هيام الهيام

( سيد أحمد رضا الزيلعي )

فــي الـمـرتضى هــام الـهُيامُ وأُسـكرَ

مـــــا بــعــد مــعـنـاه الــنـقـي تــطــورَاْ

كـــــلا وحـــاشــا أن تــســيـل بـمـثـلـه

أنـــهــار قـــــومٍ لـــــو تـــنــالُ جــوهــرَاْ

قــــد أوجــــز الــرحـمـن فـــي طـيـاتـه

لاهـــــوت قــــدسٍ لا يُــنــال ومَــخـبـرَاْ

ذلَّـــــت لـــــهُ ولـــولــدهِ ســـنــنٌ بــمــا

حــال (١) الـجـبال الـصمّ سـهلاً، أنـهُراْ

خـضعت لـنور الـمرتضى رسـلُ السما

فــبـنـوره قـــد أُبـلـغـت فـــوق الـــذرى

مـن نـورهِ الـممسوس (٢) فاض لآلئٌ

بــأئــمـةٍ نــســجـت ضــيــاهـا مــعــبـرَاْ

قِــــرْ يــــا نــبــوغ الـحـاذقـيـن بــســرِّهِ

قد مسَّ عيسى كنهه، ولذا سرى (٣)

سـاح الأراضـي هـائماً فـي فضله (٤)

والــزهــد مــــن آيــــات حــيـدر كــبَّـرى

إن رمـــت نــوحـاً والـخـليل و مـوسـى

فــــي بــعـضـه مــعـنـى الـنـبـوة قُـــرِّرَ

وعـلـيـك فـــي نــهـج الـبـلاغة أزلـفـت

آيـــــاتُ مــــن أخــبــاره إذ أجــهــرَاْ (٥)

و"الـمـتـقين"، ســنـاه وضَّــحَ وصـفـهم

و"هُـمَامُها" (٦) أسـقاك مـعنىً أزهرَاْ

فـــلْــزم صــفــاتـاً عـــــزَّ حُـــمَّــالاً لــهــا

فــي حـومـت الأطـمـاع جـهـلاً سُـجِّـراْ

مـــذ شُــرِّفـت أرض الـحـجـيج بـسـيـدٍ

كـمـحـمدٍ، عـقـمـت نــسـاءٌ .. أن تــرى

يـــا كـعـبـة الـجـبـار قِـــرِّي واســجـدي

هـــــذا عــلــيٌّ حــــلَّ فــيــك مُــعـطِّـراْ

…
١. حال مخففة من أحال أي حوَّل الجبال إلى سهول أي أرض سهلة منبسطة وأنهارا.
٢. الممسوس من مسَّهُ الجنون والحسين عليه السلام قال عن علي الأكبر عليه السلام: اتركوه إنه ممسوسٌ في ذات الله.
٣. مس أي لامس بعضه ، والسرى يقصد به المسير ليلاً وليس الإسراء والمعراج.
٤. ساح منها اسم المسيح والمقصود هو التنقل في البلدان وبينها.
٥. أجهر عكس أسر يعني أعلن عن بعض فضله ومعناه.
٦. همامها مخففة أصلها هَمَّامُها وهو الذي سأل أمير المؤمنين عليه عن صفات المتقين في الخطبة المشهورة.