
مسجد الامام علي بالمطيرفي ومسجد العباس بالمطيرفي ومسجد الشيخ الاوحد بالمطيرفي
2017/12/19 | 0 | 1325
الشيخ حسين العباد :نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم
( موقع المطيرفي )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾. (طه: 25 ـ 28).
من صفات الشيعة :
«اللهم إنّ شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا». (بحار الأنوار، المجلسي53: 303 ) . وفي رواية أخرى: « إن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعةً ينصروننا، يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا». ( الخصال، الشيخ الصدوق 2: 635 ) .
هذه الأحاديث رويت على لسان أكثر من إمام، فقد روي عن أمير المؤمنين (ع) وعن الإمام الصادق (ع) كما روي بألفاظ مختلفة بعض الشيء. ففي بعضها: وعجنوا بنور ولايتنا. فكيف يجب علينا أن نعيش مع هذه الأحاديث الشريفة؟ ومع معنى الفرح والحزن فيها؟
لعل بعضنا أو الكثير منا يربط هذا الفرح والحزن ببعض المظاهر والمناسبات التي تناسب هذه الأحاديث، كالولادات والشهادات والوقائع التاريخية الأخرى التي تدور بين الفرح والحزن، كالبعثة والغزوات وغير ذلك. وهذا أمر مطلوب بلا شك، ولكن للحديث معنى أعمق بكثير من هذا المعنى الواضح . فما هو الفرح الذي يفرح به أهل البيت (ع)؟ وما الذي يحزنهم ؟ هل هو ذكرى ميلاد أو شهادة أو حادثة تاريخية ؟ نعم، هذه مما يفرحهم ويحزنهم، لكن المعيار الأساسي في فرحهم هو (رضا الله) جل وعلا، فالفرح الحقيقي عندهم هو رضا الباري تعالى، فكل ما يرضي الله عز وجل فيه رضا لهم وفرح، ولا بد أن يكون المؤمنون كذلك .
فطاعة الله تعالى من الأمور الأساسية التي توجب فرح أهل البيت (ع) فلو كان المؤمن مطيعاً لله تعالى متجرداً للعبادة، كان ممن يدخل السرور على أهل البيت (ع) لأن طاعة الله تعالى تُفرحهم. وعلى المؤمن أيضاً أن يفرح إذا ما شاهد أخاه المؤمن مطيعاً لله تعالى ولرسوله . وكذلك التقوى والإصلاح وصلة الأرحام والتآلف والتآخي والمحبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من العناوين التي توجب فرح أهل البيت (ع) .
وكذا الحال في الحزن، فما هي الأمور التي تحزن أهل البيت (ع) ؟ صحيح أن ذكريات شهاداتهم مما يوجب الحزن، لكن هذا عنوان واحد، وليس كل المراد في الرواية المذكورة، وقد أراد أئمة أهل البيت (ع) أن نفهم الحديث بشكل أعمق من ذلك، وهو أن كل ما من شأنه أن يغضب الله جل شأنه فهو يحزن الأئمة (ع) فلا بد أن نحزن لما يحزن منه الأئمة (ع)، فعندما يرتكب الإنسان المنكر فليعلم أن هذا المنكر يدخل الحزن على الأئمة (ع) فلا بد أن نحزن لما يحزنون منه، ونبتعد عن ارتكاب المنكر.
النهي عن المنكر:
هنالك ظاهرة مثلاً تحدثنا عنها قبل عدة شهور وهي الغناء، وها هي تعود اليوم لتنتشر، بل يقول البعض : إن هذا فصل الربيع، وهو فصل السرور والفرح، حال أن استماع الأغاني محرّم ومنكر، فمن استمع إليها فقد أغضب الأئمة (ع) وأحزنهم، فذلك لا يرضي الله تعالى. إلا أننا نشاهد بعض الشباب اليوم ممن لم يبلغوا الخامسة عشرة وهم يركبون السيارات ويستمعون الغناء بصوت عالٍ، وفي داخل البلد وليس خارجها أو في الصحراء، فأين أهل الحل والعقد؟ أين الآباء والإخوان ؟ ولماذا يسمحون لهم بقيادة السيارات في هذا العمر مع وجود المخالفة القانونية؟ ولو وجدنا لهم العذر في ذلك فكيف نجد لهم عذراً في استماع الأغاني ونشرها؟ فلم التساهل والتسامح في هذا المنكر؟ فهذا يغضب الله تعالى، ويحزن الأئمة (ع).
إلا أننا نلاحظ أن هنالك الكثير من أبناء مجتمعنا يتأذى من هذه الظاهرة وأمثالها ولله الحمد، ولا أريد هنا إلا تنبيههم لما لا يرضي أهل البيت (ع) بل يدخل الحزن عليهم. فعندما تتذمرون من المنكر وتنكرونه وتحزنون لرؤيته فلا شك أن ذلك يدخل السرور على أهل البيت (ع). فهنيئاً لكم بذلك أيضاً.
من هم الشيعة بحق؟
هذه بعض العناوين العامة التي ذكرناها مما يفرح أهل البيت (ع) أو يحزنهم بشكل عام.
وبالعودة إلى الأحاديث السابقة في كون الشيعة يفرحون لفرح أهل البيت (ع) ويحزنون لحزنهم، لا بد أن نذكر بعض الأحاديث التي تبين من هم الشيعة؟
في الحديث الشريف عن الإمام علي (ع) قال: «شيعتي والله الحلماء العلماء بالله ودينه، العاملون بطاعته وأمره، المهتدون بحبه، أنضاءُ عبادةٍ: ( الأنضاء: جمع نِضو (بكسر النون) وهو المهزول من الإبل والحيوان) . أحلاس زهادةٍ : (أي ملازمون للزهد. وفي بعض المصادر: جُلّاس زُهّاده، أي يكثرون الجلوس مع الزاهدين) . صُفر الوجوه من التَّهجد، عمش العيون من البكاء، ذبل الشفاه من الذكر، خمص البطون من الطَّوى، تُعرَف الربّانيةُ في وجوههم، والرَّهبانية في سَمتهم، مصابيح كل ظلمة، وريحان كل قبيل...». ( الأمالي، الشيخ الطوسي: 576.). والوجه الرباني هو من يذكرك الله رؤيتُه، وكثيراً ما نجد أمثال هؤلاء في مجتمعاتنا فنقول : هذا وجهه رباني، أي أن السمات الصالحة مرتسمة على وجهه.
ومما ورد عنهم (ع) في هذا الشأن: «من أحبنا فليعمل بعملنا، وليستعِنْ بالورع، فإنه أفضل ما يُستعان به في أمر الدنيا والآخرة». (الخصال، الشيخ الصدوق2: 61 ) . فهذه خطوط عامة رسمها لنا أهل البيت (ع) والمنابر الحسينية تذكرنا طيلة السنة بما يريده منا أهل البيت (ع) بالإضافة إلى منابر الجمعة وغيرها.
فالكثير من الروايات تؤكد على (الورع) وللورع معانٍ عديدة، ومن معانيه الابتعاد عن الكبائر، فمتى ما ابتعد الإنسان عن الكبائر وصف بالورع. والكبائر معروفة، ومنها بلا شك الاستماع للأغاني، وبالصورة التي تقدمت آنفاً. فمن استمع الأغاني، لا سيما بالصورة التي أشرنا إليها من رفع الصوت بين الناس، فلا شك أنه ليس ورعاً، ومرتكب للكبيرة .
إن الكثير من أبنائنا يشتكي من تفشي هذه الظاهرة عند الخروج من المدارس، وليس من الصحيح أيضاً أن نطمئن لحال أبنائنا بأنهم لا يتأثرون، فهذا الأمر ليس معلوماً لدينا، ولا يمكن الركون إليه، فالأبناء عندما لا يرون من يتحرك لمنع هذه الظاهرة السيئة والوقوف بوجهها، فليس معلوماً لدينا أنهم لا يتأثرون .
كم هو جميل أن نتحرك لمقابلة مدير المدرسة الابتدائية و المتوسطة و الثانوية ونتحدث إليهم عن هذه ظاهرة استماع الغناء بشكل كبير وفاضح، أو غيرها من الظواهر كظاهرة (التفحيط) مثلاً. فالمدير يمكنه الحديث مع الجهات الرسمية في إرسال الدوريات أو اتخاذ الإجراءات المناسبة .
كنت قبل أسبوع متوجهاً إلى مستوصف القرية، وتحدثت مع الدكتور السيد، فقال لي : كم هو جميل أن تتحركوا ليوقّع مدير المستشفى وأوقّع أنا، وكذلك مدير المتوسطة والثانوية ووجهاء البلد على ورقة نطالب فيها السلطات بجلب دورية في هذا المكان، ولا أستبعد أن تكون هناك استجابة من الجهات الرسمية في هذا المكان، على الأقل في هذه الساعات المعدودة . ثم يقول : إننا نضع أيدينا على قلوبنا عندما نسمع صوت (التفحيط) أثناء الدوام، خوفاً من وقوع الحوادث، فهنالك الكثير من النساء وكبار السن ممن يأتون مشياً على الأقدام للمستوصف.
شهادة الإمام العسكري (ع) :
ونختم المقام بشيء من الإشارة إلى ذكرى شهادة الإمام العسكري (ع) وهي مما ينطبق عليها الوصف السابق: يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا. فعندما نتفاعل مع ذكرى الشهادة التي مرت، ونقرأ اليسير عن الإمام العسكري (ع) الذي لم يتجاوز الثامنة والعشرين من العمر، فهذا مما يدخل السرور عليهم. فقد استشهد (ع) وهو في ريعان شبابه بعد أن دس إليه السم. وكانت مدة إمامته ست سنوات فقط.
ولد الإمام العسكري (ع) في الثامن من ربيع الثاني سنة 232 هـ في المدينة المنورة، واستشهد في الثامن من ربيع الأول سنة 260 هـ في مدينة سامراء. وفي اليوم التالي لوفاته أي في التاسع من ربيع الأول نُصّب الإمام المهدي (عج) فتولى الإمامة وعمره خمس سنوات، وهو أصغر إمام يتولى هذا المنصب. وفي اليوم المذكور وهو تنصيب الإمام الحجة لا بد أن نفرح ونظهر السرور، فهذا من مصاديق الفرح لفرحهم.
نسأله تعالى أن يجعلنا ممن يفرح لفرحهم، وهو رضا الله تعالى، وأن نحزن لحزنهم وهو سخط الله تعالى، لكي نكون مصداقاً للحديث السابق، الذي افتتحنا به الكلام.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
جديد الموقع
- 2025-05-21 محاضرة "أخلاقيات السرد " للدكتور كميل الحرز وسط حضور نخبوي
- 2025-05-21 من المتوقع أن يتحلل الكون في 1078 سنة، أي قبل وقت أطول بكثير مما كان يُعتقد سابقًا
- 2025-05-21 بيئة الأحساء تُفعّل اليوم العالمي للنحل في لولو مول
- 2025-05-21 الجامعة الأهلية بالبحرين تتوسع في استقطاب الطلبة السعوديين المتميزين وتطلق حملتها من "الأحساء مول"
- 2025-05-21 برعاية سمو المحافظ : انطلاق منتدى ( الاحساء صديقة الطفل ) 25 مايو
- 2025-05-21 وفد الجامعة العالمية يلتقي الملحق الثقافي العراقي في لندن
- 2025-05-21 تخرج احفادي من الابتدائية فرحة اعادت لي ذكرياتي الاولى
- 2025-05-20 سمو محافظ الأحساء يُقلّد مدير الدفاع المدني بالمحافظة رتبته الجديدة
- 2025-05-20 "قرع الطبول في زيارة إسطنبول" للكاتب منير المنيري
- 2025-05-20 برعاية سمو محافظ الأحساء وكيل المحافظة يشهد حفل تخريج طلاب أكاديمية الكفاح المتوسطة تحت شعار طموح