
2014/10/29 | 0 | 1631
حقوق الانسان (الاعلانات العالمية لحقوق الانسان و المجرحة للقيم).
عناصر الموضوع:
1. تحديد جهة الحديث
2. بيان المشكلة الاخلاقية التي تتحدى قرارات منظمة الحقوق العالمية
3. التناظر بين الخطاب الديني ولاديني
4. اشكالية الاهداف والمقاصد في قرارات المنظمة العالمية لحقوق الانسان.
اننا مع المنطلق الاسمى لجمعية الحقوق العالمية في المساواة بين افراد البشر فلا لون ولا عرقية ولا عنصرية.
مع التأكيد على عدم قدرتهم على التطبيق وجاء ذلك على لسان أمينها العام باي كي مون (انه لا توجد دولة واحدة على مستوى العالم تدعي انها تستطيع ان تطبق حقوق الانسان على الوجه الأكمل) .
وعلى ذلك يتبين لنا وجهة الحديث في بيان المشكلة الاخلاقية في طرح حقوق الانسان وصياغتها.
المشكلة الأولى والأعمق وهي مصادرة حقوق العلماء في مستوى صياغة حقوق الأنسان والتي ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى والثانية وتصدرتها دولة فرنسا واتبعتها الدول الأخرى والتي منها بعض الدول العربية.
والسؤال على أي نظرية بنية هذه الحقوق ؟؟
فلا هي بنية على نظرية قيمة الفرد، ولا لنظرية قيمة المجتمع، ولا لنظرية الغيب، بل يجب ان لا تتصف بالتحيز للفرد او المجتمع والغيب بل ان تتصف بعدم التحيز وتقديم المنفعة سواء للفرد او المجتمع او من العقل او الدين.
وعليه فأن المنظمة العالمية لحقوق الانسان أصدرت حقوق الإنسان في معزل عن الدين ونجمة عنه المشاكل الأخلاقية، فالدين جاء بقانون هو حق الله، فكيف تطالب بحقوق هي بعيده عن حق الله، فلا يمكن وضع حقوق بمنأى عن الدين. وعند ظهور المنظمة ألغيت العبودية ولكن انتقلت الي مرحلة جديدة.
وشواهد تلك المشاكل:
- مشكلة خطف الأطفال واستعبادهم بإذلال من اجل الارهاب والجنس وغير ذلك من الامور السيئة وهي تظهر في دول الحروب، وفي المقابل لا نرى أي يد من قبل المنظمة العالمية اتجاه هذه المشكلة. (وهذا استعباد غير ممنهج)
- اظهرت لنا المنظمة العالمية حق الفيتو والذي من خلاله يحق الاعتراض على أي قرار يقدم لمجلس الأمن دون إبداء أسباب، وهو بيد مجموعة من الدول وهي الدول الخمس الكبرى. (وهذا استعباد ممنهج).
وهذا ما أظهرته نظرية الحرية المطلقة والتي اطلقتها منظمة الحقوق العالمية، والتي كانت ابرز نتائجها الجرائم الأخلاقية.
العنصر الثالث
يأتي التناظر في مثال الفاحشة.
في منظمة حقوق الإنسان تقول أن الفاحشة والزنا مباح، إلا في حالة ان يحضر الزوج أمرأة أخرى في بيت الزوجة أو العكس يكون محرم ومحظور، فهي حرية مطلقة للزوج والزوجة.
بينما الدين اعطى حرمة مطلقة للفاحشة والزنا، فالدين أعطى الأنسان حق التمتع بالغرائز بالحلال وفي عدة أوجه.
فالدين حفظ الأنسان عن طريق أهداف وقصائد (مقاصد) عن طريق التأهيل والتسهيل من خلال الزواج والتعدد والمتعة، بعكس المنظمة التي دعت الى التسهيل مباشرة عن طريق ما هو حرام من زنا وفاحشة وغير ذلك طلبا للحرية المطلقة والبعد عن التعقيدات، وهو فرق شاسع.
ووضع الدين شروط لكي يتمتع الانسان بغرائزه، أولها: الشعور الفطري بالله (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ).
الثاني: الوفاء للطبيعة من خلال الإنجاب والحفاظ على السلالة من خلال العلاقة الزوجية.
الثالث: الوفاء للمجتمع من خلال العلاقة الشرعية من اجل الحفاظ على قوة وإيمان المجتمع.
بينما ذهب الخطاب لاديني الى فعل الفاحشة والذي أصبح يلامس مجتمعاتنا، ويكفي قول أمير المؤمنين عليه السلام: (يهرم فيها الكبير ويشيب لها الصغير).
العنصر الرابع:
بينا حقيقة التأهيل والتسهيل عند إجراء العقد والارتباط بين الطرفين، ونشير الى الهدف من ذلك بفرض المساواة بين الزوجين فلا سيادة للرجل على المرأة وذلك من خلال الشرط في العقد فللمرأة حق فرض أي شرط وهو ملزم على الرجل، فهو يمثل صياغة ورغبة كل طرف للتعايش مع الطرف الآخر.
وللعقد بداية ونهاية وهو أمر مرجح سواء للمنقطع أو الدائم بالطلاق وله حقوق، وليس كالفاحشة ليس له زمن او ارتباط فهو متروك بلا نهاية.
ونشير الى ان حقيقة العلاقة بين الزوجين أتت بالدرجة الأولى على أساس الغرائز وهو اخطر وجه يواجه أي مجتمع، فيصعب ان يترك احدهما دون ارتباط شرعي وديني موثق، والعلاقة والزواج هي مفردة مهمة في اصلاح المجتمع ولنا في رسول الله أسوة حسنة حين ارتبط بزواجه من ام سلمة وهي في الخمسين من عمرها حفاظا لها وحماية لها وإصلاحا لها وللمجتمع والأمة الإسلامية كأشارة.
ولنا وقفة مع هذه المرأة الجليلة حين روى الحاكم النيسابوريّ والهيثمي في مجمع الزوائد: قال أبو عبدالله الجدليّ: حَجَجتُ وأنا غلام، فمَرَرتُ بالمدينة وإذا الناس عُنقٌ واحد، فاتّبعتُهم، فدخلوا على أمّ سلمة، فسمعتها تقول: يا شبيب بن رِبعيّ.. يُسَبّ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله في ناديكم ؟! قال: وأنّى ذلك! قالت: فعليُّ بن أبي طالب ؟ قال: إنّا لَنقولُ أشياءَ نريد عَرَض الدنيا. قالت: فإنّي سمعتُ رسولَ الله صلٍّى الله عليه وآله يقول: مَن سَبَّ عليّاً فقد سَبَّني، ومَن سَبَّني فقد سَبَّ اللهَ تعالى).
ويروى ان أم سلمة زوج الرسول الطاهرة أتت الإمام الحسين عليه السلام لما عزم على الخروج فقالت: يا بني، لا تحزني بخروجك إلى العراق، فإن سمعت جدك يقول: (يقتل ولدي الحسين بأرض العراق، في أرض يقال لها كربلاء)، فقال لها: يا أماه، وأنا والله أعلم بذلك، وإني مقتول لا محالة، وليس لي من هذا بد، وإني والله لأعرف اليوم الذي أقتل فيه وأعرف من يقتلني وأعرف البقعة التي أدفن فيها، وأني أعرف من يقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعي ... يا أماه، قد شاء الله عز وجل أن يراني مقتولاً مذبوحاً ظلماً وعدواناً، وقد شاء ان يرى حرمي ورهطي ونسائي مشردين وأطفالي مذبوحين مظلومين، مأسورين مقيدين، وهم يستغيثون فلا يجدون ناصراً ولا معيناً)
جديد الموقع
- 2025-04-26 العمل التطوعي بين التنظير والممارسة
- 2025-04-26 تجربتان شعريتان في أمسية ابن المقرب
- 2025-04-26 أفراح الجاسم بالمطيرفي والبوحسن والخليف تهانينا
- 2025-04-25 سمو محافظ الأحساء يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة ماتحقق من إنجازات لرؤية المملكة 2030
- 2025-04-25 سمو نائب أمير المنطقة الشرقية: رؤية السعودية 2030 تواصل ترسيخ مكانة المملكة في مصاف الدول المتقدمة
- 2025-04-25 سمو أمير المنطقة الشرقية: رؤية السعودية 2030 حققت إنجازات نوعية تؤكد ريادة المملكة عالميًا
- 2025-04-25 افراح الجوهر و بوعبيد في قاعة الاحساء
- 2025-04-25 محيسن يحكي أعمالا بطولية لشخصيات أحسائية
- 2025-04-25 الشيخ الصفار والدور الرسالي
- 2025-04-25 كيف يتأثر دماغ وسلوك الطفل وحيد أسرته حين يصل إلى مرحلة الرشد