
ملخصات عاشورائية
2009/12/30 | 1 | 796
تعقيب على أحاديث بعض النساء الحداثيات
يقول الإمام الحسين عليه السلام :لَعَمْرُكَ إنّني لَأُحِبُّ دارًا تحلُ بها سكينةُ والربابُ وأبذُلُ لها جُلَّ مالي وليس للائمي فيها عِتابُ
وهذان بيتان قالهما الإمام في حق السيدتين سكينة والرباب.
وحديثنا هذه الليلة عن المرأة .... فالمرأة وعلى مر التاريخ تفننت البشرية في قتلها صورة ومعنى ففي الجاهلية تقتل حينما كانت توأدوا وتدسوا في التراب، واليوم قتل المرأة أصبح في المعنى والإبقاءُ عليها في الصورة، وقتلها في المعنى يأتي عن طريق محاولتين:
- المحاولة الأولى: التربية والتنشئة غير المسئولة.
- المحاولة الثانية: تشويه رموز النساء عن طريق المؤرخين.
وسنربط حياة السيدة سكينة بنت الإمام الحسين سلام الله عليه بهذه المحاولات.
فالسيدة سُكينة أو سَكينة وهو ليس اسمها كما اُشتهر فاسمها (آمنة) على اسم جدتها أم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسميت سكينة لأن قلب الإمام الحسين عليه السلام وباقي العترة تسكنوا لنظر إليها لما تتمتع به من أريحية وروحية ودماثة خلق واستجابة للطبع.
وحديثنا عن السيدة سكينة يدور حول أربعة عناصر.
- الأول: المرأة وكائن الجهل.
- الثاني: محدودية المرأة ولا محدودية المرأة.
- الثالث: المرأة والعلاقة بالله عز وجل.
- الرابع: ظلم التاريخ للسيدة سكينة!!!
العنصر الأول: نذكر أن طبيعة التربية عند أهل البيت عليهم السلام تعطي البنت فضلاً عن الولد كل مقدمات الكمال في العلم والتعلم والصلاح والإصلاح الخلقي والفضيلة الإنسانية وكذا الحراك الاجتماعي والكثير منها، في مقابل استجابة أهل البيت لجميع مقدمات الكمال كتربية وتنشئة. فلو أردنا أن نعطي نماذج: فأول كاتبة في الإسلام هي فاطمة الزهراء عليها السلام حينا كتبت ((مصحف فاطمة)). راجع رواية الكافي.
وكذلك السيدة سكينة أيضاً صنفت على رواة أحاديث الأئمة. فمن أحاديثها : تروي هذا الخبر (حملة القرآن في الدنيا عرفاء أهل الجنة يوم القيامة ).
ويروى لها أن لها تلاميذ كــ سلمى أبنت يعلا الكوفية وغيرها. ((فالمرأة لم تخلق في الجهل))
العنصر الثاني: المرأة في المحدودية واللا محدودية. فالمرأة قد تحجب عن العالم الخارجي بدون أي وجه حق فبالتالي لن تستطيع التعامل مع مجتمعها، فالنشاط الاجتماعي الذي لا ينافي حجاب المرأة فهو من حقها. والمرأة عندما يكون لها اتصال بالعالم الخارجي فأنها تعيش حياة معبرة غير بكماء وهي تعبر عن ثلاثة أمور :
- 1- الإحاطة بعالمها وهي خير من الجهل.
- 2- رغبة نفسية وعضوية مع هذا المجتمع.
- 3- النية الصادقة بما تقدم.
وعندما نأتي للسيدة سكينة نذكر هذه الرواية: روى السبط بن الجوزي عن سفيان الثوري قال: أراد علي بن الحسين عليهما السلام الخروج إلى الحج أو العمرة فاتخذت له أخته سكينة سفرة أنفقت عليها ألف درهم وأرسلت بها إليه فلما كان بظهر الحره أمر بها ففرقت في الفقراء والمساكين. فكان لها هذا العطاء الاجتماعي الكبير.
ويقول المؤرخ ابن طولون عن السيدة سكينة : قدمت دمشق مع أهلها ثم خرجت إلى المدينة وكانت من سادات النساء وأهل الجود والفضل.
المحور الثالث: فعند السيدة سكينة وصيتين تعبر من خلالهما عن العلاقة بالله سبحانه وتعالى.
تقول الراوية أن الحسن المثنى بن الحسن بن أمير المؤمنين(ع) أتى عمه الحسين يخطب إحدى ابنتيه. فاطمة وسكينة فقال له أبا عبد الله : اختار لك فاطمة فهي أكثر شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله (ص)، أما في الدين فتقوم الليل كله و تصوم النهار كله، وفي الجمال تشبه الحور العين. وأما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله فلا تصلح لرجل.
فوصيتها هي الاستغراق بجميع ملكات وجوارح الإنسان عند العبادة، وأيضاً التقرب لله عز وجل في كل الأمور والحركات الاجتماعية.
المحور الرابع: الافتراءات على السيدة سكينة. وذلك حينما ينسب إليها مجالستها للشعراء والمغنيين فهذا الخبر يأتي في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، فنأتي عليه بقولنا:
- 1- هذا الكتاب كتاب لهو لا يعتمد عليه.
- 2- وأنه روى هذه الأخبار عن طريق الزبير أبن بكار وهو زبيري معروف بعداءه لآل النبي.
- 3- وأن أبي الفرج الأصفهاني نسبه يصل إلى بني أمية.
- 4- لم ينقل عن السيدة سكينة الشعر والرثاء كالذي نقل عن الخنساء مثلاً. 5-ابن طيفور وابن قتيبه في كتاب بلاغات النساء لم يذكروا شيء للسيدة سكينة وهما يسبقان الأصفهاني.
وحين ينسب لها أنها مزواجة. كزواجها من مصعب بن زبير وهو ألد الأعداء لأهل البيت، وزواجها من حاكم بن فلان. وعندما نأتي لسيرتهما نرى أن بين الاثنين ثلاثة أجيال والجيل لا يقل عن ثلاثين سنة!!؟؟.
وزواجها من مصعب بن الزبير يأتي بروايات مضطربة فتزوجت منه بسلطانه فكانت كآسيا من فرعون، ورواية تقول أنها أنجبت منه بنتاً، وهذه البنت تزوجها بعد ذلك أخو مصعب وهو عمها!!؟؟.
ويرى بعض المحققين أن ما رواه أبو الفرج الأصفهاني عن أبي عبد الله الزبيري من أخبار الشعر واجتماع الشعراء في بيت سكينة في المفاخرة ليس المقصود منها سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام بل هي سكينة بنت خالد بن مصعب بن الزبير. ويروى أن المقصود من التي ذكرها أبو الفرج الأصفهاني هي سعدى بنت عبد الرحمن بن عوف ولكن عداوة الزبيري لأهل البيت صيرتها في سكينة عليها السلام خاصة.
ويكفي مفاخرةً ما قاله الإمام الحسين عليه السلام لها في كربلاء :
سيطول بعدي يا سكينة فأعلمي منك البكاء إذا الحمام دهاني
لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة مادام مني الروح في جثماني
فإذا قتلت فأنت أولى بالذي تأتينه يا خيرة النسوان
جديد الموقع
- 2025-04-23 مجرد تفكيرك في أنك جائع قد يغير جهازك المناعي
- 2025-04-23 29 شاعرًا وشاعرة يتنافسون على لقب "شاعر الجامعة" في التصفيات النهائية بجامعة الملك عبدالعزيز
- 2025-04-23 سمو محافظ الأحساء يفتتح "قرية النخيل" كوجهة ثقافية وسياحية لتعزيز التنمية الزراعية والسياحة الوطنية
- 2025-04-23 أمانة الاحساء تُصدر ٣٩١٤ " شهادة صحية " وتُجري ٥١٠ فحص ميكروبيولجي
- 2025-04-23 الاعتذار .. سهل ممتنع تتهاوى عند أعتابه الرجال
- 2025-04-23 تساؤل عظيم اللغز: ماذا لو وُلدت من جديد؟!
- 2025-04-23 ( قصيدةُ نثرٍ فيها ما ليس فيها )
- 2025-04-22 افراح العبد والدندن والنجاد تهانينا
- 2025-04-21 الأميرة سما بنت فيصل: نتطلع إلى مضاعفة ساعات العمل والمشاريع في "رسل السلام" من خلال المشاركة والمشاريع النوعية للشباب
- 2025-04-21 بيئة الاحساء تدشن اسبوع البيئة 2025م
تعليقات
ابو الخل
2010-01-04بسم الله الرحمن الرحيم السلامعليكم ورحمة الله وبركاته اشكرك كل الشكر يا ابن العم على هذه المشاركة القيمة واتمنى لك التوفيق و النجاح تقبل تحياتي ابو الخل