
2008/02/24 | 0 | 708
المحاضرة الخامسة : سلمان المحمدي
(1) الحب الاندماجي : ومعناه أن يندمج بروحه وبكل جوارحه ، ويتبع تعاليمهم ، ويثبت عليها مهما كانت الظروف ، وخير مثال لهذا الحب هو سيدنا سلمان المحمدي- الذي قال في حقه أمير المؤمنين عليه السلام : ( لو علم أبو ذر ما في نفس سلمان لقتله )- ومعنى آخر للحب الاندماجي هو النصرة لأهل البيت عليهم السلام ، وقد تحقق في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما أشار على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحفر الخندق في معركة الأحزاب ، وكانت هذه التقنية تستخدم في بلاد فارس لحماية الجيش الإسلامي ، وحصر إمكانيات الجيش المعادي ، وانتصر المسلمون في تلك المعركة الحاسمة بين المسلمين المشركين . ومن صور النصرة أنه أشارعلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بصنع المنجنيق لدق حصون المشركين في الطائف . فهذه صور النصرة عند سيدنا سلمان المحمدي . وبعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نصر سلمان المحمدي أهل البيت عليهم السلام بثباته واتباعه أوامر الرسول باتباع الكتاب والعترة والالتزام بنهج علي عليه السلام وحبه وولايته ، وهذا دليل واضح أن الشيعة موجودين من زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وليس نحن ندعي ذلك ، فهناك من علماء السنة يقولون بذلك ، ومنهم السجستاني الذي يقول : إن الشيعة معروفون من زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحيث إذا شاهدوا أمير المؤمنين مع سلمان وأبي ذر وغيرهم يقولون هؤلاء شيعة علي ، وفي مقال آخر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( علي وشيعته هم الفائزون ) – مضمون الحديث – ومن المحبة الاندماجية في سيدنا سلمان قوله : ( أما والذي سلمان بيده لو أتبعتم علي لأكلتم من فوقكم ومن تحت أقدامكم ولو دعوتم الطير لأتتكم ولو ناديتم الحيتان لأتتكم إلى بيوتكم ) . وهذا نوع من النصر بالقول ، وقد يرد هنا إشكال من بعض المسلمين بأنكم مغالون في حق أهل البيت عليهم السلام يقصد سلمان المحمدي ، فنقول رداً على هذا الإشكال ما قاله سلمان المحمدي هو ما قاله القرآن الكريم نفسه بقوله تعالى : { وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا } . فلو راجعنا قول المفسرين سنة وشيعة نجد أن هذه الآية نزلت في حق أمير المؤمنين فأين المغالاة هنا في سلمان المحمدي ، حيث ليس من سنة الله عز وجل أن يسعى الإنسان لطلب السمك في عرض البحر واصطيادها ، لكن كل ذلك بسبب أعمال الناس وابتعادهم عن محمد وآل محمد عليهم السلام ، فنجاة الناس بالثبات على ولاية أمير المؤمنين ، والالتزام بمبادئ أهل البيت عليهم السلام ، ولذا قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( مازال الزبير منا حتى نشأ أبنه المشؤوم ) ، وهذا يعرج بي لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لابنه الحسين عليه السلام : ( حسين مني وأنا من حسين ) ، فقد أجمعت كلمة العلماء من سنة وشيعة على وضوح قوله ( حسين مني )، وذلك بالنسب فهو من ولده ، ولكن اختلفوا في الجزء الثاني من الحديث ، وهو ( وأنا من حسين ). فكيف يكون ذلك ؟ لقد تعددت التفاسير في ذلك ، وشاهدنا منها قول أهل العلم من علمائنا ، وهو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناصر للحسين عليه السلام فلماذا؟ لأن الحسين حافظ على رسالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فنصره رسولُ الله ، فالمسألة أكبر من أن تكون نسبا فحسب ، بل نصرة دين الله سبحانه . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأمس النساء فهذه سنتي فمن رغب سنتي فليس مني ) . فحبنا مربوط بتباعنا لتعاليم ومبادئ أهل البيت عليهم السلام ، وتكون المنية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلما اقتربنا من هديه ، واتبعنا أمره ، كما أن رسول الله صحح الذهنية ، فالضميمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحتاج لفهم واضح فمن حمل ذهنية ارتكبت خطأ عاش بذهنية خاطئة ، فعلينا تصحيح الذهنية بأن نعرف النسب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس باللحم والدم ، أو الأبوية بل النسب الحقيقي وهو النسب الأفعالي ، والثبات على منهج أهل البيت عليهم السلام ، ولذا نجد القرآن يذكر المنية ووضحها بقوله :{ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي } . فالمنية مربوطة باتباع أوامر النبي ، والثبات على أمره .
(2) المحبة المستعارة : هي أقل من المحبة الاندماجية ، وهذا الحب مربوط بمصالح وأهواء وسلامة الناس ، وبعبارة أخرى حب مؤقت بزمان ومكان ، ومحدود بظروف معينة ، وكذلك الدين قد يكون اندماجياً أو مستعاراً ، وقد قال سيدنا الإمام الكاظم عليه السلام في دعائه ( اللهم لا تجعلني من المعايرين ) . أي لا تجعلني في حبك من المحبين المؤقتين تبعاً للمصالح الشخصية ، وقال تعالى : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِين } . فالآية توضح أن هناك أناسا حبهم محدود بوجود النبي ، وإذا مات أو قُتل انتهى الحب والامتثال بأوامره ، وهنا يدور إشكال من الإخوة السنة وهو أنكم تحتجون بهذه الآية على الصحابة في حال أن الآية نزلت في معركة أحد ، وقد تأدب الصحابة ، وصقلت أخلاقهم ، ونضجت آدابهم ، فلا يجمعون على خطأ . والرد على هذه الإشكال نقول : بإن الآية تحمل في طياتها أمرين : الأول الموت وهذه مطلقة لم يقيدها بزمان أحد ، وكذلك القتل لم يرد تقييد ، ولا يفهم من الآية حدود معركة أحد ، بل مطلقة ، وتدعمها الروايات من طرق السنة والشيعة ، كما قال أنس أبن مالك في صحيح البخاري : ( لم يبق من دين رسول الله إلا صلاتكم ) .وفي قول آخر حتى الصلاة غيرتموها . وقول الحسين عليه السلام ( الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم وإذا محصوا بالبلاء قل الديانون ) . لذا كان الكوفيون حبهم للحسين عليه السلام حبا مستعاراً ، ولم ينصروه ، بل خذلوه . وفي عصر العلامة الأميني وقد سخر منه بعض الشاميين من بكاء الشيعة على الحسين عليه السلام ، فما كان منه إلا أن عكف على تأليف مجلدين في جواز واستحباب البكاء على الحسين عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وحتى أخر علماء المسلمين من مصادر وكتب ومراجع السنة ، ولذا تجد بعض المسلمين عجز أمام هذا الولاء و الحب الحسيني على ممر التاريخ ، فأصبح شعاراً بارزاً للشيعة على تعاقب أزمانهم فرفعوا رؤوسهم باسم الحسين عليه السلام
جديد الموقع
- 2025-04-22 افراح العبد والدندن والنجاد تهانينا
- 2025-04-21 الأميرة سما بنت فيصل: نتطلع إلى مضاعفة ساعات العمل والمشاريع في "رسل السلام" من خلال المشاركة والمشاريع النوعية للشباب
- 2025-04-21 بيئة الاحساء تدشن اسبوع البيئة 2025م
- 2025-04-21 مدير البيئة بالاحساء يكرم الطالبة ريفان المظفر
- 2025-04-21 سمو أمير المنطقة الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة
- 2025-04-21 سمو نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة
- 2025-04-21 سمو أمير المنطقة الشرقية يرعى غداً الثلاثاء حفل تخريج الدفعة ٤٦ من طلاب وطالبات جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام
- 2025-04-21 نظرية جديدة عن تكوِّن نجوم الكون
- 2025-04-21 ذاكرتنا التلقائية تساعدنا على أداء وظائفنا اليومية بكفاءة
- 2025-04-20 الأسس الفكرية للعلمانية