الحسين في الوجدان الإنساني (الشيخ امجد الأحمد )

 يعود الخطيب الحسيني الشيخ أمجد الأحمد من جديد في موسم عاشوراء الحسين عليه السلام 1441 هجري ليسلط الضوء على ذلك الألق الخالد و يستحضر مصيبته و رزيته ليعيد قراءة الحركة الحسينية لنتأمل في أهدافها و آثارها و معطياتها و خصائصها التي من أبرزها أنها حركة عالمية إنسانية .

فحملت الليلة الأولى عنوان " الحسين في الوجدان الإنساني "

بدأ الشيخ محاضرته بالآية الكريمة ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) .

ثم انطلق قائلاً أنّ حركة الإمام الحسين عليه السلام هي امتداد لرسالة النبي الأعظم صلى الله عليه و آله التي لم تأتي لبلد أو طائفة أو زمان معين " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " و كذلك هي رسالة الإسلام و القرآن الكريم رسالة عالمية انسانية عامة .

و أشار أنّ هذه القيم الإلهية التي جاءت لبناء و حماية الإنسان تعرضت لمحاولة التغيير من المشروع الأموي فكان لابد من وقفة لرجل شجاع رسالي يعرّي هذا المشروع ويقف في وجه امتداده فكان الإمام الحسين عليه السلام وحملت حركته هذه الخاصية التي حملتها رسالة النبي الاعظم ص فكانت حركة عالمية إنسانية عامة وقال إن من يأطّر هذه الحركة بإطار مذهبي أو ديني فهو يظلم هذه النهضة المباركة الشاملة .

وعرض بعض المؤلفات الذي كتبها غير المسلمين حول الإمام الحسين عليه السلام مثل أنطوان بارا و سليمان كتاني المسيحيين. و من الشعراء المسيحيين مثل: ادوار برقص و بولس سلامة وغيرهم من الشعراء .

و يأتي السؤال ماهي مظاهر الإنسانية في حركة الإمام الحسين عليه السلام التي دفعت هؤلاء وغيرهم ليكتبوا حول سيرته الطاهرة وينجذبوا إليه ؟

و أجاب على هذا السؤال في المحور الثاني :

المظاهر الإنسانية في حركة الإمام الحسين عليه السلام

1-  المظهر الأول  :

نجده في خطاباته عليه السلام التي لم تكن موجهة للشيعية أو للمسلمين فقط بل كانت للإنسان ككل مثل :

خطابه في مجلس الوليد والي المدينة .  وصيته لأخيه محمد بن الحنفية " إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي " .  في طريقه إلى كربلاء . فكلما نزل منزلاً خطب في أصحابه.  خطابه لأهل الكوفة .

2- المظهر الثاني : الشعارات الحسينية التي رفعها يوم كربلاء كانت تعبّر عن روح النهضة و جوهر الحركة مثلاً كلمته " الموت أولى من ركوب العار والعار أولى من دخول النار"

قال سلام الله عليه " ألا وإنّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنين وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام "

قوله عليه السلام " لاَ وَاللَهِ لاَ أُعْطِيكُمْ بِيَدِي‌ إعْطَاءَ الذَّلِيلِ؛ وَلاَ أُقِرُّ لَكُمْ إقْرَارَ الْعَبِيدِ "

هكذا كان موقفه يوم كربلاء فعلّم الأمة و الاجيال أبلغ الدروس و العبارات و الشعارات في الحرية و الكرامة و العزة وهذا ما جعله خالدا في الوجدان الإنساني .

3- المظهر الثالث :

القيم الإنسانية التي طبقها الإمام في سلوكه و في تعامله مع أصحابه و مع أعدائه أيضا فرفع القيم شعاراً و سلوكاً ومن تلك القيم :

الحرية : فأبى أن يلتحق بركبه أحداً بقرار ضاغط عليه ولم يستغل مكانته الدينية و الروحية ليلتف الناس حوله .

الكرامة الإنسانية و المساواة

مع اعدائه : طالما لم يشهروا السيف عليه فكان يرى لهم حق الإنسان على الانسان فسقاهم الماء و سقى خيولهم ولهم حق المسلم على المسلم فنصحهم .

مع اصحابه : اذا نظرت إلى معسكره عليه السلام ترى التنوع الديني و العرقي و القومي وعبّر عنهم جميعا بالأسرة والواحدة " ألا واني زاحف بهذه الأسرة " يربط بينها الايمان و الرسالة و الكرامة .

مشهد المأساة و الفاجعة التي أبكت كل انسان .

واختتم الشيخ المجلس بعرض بعض المشاهد المؤلمة في كربلاء كمشهد الطفل الرضيع و مشهد النساء التي فرّت بسبب النار في المخيمات .

 بلاستماع اضغط هنا