
2008/01/18 | 0 | 684
((الإمامة )) لسماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد
المحطة الأولى : نعرف أن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة : ( دعوني ولتمسوا غيري أنا لكم وزير خيراً لكم أمير ) . وما شابه ذلك في مواقف مختلفة ، فيحتار أصحاب الأقلام والكُتّاب من محبي أهل البيت عليه السلام ، فيكون الجواب على هذه الشبهة بالتشكيك في صدور الرواية من أمير المؤمنين عليه السلام ويقولون : ليس كل الخطب والمقالات في نهج البلاغة صحيح ، و لكن لا يحبذ هذا الجواب منهم ، لأنه سيتحول نقاشا من سني مع شيعي إلى نقاش شيعي مع شيعي ، بسبب تزاحم الروايات في صحة نهج البلاغة وصدورها من علي عليه السلام ، أما الجواب عندنا يمكن القول لإخواننا السنة أنهم خلطوا بين أمرين وهما : الخلافة ( الإمارة ) و الإمامة ، فقالوا إن الإمامة هي الرئاسة العامة ، والخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أمور الدين والدنيا والدولة ، ولقد سايرهم بعض علمائنا في ما ذهبوا إليه لا على سبيل التأييد لكن على سبيل الاستشهاد وإثبات الشيء ، أما قولنا في هذا الكلام فيه مفرزتان بين الإمامة و الخلافة ، الفارزة الأولى : الخلافة تعني النيابة عن الآخر ، فقوام الخلافة بالنيابة ، فمثلاً خلافة نبينا آدم خلافة رتبية ، أما أمير المؤمنين خلافتهُ ليست بمعنى النيابة ، بل بجعل من الله سبحانه كما جعلها لإبراهيم عليه السلام ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ) ، وهذا الشرف الذي حضي به الأنبياء بأن جعل الله في عقبهم الأئمة عليهم السلام جزاءً لما قدموا .حتى تسر قلوبهم ، والفارزة الثاني : نقول للسنة أنتم لا تستطيعون الالتزام بما وُضع من تعريف ، بسبب ثلاث شعب وهي :
(1) إذا قلتم بأن الخلافة تقوم بالسلطة والسيطرة على زمام الأمور ، فماذا تقولون في خلافة عثمان حينما حوصر في قصره ، وذهبت عنه السلطة
و السيطرة ، بسبب ما كان من أعدائه من الغمز واللمز لا يحكم عليهم بفسقهم .
(2) أصفقت كلمة المسلمين عن صحة حديث رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله : (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ) ، إذ لا خلاف بين أن يقعد الإمام أو أن يقوم .
(3) وكلامكم يلزم الخدش في رسالة السماء ، حيث أن كثيرا من الأنبياء لم تكن لهم إمارة ولا سلطة على الناس ، كإبراهيم ولوط وعيسى عليهم السلام .
المحطة الثانية : كيف تبقون على إمام غائب لا يمكن الاستفادة من وجوده ؟
لو قرأ السنة ما في كتبهم لما قالوا ذلك ، لكن يجيدون رمي السهام على الغير ، ولا ينظرون لكتبهم ، فقد قال العييني في عمدة الباري : ( إن علي زر الأرض ) ، يعني وجوده هو أساس حفظ الأرض من عدمها وهو منهم ، وقد قال ابن حجر في الصواعق المحرقة : ( إن أهل البيت أمان لأهل الأرض ) ، وقال أيضاً : ( لا يزال الدين قائماً ما دام اثنا عشر خليفة ، فإذا مضوا ساخت الأرض ومن عليها ) ، والروايات في هذا الصدد كثيرة . هذا ما عندهم ، أما عندنا ما قاله الصدوق في خصاله عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( خلقت الأرض لسبعة وهم سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار بن ياسر وابن مسعود وأنا سيدهم ) ، وهم الذين حضروا جنازة الزهراء عليهم السلام ، وهذا الخلق للأرض خلق تقديري ، أي بعد أن عصوا الصحابة رسول الله في حفظ ولده ، وغصب الخلافة من أمير المؤمنين ، وظلم الزهراء عليها السلام فلزم أنهم لا يستحقون الحياة في هذه الدنيا ، ونزول الفيض الإلهي ، لكن لولا وجود هؤلاء السبعة ، ولأجلهم ينزل الفيض الإلهي ، ولذا تجد في الزيارة الجامعة : ( بكم ينزل الغيث ، وبكم تمسك السماء أن تقع على الأرض وبكم ينفس الغم ...) ، ويأتيك من يقول بأن هذا المقطع من الزيارة السابقة زخرف من القول !!!! وقال المحقق الخاجا نصير الدين الطوسي : ( إن وجود الإمام فيه ألطاف متعددة ، منها يمكن أن يطوى مثل الرئاسة ، والحكم على الناس ، وسبب ذلك لما قدمت أيدينا من الذنوب والمعاصي التي تحجبنا عن لطف الإمام ، ومنها لا يمكن أن يطوى أو يحجب وهي الفيوضات الإلهية من الرزق والحياة وغيرها مما أشرنا له سابقاً من خلال الروايات من الفرقين .
المحطة الثالثة : هناك شبهة تقول : لماذا القرآن لم يذكر خلافة علي عليه السلام صراحةً ، وبالتالي ويرفع الخلاف الذي وقع فيه المسلمين إلى يومنا هذا ؟ الجواب نقول لعدة أجوبة نذكر بعضها :
1 /كيف أن ذلك شبهة على عقولكم ؟
فقد كان من الأولى أن تبطل الإمامة في القرآن يرفع الخلاف بين المسلمين ويبطل مبدأ الإمامة كي يرفع الخلاف بين المسلمين .
2 / أيهم أولى لرفع الخلاف صفات الله سبحانه أم الخلافة ؟ قطعاً صفات الله سبحانه وقد جرى حمام من الدماء بين المسلمين ، والسبب هناك من يثبت صفات وينكر صفات ، وغيرها من الإشكالات فلماذا لم يذكر القرآن صراحةً صفات الله سبحانه لرفع الخلاف بين المسلمين ، ويترك الأمة تقتل بعضها بسبب هذا الخلاف ؟!!!
3 / هناك بعض الآيات الصريحة الواضحة أنكرها بعضهم ، مثل المتعة حينما قال أحدهم : إنها آية منسوخة ، وكذا آيات الإرث لفاطمة عليها السلام ، وأنكرها بعضهم حينما طالبت بفدك . فهذه آيات صريحة لم ترفع الخلاف الذي سقط فيه المسلمين .
4/ كانت خاتمية النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن الكريم على الرسالات السماوية واضحة ، ومع هذا هناك من ادعى النبوة من الرجل و النساء ، فلم ترفع الآيات الصريحة الخلاف بين الدين الإسلامي وبقية الدين الإسلامي .
5 / هل يعقل أن تكون حادثة الغدير أمام الآلاف ومبايعة عليً بالخلافة ثم ينكرونها ؟
والجواب لقد كان أبو عبد الله الحسين عليه السلام أمام الآلاف من الناس حينما قال لهم بصريح العبارة : ( ألم يقل رسول الله فيّ وفي أخي الحسن : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ) ، فلم يرَ جواباً منهم إلا النصل والسهام فحاربوه ، ولم يلتزموا صريح قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حق الحسن والحسين عليهما السلام . وهذا أكبر دليل على أحقية أمير المؤمنين عليه السلام في الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
تلخيص الاستاذ زاهر العبد الله
جديد الموقع
- 2025-04-19 ملتقى الأحباب الاول للاعبين القدامى لفرق الحواري
- 2025-04-19 أفراح الملفي والعبود تهانينا
- 2025-04-18 القراءة في كتاب أصول الإملاء
- 2025-04-18 اقرأ تفهم نفسك أكثر
- 2025-04-18 في يوم الكتاب...
- 2025-04-18 رجز الطف وأغرالضه
- 2025-04-18 في ذكرى العلامة الشيخ حسين الخليفة
- 2025-04-18 سمو محافظ الأحساء يطّلع على التقرير السنوي لشرطة المحافظة
- 2025-04-18 بيت الشعر يختتم ورشة الإلقاء ومسرحة القصيدة
- 2025-04-18 وشم ايراك السخي رواية للكاتبة العراقية سناء النقاش