
مسجد الامام علي بالمطيرفي ومسجد العباس بالمطيرفي ومسجد الشيخ الاوحد بالمطيرفي
2017/12/04 | 0 | 1147
الشيخ حسين العباد .. لَكُمْ فِي رَسُوْلِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
( بريد الشبكة )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾. ( طه: 25 ـ 28).
منقذ البشرية:
قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُوْلِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيْراً﴾. (الأحزاب: 21) .
عظم الله أجورنا وأجوركم بشهادة رسول الله محمد (ص) التي فجع فيها الإسلام بأكمله، وكان ذلك في الثامن والعشرين من شهر صفر في السنة الحادية عشرة من الهجرة، سنة 633 م، وكان عمر رسول الله (ص) 63 عاماً.
والحديث عن رسول الله (ص) لا يستوعبه كتاب ولا محاضرة ولو تحدث عنه المتحدث دهراً. وقد روي عن رسول الله (ص) أنه قال: «لله حق لا يعلمه إلا أنا وعلي، وإنّ لي حقاً لا يعلمه إلا الله وعلي، ولعلي حق لا يعلمه إلا الله وأنا». (الروضة في فضائل أمير المؤمنين، ابن شاذان: 169). فمعرفة رسول الله (ص) على الوجه الأكمل من المستحيلات، إلا أننا نقتطف من هذا الروض بعض الورود.
فالآية الكريمة التي ذكرناها تبين لنا أن رسول الله (ص) أسوة حسنة، والأسوة الحسنة لا تكون إلا في الإنسان الأمثل والأكمل، فالأسوة الحسنة لجميع البشرية منذ آدم إلى قيام الساعة هو رسول الله (ص) فالطبقة العليا التي يقتدى بها هم الأنبياء ثم الأولياء، وعلى رأس هؤلاء رسول الله (ص).
وهذه القدوة والأسوة الحسنة التي أمرنا الله تعالى باتباعها تعرضت للتشويه والإساءة منذ فجر الإسلام وحتى عصرنا هذا، فالمتتبع يلاحظ أن هنالك تعرضاً جريئاً وبكل جرأة ووقاحة لشخصية رسول الله (ص) من أجل النيل منها، تلك الشخصية التي مثلت الأنموذج الأكمل للبشرية والإنسانية كلها، وليس الإسلام فحسب. فهو قدوة حسنة لجميع أبناء البشر وليس لأصحاب الديانات والكتب السماوية أو للإسلام فقط.
أبرز معالم شخصية النبي (ص):
إن مكارم تلك الشخصية العظيمة ومميزاته ومزاياها كثيرة، بل عسيرة على الحصر والعدّ، إلا أننا نذكر منها في هذه المناسبة ثلاثة : الأولى تتعلق بسلوكه الشخصي، والثانية في سلوكه الاجتماعي، والثالثة في سلوكه العائلي:
1 ـ السلوك الشخصي: ويتمثل في عدة جوانب، منها زهده، ومن أراد أن يتكلم عن الزهد، أو أن يسلك طريق الزهد، فلا بد أن ينظر في زهد رسول الله (ص). فزهده يتجسد في طعامه مثلاً، إذ كان طعامه من خبز الشعير الخشن، وليس من القمح. وكان بمقدوره أن يأكل ويشرب أفضل ما في عصره، لكنه لم يتذوق الطعام اللذيذ حتى ارتحل إلى بارئه. بل إنه لم يشبع حتى من خبز الشعير.
أما مسكنه فكان متواضعاً جداً، فقد روي أن أحد الأنصار أهدى رسول الله (ص) صاعاً من رطب، فطلب من الخادمة أن تدخل البيت فتأتيه بطبق يضعه فيه، فدخلت ثم خرجت وهي تقول: يا رسول الله، لم أجد شيئاً، فكنس الأرض بثوبه الوحيد الذي لم يكن له معه ثان، ثم وضع الرطب فيه. ثم قال للخادمة: والذي نفسي بيده، لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة لما أعطى كافراً أو منافقاً منها شيئاً.
أما عن سلوكه الشخصي في الحديث، فهو خير من تكلم ونطق، كان يكلم الناس على قدر عقولهم، ويقول: «إنا معاشرَ الأنبياء أُمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم». (الكافي، الكليني1: 23).
والحديث في سلوكه الشخصي وسجاياه يطول ويطول.
2 ـ سلوكه الاجتماعي: وهو أكبر من أن يحاط به بحديث أو كلام، فمن سجاياه المتعلقة بالتعامل مع المجتمع تواضعه، إذ كان مضرب المثل في التواضع، فكان يبدأ بالسلام، ويفشيه بين أبناء المجتمع، وكان يبادر بالسلام والتحية، فجسد المثل الأعلى في التواضع.
وإذا تحدث إليه أحد أصحابه مهما كان مستواه في الوعي والإدراك والفهم، فإنه يصغي إليه بكلّه، ويحادثه.
وأما الحلم والعفو فقد شهد له بذلك الأعداء قبل الأتباع والأعوان، وقد شهد القاصي والداني له في موقفه يوم فتح مكة، إذ قال لهم : «اذهبوا فأنتم الطلقاء». على ما كان منهم في محاربة الإسلام والكيد له آنذاك، بل لا زال الإسلام ينزف من ذلك الخنجر إلى يومنا هذا. فلم يترك الطلقاء النبي (ص) وأهل بيته (ع) ولا المسلمين الموالين لهم، حتى ارتكبوا بحقهم أبشع الجرائم.
ففي ذلك اليوم العظيم، في فتح مكة، كان حامل اللواء ينادي : اليوم يوم الملحمة، اليوم تسبى الحرمة. فأمر رسول الله (ص) أن يؤخذ اللواء من يده وينادى : اليوم يوم المرحمة، اليوم ترعى الحرمة. فأي منطق نبوي إلهي هذا؟
والحديث في هذا الشأن أيضاً طويل وذو شجون.
3 ـ السلوك العائلي : فبعد وفاة السيدة خديجة (ع) التي بذلت كل ما تملك لتشييد هذا الدين، تزوج رسول الله عدة نساء، وهذا الأمر له دون غيره، فالشريعة أباحت الجمع بين أربع نساء، أما رسول الله (ص) فله أكثر من ذلك. وعندما تزوج ذلك العدد من الزوجات كان في منتهى العدل بينهن، فقد سلك معهن طريق العدل في النفقة والمبيت والحضور وغير ذلك.
أما اهتمامه بفاطمة الزهراء (ع) فلم يكن على حساب العدل بين زوجاته، أضف إلى ذلك أن فاطمة (ع) لها خصوصية من الله تعالى. فكان يقول: «خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائي». (من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق 3: 443). فالزهراء (ع) كانت يتيمة عاشت اليتم من الصغر، فكان رسول الله (ص) يرعاها بأمر من الله تعالى، ورأفة بحالها وتعويضاً لها. أما عن تعامله مع نسائه فهو خير البرية لنسائه، ولا أحد يستطيع القول إنه خير من رسول الله (ص) في ذلك.
ثم إنه (ص) يبين أن من يدعي أنه خير الناس فلا بد أن يكون خير الناس مع زوجته وأهل بيته. فهناك من يعيش مع سائر الناس بخير حال، إلا أنه مع أهل بيته نار الله الموقدة والعياذ بالله. لكن رسول الله (ص) لم يقل إن خيركم خيركم لمجتمعه، إنما قال: خيركم خيركم لنسائه، ثم بين أنه (ص) خيركم لنسائه، وهذا يعكس مدى معاملة رسول الله (ص) المثلى مع الأسرة.
ويقول (ص) في الحديث نفسه: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي». ( من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق 3: 443).
فهو المثل الأعلى في التعامل مع أهله ونسائه، ومن أراد أن يقتدي برسول الله (ص) فليطلع على حياة رسول الله (ص) وكيف كان يتعامل مع زوجاته؟ وكيف يتعامل مع ابنته فاطمة الزهراء (ع).
أيها الإخوة: ما أحوجنا في مثل هذا اليوم الذي نعيش فيه ذكرى شهادة رسول الله (ص) أن نتصف بصفاته، ونحذو حذوه في تواضعه وزهده وحلمه وعلمه وعفوه ومحبته ورقته وحنانه ورأفته، فهو الإنسان الكامل، وإن كنا لا نستطيع أن نبلغ مقام النبي (ص) كما هو عليه، ولكن ما لا يدرك كلُّه، لا يترك جُلُّه.
يقول تعالى في نبيه الأكرم (ص): ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيْمٍ﴾، (القلم: 4). هكذا يصفه الباري عز وجل، وكفى بذلك شهادةً لنبيه الكريم (ص).
شهادة النبي (ص):
لا بد لي هنا أن أنبه إلى أمر مهم، وهو أن البعض عندما يذكر هذه المناسبة يصفها بالوفاة، أو أنه يريد أن يكتب إعلاناً، فيقول أو يكتب: ذكرى وفاة رسول الله (ص). صحيح أن اللغة لا تمنع من وصف الشهادة بالوفاة، لكننا في الوقت الحاضر لا يتبادر لأذهاننا من الوفاة إلا الموت الطبيعي، ولكن عندما نذكر الشهادة يكون انتقال الذهن إلى أن هناك من تسبب في قتل تلك الشخصية عمداً.
فقد أجمعت الأمة أن رسول الله (ص) لم يمت حتف أنفه، إنما دُسّ إليه السم واستشهد بسبب ذلك. بل إنه تعرض للسم أكثر من مرة، وكان الكثير ممن رآه بصحبة أبي طالب قد تنبأ بأنه سوف يتعرض للقتل، وحذروا أبا طالب من ذلك قبل البعثة. وقد حصل ذلك حيث دُسّ إليه السم ومات شهيداً. فمن الحق أن يطلق هذا العنوان عليه، وهي شهادة بحق. لذا ينبغي أن لا نطلق لفظ الوفاة عليه، ونستبدل به لفظ الشهادة، كي يُغرس في أذهان شبابنا هذا العنوان.
وممن أكد شهادة النبي (ص) من أعلام الطائفة الشيخ المفيد، والشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام، في الجزء السادس، الصحيفة الثانية، وغيرهما من الأعلام.
هذا ما أردنا أن نذكره في هذا المقام عن رسول الله (ص).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
جديد الموقع
- 2025-05-14 فصول مزهرات بالقصائد في بيت الشعر بالشارقة
- 2025-05-14 فصول مزهرات بالقصائد في بيت الشعر بالشارقة
- 2025-05-14 فصول مزهرات بالقصائد في بيت الشعر بالشارقة
- 2025-05-14 " آل الشيخ ولي العهد صانع تاريخ وباني مجد
- 2025-05-14 " آل الشيخ ولي العهد صانع تاريخ وباني مجد
- 2025-05-13 سمو محافظ الأحساء يكرّم مواطنًا تبرع بكليته لأحد أصدقائه
- 2025-05-13 سيري أليام
- 2025-05-13 سمو محافظ الأحساء يرعى حفل ختام النسخة الثانية من برنامج علماء المستقبل ويكرم الطلبة المشاركين
- 2025-05-13 سمو محافظ الأحساء يرعى حفل ختام النسخة الثانية من برنامج علماء المستقبل ويكرم الطلبة المشاركين
- 2025-05-13 والشعراء يمخرون بحر الطويل بأشرعة خافقات