
ملخصات عاشورائية
2015/10/17 | 0 | 981
الإبتلاء فلسفته و كيف نتعامل معه
( محمد المرهون )
في الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء العظيم تطرق الخطيب الحسيني الشيخ أمجد الأحمد لموضوع يحمل العنوان ( الإبتلاء فلسفته و كيف نتعامل معه )
حيث عرض بعض الجوانب المتعلقة بالإبتلاء فإنطلق من قوله تعالى :" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) "
و أرتكز الشيخ في بحثه على أربعة محاور :
# المحور الأول : مفهوم الابتلاء
* في اللغة يعني الإختبار و الإمتحان
أما الإبتلاء في القرآن له معنى واسع فالمصائب والآلام هي جزء من الإبتلاء .. مثلاً هناك الإبتلاء بالنعم و الإبتلاء بالخير قال تعالى :" ونَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ "
و في عرض الحديث طرح الشيخ سؤالاً يجول في أذهان الجميع و هو الاختبار الإلهي بأي معنى ؟
الله يبتلي الانسان لكي يظهر قدرة الإنسان و صبره وصدق إيمانه ليحتج عليه يوم القيامة .. قال تعالى :" لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ "
وبهذا أنتهى المحور الأول و عرج للمحور الثاني بعد الصلاة على محمد و آل محمد
# المحور الثاني : فلسفة الإبتلاء ..
وهذا المحور يعد مهماً في فهم الإبتلاء و يصحح بعض المفاهيم و يعتبر منطلقاً نحو فهم لماذا الإبتلاء .. وجاء الشيخ بهذا المحور ليعرض أهم علل الإبتلاء
تكمن فلسفة الإبتلاء في عدة أمور أهمها :
1. أن يميّز الله الخبث من الطيب قال تعالى :" مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ "
2. الإبتلاء هو وسيلة للتنبيه والإيقاظ و لكي يوجه الإنسان للوجهة السليمة.. حيث ينشغل الإنسان بالدنيا فيبتعد عن الله حتى يصل به الحال لدرجة الطغيان و الغرور " كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ " .. فلابد له من موقف و جرس إنذار و لابد ان يكون هذا الموقف يقطع حياته الهانئة و يقطع تكبره و طغيانه .. { وَلَقَدْ أَخَذْنَا آل فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ وَنَقْص مِنْ الثَّمَرَات لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }
3. ينزل الله الإبتلاء حباً للعبد .. اذا احب الله عبداً إبتلاه .. يرى لدى الشخص ميول للعباده فيبتليه ليوفر له المناخ المناسب للعبادة ليتضرع الى الله فيكون ذلك مناسبة لشد العلاقه بالله سبحانه وتعالى و هو أعلم و أحكم بسرائرنا و قلوبنا فما أعظمك و ما أحكمك .
4. ان الله كما يبتلي العبد من أجل أن يسمو به قد يبتلي آخر لإسقاطه .. فالله يستدرج ذلك العاصي الظالم المتكبر المتغطرس فيعطيه من الخيرات ليزداد إثماً و بعد ذلك يركسه ليكون عبرة لغيره .. قال تعالى :" سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) " و قال تعالى :" ولايَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ "
و هكذا ينتهي المحور الثاني و يدلف للمحور الثالث بعد الصلاة على محمد و آل محمد .
# المحور الثالث : ثمار الابتلاء..
1. إنّه يساهم في صقل شخصية الإنسان
2. تفجير طاقات الإنسان
وهناك خيرات وثمرات تحصل للإنسان من خلال الابتلاء لايشعر بها الانسان حال الابتلاء ( عسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم )
ونحن نعيش أمام إبتلاء و تحدي واقعي هذه الأيام وهي آفة الإرهاب إذا لم يقضى عليها ستنتشر .. و المطلوب ان نكون بمستوى هذا الإبتلاء..
ساهم هذا الحدث في تفجير طاقات الشباب في مجالس العزاء و غيرها و قد كشفها هذا الموقف ..
هذا التعدي والإجرام كشف زيف المحرضين و الطائفيين وأنّ الشيعه لايقيمون صلاة الجماعة و الجمعة وجاء ذلك التفجير ليكشف للعالم زيف هؤلاء المحرضين .. نعم رغم الجراح و الألم لكنه في الجانب الآخر جاءت ثمرة الإبتلاء لتكشف الوجه الحقيقي للمدلسين و الكذابين .
كشف هذا الإعتداء حجم المظلومية للشيعة جراء التحريض في المساجد و المناهج و الخطب و انهم عبدة قبور و مشركين و تصدى لذلك العلماء و حذروا من هذا الخطاب الفتنوي منذ سنين وأنه ستسفك الدماء جراء التحريض ..و سيطال الجميع من الشيعة و السنة وهذا فعلاً ماحدث في الأيام المنصرمة .
و كشف هذا العمل الإرهابي أنّ في مجتمعنا من الأبطال في إيمانهم وصلوا إلى درجة عالية يستحق ان يقارنوا ببعض أصحاب الائمة عليهم السلام ..
و طرح الشيخ نقطة في غاية الأهمية بل يعتبر تساؤلاً يثيره بعض المشككين في ثمرة الخطاب الديني و المنبر الحسيني و هل إستفاد المجتمع من ذلك ؟
نعم لولا رسوخ مفهوم التضحية لدى هؤلاء مما اخذوه من منبر الإمام الحسين عليه السلام لما قدّم الشباب أنفسهم قرابين للمصلين و للمستمعين .. نعم تعلموا التضحيات الجسام من الحسين و العباس و علي الأكبر وزينب وام البنين عليهم السلام ..
لدينا شباب أبطال يستحقون الشكر و التقدير لأنهم ضحوا بأرواحهم من أجل ان يبقى ذكر الصلاة و ذكر الحسين عليه السلام ..
هنا إنتهى الشيخ من المحور الثالث و بعد الصلاة على محمد و آل محمد دخل للمحور الأخير ..
# المحور الرابع : كيف نتعامل مع الابتلاء ؟
في كلمة واحدة و هي الصبر ..
الصبر أن لا يتزعزع الإنسان في أي موقف ممكن أن يغير مصيره و حياته و معتقده و أن يواجه الظلم و الإستبداد بروح واثقة و صلبة لا تميل عند إحتدام الموقف ..
و صحح الشيخ مفهوم صبر السيدة زينب حيث أنّ الكثير يعتقد أنّ صبر زينب هو الاستسلام للبكاء والعويل فقط و هذا تصور خاطئ .. فصبر زينب عليها السلام يعني أنّها صمدت وواجهت ابن زياد في مجلسه و في مجلس يزيد .. فزينب عليها السلام لم تستسلم ولم تصمت على آلة الظلم و الطغيان .
والصبر إقترن بآيات الجهاد قال تعالى " { وَلَنَبْلُوَنَّكُم حَتَّى نَعْلَم الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُو أَخْبَاركُمْ }
ميدان الصبر أن تدافع عن قيمك و عقائدك ضد تهديدات الإرهاب و الظلمة و مصاديق الصبر هو هذا الحضور الحسيني الكبير في محافل الذكر في ليالي عاشوراء الحسين عليه السلام ..
قال تعالى :" ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) نحن ملكٌ لله ليس فقط مجرد كلمة فلا يخيفنا أحد و الموت هو الرجوع لله سواء اليوم أو غداً ..
و يعود الشيخ إلى الآية التي صدّر بها البحث حيث أنّ الصابرين عليهم صلوات من الله كما صلى الله على الرسول يصلي على الصابرين لأن الرسول نال شرف أنّ الله يصلي عليه لأنه صبر وثبت ...
و أهل البيت عليهم السلام يعلمونا مفهوم الصبر بمعناه الإسلامي الحقيقي و علينا أن نتعلم منهم الصبر و مفهوم الإبتلاء لندرك حقيقة التوحيد فنعبد الله على معرفة .
جديد الموقع
- 2025-04-27 أقوى تلسكوب في العالم لاستكشاف أسرار الكون
- 2025-04-27 برعاية سمو محافظ الأحساء وكيل المحافظة يدشّن النسخة الخامسة من مبادرة "امش 30"
- 2025-04-27 سمو محافظ الأحساء يرعى الحفل الختامي لميدان الفروسية بالأحساء لعام 2025 ويتوج الفائزين
- 2025-04-27 زوار معرض الرباط الدولي يشيدون بركن وزارة الشؤون الإسلامية: تجربة معرفية وتقنية تبرز ريادة المملكة في خدمة الإسلام
- 2025-04-27 زواج ثنائي سادة الهاشم (( الدكتور علي والمهندس حسين )) بالاحساء
- 2025-04-26 العمل التطوعي بين التنظير والممارسة
- 2025-04-26 تجربتان شعريتان في أمسية ابن المقرب
- 2025-04-26 أفراح الجاسم بالمطيرفي والبوحسن والخليف تهانينا
- 2025-04-25 سمو محافظ الأحساء يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة ماتحقق من إنجازات لرؤية المملكة 2030
- 2025-04-25 سمو نائب أمير المنطقة الشرقية: رؤية السعودية 2030 تواصل ترسيخ مكانة المملكة في مصاف الدول المتقدمة