
ملخصات عاشورائية
2015/10/19 | 0 | 1710
الشيخ امجد الأحمد الدين بين ثقافة الحب و الحقد
( محمد المرهون )
لولا الحب لما خلقنا الله سبحانه و تعالى .. ما أجمل الحب في حياتنا لأنّه يمثّل القيمة الحقيقية لوجودنا .. من هذا العنصر إنطلق الخطيب الحسيني الشيخ أمجد الأحمد في محاضرته و التي تحمل ( الدين بين ثقافة الحب و الحقد ) في الليلة الخامسة من ليالي عاشوراء العظيمة
فكان حديث الإمام الباقر عليه السلام :" وهل الدين إلاّ الحب " تصدّر المحاضرة و بدأ حديثه من خلاله .
إستنكر الشيخ مايحدث في هذا العالم حيث ضعفت فيه القيم الإسلامية الأصيلة وأهمها الحب والعدل و الإخاء و توحش فيه الإنسان فصار يذبح بسم الله و يبث الكراهية بإسم الدين ..
فكان حديثه في ثلاثة محاور ناقش فيها الحب و الحقد
# المحور الأول: قيمة الحب في الحياة .
الحب هو أنبل العواطف و أجملها و أهمها لأنه هو الذي يعطي للإنسان إنسانيته وبدون الحب يكون الإنسان كالصخرة الصماء ..
- فالحب يشكّل الطاقة الملهمة لكل إبداع في الحياة في العلم أو العمل ..
-بالحب تنتظم الحياة الاجتماعية بعيدا عن التوترات والعصبيات والخلافات ..
وعرض الشيخ الدوائر التي ينبغي أن تحكمها قيمة الحب منها :
الدائرة الأولى / العلاقة الزوجية فبدون الحب لاتستقر ولاتسعد ( وجعل بينكم مودة ورحمة )
الدائرة الثانية / العلاقة بين الأبناء وبين الآباء و الأمهات. حيث يمثل الحب صمام أمان لبقاء الأسرة متضامنة ..
الدائرة الثالثة / العلاقات الإيمانية .. ومما يؤسف له أننا نرى غابت هذه السمة بسبب الأحقاد و الإختلافات في الرأي و الخلافات الدنيوية التي لا قيمة لها في الكثير منها حتى أنّ الأخ لا يسلّم على أخيه و الأب بتخاصم مع أولاده و بناته فأصبحت بعض الأسر مشتتة و متهالكة بسبب الأحقاد و إنتشار ثقافة الإنتقام ..
الدائرة الرابعة / العلاقات الإنسانية ( إما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق )
و تجلى ذلك في حياة النبي الأعظم صلى الله عليه و آله وسلم فكان قلبه مفعم بالحب لجميع الناس من المسلمين و غير المسلمين
وكان يؤذيه ضلال وانحراف بعض الناس حتى خاطبه الله سبحانه في قوله :" فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "
و بهذا إنتهى الشيخ من عرض المحور الأول و دخل للمحور الثاني بعد الصلاة على محمد و آل محمد
- المحور الثاني / أساليب تعميق المحبة بين أفراد المجتمع ..
1. الهدية ( تهادوا تحابوا ) فهي تورث المحبة وتعمق الأخوة .
2. التزاور بين الإخوان فالزيارة تنبت المحبة .. وجاء في وصية الإمام الرضا عليه السلام :" ا عَبْدَ الْعَظِيمِ أَبْلِغْ عَنِّي أَوْلِيَائِيَ السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُمْ أَنْ لَا تَجْعَلُوا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ سَبِيلًا وَ مُرْهُمْ بِالصِّدْقِ فِي الْحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَ مُرْهُمْ بِالسُّكُوتِ وَ تَرْكِ الْجِدَالِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِمْ وَ إِقْبَالِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ وَ الْمُزَاوَرَةِ فَإِنَّ ذَلِكَ قُرْبَةٌ إِلَيّ وَ لَا يَشْغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِتَمْزِيقِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً فَإِنِّي آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَ أَسْخَطَ وَلِيّاً مِنْ أَوْلِيَائِي دَعَوْتُ اللَّهَ لِيُعَذِّبَهُ فِي الدُّنْيَا أَشَدَّ الْعَذَابِ وَ كَانَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ "
3. المصافحة وهذه لها أثر في تحريك المشاعر و العواطف بما تمثله من تماس جسدي .. (تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة)..
4. حسن الخلق . من البشاشة و الكلام الجميل و التواضع فإنها تورث المحبة ..
و توقف الشيخ بعدها ليختم المحور الثاني و يعرج للمحور الثالث بعد الصلاة على محمد و آل محمد .
- المحور الثالث / هل الدعوة إلى المحبة في الإسلام مطلقة أو خاصة .
و طرح الشيخ هذا التساؤل / هل الإسلام يريدنا أن نحب جميع النّاس او هناك إستثناء
لعل البعض يقول: هناك آيات صريحه تدل على المفاصلة منها ( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ )
وكان جوابه كالتالي :
ج / هل الآيه نهت عن المحبة أو المودة ؟ و هل نهت عن مطلق المفاصلة أو أصناف معينه ؟
فهناك فرق بين المودة و المحبة .. المحبة ميل قلبي و هذا لا شعوري حباً للكمال و الجمال و غيرها ...أما الموادة فُسرت بالموالاة والنصرة وليس مجرد المحبة الصرفة
والاية ذكرت عنوان خاص وهو ( من حادّ الله ورسوله ) والمحاداة هي المخالفة والمعاندة والمعاداة. وهذا العنوان لا ينطبق على كل من ليس مسلماً.
( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )
-لا نكره في الكافر شخصه بل كفره وهذا لايمنع من أن تحب فيه خصال الخير او بعض مكارم الاخلاق .
-القران الكريم أباح للمسلم الزواج من غير المسلمة ( الكتابية ) فهل يباح للمسلم الزواج بامرأة ويطلب منه أن يبغضها؟!
الحقد / هل في الإسلام تربيه على الحقد ؟
(المؤمن ليس بحقود) .. ليس على المؤمن فقط بل حتى على الكافر .. حتى ذلك الذي تحاربه
علاقة أهل البيت عليهم السلام مع الأعداء لا تقوم على الحقد .. فكيف مع من هم مسلمين .. و العجيب أننا ندعي أننا نوالي أهل البيت عليهم السلام لكننا لا نطبق مبادئهم و التي لا تكلف الإنسان شيئاً .. الحب يعني أن أقتدي بهم في معاملاتهم ولا أحقد على ذلك الذي يختلف معي في الرأي و أن كان كافراً فكيف بمن يرفع شهادة الإسلام ؟
و لو تعاملنا مع بعضنا البعض كما تعامل أهل البيت عليهم السلام كما تعاملوا مع أعدائهم لكان المجتمع مثالياً مستقيماً ..
-وتناول الشيخ بعض المواقف من سيرة الرسول وأهل بيته عليهم السلام مما يدل على أنهم لم ينطلقوا من الحقد حتى مع أعدائهم
ومن أبرز تلك المواقف ..ماقام به الإمام الحسين عليه السلام حينما سقى أعدائه الماء ورشّف خيولهم ترشيفا .
ولنعم ماقاله الدكتور الشيخ الوائلي رحمه الله:
ورأيتك النفس الكبيرة لم تكن
حتى على من حاربوك حقودا
فعلت أنك نائل ما تبتغي حتما
وإن يك شلوك المقدودا
ظنوا بأن قتل الحسينَ يزيدُهم
لكنما قتل الحسينُ يزيدا .
جديد الموقع
- 2025-04-22 افراح العبد والدندن والنجاد تهانينا
- 2025-04-21 الأميرة سما بنت فيصل: نتطلع إلى مضاعفة ساعات العمل والمشاريع في "رسل السلام" من خلال المشاركة والمشاريع النوعية للشباب
- 2025-04-21 بيئة الاحساء تدشن اسبوع البيئة 2025م
- 2025-04-21 مدير البيئة بالاحساء يكرم الطالبة ريفان المظفر
- 2025-04-21 سمو أمير المنطقة الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة
- 2025-04-21 سمو نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة
- 2025-04-21 سمو أمير المنطقة الشرقية يرعى غداً الثلاثاء حفل تخريج الدفعة ٤٦ من طلاب وطالبات جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام
- 2025-04-21 نظرية جديدة عن تكوِّن نجوم الكون
- 2025-04-21 ذاكرتنا التلقائية تساعدنا على أداء وظائفنا اليومية بكفاءة
- 2025-04-20 الأسس الفكرية للعلمانية