
2008/01/18 | 0 | 648
الليلة التاسعة ( قداسة الوالدين ) لسماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد
الجواب على نوعين ، فهناك أسباب شاملة عامة من قبيل البيئة المحيطة ، والمناهج الدراسية التي تباشر العقل الروح ، وأمثلة ذلك رفقاء السوء الذين لهم بالغ الأثر في شخصية الشباب ، وهناك أسباب خاصة وبحثنا هذه الليلة في هذه الأسباب وهي :
(1) المرجعية الروحية للولد . وتعني حب الله ومعرفته ، أي يحب الله سبحانه إلى حد أن يعرف بعض معرفة الله سبحانه ، ثم حب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى حد الشعور بوجوده حياً ، وذلك بتطبيق تعاليمه من أمر ونهي ، وحب أهل البيت عليهم السلام إلى حد التواصل معهم ، وذلك بالعمل بعلمهم ، والاجتناب عن نهيهم وكذلك زيارتهم في الدنيا ، وحب القرآن إلى حد الأنس به ، بحيث لو أنك لم تقرأ القرآن في يومك كله لشعرت بظلام هذا اليوم ، بسبب عدم قراءة كتاب الله سبحانه ، فلا أثر لحب الله من دون معرفته ، وكذلك لا أثر لحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من دون الشعور بوجوده ، وكذلك لا أثر لحب أهل البيت من دون التواصل معهم ، كما لا أثر للقرآن من دون الأنس به ، وهذا استنتاج من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( علموا أولادكم حبنا ) ، فمعنى أدبوا هنا أي عودوا أبناءكم الرجوع إلينا في أمور دينهم ودنياهم ، وفي حل المشاكل الحياة التي يمر بها الأبناء ، وحتى في أسراره يرجع إلى فكر أهل البيت عليه السلام ، لأنها الحصانة للإنسان من الانحرافات الفكرية والعقائدية و السلوكية وغيرها . وهنا سؤال إذا لم تكن للفرد مرجعية روحية فكيف يكون ؟ فالجواب يكون أولاً عاقاً لوالديه ، ثم عاقاً لمجتمعة ، بل أكثر من ذلك يكون مستخفا و مستهينا لمن يعظونه ، فيحول ذلك إلى هزل واستخفاف من هذا الوعظ ، وكل ذلك بسبب فقدانه من المرجعية الروحية ، والجواب الثاني يكون في الغرب فقد عجز الغرب من أن يجعل الأبناء يحبون أو يحترمون الوالدين بالرغم أنهم أتعبوا أنفسهم من استنتاج النظريات الحديثة في التربية ، كي يعالجوا حالات العقوق عند الأبناء ، فلم يستطيعوا إلى ذلك من سبيل ، ولم يعرفوا علاجا لمشكلة بر الوالدين .
(2) أداء حقوق كلاً من الوالد و الولد . فعلى الوالد من الحقوق مثل ما على الولد من حقوق ، فإن احترام الناس لك شهادة منهم لك ، فإذا لم يكن لك احترام فقد فقدتَ شهادة الناس فيك ، وكذلك ينطبق على الولد ، فأقصى ما يتمنى الولد من والده أن يحترمه ، ويهتم به ، ويعطيه جزءا من وقته ، كي يحترمه الابن ، ويهتم بأمره ، ونهيه ، وهذا الكلام يؤيده رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله : ( رحم الله والد حلم ابنه على بره ) .
(3) إعانة الولد على بر والديه .
وذلك بتعليمه كيف يبر والديه من خلال الكلام من الأمر والنهي و المفروض و المستحب ، وهذا كله لا يكفي ، بل من خلال إعطائه مساحة من الحرية في اللعب في طفولته ، وإعطائه الوقت الكافي في شبابه ، والوقت الكافي في دراسته ، فهناك بعض الآباء يعينون أبناءهم على عقوقهم ، وذلك بكثرة طلبات الأب في مختلف الأوقات ، حتى يمل ويعق والده بعدم الاستماع له ، وقد قيل مثل ( إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع ) ، وهناك مثال آخر على إعانة الولد على عقوق والديه ، وهو المناخ الذي يعيشه الابن بين والديه إذا كان مشحونا بالمشاكل ، وعدم الاحترام ما بين الوالدين بعضهما البعض ، فهنا يتعلم الولد عدم احترام والديه ، ثم يعقهما ، فيأخذ درسا في عدم الاحترام نتيجة المشاكل بين والديه ، وقد يتمادى بعض الآباء بحيث يبصق على زوجته بين الأولاد ، فهذا المشهد أشد على روح الولد من السم الزعاف من ثعبان في جسد الإنسان ، وقد جرت دراسة على مجموعة من الناس الذين في السجون ، ودور الدعارة ، ومستشفيات الصحة النفسية ، والمدارس ، وما فيها من الرسوب ، فوجدوا أن من أهم أسباب وصولهم إلى هذه الحالة هي عدم الاستقرار النفسي في منازلهم ، ومن المشاكل التي يعانيها المجتمع اليوم إهمال الأم ، وترك مسؤولية تربية الأبناء على الخادمة ، وهناك أحد الأمثلة الواقعية ، فقد جاءني أحد الرجال يشكو الحال من زوجته ، وبروي حادثته يقول : ( حصلت مشادة بيني و بين زوجتي ، وذهبت بيت أهلها ، وبعد مرور أيام رأيتُ ابنتي تكتب في دفترها ، فاطلعت عليه ، وإذا هو شكوى طويلة بطول الدفتر عن حالتها النفسية ، تشكوها للخادمة ) !!! ،فهذا نتيجة إهمال الوالدة ، ولذا وجب علينا الرجوع إلى قدوتنا في حل هذه المشاكل ، وهم أهل البيت عليهم السلام ، كما فعل الإمام الحسين عليه السلام حينما سخر ماله في تعليم أحد أبنائه في حفظ آيات القرآن الكريم ، وكذا ما فعله لصاحب هذه الليلة علي الأكبر ، حينما سخر ماله لمجلس الضيافة ، لابنه علي الأكبر ، ليمارس الكرم ، فكانت علاقة الحسين بابنه علي الأكبر عظيمة وغاية الاحترام و التقدير ، حتى أنه رفع شكواه لله سبحانه بقوله : ( اللهم أشهد على هذا القوم أنه قد خرج لهم غلام أشبه الناس بنبيك خلقاً وخلقا ومنطقا برسولك وكنا إذا اشتقنا لرؤية نبيك نظرنا إليه ... ) .
جديد الموقع
- 2025-04-23 سمو محافظ الأحساء يكرّم المشاركين في مبادرة "أنثر أثر"
- 2025-04-23 من منبر الجمعة.. الشيخ عادل المرعي: سماحة العلامة الحجة الشيخ جواد الدندن -قدس سره- كان شعاره السير إلى الله سبحانه وتعالى
- 2025-04-23 مجرد تفكيرك في أنك جائع قد يغير جهازك المناعي
- 2025-04-23 29 شاعرًا وشاعرة يتنافسون على لقب "شاعر الجامعة" في التصفيات النهائية بجامعة الملك عبدالعزيز
- 2025-04-23 سمو محافظ الأحساء يفتتح "قرية النخيل" كوجهة ثقافية وسياحية لتعزيز التنمية الزراعية والسياحة الوطنية
- 2025-04-23 أمانة الاحساء تُصدر ٣٩١٤ " شهادة صحية " وتُجري ٥١٠ فحص ميكروبيولجي
- 2025-04-23 الاعتذار .. سهل ممتنع تتهاوى عند أعتابه الرجال
- 2025-04-23 تساؤل عظيم اللغز: ماذا لو وُلدت من جديد؟!
- 2025-04-23 ( قصيدةُ نثرٍ فيها ما ليس فيها )
- 2025-04-22 افراح العبد والدندن والنجاد تهانينا