
2009/01/05 | 0 | 519
الليلة الثامنة : عناصر الوقاية النفسية من المهاوي السلوكية
هذه الآية الكريمة تطرح موضوع النفس واتزانها وهو موضوع ذو منافذ كثيرة ! لأن السماء قد باشرت النفس بتعاليم ودروس لحفظ بقائها ومستلزمات البقاء لها .
هكذا يكون موضوع النفس / ومما ألهمت به النفس : التمييز بين الطبائع ؛ شينها من زينها , صحيحها من فاسدها وما هو في السليم وما هو ليس في السليم ؛ الطبع المريض والطبع غير المريض .. ولذا يمكننا أن نقول بأن الطبائع منها ما هو ذكي ومنها ما هو أحمق !
لأن الإسلام أعطى تكاليف ,, فمن يعيش التكاليف الشرعية تصبح طبائعه ذكية ومن يعيش حالة اللاتعيين الشرعي تصبح طبائعه حمقاء ,, كذلك نجد بأن هذه التكاليف الشرعية من حرام وحلال هي وظائف ذكية لخدمة العقل والنفس وليست بهامشية ! إذن الطبائع التي عالجتها التعاليم السماوية على أقسام عدة منها ما يرتبط بالذوق وهذا من نوع الحلال والحرام .. يقول تعالى " (وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ)"([2] والفقهاء عينوا أن كلمة الخبائث تبين ذوق الناس الصحيح والخبائث هي كل ما ينفر منه الطبع ؛ لذا نرى أن البشرية في حين من الأحيان وقعت في اختلاط الطباع وعدم تمييزها بحيث لم تكن قادرة على تمييز الطبع السليم من غير السليم فكانت العرب في أيام الجاهلية تأخذ مصران الذبيحة وتحشيها دماً ثم تغليه بطريقة معينة وتأكل ذلك الدم .. لذلك أتى الإسلام بتعاليمه ليرتفع بذوق الإنسان بحيث يكون مؤهل من معرفة ما يلائم الطبع مما ينفر الطبع .
هناك تعيينات أو تكاليف شرعية تجعل الإنسان يعيش حالة التعيين لا حالة اللاتعيين .. وهذه التعليمات تختم بحراسة سلوك الإنسان لا طبعه لأن لا يكون سلوكه على حافة الانهيار .
-
وسلوك الإنسان على شكلين :
- سلوك يرتبط بالغير.
وسلوك يرتبط بالأحداث الشخصية للإنسان
والسلوك الذي يرتبط بالغير أتت له تعيينات شرعية لضبط سلوك الإنسان والمثال الوحيد على هذا هو مصطلح تكرر في قاموس الثقافة الإسلامية وهو مصطلح الخوف من الريبة والافتتان أو التلذذ !
الريبة والافتتان شعور غير طبيعي أو إحساس يتغشى قلب الإنسان ونفسه نتيجة لمواجهة الأنا الذكوري بالآخر الأنثوي أو العكس . وقد يمارس الانسان ذلك بالاختلاط أو السماع أو بالنظر فيحدث انفعال نفسي قد تكون له تداعيات واستجابات فسيولوجية فتتم هذه المواجهة بتعبير لفظي أو تعبير حركي .
فتحدث بذلك مشكلة الريبة ومشكلة اللافتتان . والإنسان لو (منَّ) نفسه بالثقة سيكون قد رخص نفسه في هذه المهاوي النفسية . لقول أمير المؤمنين " لاترخص لنفسك فتذهب بك الرخص إلى الظلمة "
إذن الخوف من الريبة هو خوف صحيح . وهذه الريبة تأتي من الإلحاحية في الشهوة , لقول أمير المؤمنين " مامن معصية لله عز وجل إلا وتأتي من شهوة ! رحم الله أمر نزع عن شهوته وقمع هوى نفسه فإن الشهوة أقوى شيء نزعا "
والإنسان إذا شارف على الارتباط المحرم هنالك أمور كثيرة تجذبه كالجمال أو العاطفة وهناك الإشباع الغريزي .. جميعها عوامل جذب لتلك العلاقة المحرمة .
لذا نقول إن الذين وقعوا في مثل هذه المواقع الغير لائقة أعطوا للمجتمع نتائج سلبية للغاية .!
من تلك النتائج : أن بين كل 3 بنات يتعاطين النت .. توجد بنت لديها علاقة غير طيبة !!!
وهنا يعطينا القاسم بن الحسن درس من دروس الولاية والتضحية والبراءة ..
والولاية لا تكون في الجانب العقدي فحسب بل تكون في الجانب الأخلاقي أيضاً .. وينبغي أن تكون للإنسان براءة من غيرهم عقدية وأخلاقية أيضاً .
ننتقل إلى النوع الآخر من السلوك وهو السلوك الذي يرتبط بشخصية الإنسان ..
هناك بعض التعيينات الشرعية التي ترتبط بالأحداث الشخصية للإنسان .. إذا حصلت للإنسان ضغوط نفسية أو غضب لا بد له من طريقة ينفس بها عن غضبه وهذا التوتر والاضطراب الذي يعيشه .
وهناك تعيينات وظيفية شرعية فتحت منافذ ينفس الإنسان من خلالها عن غضبه ونفسه بشكل لا يخف الألم فقط بل لا تعود ثورة الغضب لديه .. ويكون ذلك بعدة طرق
أولها أن يعرف الإنسان إذا كان غضبه مُتَعَلَقَهُ الغير ؟ ويدربه أن لا يغضب إلا لله ويمرنه أن يلغي الغضب بنفسه .. يقول أمير المؤمنين " من لا يتحلم لا يحلم " وعلمنا الإسلام أن ننفس عن الغضب بالاستغفار لمن أغضبك وأخطأ في حقك .. فلن يعود الغضب بعد ذلك . هذه هي التعيينات الشرعية للتغلب على هذه السجايا
للاستماع للمحاضرة هنــــــــــــــــــا
جديد الموقع
- 2025-04-23 سمو محافظ الأحساء يكرّم المشاركين في مبادرة "أنثر أثر"
- 2025-04-23 من منبر الجمعة.. الشيخ عادل المرعي: سماحة العلامة الحجة الشيخ جواد الدندن -قدس سره- كان شعاره السير إلى الله سبحانه وتعالى
- 2025-04-23 مجرد تفكيرك في أنك جائع قد يغير جهازك المناعي
- 2025-04-23 29 شاعرًا وشاعرة يتنافسون على لقب "شاعر الجامعة" في التصفيات النهائية بجامعة الملك عبدالعزيز
- 2025-04-23 سمو محافظ الأحساء يفتتح "قرية النخيل" كوجهة ثقافية وسياحية لتعزيز التنمية الزراعية والسياحة الوطنية
- 2025-04-23 أمانة الاحساء تُصدر ٣٩١٤ " شهادة صحية " وتُجري ٥١٠ فحص ميكروبيولجي
- 2025-04-23 الاعتذار .. سهل ممتنع تتهاوى عند أعتابه الرجال
- 2025-04-23 تساؤل عظيم اللغز: ماذا لو وُلدت من جديد؟!
- 2025-04-23 ( قصيدةُ نثرٍ فيها ما ليس فيها )
- 2025-04-22 افراح العبد والدندن والنجاد تهانينا