
2016/10/09 | 0 | 1709
الشيخ امجد الاحمد : الاسلام بين التسليم وإعمال العقل
ها هي ليلة السابع من المحرم تعود و معها العباس عليه السلام حاملاً راية اليقين و مدافعاً عن الدين و يستثمر الخطيب الحسيني الشيخ أمجد قيم و مبادئ العبّاس ليعرض لنا درساً نموذجيّاً بعنوان ( الإسلام بين التسليم و إعمال العقل ) .
و افتتح بحثه بقول الله تعالى :"( إنّ شرّ الدّواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون )
و دخل سريعاً في محاور البحث الثلاثة كالتالي
المحور الأوّل : تعريف العقل و بيان أقسامه
العقل هو القوه المدركه للكليات عند الإنسان و الذي به تم تكريمه على سائر المخلوقات ولهذا حمل التكليف و مسؤوليه الخلافة في الأرض و إعمارها .
و طرح الشيخ قسمين للعقل:
1. العقل النظري و وظيفته التعقل و التفكر و إدراك المسائل العامة للوصول إلى الأفكار الصحيحة و غيرها انطلاقاً من البديهيات .
2. العقل العملي وهو مسؤول عن تدبير شؤون البدن من خلال السيطرة على القوتين الحيوانيتين وهما :
القوة الشهوية و التي تجلب النفع .
و القوة الغضبية والتي لدفع الضرر .
و هاتان القوتان إذا لم يكونا تحت سيطرة العقل يطغيان . فلابد أن يعملان تحت إشراف العقل .
و بهذا الصدد قال الإمام علي عليه السلام :( كم من عقل أسير تحت هوى أمير ) و جاء في دعاء الصباح ( الهي قلبي محجوب و نفسي معيوب و عقلي مغلوب و هواي غالب) ..
وطرح على الحضور السؤال التالي : أن حركة التفكير التي هي الإنتقال من المعلوم إلى المجهول هل لها قانون يضبط حركتها ؟
الجواب و بكل بساطة / نعم هناك قانون . فالحكماء اكتشفوا القوانين عن طريق التأملات الباطنية و التحاليل العقلية .. ودونوا تلك القوانين في كتب المنطق ولذا يعرف علم المنطق بأنه آلة تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في التفكير .
ومن هنا أشار الشيخ الى أهمية دراسة القواعد المنطقية لكل الناس .
وبعدها عرّج الشيخ أمجد إلى المحور الثاني
المحور الثاني : علاقة الدين بالعقل
هناك ثلاث اتجاهات متباينة في علاقة الدين بالعقل
1. ( اتجاه مادي ) يقول أنّ العقل يغنينا عن الدين و يجعل الإنسان محور الكون ومبدأ التشريع و هذا يقول به بعض العلمانيين .
2. ( الاتجاه السلفي الأخباري ) و هذا يقصي العقل و يعتمد على النصوص و الروايات و ليس هناك أي حاجة للعقل بل أنّهم قالوا أنّ العقل رجس .. و هذا له عواقب و خيمة وساهم هذا التوجه في إبراز الإتجاه المادي و خرج البعض من الدين بسبب هذا الاتجاه ..
3. العلاقة بين الدين و العقل علاقة تكامل و يعضد بعضهما الآخر .. فالعقل نور يكشف للإنسان الطريق المستقيم .. و الدين يحتاج للعقل في إثباته و في استنباط الأحكام الشرعية .. والعقل أيضا يحتاج للدين لأنه محدود ولا يدرك الأمور التفصيلية الجزئية ..
فالعقل يدرك الأمور الكلية فمثلاً يدرك حسن العدل و قبح الظلم و لكن لا يدرك المصاديق التفصيلية للظلم و العدل ..
ولهذا اعتنى الدين بالعقل و الإشادة به و الإستناد عليه و لم يقصي العقل . و يتضح ذلك جلياً أنّ القرآن يسند كل ظاهرة سلبية أنّ سببها تغييب العقل مثل :
الكفر و الإلحاد ( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ )
الخلل في الآداب ( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) .
الاستهزاء بالصلاة ( وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون )
تحدث القران بطريقة مدهشة عن العقل
حيث أنّ القرآن كتاب سماوي يدعو للإيمان بالغيب ومع ذلك تحدث عن العقل والعقلانية .
و تميز القرآن بين الكتب السماوية انه الوحيد الذي اعتنى و تحدث عن العقل و العقلانية .
وهذا ماجعل الكتاب والمفكرين يقفوا عندها مثل الكاتب المصري عباس محمود العقاد في كتابه ( التفكير فريضة إسلامية ) أو الدكتور طه جابر العلواني في تقديمه لكتاب ( القران والنظر العقلي )
و امتاز مذهب أهل البيت عليهم السلام أنّه مذهب عقلاني لأنه يركز على العقل بشكل كبير من خلال عدّة روايات و نجد ذلك في كتاب الكافي فاول باب هو العقل .
وفي كتب الأصول ايضا نجد علماء الأمامية يذكرون ان العقل من مصادر التشريع - ويستدلون بسيرة العقلاء - ويقولون بأنه ماحكم به العقل حكم به الشرع .
وهنا إنتهى الشيخ أمجد من المحور الثاني و دخل للمحور الثالث بثقته المعهودة و متانة أدلته .
المحور الثالث : بين التسليم و إعمال العقل
بدأ محوره بتساؤل جميل : إذا كان القرآن و الروايات تشيد بالعقل فكيف الإسلام يأمرنا بإتباع احكامه و التسليم لأوامره ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )
وفي أية أخرى يقول تعالى ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ؟
الجواب :
1. ذكرنا أن العقل محدود لا يدرك كلّ شي و من يضع الحدود هو العقل نفسه .. فالعقل يحكم بنفسه في الأمور البديهية مثل إستحالة إجتماع النقيضين .
ولكن هناك أمور لا يستطع أن يحكم فيها بذاته و لهذا يستعين بأدوات مثل الحس (النظر) في الحكم بأن هذا اللون أبيض أوغيره.
2. أو حكم العقل( أنّ الحديد يتمدد بالحرارة ) يكون بالاستعانة بأداة معرفية أخرى وهي التجربة .
3. العقل بذاته أيضا لايحكم في الدائرة التشريعية التعبدية مثل ( عدد ركعات الصلاة ) لأنه في هذا يحتاج الى أداة معرفية أخرى وهي ( الوحي ) .
و استنكر الشيخ أمجد على الكثير من الناس الذي يقف أمام الحكم الشرعي الثابت قطعا و يقول : عقلي لا يقبل .. ولكن هذا ليس صوت العقل بل صوت الهوى .
عندما يقول الاسلام عليك التسليم يعني التسليم بالشريعة و النصوص الثابتة هذا هو حكم العقل يقول عليك ان تسلم لان هذه مساحة غيبية تعبدية ليس للعقل فيها أي حكم بذاته.
فالتسليم و الإيمان بالغيب من صفات المؤمنين .
و عرض الشيخ نموذجاً للتسليم و هو النبي إبراهيم و ولده إسماعيل عليهما و على الرسول آلاف التحية و السلام النبي ابراهيم نموذج للتسليم و كان من اهم صفاته هو التسليم هو وولده اسماعيل ( فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ )
و كان أبوالفضل العبّاس عليه السلام نموذجاً للتسليم حيث سلّم للحسين عليه السلام .. فتعامل مع الحسين أنّه الإمام المفترض الطاعة و ليس باعتباره أخوه فقط و كان يقاتل دفاعا عن الدين لانّ الحسين عليه السلام هو الذي يمثل الدين فدافع بقين و ثبات .
ونقرأ في زيارته ( أشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبي المرسل والسبط المنتجب )
جديد الموقع
- 2025-04-19 ملتقى الأحباب الاول للاعبين القدامى لفرق الحواري
- 2025-04-19 أفراح الملفي والعبود تهانينا
- 2025-04-18 القراءة في كتاب أصول الإملاء
- 2025-04-18 اقرأ تفهم نفسك أكثر
- 2025-04-18 في يوم الكتاب...
- 2025-04-18 رجز الطف وأغرالضه
- 2025-04-18 في ذكرى العلامة الشيخ حسين الخليفة
- 2025-04-18 سمو محافظ الأحساء يطّلع على التقرير السنوي لشرطة المحافظة
- 2025-04-18 بيت الشعر يختتم ورشة الإلقاء ومسرحة القصيدة
- 2025-04-18 وشم ايراك السخي رواية للكاتبة العراقية سناء النقاش