
مسجد الامام علي بالمطيرفي ومسجد العباس بالمطيرفي ومسجد الشيخ الاوحد بالمطيرفي
2017/12/24 | 0 | 1277
الشيخ حسين العباد ميلاد الرسول الأعظم (ص)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾. (طه: 25 ـ 28).
نبارك لكم أيها الإخوة المؤمنون مرور ذكرى مولد النورين الصادقين، رسول الله (ص) وحفيده الإمام الصادق (ع) فرسول الله (ص) تصادف ذكرى ميلاده في السابع عشر من هذا الشهر الشريف وكذلك الإمام الصادق (ع).
مولد النور في صحراء مكة :
لقد كان ميلاد رسول الله (ص) رحمةً للعالمين، إذ ولد في ذلك المحيط الصاخب الغارق في الضلالات والانحرافات، فكان المجتمع الذي ولد فيه زاخراً بالكثير من الرذائل التي لو أردنا أن نذكرها لما وسعنا الوقت في هذه الجمعة.
ولد (ص) يتيماً، ولعل ذلك حكمة إلهية من الباري عز وجل، فقد ولد وهو يتيم الأب . مات أبوه في طريق عودته من الشام إذ كان يعمل في التجارة . ويكفينا إشارة لبركة هذا المولود ما كان منه مع مرضعته، إذ كان المكيون يبحثون عن المرضعات، وكانت مكة مركزاً تجارياً، تأتي إليها البضائع من الشام واليمن، فكانت النساء اللاتي يعشن في البوادي يقصدنَ مكة لإرضاع أبناء الأثرياء خصوصاً .
فقد قدمت النسوة في فترة ولادة النبي (ص) لهذا الغرض، ومن أولئك النسوة حليمة السعدية، وكانت ذات لبن قليل لا يُرغب فيها، وهذا إعداد إلهي لتكون حجراً لرسول الله (ص). فبقيت دون أن تعثر على طفل ترضعه، حتى كان رسول الله (ص) من نصيبها. ورغم قلة لبنها فقد كان كافياً لرسول الله (ص) فما إن رضع منها حتى أصبح حليبها أكثر من سائر النساء المرضعات من أمثالها من النساء اللواتي قدمن من البوادي إلى مكة. ولم يقف الأمر عند حدود ذلك، بل إنها كانت تعيش في مكان قاحل في البادية، وبمجرد أن أرضعت رسول الله (ص) اخضرّ ذلك الوادي ببركة المولود الطاهر. بل لم تقتصر بركته على هذا المكان إنما تعدى للكثير ممن حوله
يقول بعض المؤرخين: إن نار فارس انطفأت بمولد رسول الله (ص) وكانت مشتعلة منذ آلاف السنين. ورجمت الشياطين في تلك الليلة، ونزلت الشهب الكثيرة، حتى قد تصور الكثير أن القيامة قامت تلك الليلة. وهذا قليل من كثير مما حدث في ولادة النبي (ص).
الأعداد الرباني للنبي (ص) :
لقد كان هنالك إعداد إلهي لرسول الله (ص) منذ صغره، وهناك رعاية مباشرة من الباري جل وعلا للمولود الطاهر، لأنه سوف يحمل على يديه تلك الرسالة العظيمة، وسوف يكون أعظم إنسان على الإطلاق في السموات والأرضين . لذا نجد في خطبة الإمام علي (ع) القاصعة أنه يقول: «ولقد قرن الله به (ص) من لدن أن كان فطيماً أعظم ملكٍ من ملائكته، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره». (نهج البلاغة: 300. صبحي الصالح). فالله تعالى وكل به أعظم ملك في الوجود لكي يكون معه، يسلك طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم.
وعن الإمام الباقر (ع) أنه قال: «وكل بمحمدٍ (ص) ملكاً عظيماً منذ فصل عن الرضاع، يرشده إلى الخيرات ومكارم الأخلاق ويصده عن الشر ومساوئ الأخلاق». (شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي 13: 207 ). والآية الشريفة تشير إلى ذلك، وتطلب منا أن نقتدي بهذا الرجل العظيم الذي كان منذ البداية يحظى بالرعاية الإلهية، وهي قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيْمٍ﴾. ( القلم: 4).
والدليل على أن الله تعالى وكل به ملكاً يرشده، أنه (ص) وإن بُعث نبياً في الأربعين من عمره، لكن شخصيته كان يشار إليها بالبنان منذ صغره، فكان يرفض عبادة الأوثان والمسكرات ووأد البنات وغير ذلك من المفاسد والمساوئ، ولذلك أطلق عليه من كبار قريش (الصادق الأمين). فكان رسول الله (ص) قبل البعثة، وقبل أن يظهر الإسلام موضع ثقة عند الجميع، وأطلق عليك منذ ذلك الحين لقب الصادق الأمين.
ميلاد الإمام الصادق (ع) :
كما يصادف أيضاً في السابع عشر من صفر في السنة الثالثة والثمانين ذكرى ميلاد الإمام الصادق (ع) ذلك الإمام الذي سميت مدرسة أهل البيت (ع) كلها باسمه ونسبت إليه، فسمي الشيعة الإمامية بالجعفرية نسبة إلى صاحب هذه المدرسة جعفر بن محمد الصادق (ع)، ذلك الرجل العظيم الذي شهد له علماء الغرب بالتقدم والتفرد، وهنالك كتاب تحت عنوان: الإمام الصادق وعلماء الغرب، من الجميل أن يطلع عليه القراء الأعزاء ليروا ماذا قال فيه الآخرون.
كما أنه (ع) كان أستاذاً لجميع أركان المدارس الأخرى، وهم جميعاً يهدون له بالفضل والتقدم .
عن رسول الله (ص) أنه قال في ذكر الإمام الباقر (ع): «... ويُخرج الله من صلبه كلمة الحق ولسان الصدق. فقال له ابن مسعود: فما اسمه يا نبي الله؟ قال: فقال له: جعفرٌ، صادق في قوله وفعاله..». (كفاية الأثر، الخراز القمي: 83 ).
صفات الشيعة :
وبالعودة إلى حديثنا السابق في الجمعة الماضية نقول : إن الرواية تشير إلى صفة أتباع أهل البيت (ع) وكان الحديث عن الإمام علي (ع) يقول: «من أحبنا فليعمل بعملنا، وليستعِنْ بالورع، فإنه أفضل ما يُستعان به في أمر الدنيا والآخرة». (الخصال، الشيخ الصدوق2: 614 ).
فلا بد أن يطلع المؤمن على ما كان يعمل أهل البيت (ع) وبم يأمروننا، وعمّ ينهوننا، كل ذلك من أجل أن نعمل عملهم، لأن علياً (ع) يقول : من أحبنا فليعمل بعملنا، وليستعِنْ بالورع، فإنه أفضل ما يُستعان به في أمر الدنيا والآخرة.
والورع هو ترك المحرمات، ونحن نلاحظ في الكثير من الروايات التي وردت عنهم (ع) أنها تؤكد على الورع، وهو عنوان يعني (ترك المحرمات وإتيان الواجبات) أياً كانت تلك المحرمات أو الواجبات، فمن تركها وعمل بما وجب عليه دخل تحت عنوان الورع.
وليس هنالك تبعيض ولا تجزئة أو انتقاء في تلك المحرمات والواجبات، فلعل البعض يقول: يكفي أنني أصلي وأصوم، ولكن هذا العنوان يعمل به الجميع، ولكن لا بد أن ينطبق عنوان الورع في الجميع، من فعل الواجبات وترك المحرمات.
ويضيف أمير المؤمنين (ع) في الرواية ذاتها: «الزموا الصدق فإنه منجاة، وارغبوا فيما عند الله عز وجل واطلبوا طاعته واصبروا عليها». (الخصال، الشيخ الصدوق 2: 614).
وهنالك رواية أخرى عن الإمام الباقر (ع) أنه قال لجابر بن يزيد الجعفي: «يا جابر، أيكتفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت؟ فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع، والتخشُّع، والأمانة، وكثرة ذكر الله والصوم، والصلاة، والبر بالوالدين، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة، والغارمين، والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآنن وكفّ الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء... فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته... من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدوّ، وما تُنال ولايتنا إلا بالعمل والورع». (الكافي، الكليني 2: 74 ).
إن انتحال التشيع بادئ الأمر وإن كان نعمة، إذ يولد المرء من أبوين شيعيين، إلا أن هذا غير كافٍ، فلا بد أن يسير على النهج القويم. وهو التقوى والطاعة، فلا ينطبق عليك عنوان التشيع الحقيقي ما لم تكن مطيعاً لله، تقياً، تحمل تلك المواصفات التي ذكرتها الرواية السابقة.
والحديث الأخير الذي أذكره هنا هو عن الإمام الصادق (ع): «ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا، ولكن شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه واتبع آثارنا وعمل بأعمالنا، أولئك شيعتنا». (وسائل الشيعة، الحر العاملي 15: 247).
فلا بد أن يكون العمل موافقاً لأعمال أهل البيت (ع) ونسأل الله تعالى أن نكون من هذا الصنف الأخير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أهل بيته الطيبين الطاهرين.
جديد الموقع
- 2025-05-21 محاضرة "أخلاقيات السرد " للدكتور كميل الحرز وسط حضور نخبوي
- 2025-05-21 من المتوقع أن يتحلل الكون في 1078 سنة، أي قبل وقت أطول بكثير مما كان يُعتقد سابقًا
- 2025-05-21 بيئة الأحساء تُفعّل اليوم العالمي للنحل في لولو مول
- 2025-05-21 الجامعة الأهلية بالبحرين تتوسع في استقطاب الطلبة السعوديين المتميزين وتطلق حملتها من "الأحساء مول"
- 2025-05-21 برعاية سمو المحافظ : انطلاق منتدى ( الاحساء صديقة الطفل ) 25 مايو
- 2025-05-21 وفد الجامعة العالمية يلتقي الملحق الثقافي العراقي في لندن
- 2025-05-21 تخرج احفادي من الابتدائية فرحة اعادت لي ذكرياتي الاولى
- 2025-05-20 سمو محافظ الأحساء يُقلّد مدير الدفاع المدني بالمحافظة رتبته الجديدة
- 2025-05-20 "قرع الطبول في زيارة إسطنبول" للكاتب منير المنيري
- 2025-05-20 برعاية سمو محافظ الأحساء وكيل المحافظة يشهد حفل تخريج طلاب أكاديمية الكفاح المتوسطة تحت شعار طموح