الشيخ أمجد الأحمد يدعو المسلمين كافة الشيعة و السنة لإحياء ذكرى الحسين عليه السلام

بدأ حديثه بقول عن الامام الرضا عليه السلام:( كان ابي موسى إذا دخل شهر محرم لم يُر ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك يوم مصيبته، وحزنه وبكائه، ويقول: هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع)".)

و تطرق الشيخ أمجد إلى قول البعض حيث يردد دائماً لماذا يحيي المسلمين الشيعة ذكرى عاشوراء سنوياً رغم مضي عليها أكثر من 1000 عام ؟ و هذا يؤدي لإحياء النفس الطائفي و تعزيز للكراهية

وكان جواب الشيخ أنّ هذا التصور خاطئ في ذهن هؤلاء لأنّ إحياء الذكرى لا يعني إحياء الطائفية حيث على مدار تلك السنوات لم يتم تأجيج أي منبر حسيني على الطائفية إلاّ النزر القليل من الذين لا يمثلوا نهج الحسين و أهل البيت عليهم السلام ..

و أستطرد قائلاً في المحور الأول من محاضرته أنّ إحياء التاريخ لها مميزات عدّة أهمها :

1. أهمية التواصل مع التاريخ و أنّ الأمة التي ليس لها تاريخ ليس لها جذور و لأنّ التاريخ يشكل هويتنا و أصالتنا

2. في تاريخنا محطات للحق والعدل والقيمة ملك الزمن كله . 

3. حاجتنا إلى التاريخ هو حاجتنا إلى القدوة و المثل الأعلى

4. نحن أمّة القرآن و الكل يعلم أنّ القرآن كتاب هداية و لهذا نرى أنّه ذكرى قصص الأنبياء لإستحضار الموعظة و العبرة . قال تعالى :" لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ "

5. دراسة التاريخ يتعلق بالبعد النفسي حيث يواجه الأنسان ازمات و مشاكل و يحتاج لرفع معنوياته . قال تعالى :" وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ "

ولهذا عندما نستحضر عاشوراء علينا أن نستحضر القيم ولا ننشغل بالهوامش مثل: كم قتل الحسين و كم قتل العباس فالأهم من ذلك ماهي القيم التي نستطيع أن نجنيها من حركة الحسين فهو لم يقدم نفسه و يضحي بها من أجل البكاء أو أجل التفاخر .

و جاء المحور الثاني من محاضرة الشيخ أمجد مركزاً فيه على الوحدة الإسلامية و أهم ما قال فيه أنّ الحسين عليه السلام هو رمز الوحدة الإسلامية و ذلك لأنّ الإصلاح الذي قام به لا يقتصر على طائفة بل تعداه إلى أمّة جدّه صلى الله عليه و آله وسلم

و رد الشيخ لمن يقول أنّ أحياء عاشوراء هو ضرب للوحدة قائلاً :" الوحدة الإسلامية لا تعني إلغاء مبادئ الآخر بل تعني زرع للمبادئ التي توّحد الجميع و علينا أن ندرس التاريخ بمنهج علمي و ليس بتجاذبات شخصية أو تسقيطية أو مصالح ذاتية "

و عرض الشيخ أمجد أنّ أول من بكى على الإمام الحسين عليه السلام و أحيا ذكره هو الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله وسلم . فكيف لذلك من يقول أن البكاء على الحسين بدعة .. فالبدعة ليس الإقتداء بالرسول بل بعدم اتباعه .

و أستشهد الشيخ بتاريخ المأتم الحسيني حيث أنّ هناك من علماء السنّة في مختلف الدول كانوا يحيون ذكرى الحسين عليه السلام فلماذا تركوه؟ ولماذا لا نحيي جميعنا ذكراه فهل في إحياء قيم العدالة و التضحية و الحرية إستفزاز للآخر ؟ و هل يختلف أحد على أنّ الحسين عليه السلام سيد شباب أهل الجنةّ ؟ فهذا متفق لدى الجميع وليس للشيعة فقط ولهذا الحسين يستحق ليكون رمزاً للوحدة و للإنسانية .

و في نبرة صوت واثقة و موزونة دعى الشيخ كافة العالم بإحياء ذكرى الحسين عليه السلام لما في ذلك من إحياء للإنسان .فكل خطابات الثورة المباركة كانت عالمية ولم تكن مقتصرة على قبيلة أو مدينة أو عائلة .

و عاد الشيخ أمجد في المحور الثالث لتهذيب بعض الأخلاقيات و تثبيت لنتائج الثورة الحسينية الطاهرة . حيث قال من يحيي ذكرى الحسين عليه السلام لأنّه أعتاد على إحيائها أو أخذها للتسلية و لتخفيف ضغوط الحياة أو أنّها ذكرى للبكاء و اللطم فقط فهؤلاء لا يلامسون المغزى الحقيقي لمبادئ الثورة الحسينية و هذا بل يسيئ و يقزم من تلك القيم و التضحيات الحسينية . ولهذا نرى أنّ هؤلاء ليس لإحياءهم أثر فاعل في سلوكهم فتراه ينسى كل شئ عندما يخرج من المأتم و يعود للمنكر و الظلم و الأستبداد بما ينافي فعلاً حركة الحسين عليه السلام .

و كعادته و بقوة إرادته صحح الشيخ مفهوم الحضور الحسيني بأن يكون منطلقاً من أنّ عاشوراء تعتبر حركة تصحيحية و فكرية للمثل و القيم العليا .. أن نحيا بالحسين عليه السلام ..

وعرض الشيخ كيف نعرف أننا أستفدنا من عاشوراء من خلال :

1. متى حضرت القيم التي خرج من أجلها الحسين عليه السلام في حياتنا فهذا دليل على نجاحنا في احياء عاشوراء .

2. ان لا نقوم بتشويه الثورة الحسينية من خلال الممارسات الخاطئة و إدخال بعض الأعمال ضمن الشعائر بما يشوه سمعة المذهب و القيم و المبادئ للثورة المقدسة .

3. التركيز على الجانب العاطفي .. لسنا مع من يختزل عاشوراء في العاطفه و لسنا مع من يقول يجب ان تكون عاشوراء منتديات ثقافيه فقط .. فالعاطفه مهمه لإستمرار الحركه الحسينيه و هي احد اسباب الاستمرار فاهل البيت هم من خطط لربط القضية الحسينية بالعاطفة ...

و للاستماع الى المحاضرة اضغط هنــــــــــــا