استخدم معهم الإمام علي عليه السلام مبدأ الحوار و المنطق ولكنهم لا يستجيبوا لذلك فأخذوا يكفروا الإمام علي و يكفروا من لا يكفر الامام علي و يقتلوا كل مرتكب للكبيرة . فكان منهجهم منهج سفك دماء و إرهاب و إستبداد ..
و للأسف أننا نعيش نفس البلاء في زمننا .. فتجد شخص يقول فلان ضال مضل وكذلك يتم تضليل من معه ومن لا يرى بتضليله و كأنّه شخص خارج عن الدين !! فالإمام علي قال عن الخوارج الذين كفروه و حاربوه (إخواننا بغوا علينا) ولم يقبل بتكفيرهم .. بينما في زماننا يتم تفسيق و تكفير و تضليل من هو في نفس المذهب و الطائفة و أصبحت تلك الفتاوى ذريعة لتسقيط من يراد تسقيطه و تهديد لمن يريد أن يفكّر خارج الدائرة .
إضطر الإمام علي عليه السلام لقتالهم و لم يبدأهم بقتال بل هم من أعدّوا الجيوش لقتال الحق سلام الله عليه فقاتلهم في معركة النهروان ولم يبقى منهم إلّا سبعة .. فقال أحد اصحابه انهم قتلوا جميعا، فقال له الإمام :" إنهم نطف في اصلاب الرجال وقرارات النساء" وفعلا امتدت المناهج التكفيرية التي تذهب و تقتل من يخالفها الرأي و العقيدة الى يومنا هذا...
وفي هذا العرض الموجز يختم الشيخ محوره الأول ليدخل في المحور الثاني بعد الصلاة على محمد و آل محمد .
المحور الثاني / خصائص الشخصية التكفيرية ..
1. العبادة الجوفاء فهؤلاء يعبدون الله على ركيزة الجهل و لا يفقهوا شي عن الإسلام و مقاصد حقائق الإسلام .. الذي يعبد الله على جهل يضر الدين و المجتمع و يكون مصيبة على الإسلام ..
ورد عن امير المؤمنين ع ( اذا بلغكم عن رجل حسن حال فاسألوا عن عقله)
- عن الرسول ص (دين المرء عقله .. من لاعقل له لا دين له )..
2. الغرور الديني نتيجة العبادة على جهل فالجاهل فكلما ازداد نسكاً ازداد غروراً .. ..فتراه يرى نفسه يملك الحق والمطلق ويصنف الناس كيف مايريد
- مثلاً هذا ضعيف عقيده و هذا يحب الزهراء و هذا لايحب الزهراء وهذا ضال وهذا منحرف و هذا ليس شيعي وهذا ليس مسلم و يبدأ بغروره و كأنّه نبي مرسل أو وصي نبي أو يملك خزائن الأرض و مفاتيح الجنّة ..
- المغرور بالدنيا سهل إصلاحه بالوعظ لكن المغرور بالدين يصعب إصلاحه لأنه متلبس بلباس الدين ويرى نفسه في مقام الواعظ لا المتعظ
ولهذا يتعاطف معه البسطاء في المجتمع كثيرا لهذا ليس من السهل مواجهة هؤلاء ..
تأملوا تلك الآيات التي يتحدث فيها القران عن مشكلة الغرور الديني عند البعض من كافة الاديان
قال تعالى ( وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )
قال تعالى :
( وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
3. الإنشغال بالهوامش فهؤلاء لا يشغلوا أنفسهم بقضايا الأمة الكبرى ولا بالقضايا السياسيه ولا الإجتماعية فتراهم يجادلون جدالاً عقيماً و يبذل ايام و سنين و يناقش امور لا ترتبط بحياة الناس .. وتجدهم يركزوا على أمور لا فائدة فيها كما جاء في قوله تعالى في قصة أصحاب الكهف :" سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا "
فهؤلاء ركزوا على عدد أصحاب الكهف ولم يركزوا على هداية الله لهم و أنهم فتية آمنوا بربهم و زادهم هدى .
4. التركيز على الثقافة التعبدية فيما لا تعبد فيه .. وتجدهم يمنعوا الناس من السؤال و الثقافة و الإطلاع لكي يسيطروا على فئة كبيرة من المجتمع و يقولوا لهم بلسان الحال " دعونا نحن نفكر عنكم " و دائماً يخيفوا الناس بالضلال و الإنحراف و لهذا يمنعوهم من أي ثقافة لا توافق توجهاتهم و أفكارهم الإنحرافية فهم يريدوا إحتكار المجتمع و يضل تحت سيطرتهم و هذا يخالف ماجُبل عليه الإنسان التي فطر الله قال تعالى (وكان الانسان اكثر شي جدلا ) وعدم السؤال يشل حركة المجتمع فتبقى طبقة مستبدة دينياً ..
والجماعة التكفيرية يخوفون الناس من الفكر و التعلم لا تسمع فلان ولا تقرأ لفلان ولا تجلس مع فلان .. فلان ضال و فلان منحرف وفلان عقيدته مزعزعة و كل ذلك يعد محاصرة للفكر و للأسف أبتليت مجتمعاتنا بهذا و أصبح بعض الشباب ينخرطون في مثل هذه التجمعات و أصبحوا خاويين الفكر و كأنهم دمى تحركهم تلك الشخصيات ذات الفكر المتشدد .
5. تتصف هذه الجماعات التكفيرية بالعنف و الشدة نتيجة الجهل و الجاهل يكون سريع الغضب و مجرد تتحاور معه تجده سريع الإنفجار و يرى انه من حقه ان يسبك و يلعنك و يضللك .. الداعشيه المسلّحة لم تصل عندنا في مجتمعنا و لكن الداعشية الفكرية وصلت لدينا و بدأت تتغلغل و تنتشرت كالغدة السرطانية و نأمل من الآباء صب ماء الفكر على أبنائهم المخدرين فكرياً من تلك الشخصيات المتلبسة بلباس الدين ..
فتراهم يتعاملوا مع الآخرين بغلظة و تشفي و كأنّهم ليسوا بشر.. وهؤلاء يقوموا باعمال تبث الرعب و يدّعون الدين و التقوى كما فعل بني أمية مع الحسين و اصحابه ..وهم يدّعون الدين والاسلام .. وكان يكبّروا لانهم يقتلوا الامام الحسين وال الحسين عليه السلام
ويكبرون بأن قُتلت وإنما
قتلوا بك التكبير والتهليلا
جديد الموقع
- 2025-04-27 أقوى تلسكوب في العالم لاستكشاف أسرار الكون
- 2025-04-27 برعاية سمو محافظ الأحساء وكيل المحافظة يدشّن النسخة الخامسة من مبادرة "امش 30"
- 2025-04-27 سمو محافظ الأحساء يرعى الحفل الختامي لميدان الفروسية بالأحساء لعام 2025 ويتوج الفائزين
- 2025-04-27 زوار معرض الرباط الدولي يشيدون بركن وزارة الشؤون الإسلامية: تجربة معرفية وتقنية تبرز ريادة المملكة في خدمة الإسلام
- 2025-04-27 زواج ثنائي سادة الهاشم (( الدكتور علي والمهندس حسين )) بالاحساء
- 2025-04-26 العمل التطوعي بين التنظير والممارسة
- 2025-04-26 تجربتان شعريتان في أمسية ابن المقرب
- 2025-04-26 أفراح الجاسم بالمطيرفي والبوحسن والخليف تهانينا
- 2025-04-25 سمو محافظ الأحساء يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة ماتحقق من إنجازات لرؤية المملكة 2030
- 2025-04-25 سمو نائب أمير المنطقة الشرقية: رؤية السعودية 2030 تواصل ترسيخ مكانة المملكة في مصاف الدول المتقدمة