الليلة الثالثة : السيدة خديجة ابنت خويلد ( 1)

قال رسول الله صلى الله عليه وآله :(كمل من الرجال كثير,وكمل من النساء أربعة مريم بنت عمران وآسيا بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد)لقد ألمح الرسول إلى الكمال وهو غاية الآمال و من فكرة الكمال تطلعت البشرية إلى الأجدر والأخير لتوليه أمورها ,ومن هنا أنطلق الكماليون في مقولتهم بضرورة أن يكون الأنبياء والأئمة أكمل أفراد مصرهم وعصرهم ولهذا خلفيتان :

1.خلفية عقلية /فالإنسان لا يسلم الصدارة إلى الأقل مع وجود الأكثر كفاءة.ولو قدمت المفضول على الفاضل فهذا قبيح عقلا.

2.خلفية شرعية /هناك زهاء ثلاث عشرة رواية بلغت حد الاستفاضة ,في حين يكفي لصدق التواتر سبع روايات فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : (مانبئ نبي قط إلا بمعرفة حقنا وبفضلنا على سائر الناس )

هل للإسلام دورفي مشروع الكمال ؟

الإسلام عمل على انتشال البشرية من وحدة النقص ولكن بعض الأقلام التي ولدت مؤخراً وقفت حائرة أمام بعض قضاياه فقد بدأ يتراءى للناس أن الإسلام دين انتقاص فلم يبقى صنعة أو قومية إلا وانتقدها ,فالإسلام انتقص بائع الكفن في حين يجب بيعه ! ولكن هذا الوجوب كفائي   ويكره بيع الأكفان .ومن جهة أخرى قول الرسول صلى الله عليه وآله) لا تتزوجوا الأكراد ولا تزوجوهم) وهذا انتقاص للقومية إنما  يفهم من نهي النبي من زواج الأكراد أنهم كانوا كفاراً وقت ذاك فنهى لكفرهم ,يقول السبزواري (عصبي من يرى أحاديث النبي للأكراد نقص في قومية لم تسلم تحتاج لتعليم وتربية إسلامية ل لا نقصاً فيهم

وفي الفن ينتقص الشعراء وهكذا مع المرأة وهذا يوحي للعلماني بأن الإسلام دين باطل وفيه عطب بدليل رواية كمل من الرجال كثير وكمل من النساء أربع فهذا انتقاص للمرأة ؟!

تحديدات الإسلام للمرأة وكمالها :المرأة ذات جلال وجمال فكيف نجمع بين رواية أن المرأة ناقصة عقل ودين وأن المرأة كاملة !!هناك أقلام حريصة لحماية الدين الإسلامي  يقول أحد الشيوخ أن رواية  ناقصات عقل ودين لاتخص كل امرأة  ولكن الرسول كان يقصد بكلامة من كانت في تلك الواقعة _أي واقعة الجمل_فلا حظ ولا دين ولا عقل لها.وهذا يقيد الحديث. وهنا يعلق الشيخ ...

ملاحظات على ما سبق :

1.هذا الحديث من أقوال النبي صلى الله عليه وآله وليس من أقوال علي عليه السلام  وقد رواه الإمام بسند عن النبي عندما مر على نساء فقال ناقصات عقل ودين وحظ .

2.الحديث ذكر تعليله أمير المؤمنين  فلم الحيرة في تفسير النقص؟ أما ناقصات حظ في الإرث لقوله (للذكر مثل حظ الأنثيين)وأما ناقصات دين للعوامل الفسيولوجية التي تعتري المرأة من طمث فلا تصوم ولا تصلي في تلك الفترة .وأما ناقصات عقل لغلبة عاطفتهن ونسيانهن.فنرى البعض يأخذ بظاهر الألفاظ ولا يتجشم عناء البحث ولكن لو كان في مجال ثقافي تراه يجلس أياما ليفسر لفظة قالها أحد علماء الفلاسفة وكأن كلام الرسول صلى الله عليه وآله رخيصاً.

النقص امتهان للمرأة أم ماذا؟؟

النقص يعني العجز .ومن معانيه وأهمها يذكر النقص للتعويض. في الطب مثلاً لو قال الطبيب للمريض أنه ناقص بعض الفيتامينات هل يبادر المريض لضربه ؟ لا حتماً.وإنما يفهم أنك تحتاج لجرعات تعالج بها نفسك .

فقال للنساء ناقصات لجذب انتباه المرأة للنقص وبالتالي البحث عن التعويض للوصول للكمال فحالة نقص الدين للطمث الذي يعتريها أعطى النبي له مايعوضه من البرامج بأن تتوضأ وتجلس في مصلاها وتسبح الله وتذكره ,وعوض لها الجهاد_ فلا جهاد على المرأة _بحسن التبعل وهكذا فما أشار النبي إلى نقص إلا وذكر له تعويضاً .ونرى البعض يعتبر مايقوله علماء النفس طباً غير قابل للنقاش بينما كلام الرسول فيتحامل عليه ولا يأخذ به .

إذن مالمقصود من الحديث كمل من النساء أربع  ؟ أن كثير من النساء كملن ولكن المقصود من كمالهن وصولهن أعلى مراتب الكمال ومنزلة الأنبياء وإلا السيدة زينب عليها السلام كملت فكانت على خطى رسول الله صلى الله عليه وآله...

 تلخيص الاستاذة : ظلامة فاطمة