
2015/10/26 | 0 | 1801
تجربة لجنة الأمن والسلامة بجامع الرسول الأعظم (ص) بصفوى
مقدمة لابد منها حول لجان الحماية الأهلية
عندما حدثت جرائم الاغتيالات والتفجيرات في منطقة الأحساء "الدالوه" وبعد أشهر تكررت تلك الجرائم بشكل افظع وأشد عنفا حيث حدث التفجير الإرهابي في مسجد الامام علي بالقديح والذي راح ضحيته العشرات، وبعد أسبوع تقريباً حدث التفجير الثالث في الدمام "العنود" وجد الناس انفسهم أمام واقع مختلف عما شهدوه سابقاً ، وأمام امور خطيرة جداً فقد بدأت تتلاشى امامهم حالة الأمان التي نعموا بها طوال عشرات السنين
ومن هنا جاء التفكير الجاد لحماية اماكن العبادة "المساجد والحسينيات" ، انطلاقاً من وصية امير المؤمنين علي (ع) : " الله الله في نظم أمركم" و تشكلت اللجان الأهلية بالتعاون مع امن الدولة في حماية "المساجد والحسينيات" خاصة عندما رأى الجميع أن حماة الصلاة في جامع الامام الحسين بالعنود استطاعوا بدمائهم الزكية تقليل الخسائر البشرية الى اقل من 10% مما كان سيحدث لو دخل الانتحاري الى داخل الجامع.
استعراض لتجربة لجنة الأمن والسلامة في جامع الرسول الاعظم (ص) بصفوى لمحرم سنة 1437هـ
تكونت هذه اللجنة بالمزامنة مع التهديدات والأعمال الإرهابية التي حصلت طوال العام الهجري الماضي كجزء لا يتجزأ من إدارة الجامع وذلك لأسباب منها:
- العمل في تخصص واضح دون المساس بأعمال الجامع الأخرى التي تتضمن الصلاة واحياء المناسبات الدينية.
- التواصل مع الجهات الأمنية والتعامل الإيجابي معها كي تكتمل حلقة الأمن في موقع الجامع.
- الحاجة الماسة لتطبيق معايير السلامة الداخلية في الجامع ووضع خطط للإخلاء والتعامل مع مختلف الحوادث او الطوارئ.
وفي هذا الصدد ألقينا الضوء على ما تضمنته هذه التجربة من التحديات والعناصر المختلفة وكان مسؤول اللجنة الأمنية في جامع الرسول الأعظم (ص) بصفوى الاستاذ حسن آل زاهر قد استهل القول بأن هذه التجربة وإن كانت موجودة طوال السنوات الماضية الا أنها لم تكن تحمل أي هاجس أمني بل كانت تحمل هاجس النظام والترتيب وحماية سيارات المؤمنين في مواقف الجامع من العبث والسرقة. أما في هذا العام فقد كانت الأمور مختلفة تماماً فقد حملت تحديات امنية حيث وقف العشرات من الكوادر رجالاً ونساءً واضعين أرواحهم على أكفهم للدفاع عن المصلين والمعزين في مصيبة الإمام الحسين (ع)، وذكر بأن الكثير من النساء هن من يطالبن بالتفتيش مثلاً ويستشعرن الأمان كلما رأين ان إجراءات التفتيش صارمة وقوية، وأشار الى أن الغالبية العظمى من الناس أبدت التفاعل مع لجان التفتيش فهي تستوعب في داخلها أهمية الإجراءات الأمنية. واستعرض أهمية الخطط الأمنية وتوزيع كوادر الحماية كل حسب امكاناته وقدرته وخطط الإخلاء وأدوات الأمن والتواصل المستمر مع مسؤولي الأمن معه وكذلك مع بقية ادارة الجامع. وقال: بأن الإجتماعات الدورية التي نحضرها مع الإدارة نؤكد فيها على توقيت وتفاصيل النشاطات المتضمنة لكل فعالية ومناسبة ونضع شروطا أمنية ومتطلبات سلامة على لجان المناسبات المختلفة وعلى القائمين عليها. وأشاد الأستاذ حسن الزاهر برجال الأمن من مركز شرطة صفوى ومن رجال الأمن القادمين من القطاعات الأخرى وتفهمهم لخصوصية الموسم كرجال أمن وانضباطهم في المواقع والأوقات.
وأشار الاستاذ محمد آل متروك، المشرف على المنطقة الداخلية والتفتيش والإخلاء، بأنه شاهد الكثير من المواقف المشرفة من جميع الفئات وذكر بعضها ومنها قيام أحد الآباء ممن بلغ الخامسة والستين من العمر بالعمل التطوعي مع اللجان حيث وقف في مكان منزوي عن الجامع طوال ايام الموسم وهو يراقب الحضور ويدقق في هويات البعض ويساهم في حماية المصلين والمستمعين وكان عمله نابعاً من حبه وغيرته على أهل بلده، وبعض الصغار الذين لم يجدوا لهم عملاً قاموا بجمع النفايات من مواقف السيارات ، وأشاد بالحس الأمني للكثير من الناس حيث كانوا يطالبون بالتفتيش ويحرصون عليه.
وذكر الاستاذ حكيم اليوسف، المشرف على مواقف السيارات والحركة المرورية، انه رأى تفاعلا جميلا جداً من قبل المستمعين لم يكن متوقعا، وأشار الى أن مجموعة من الشباب من خارج اللجنة تطوعوا للمرابطة قرب الأحراش القريبة من الجامع. وأردف إنه ومع اتساع رقعة المواقف وبعدها الا انه لم تسجل حادثة مرورية واحدة بفضل الله وتعاون الجميع وكانت الحركة انسيابية بشكل كبير. وأكد على ان كل حركتهم تركزت في محيط الجامع واما الشارع العام والشوارع الأخرى فان شرطة المرور قد تولوا أمر ترتيبها وكان التعاون والتنسيق متواصلا.
فيما أشار الاستاذ حسن آل زاهر ومحمد آل متروك الى بعض السلبيات التي تم تفاديها بسهولة وكانت حول عدم الإنضباط في التوقيت من قبل بعض الشباب، وبعض الحالات القليلة جداً من الناس التي رفضت تفتيش شنط السيارات، وكان أقساها هو تأثير الإشاعات على معنويات البعض خاصة عندما حدثت الجريمة الارهابية في سيهات بالحسينية الحيدرية، الا أنهم إستطاعوا التغلب على كل العقبات.
وأخيرا أشار مسؤول لجنة الصحة والسلامة والمنسق العام للإخلاء من القاعات الرئيسية الدكتور محمد المبارك على ضرورة التدريب ومعرفة خطة الإخلاء وانضباط الأخوة المتعاونين مع لجنة الأمن لأن الناس وحياتهم وسلامتهم وأعضاء الإدارة والمنسقون معهم سيعتمدون عليهم في هذا الوقت القصير فعليهم تحمل المسؤولية. وفي هذه التجربة أشاد بالجميع وقال: "لم نر من كل من تعاون معنا في الجامع إلا ما يثلج الصدر ويرفع الهمة و يضعنا في موقع المسؤولية"
وأهاب جميع مسؤولي اللجان بالمؤمنين ان يتعاونوا مع اللجان الأمنية وأن يكون كل فرد مستشعرا للحس الأمني في داخله لينعكس جماعيا على كل المنطقة.
ثم ختم الأستاذ حسن آل زاهر حديثه ، سيبقى الإرهاب كحالة سلبية، مخربة، قاتلة لروح الوطن اذا إستسلمنا له ولم نضطلع بمسؤولياتنا المتناسقة والمتعاونة مع الجهات الأمنية، وسيبقى الجهد والجهاد الحسيني يدافع عن المؤمنين حتى نلقى الله وهو عنا راض كما قال تعالى: (إن الله يدافع عن الذين آمنو) الحج 38.
جديد الموقع
- 2025-04-26 العمل التطوعي بين التنظير والممارسة
- 2025-04-26 تجربتان شعريتان في أمسية ابن المقرب
- 2025-04-26 أفراح الجاسم بالمطيرفي والبوحسن والخليف تهانينا
- 2025-04-25 سمو محافظ الأحساء يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة ماتحقق من إنجازات لرؤية المملكة 2030
- 2025-04-25 سمو نائب أمير المنطقة الشرقية: رؤية السعودية 2030 تواصل ترسيخ مكانة المملكة في مصاف الدول المتقدمة
- 2025-04-25 سمو أمير المنطقة الشرقية: رؤية السعودية 2030 حققت إنجازات نوعية تؤكد ريادة المملكة عالميًا
- 2025-04-25 افراح الجوهر و بوعبيد في قاعة الاحساء
- 2025-04-25 محيسن يحكي أعمالا بطولية لشخصيات أحسائية
- 2025-04-25 الشيخ الصفار والدور الرسالي
- 2025-04-25 كيف يتأثر دماغ وسلوك الطفل وحيد أسرته حين يصل إلى مرحلة الرشد