
مسجد الامام علي بالمطيرفي ومسجد العباس بالمطيرفي ومسجد الشيخ الاوحد بالمطيرفي
2017/08/03 | 0 | 1457
الشيخ حسين العباد : وظائف المنتظرين ومسؤولياتهم ـ (2)
( بريد الشبكة )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾().
معرفة الإمام:
عن الفضيل بن يسار قال: «سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله تبارك وتعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُوْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾() فقال: يا فضيل، اعرف إمامك، فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرَّك، تقدمَ هذا الأمر أو تأخر. ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر، كان بمنزلة من كان قاعداً في عسكره، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه»().
في الجبهات الإسلامية في عهد رسول الله (ص) أو عهد الأئمة (ع)، كعهد علي بن أبي طالب (ع) أو عهد الحكام المسلمين، يختلف منصب من يريد المشاركة في تلك المعارك الإسلامية، فإما أن يكون في عامة الجيش، أو أن يكون تحت اللواء بحد ذاته، فمن كان تحت اللواء كان من المتقدمين الذين لا يمكن أن يكون أي تردد عندهم. والإمام (ع) يخبر الفضيل بن يسار بمنزلة من عرف إمامه.
لا زال الحديث عن مسؤوليات المؤمن تجاه صاحب العصر والزمان. فالمسؤوليات التي ذكرها العلماء لا تقل عن خمس وخمسين مسؤولية .
وقد بلغنا بنا المقام في الجمعة الماضية للنقطة الثانية، وهي معرفة الإمام، والرواية التي ذكرتها آنفاً عن فضيل تتضمن أيضاً جانباً من فضيلة معرفة صاحب العصر والزمان في الغيبة، بأن يكون من يعرف الإمام (عج) ضمن أولئك المتقدمين لتلك المعارك الإسلامية، وتحت اللواء.
لقد علّم الأئمة (ع) أتباعهم بعض الأدعية في زمن الغيبة. فمن ذلك ما ورد عن زرارة أن الإمام الصادق (ع) قال له: «يا زرارة، متى أدركت ذلك الزمان، فادعُ بهذا الدعاء: اللهم عرّفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك، فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني»(). فهذا الدعاء من الأدعية المستحبة في زمن الغيبة، طيلة أيام السنة، وليس في أيام محدودة. وهذا ما تذكره الرواية الآنفة الذكر عن زرارة، وهو من الأصحاب الخلّص.
3 ـ الثبات على ولايته: فقد ورد عن الإمام الباقر (ع): «يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان. إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم الباري جل جلاله فيقول: عبادي وإمائي، آمنتم بسري، وصدقتم بغيبي، فأبشروا بحسن الثواب مني، فأنتم عبادي وإمائي حقاً، منكم أتقبل وعنكم أعفو ولكم أغفر وبكم أسقي عبادي الغيث، وأدفع عنهم البلاء ولولاكم لأنزلت عليهم عذابي»().
فليعرف المؤمن الموالي التابع لأهل البيت (ع) كم له من الشأن العظيم عند الله تعالى، وكم له من الفضل على البشرية جمعاء، فهو سبب في نزول الغيث ودفع البلاء وغير ذلك من النعم على جميع البشر. ومن حقنا أن نفتخر ونرفع رؤوسنا. فنحن واسطة في الخير كما يذكر الإمام الباقر (ع).
ذكرى شهادة الصادق (ع):
أكتفي بهذا القدر من هذه النقطة وأتحول إلى موضوع ثانٍ، وهو مناسبة ذكرى وفاة الإمام الصادق (ع). فقد مرت بنا ذكرى أليمة وفاجعة عظيمة على مدرسة أهل البيت (ع) وهي فَقْدُ الإمام السادس جعفر بن محمد الصادق (ع) الذي تميزت مرحلته بميزات لم تعهدها مراحل سائر الأئمة (ع).
فالإمام الصادق (ع) عاش مرحلتين، وكانت تلك من أهم العوامل التي ساعدته على أن يدلو بدلوه، ويتصدر المراكز العلمية، حتى بلغ الحال بأحد العلماء الكبار، وهو الوشاء أن يقول عن مسجد الكوفة: أدركت في هذا المسجد تسعمائة شيخ كلٌّ يقول حدثني جعفر بن محمد().
لقد عاش الإمام الصادق (ع) فترة بين دولتين: واحدة فانية ذاهبة، والأخرى قائمة آتية، فتلك انشغلت بالدفاع عن نفسها وعروشها، وهذه انشغلت بتثبيت عروشها، وقد رفعت الدولة الجديدة شعار: «الرضا من آل محمد»، وهم أقرب من حيث النسب إلى أهل البيت (ع) وكانوا ينادون بإعادة الحق لأصحابه، إلا أن الإمام الصادق (ع) لم يعبأ بتلك الشعارات، لأنه يعلم المغزى والمراد، لكنه استفاد من هذه المرحلة في نشر العلوم والمعارف. وقد تخرج في تلك الفترة الكثير من العلماء من تحت منبره العلمي، لا يقل عددهم عن خمسة آلاف. ولو راجعنا كتب الحديث والرواية لوجدنا أن ما لا يقل عن ثلثي تلك الأحاديث قد رويت عنه (ع). وهذا يدل على أن المجال قد فتح له في تلك الفترة.
أيها الإخوة: لنكن على يقين، أن الإمام الحسن (ع) لو عاش عصر الصادق (ع) لفعل ما فعل الصادق (ع) ولو عاش الحسين (ع) في عصر الصادق لفعل ما فعل مثله، من تخريج العلماء والفقهاء في جميع التخصصات والمجالات، لا في مجال معين كالفقه والعقيدة أو التفسير أو أمثال ذلك من العلوم، إنما في مجال الكيمياء والأحياء والفلك وغيرها من العلوم.
أبرز العقبات في طريق الصادق (ع):
إلا أن عصره (ع) وإن كان قد انفتح له في إثراء الجانب العلمي، إلا أنه في الوقت نفسه انفتح للتيارات الفاسدة أيضاً، ولكل من لديه نية سوء، وظهرت الكثير من الفرق المنحرفة في ذلك الوقت. من هنا نجد أن الإمام الصادق (ع) قام بمواجهة تلك التيارات ورد شبهاتها وآراءها المنحرفة.
لقد عاش الإمام الصادق (ع) أربعة عقود في ظل الدولة التي سبقت بني العباس وهي الدولة الأموية، وعاصر خمسة من الملوك فيها، وقاسى الأمرّين، إلا أنه في الفترة الأخيرة انفسح له المجال، ثم عاصر اثنين من حكام بني العباس، وهما من أشد من عاصرهم في تلك الحقبة. وهذا الحاكمان هما أبو العباس السفاح، وأبو جعفر المنصور الدوانيقي، الذي كانت نهاية حياة الإمام الصادق (ع) على يديه، وكان قد تجرأ على الإمام أكثر من مرة.
أيها الإخوة: إن بعض الأئمة (ع) لم يفسح له المجال ليقوم بالدور المطلوب ليكون شاخصاً بشكل واضح أمام المجتمع الإسلامي، كالإمام الكاظم (ع) الذي قضى سنوات عديدة في السجون، لم يلتقِ خلالها بالكثير من أصحابه، فالعالم الإسلامي لم يتعرف كثيراً في تلك المرحلة على الإمام الكاظم (ع) على خلاف الإمام الصادق (ع) الذي كان يصعد المنبر في الكوفة وفي المدينة وينشر المعارف الإسلامية.
ولكن، مع تلك المعرفة والشهرة الذائعة الصيت في العالم الإسلامي حصل معه ما حصل، ونكل به، إذ دعاه المنصور الدوانيقي مرات عديدة، وفي كل مرة كان ينال منه، ويشتم علياً وفاطمة (عليهما السلام) وكان ذلك من أشد ما عاناه الإمام الصادق (ع) إذ كان يسمع شتم البضعة الريحانة التي كان رسول الله (ص) لا يدخل بيته إلا يمر بها في بيتها ويقبلها بين عينيها، وكان إذا خرج إلى معركة أو غزوة يكون آخر عهده ببيتها، وإذا عاد كان أول عهده ببيتها، لما لها من الخصوصية.
كان المنصور يسيء للإمام الصادق (ع) ويتهمه بتحريض الناس على السلطة، وكان الإمام (ع) ينكر ذلك، وهو بريء من تلك التهمة، ولم يكن من رأيه النهضة بالسيف. فكان المنصور يقول له: وتكذب؟ وهذا من أشد وأقبح التعدي على رجل عمره خمس وستون عاماً، ولم يكن له صلة بتلك التهمة. وفي بعض المرات التي كان يدعوه إليه كان يسل سيفه يروم قتله، ولولا دعاء الإمام الصادق (ع) لفتك به.
وفي نهاية المطاف خسرت الأمة الإسلامية ذلك الرجل العظيم الإمام الصادق (ع) وذهب إلى ربه شهيداً.
نسأل الله تعالى لنا ولكم المغفرة والرحمة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
جديد الموقع
- 2025-05-21 محاضرة "أخلاقيات السرد " للدكتور كميل الحرز وسط حضور نخبوي
- 2025-05-21 من المتوقع أن يتحلل الكون في 1078 سنة، أي قبل وقت أطول بكثير مما كان يُعتقد سابقًا
- 2025-05-21 بيئة الأحساء تُفعّل اليوم العالمي للنحل في لولو مول
- 2025-05-21 الجامعة الأهلية بالبحرين تتوسع في استقطاب الطلبة السعوديين المتميزين وتطلق حملتها من "الأحساء مول"
- 2025-05-21 برعاية سمو المحافظ : انطلاق منتدى ( الاحساء صديقة الطفل ) 25 مايو
- 2025-05-21 وفد الجامعة العالمية يلتقي الملحق الثقافي العراقي في لندن
- 2025-05-21 تخرج احفادي من الابتدائية فرحة اعادت لي ذكرياتي الاولى
- 2025-05-20 سمو محافظ الأحساء يُقلّد مدير الدفاع المدني بالمحافظة رتبته الجديدة
- 2025-05-20 "قرع الطبول في زيارة إسطنبول" للكاتب منير المنيري
- 2025-05-20 برعاية سمو محافظ الأحساء وكيل المحافظة يشهد حفل تخريج طلاب أكاديمية الكفاح المتوسطة تحت شعار طموح