
2012/11/23 | 0 | 758
آية الله العظمى الخامنئي: ثورة كربلاء أنقذت الإسلام
وقد شاء الله تعالى لهذه الواقعة أن تخلد وأن تخرج عن كونها حادثة وقعت في التاريخ الى أن تصبح من مكونات التاريخ وصانعةً له ومؤثرة في صنع المستقبل، ومن عبر كربلاء أنها دلّت على مدى الحاجة للقائد الملهم في حركتها وفي قيامها بالمهام المطلوبة منه وقد ركّز السيد القائد الخامنئي حفظه الله على أهمية دور القائد من حيث كونه الأقدر على تشخيص الواقع الفعلي وبالتالي الأقدر على اتخاذ الموقف المطلوب في تلك المرحلة من خلال الترتيب الصحيح والدقيق للأولويات. وفي هذا المجال نراه يقول: «إن الحسين بن علي(ع) قد شخّص في وقت حسّاس جداً من تاريخ الإسلام الوظيفة الرئيسة من بين وظائف متنوعة ومتفاوتة من حيث الأهمية، ولم يخطىء أو يشتبه في معرفة ما كان العالم الإسلامي محتاجاً إليه في ذلك اليوم ولقد كان تشخيص الوظيفة الأصلية دائماً احدى نقاط الخلل والضعف في حياة المسلمين على مر العصور»، ويؤكد السيد الخامنئي على أهمية التشخيص الدقيق للأولويات فيقول: «الخلل في تشخيص الوظيفة الأصلية يعني أن أفراد الأمة والقادة ووجهاء العالم الإسلامي يخطئون في ذلك التشخيص في لحظة من الزمن فلا يعرفون ما عليهم أن يفعلوا أو أن يقدموا وماذا عليهم أن يتركوا أو يؤخروا»، كما أن وضوح الرؤية تجاه الأولويات سيدفع بكل إصرار نحو العمل لتنفيذها من غير تعلل أو تسامح في شأنها أو تحجج بالانشغال بأمور أخرى أقل أهمية، يقول السيد الخامنئي «من البديهي أن الحسين بن علي (ع) بتوجهه إلى العراق سوف يحرم من البقاء في المدينة ومن تبليغ الأحكام للأمة وبيان معارف أهل البيت (ع) وإرشاد المسلمين، كما سيحرم من تقديم العون للفقراء والأيتام، وهي أمور كان ينشغل بها الإمام الحسين (ع) قبل كربلاء، لكنه جعلها جميعاً فداءً للوظيفة الأكثر أهمية حتى أنه ضحّى بحج بيت الله الحرام في سبيل التكليف الأهم».
غربة الحسين (ع)
من الأمور الملفتة في حركة الإمام (ع) غربته في مجتمعه، في مجتمع المدينة، فلم يكن أحد يفهم ما يريد أو يستجيب لما يريد، إلاّ القلّة القليلة التي ناصرته، حتى بعض أعلام هذه الأمة كانت في وادٍ غير الوادي الذي كان فيه الإمام (ع). والجهاد في الغربة من أصعب أنواع الجهاد. وقد نبّه السيد القائد إلى هذه الالتفاتة المهمة إذ قال: «ويتحلى (أي جهاد الغربة) بخروج الإنسان إلى ساحة المعركة والمجتمع من حوله ما بين منكر عليه وغافل عنه ومعادٍ له، حتى أن الذين يميلون إليه يسكتون حتى عن ابداء التشجيع لمسيرته.. الغالبية أعداء له. والجميع معرِضٌ بوجهه عنه حتى المؤمنين، بل ان الإمام (ع) طلب من بعضهم النصرة فلم يجد ذلك البعض، إلاّ أن عرض على الإمام (ع) تقديم الجواد.. إنه الجهاد في الغربة، جهاد يفقد فيه الإمام (ع) أعزّ أعزّائه أمام ناظريه من بنيه وبني إخوته وأخواته وأعمامه.. كل ذلك مع علمه (ع) بأنه بمجرد استشهاده ستُسبى عياله وما سيجري عليهنّ. كل ذلك كان يعلم به الإمام إضافة إلى عطشه وعطش من معه من عياله..»، و«مثل هذا العظيم الطاهر الذي تتسابق ملائكة السماء لمشاهدة نور وجهه والتبرّك به ويأمل الأنبياء والأولياء لو أن لهم مقامه، مثل هذا العظيم يستشهد في هكذا جهاد وفي هكذا محنة»، ولقد تحدث القائد عن أهداف الإمام (ع) وذكر مجموعة يندرج بعضها في إطار المشروع العام للإمامة، وبعضها يعتبر من خصائص حركة الإمام الحسين (ع) التي أصرّ عليها وإن أدّت إلى استشهاده وفي الإشارة إلى بعض الأهداف نرى السيد الخامنئي يقول: «فهو لم يكن يهدف إلى السلطة من حيث هي شأن دنيوي. وقد روي عن الإمام الحسين (ع) أنه قال: اللهم إنك تعلم أنّ الذي كان منّا لم يكن منافسة في سلطان ولا التماس شيء من الحطام..» وفي مكان آخر: «لم تكن واقعة الطفوف استنقاذاً لحياة شعب أو حياة أمّة فحسب بل كانت استنقاذاً لتاريخ بأكمله، وهذا ما فعله الإمام الحسين (ع) وأخته زينب وأهل بيته وأصحابه بموقفهم البطولي».
الخواص والمعارضة
تكمن أهمية الخواص في أنّ لهم الدور الكبير في تثبيت الجماعة على الخط الصحيح، كما أنّ لهم التأثير الخطير في انحراف الناس، وعلى الأقل في اضطرابهم وزعزعة أفكارهم، وتقديم النموذج للتبرير والتخلّف عن العمل بالتكليف الشرعي، وإن كان هذا التأثير سيبقى مقتصراً على ضعاف الإيمان والبصيرة، وهذه مشكلة كانت بارزة في المجتمع المسلم، بل في أي مجتمع عموماً في كل العصور حتى عصرنا الحاضر، ومن المهم جداً النظر إلى خطورة هذه القضية في عصر الإمام الحسين (ع). وقد اعتنى السيد القائد الخامنئي بهذه القضية عناية بارزة، وإليكم جملة مما قاله في هذا الموضوع: «إذا نظرتم إلى المجتمع البشري، أي مجتمع كان تجدون الناس في فئتين: فئة تسير عن فهم ووعي وإرادة وتعرف طريقها، سواء كانت مصيبة في اختيارها أم لا، وهذه فئة الخواص. وفئة لا تفكّر فيما هو الطريق الصحيح ولا يهمها أن تحلّل لتعرف بل تتبع الجو السائد والهوى العام، وهذه هي فئة العوام»، و«ينقسم الخواص إلى فريقين: خواص فريق الحق، وخواص فريق الباطل»، «الخواص المتابعين للباطل لا تتوقعوا منهم سوى التآمر ضد الحق وضدكم، وهذا ما يفرض عليكم محاربته»، و«إذا ضلّ الخواص دخلوا في خانة (المغضوب عليهم) والعوام في فئة (الضالين)»، و«إذا أصبح الخواص المناصرون للحق يخافون على حياتهم وأموالهم ومناصبهم حينها لن ينصروا الحق ولن يضحّوا بأنفسهم».
جديد الموقع
- 2025-04-27 أقوى تلسكوب في العالم لاستكشاف أسرار الكون
- 2025-04-27 برعاية سمو محافظ الأحساء وكيل المحافظة يدشّن النسخة الخامسة من مبادرة "امش 30"
- 2025-04-27 سمو محافظ الأحساء يرعى الحفل الختامي لميدان الفروسية بالأحساء لعام 2025 ويتوج الفائزين
- 2025-04-27 زوار معرض الرباط الدولي يشيدون بركن وزارة الشؤون الإسلامية: تجربة معرفية وتقنية تبرز ريادة المملكة في خدمة الإسلام
- 2025-04-27 زواج ثنائي سادة الهاشم (( الدكتور علي والمهندس حسين )) بالاحساء
- 2025-04-26 العمل التطوعي بين التنظير والممارسة
- 2025-04-26 تجربتان شعريتان في أمسية ابن المقرب
- 2025-04-26 أفراح الجاسم بالمطيرفي والبوحسن والخليف تهانينا
- 2025-04-25 سمو محافظ الأحساء يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة ماتحقق من إنجازات لرؤية المملكة 2030
- 2025-04-25 سمو نائب أمير المنطقة الشرقية: رؤية السعودية 2030 تواصل ترسيخ مكانة المملكة في مصاف الدول المتقدمة