
2009/01/02 | 0 | 622
الهامشية الفكرية (الليلة الخامسة)
قال تعالى :{ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ [1]
سيكون الحديث هذه الليلة عن مشارب الفكر ( شبهة أن التعاليم الإسلامية تدعو للهامشية الفكري ) ، وعن الفرعية الفكرية بعد علمنا الواضح للأساسية الفكرية .
1- شبهة أن التعاليم الإسلامية تدعو للهامشية الفكري
إن الفكر والتفكير يعطيان حياة الإنسان صفة موضوعية بحيث تجعل من الهامشية في التفكير احتلال جزءً من حياته سواء كان ذلك على الفرد أم المجتمع ، لكننا نرى أمما على الرغم من الثورة التكنولوجية الهائلة والأيدلوجية الفكرية الشاملة لا زالت تعيش البساطة والمحدودية في التفكير . والحياة تعرفنا على نوع من الشباب لو بحثت عن اسمه في مراتب التعليم لوجدته في أسفل اللائحة ، وذلك باهتمامه بالقليل النافع أو عديم النفع ، وتجد العالم الغربي يتدخل في أمر المسلمين بكل جرأة ، ويبدأ يحلل ما وصل إليه العالم الإسلامي من ضحالة التفكير مرجعين السبب في ذلك إلى تمسك المسلمين بالتعاليم الإسلامية من الحلال والحرام ، فيموت الطموح في نفوس المسلمين ، لأنهم يعيشون هامشا فكريا بسب التعاليم الإسلامية ، ولعلهم أخذوا أمثلة منها أن الفتاة أو الرجل إذا كان في بلاد الغرب تسأل رجال الدين ما هو حكم أكل شيء به مستحلب دهني من لحم الخنزير؟ أو هل تجوز مصافحة المرأة الأجنبية ؟ وفي عالمنا العربي كثير ما تسأل الفتاة عن المساحيق التجميلية هل تنقض الوضوء؟ أم هل عليها التيمم بدل الوضوء ؟ فكل هذا الأسئلة تنم عن الهامشية الفكرية لدى المسلمين . وللرد على هذه الشبهة ومحاكمتها نقول : لا يعتبر ما ذكر مستمسكا علميا ، لأنها لا تنسجم مع التعاليم الإسلامية كما أنه لا تعارض ما
بين الفقه في أخذ المسائل الشرعية ، وبين ما يدعو له الإسلام لتنمية العقل لا على مستوى النظرية أو التطبيق ، وندلل على ذلك بأن الإسلام يمتلك ثقافة ودراسات وبحوثا علمية فلسفية لا يوجد لها نظيرا في الغرب . ولو مررنا بما ألف في باب العقل في الثقافة الإسلامية لما حصرها كتاب واحد ، فالكافي و كذلك البحار يتحدثان في فصل عن العقل . وكذلك ما ألفه الشيخ محمد رياشهري .. في كتابه ( العقل والجهل ) ، وكذلك كتاب (جنود العقل) . والدراسات التي كتبت في بدأ العقل وزاد العقل وأنواع العقل وغيرها الكثير ، ولم تدع مجالاً من مجالات العقل إلا وتحدثوا عنه ، فمثلاً قالوا ذكروا أن زاد العقل يحتاج لأمور ثلاثة وهي : التقوى ، والتجربة ، والعلم . وكذلك من مشخصات الطفولة ، وأن العقل ينمو من الطفولة حتى يشب ويتم عقله لا كما يظن البعض . وتحدثوا عن الغذاء الذي ينمي العقل مثل : الدباء ، والسفرجل وغيرها من الجداول الغذائية التي تنمي القدرات الفكرية في الإنسان ، وبعد كل هذا الكلام نقول من صفوة القول : بأن التعليم الإسلامية الدينية لا تعطل عقل الإنسان إلى حد الهامشية خصوصاً لذوي الطموح ، وإنما التعاليم التي يجب أن يعرفها كل فرد ما يبتلى به في أي مجال في الحياة سواء في التجارة أو العليم وغيرها من المجالات .
والهامشية واقع حياة ، وليست واقع دين . نعم الحياة مليئة بالهامشية لكنها لا تخلو من ثلاث أمور إذا غلب أحدهم هامش الآخر ، وهم : العقل والنفس والجسد ، فإذا أكلت لحم الخنزير أشبعت الجسد ، وهمشت العقل والنفس . وإذا صافحت المرأة الأجنبية أشبعت هوى النفس وهمشت العقل والجسد .ولذا الفلسفات الحديثة هي التي تدفع قيمة الهامشية لأنها جعلت الهامشية رسمية تتخذ في المؤسسات الفكرية من تلك الفلسفات التي جربت في الغرب بشكل واسع وبعض الدول العربية في مدارسهم الأهلية تعليم الأبناء الثقافة الجنسية من المرحل الابتدائية ، ونتيجة ذلك ازدادت حالات السحاق عند الفتيات إلى الآلاف كما كثرت الولادات الغير شرعية بين المدارس المختلطة ، فهل هذه هامشية فكرية أم حقيقة ؟
ولو طرقنا بابا ثانيا وهو دور التجميل والعمليات التي تجرى والمساحيق التجميلية لتجد أن تم رصد مئة وستين مليون دولار كلها لهذه العمليات أليس هذا من الهامشية الفكرية ؟!!
ومن الهامش الفكري مسألة رؤية الهلال من عدمه فهو يشغل شريحة كبيرة من الشباب عن الأهم في دينهم ، وكذلك باب الأعلمية ، وكأنهم مشخصون ومحددون لها من غير الاختصاص ، وهذا بسبب تقصير الحوزات العلمية في أن تشغل هذا الفراغ ، لذلك أتمنى وجود لجنة في كل منطقة تحدد لها رؤية الهلال ، و تبت في أمر الأعلمية المرجعية.
والهامش الفكري يجعل الإنسان ورعا تقيا مؤمنا يلحق بك ليعطيك ريالا واحدا قد اقترضه منك بينما لا يتورع في النظر إلى عورات المؤمنين .
لذلك تجد الإمام الحسين عليه السلام يدعو أحدهم ويقول له : معنا أم علينا ، فيقول :مولاي لا معكم ولا عليكم ، فيقول له الإمام عليه السلام إذاً اذهب معنا فيقول : إن لي أهل أخشى عليهم من ابن زياد . فبسبب الهامشية الفكرية يخاف على أهله ، ولا يخاف على إمام زمانه ، وهي شرط دخوله الجنة أو الوقوع في النار .
لذا تجد السيدة زينب عليها السلام كلما اقتربوا من كربلاء زادت في طلب أخيها الحسين عليه السلام لا إلى شيء سوى التزود وإطالة النظر إلى محياه ، لأنها تعرف أنه ستفقده في كربلاء .
2- الفرعية الفكرية
هناك أفكار موجودة تعتبر فرعية مثل السؤال عن أولاد آدم كيف توالدوا هل تزوج الأخ بأخته؟ أم زوجهم من الحور العين ؟ وكذلك السؤال عن أفضلية الأنبياء بعضهم على بعض وفضل أولي العزم عن غيرهم وكذلك فضل نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم على بقية الرسل كلها معلومات لو علم بها الإنسان تنفعه وتزيد إيمانه ولو جهلها لا تضره .
للاستماع للمحاضرة : هنــــــــا
زاهر حسين العبدالله
جديد الموقع
- 2025-04-26 العمل التطوعي بين التنظير والممارسة
- 2025-04-26 تجربتان شعريتان في أمسية ابن المقرب
- 2025-04-26 أفراح الجاسم بالمطيرفي والبوحسن والخليف تهانينا
- 2025-04-25 سمو محافظ الأحساء يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة ماتحقق من إنجازات لرؤية المملكة 2030
- 2025-04-25 سمو نائب أمير المنطقة الشرقية: رؤية السعودية 2030 تواصل ترسيخ مكانة المملكة في مصاف الدول المتقدمة
- 2025-04-25 سمو أمير المنطقة الشرقية: رؤية السعودية 2030 حققت إنجازات نوعية تؤكد ريادة المملكة عالميًا
- 2025-04-25 افراح الجوهر و بوعبيد في قاعة الاحساء
- 2025-04-25 محيسن يحكي أعمالا بطولية لشخصيات أحسائية
- 2025-04-25 الشيخ الصفار والدور الرسالي
- 2025-04-25 كيف يتأثر دماغ وسلوك الطفل وحيد أسرته حين يصل إلى مرحلة الرشد