الخطيب / الشيخ أمجد الأحمد : الأسرة و الضغط الاقتصادي

  يمر المجتمع بتحولات اقتصادية مما يؤثر على الأسرة و لهذا عنون الشيخ أمجد الأحمد محاضرته في ليلة التاسع من عاشوراء الحسين عليه السلام بعنوان ( الأسرة و الضغط الإقتصادي )

 بدأ بقوله تعالى :" وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا "

فتناول حديثه في محورين  المحور الأوّل / أثر الوضع الإقتصادي على الأسرة .

 هناك جملة من العوامل تساهم في استقرار الأسرة وفي تحقيق السعادة لها و من تلك العوامل هو العامل الاقتصادي فإذا وفّر رب الأسرة احتياجاتهم فهنا تشعر الأسرة بالأمن و الإطمئنان و العكس صحيح في حال كانت تعيش الأسرة في ضائقة اقتصادية .

 وعرض الشيخ بعض الآثار السلبية في حال تعرضت الأسرة لضائقة اقتصادية .

1- التوتر و الإضطراب النفسي .

لأن الرجل هو مسؤول أن ينفق على زوجته و عياله فإذا كان لا توجد له إمكانية لذلك سيكون أمام متطلبات لا يستطيع أن يلبيها لهم و هذا له الأثر على وضعه النفسي و الروحي و الفكري و يظهر ذلك في مظاهر عديدة منها سرعة الغضب و القسوة و الضرب و غيرها .

▪وعن النبي الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم " الفقر أشد من القتل "

 و التوتر لا يصاب به الزوج فقط بل يمتد ذلك إلى الزوجة و الأبناء .

2- ضعف القرار و الشخصية لرب الأسرة .

 عن أمير المؤمنين عليه السلام " الفقر يخرس الفطن عن حجته "

 نجد انّ البعض لا يبالي بقرار ذلك الفقير حتى و إن كان يملك الحكمة بينما الشخص الغني تكون له مكانة و يسمع إليه حتى و إن لم يكن حكيماً و هذا عكس ما يريد الشرع حتماً .

 فعن النبي صلى الله عليه و آله  سلم " من أكرم فقيراً مسلماً لقي الله يوم القيامة وهو عنه راض "

3- كثرة الطلاق و التفكك الأسري .

♦تبدأ الحالة بالمشاحنات ثم السخرية و المقارنات حتى تصل لدرجة العناد و التمرد و بعدها الطلاق .

4- ضياع الأخلاق و الإبتزاز و الجريمة .

و عبّر أمير المؤمنين عليه السلام عن حقيقة الفقر و مدى أثره على المجتمع  " كاد الفقر أن يكون كفرا " " لو كان الفقر رجلاً لقتلته "

 و توقف الشيخ هنا ليوضح هذه المقولة المهمة ( ليس بالضرورة أن تتواجد هذه الآثار في كل أسرة فقيرة .. نعم  هذه تكون في الحالة الطبيعية و العامة لكن الدين و القيم و الأخلاق و التربية تؤثر في خلاف ذلك . )

 المحور الثاني / كيف نتكيّف مع التحوّلات الاقتصادية الكثير من النّاس يكتفي بالتذمر والنقد للوضع الاقتصادي لكنّهم لم يعدّوا العدة لهذه الحالة فلا توجد لهم خطة مالية لمواجهة التحديات القائمة .

 وهناك بعض التوجيهات للتكيف مع التحولات الاقتصادية وأشار إليها الشيخ كالتالي :

1- أن يجتهد الإنسان في الكد و العمل وأن يسعى لتوفير لقمة العيش لأسرته حتى و إن كان لديه ثروة .

2- ترشيد الصرف و الإنفاق .

قال تعالى :" وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا "

3- البحث عن مصدر دخل إضافي .

 نبّه الشيخ في هذه النقطة أن لا يكون مصدر الدخل الإضافي على حساب الأسرة و العيال .

4- الحاجة إلى التعاون و التعاضد .

 و أشار الشيخ إلى بعض الصناديق الأسرية التي فيها غوث و إعانة للمحتاجين من أفرادها وهذا من مصاديق التكافل الإجتماعي .

 ووجه الشيخ إلى دعم الجمعيات الخيرية من أجل مواصلة دعمها للأسر الفقيرة .

 وسد ثغرة الفقر في المجتمع هو حماية للمجتمع و سبيل إلى إستقراره .

كما أنّ في الإنفاق وسيلة من وسائل سعة الرزق " وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ "

⬅و قال تعالى :" مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ  "

 وقد تجلى الإنفاق في أعلى مستوياته عند الإمام الحسين عليه السلام و تأثر بذلك علي الأكبر عليه السلام فعرف بالكرم و السخاء . 

فقد ورث الأكبر عليه السلام الأسرة كلها من الرسول و أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام جميعاً .