
2008/02/08 | 0 | 668
السيد والسيادة
ومنها: الرئيس الكبير والمطاع في قومه وعشيرته وإن لم يكن هاشميا ولا علويا(كما ينص على ذلك الطريحي).
ومنها: من لا يفوقه أحد في الخير..ومنها المالك والرب للمال والحلال.. ومنها: من يتحمل أذى قومه..
ومنها :الزوج وهو قوله تعالى:{وألفيا سيدها لدى الباب}أي زوجها..
كلمة السيد في القرآن والعترة:
والقرآن الكريم لم يتخلى عن هذه الكلمة فقد قال تعالى:{وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين}.والمرغب في استعمالها أن هذه الكلمة سيدة بين الكلمات إذ تجمع وتحوي معاني جميلة وأوصاف نبيلة فكان استخدامها خدمة لها ومن أجل استمرارها..فمن بعد القرآن اعتنى أهل البيت عليهم السلام بهذه الواحدة اللفظية وأداروا فيها دورين:
الدور الأول تحديد معناها:
وتبيينه بأكمل الوجوه وأكثر المعاني طلاوة يقول علي عليه السلام:"" السيد من تحمل المؤونة وجاد بالمعونة ""، وإليه ينسب القول أيضا:"" السيد من تحمل أثقال أخوانه وأحسن مجاورة جيرانه""، وعرف عنه كذلك :"" السيد من لا يصانع ولا يخادع ولا تغره المطامع""، هذا كله في رصيد علي عليه السلام ومن قبله الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم يقول:"" سيد القوم خادمهم""..
وهذا دأبهم مع كثير من المعاني اللغوية التي لم يتركوها بلا تفسير، لوعيهم الإلهي بأن من الألفاظ ما ينهض بالحرب الفكرية والمنهجية والعسكرية ويؤجج نار الخلاف والشقاق بين الأمم، وهذا ما لا يتسع المقام لتفاصيله..
إذن فعلى كثرة الوجوه اللغوية والسنية ــ سنة الحديث ــ لم تستعمل ولم تطلق على جهة النسب لا في الأحاديث ولا في القرآن ولا في سير العرب.. وهذا ما يؤكد أنها كلمة بقيت محافظة على رونقها وطابعها المحمود في المحامد والحسن في المحاسن وقد اراد النبي صلى الله عليه واله وسلم أن يجسد هذا الوعي اللغوي فجرها على اولاده وآله الكرام عليهم الصلاة والسلام..فاشار وأثار أن ابناءه وآله في أعلى صفات ودرجات الحلم والكرم والرئاسة والتحمل للأذى وغير ذلك مما تعنيه هذه الكلمة ولذا كانوا وسيكونوا سادة السادة وسادة على السادة فجرها تارة على علي عليه السلام: "" علي سيد العرب والعجم""، وهي رواية يعرفها القوم!!وعلى فاطمة الكريمة تارة ثانية: "" فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين""، الرواية التي تعددوا في نقلها.وعلى ولديه الحسنين تارة بعد تارة:"" الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة""، وهي رواية لا يخاصم في طريقها!!فهم صلوات الله تعالى عليهم سادة الوجود ..
كلمة السيد في المجتمع الإسلامي الأول:
وقد سار على هذا أهل الملة وأرباب اللغة فلم يتعامل فقهائهم وعلماؤهم وأدباؤهم مع هذه المفردة والواحدة اللغوية على أساس النسب فلم تطلق كثيرا على من يصول على الناس بنسبه وقد كانوا ينظرون إلى أهل البيت عليهم السلام بنظرة السيادة بما يحتفظون به من واقع إلهي تليد لا بما لهم من صلة ونسب برسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فقط..يروي الشيخ بن طلحة الشافعي في " مطالب السؤول ":كان بخرسان امرأة تسمى زينب فادعت أنها علوية وصارت تصول على أهل خرسان وقال هذه كذابة ورد نسبها فسفهت عليه وقالت كما قدحت في نسبي أقدح في نسبك فقال لسلطان خرسان إن كانت هذه حقا من نسل علي وفاطمة عليهما السلام فإن لحمها حرام على السباع فألقوها في بحر السباع... ففتحت البركة ونزل الإمام وقام السلطان والناس والحاشية وفتحوا باب البركة فنزل وهم ينظرون وإذا بالسباع أقعت جميعها على الأرض وصار يمسح على وجوهها ورؤوسها ثم خرج وأمرها أن تنزل فمتنعت فألزمها السلطان وأنزلها أعوانه ووثب عليها السباع وافترسوها..."".
فلأجل الإبقاء على هذه المعاني (الفضيلة،الكرامة،الحلم،التحمل والتقبل)في نسل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أطلقت هذه الكلمة الجامعة الشاملة على ذراريه وأبنائه مدى الدهر وإن كانت أول إطلاقها خاصة بالمعصومين عليهم السلام ولكن أجريت على أولادهم وأحفادهم تفاؤلا في ذرية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن تبقي على السيادة الصحيحة..
الدور الثاني لهم عليهم السلام:
معالجة الغرور الذي يصاب به بعض السادة المنتسبين إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهذا ما كان من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واستمر مع باقي السلسلة الطاهرة..
1 مع الرسول الأعظم:فإنه لما زوج المقداد ضباعة بنت الزبير أخ عبد الله وأبي طالب من أمهما وأبيهما قال:إنما زوجتها بالمقداد لتتضع المناكح وليتأسوا برسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولتعلموا أن أكرمكم عند الله أتقاكم.
2 مع الصادق عليه السلام:
فقد يتعدى الغرور إلى التعامل مع الله سبحانه وتعالى والاستخفاف بحقوقه سبحانه وتعالى ولأجل هذا الخطأ الذي لا يقابل بالصمت جمع الصادق المصدق أقربائه عند موته وصاح فيهم (والرواية للإمام الكاظم عليه السلام)يقول: "" لما أحتضر أبي عليه السلام قال: يا بنيّ لا تنال شفاعتنا من استخف بالصلاة، ولا يرد علينا الحوض من أدمن هذه الأشربة..."".
3 الرضا عليه السلام:
وهو مما يتصل بالاستخفاف بوعيد الله سبحانه وما بعد الموت من الجزاء فكان يقول لأخيه (زيد) حين جنى.."" يازيد لعله غرك قول أهل دار البطيخ بالكوفة:أن فاطمة عليها السلام أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار أتدري لمن ذلك إنما هو للحسن والحسين يا زيد لأن كانا بطاعتهما وطهارتهما يدخلان الجنة وتدخلها أنت بمعصيتك أنك خير منهما؟"".
4 الإمام الهادي عليه السلام:
ولا أشد من الغرور الذي يستدعي التفاخر والتعالي على الآخرين واستبدال ميزان الأعمال والعلم والفكر في تقييم بني البشر الذي طرحه علي عليه السلام: "" قيمة كل امرئ ما يعلم"" وقوله أيضا: "" قيمة كل امرئ ما يحسنه "" بميزان النسب والصلة والقرابة والانتماء... وقد ردع عنه الإمام الهادي عليه السلام في حكاية كريمة:أن فقيها من شيعته كلم بعض النواصب فأفحمه بحجته فدخل عليه وفي صدر مجلسه دست عظيم منصوب وهو قاعد خارج الدست وبحضرته خلق من العلويين وبني هاشم فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست وأقبل عليه فاشتد ذلك على أولئك الأشراف فكلموه فرد عليهم بقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُم إلى قوله تعالى: يرفع الله الذين آمنوا منكم وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.وقال فكيف تنكرون رفعي لهذا لما رفعه الله!!
5 الإمام زين العابدين:
وعلى الرغم من كثرة ما نقلنا من معاني السيادة إلا أن هذا الإمام سلام الله تعالى عليه قد وضعها في معنى جديد وفريد وهو: أن تتواضع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو مصدر سيادتك فقد روي أنه سلام الله تعالى عليه:"" إذا سافر كتم نسبه وستر وجهه فقيل له في ذلك فقال: أكره أن آخذ برسول الله ما لا أعطي مثله وكان يقول: ما أكلت بنسبي من رسول الله درهما قطّ "".على أنه قد حاز على السيادة بما اجتاز ذكره من المعاني وقد وقف على مقومات سيادته في عصره الشاعر الإسلامي المطبوع الفرزدق في ميميته
كلتا يديه غياث عمّ نفعهمــــا تستوكفان ولا يعروهما العدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره تزينه الاثنان الحلم والكـــــرم
ولا أدل على ذلك من إيوائه لأهل مروان وعياله في حركة أهل المدينة المعروفة ليكشف بذلك عن السيادة الصحيحة التي تتخطى في سبيل الدور الإنساني كل العداوات ويتجاوز كل الأخطاء والجنايات التي قابل بها أهل هذا البيت (المروانيين)أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم..
جديد الموقع
- 2025-04-23 مجرد تفكيرك في أنك جائع قد يغير جهازك المناعي
- 2025-04-23 29 شاعرًا وشاعرة يتنافسون على لقب "شاعر الجامعة" في التصفيات النهائية بجامعة الملك عبدالعزيز
- 2025-04-23 سمو محافظ الأحساء يفتتح "قرية النخيل" كوجهة ثقافية وسياحية لتعزيز التنمية الزراعية والسياحة الوطنية
- 2025-04-23 أمانة الاحساء تُصدر ٣٩١٤ " شهادة صحية " وتُجري ٥١٠ فحص ميكروبيولجي
- 2025-04-23 الاعتذار .. سهل ممتنع تتهاوى عند أعتابه الرجال
- 2025-04-23 تساؤل عظيم اللغز: ماذا لو وُلدت من جديد؟!
- 2025-04-23 ( قصيدةُ نثرٍ فيها ما ليس فيها )
- 2025-04-22 افراح العبد والدندن والنجاد تهانينا
- 2025-04-21 الأميرة سما بنت فيصل: نتطلع إلى مضاعفة ساعات العمل والمشاريع في "رسل السلام" من خلال المشاركة والمشاريع النوعية للشباب
- 2025-04-21 بيئة الاحساء تدشن اسبوع البيئة 2025م