2021/06/16 | 0 | 4599
[ معالم مدرسة الإمام الصادق "ع"
يوم الجمعة ٢٩ شوال ١٤٤٢ هـ
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين ، وبعد:
قال تعالى { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ
بِأَمْرِنَا )
مرت علينا ذكرى شهادة الإمام الصادق ( عليه السلام )، وسوف يكون الكلام حول معالم مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وسر خلودها وبقائها ، ويمكن أن نلخص معالم هذه المدرسة في عشر ة معالم :
1️⃣ قوة العلم :
قوة الاستدلال بالقرآن والسنة والعقل .
الحث على طلب العلم ، قال ( عليه السلام ) : " عليكم بالتفقه في دين الله " .
وفي حديث " اغدو عالماً أو متعلماً " .
2️⃣ تصدى بنفسه ( عليه السلام ) لبناء قواعد هذه المدرسة .
3️⃣ تدوين العلم :
دعوته الملحة على تدوين العلم وكتابته .
يقول أبو بصير دخلت عليه ( عليه السلام ) قال : " ما يمنعكم من الكتاب ، إنكم لن تحفظوا حتى تكتبوا "
وقال ( عليه السلام ): " احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها ".
وقال ( عليه السلام ) : " رحم الله زرارة لولا زرارة لاندرست أحاديث أبي " .
4️⃣تربية التلاميذ :
أهمية تربية التلاميذ في نشر العلوم .
عدد طلاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) : أربعة الاف طالب .
يقول الحسن بن علي الوشاء : ( أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد ) .
حيث أقام ( عليه السلام ) في الكوفة مدة تزيد على سنتين .
5️⃣المدرسة مفتوحة للكل :
لم تكن مقتصرة على شيعته ومحبيه ، بل كانت متاحة لكل طالب علم .
أخذ من منهل هذه المدرسة : أبو حنيفة ، مالك ، وسفيان الثوري ، وغيرهم .
وحضر غير العرب ، وكان يحدثهم بلغاتهم .
6️⃣التخصصات :
ربّى تلاميذاً على تخصصات في بعض العلوم ، لإثراء هذا العلم ، وتقويته . مثلاً : علم الكلام ( العقيدة ) :،هشام بن الحكم ، ومؤمن الطاق ، لما يملكان من أسلوب في قوة المناظرة ، و قوة الاستدلال ، والتغلب على الخصم .
في الفقه : زرارة ، و محمد بن مسلم ، وغيرهما .
جابر بن حيان : في الكيمياء .
وهكذا
7️⃣المناهج العلمية :
لم تقتصر مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) على علم دون علم ، بل لها مجالات في مختلف العلوم ، ومنها : علم الفقه ، الحديث ، علوم القرآن ، الطب ، الكيمياء ، الفيزياء ، الفلك ، علم النبات ، وغيرها من العلوم .
8️⃣البعثات العلمية :
كانت القبائل في الكوفة والبصرة والحجاز وغيرها يبعثون أبناءهم لتلقي العلم على يد الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
9-فروع مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
قاعدة هذه المدرسة في المدينة المنورة وفي مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكذا في بيت الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، ثم انتشر تلامذته في بقاع الأرض ، ففتحوا حلقات العلم والتدريس ، وتفرعت مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، في العالم الإسلامي ، كالبصرة والحجاز ، والكوفة في جامعها - جامع الكوفة - ، وهو أعظم فرع للعلم ، يقول الحسن بن علي الوشاء : ( أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد ) .
10-ترسيخ مبادئ واهداف ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) :
على رغم انشغال الإمام الصادق ( عليه السلام ) بالعلم وتربية الفقهاء والعلماء ، إلا أنه أولى عناية كبيرة في ترسيخ ثورة جده الإمام الحسين ( عليه السلام ) والتأكيد على مبادئها وأهدافها ، حتى لاتكون في عالم النسيان من أذهان الناس ، وذلك من خلال الطرق التالية :
١- المحاضرات حول هذه النهضة وأهدافها .
٢- التأكيد على زيارة جده الحسين ( عليه السلام ) ، يقول: " من سره أن يكون على موائد النور يوم القيامة فليكن من زوار الحسين ( عليه السلام ) .
٣- الحث على الشعر والرثاء على مصيبة جده الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
٤- بيان ثواب البكاء على الإمام الحسين ( عليه السلام) والحث عليه .
إذن الإمام الصادق ( عليه السلام ) استعمل - في تثبيت نهضة الإمام الحسين ( عليه السلام ) في نفوس الناس - العِبْرَة والعَبْرَة .
ما قيل في الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
١- يقول أبو حنيفة : ( ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد ) .
وقال : لولا السنتان لهلك النعمان .
٢- وقال مالك بن أنس : ( ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق ، علماً وعبادة وورعاً ) .
ما هو دورنا نحو الإمام الصادق ( عليه السلام ) ؟
دورنا أن نكون صورة مشرقة ، تعكس مدرسة ومنهج الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، في الأخلاق ، وحسن المعاملة ، حتى يُقال أدب جعفر بن محمد شيعته فأحسن تأديبهم ، كما قال ( عليه السلام ) :
" فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه ، وصدق الحديث ، وأدى الأمانة وحسن ، خلقه مع الناس ، قيل : هذا جعفري ، فيسرني ذلك ، ويدخل عليّ منه السرور ، وقيل: هذا أدب جعفر ، وإذا كان على غير ذلك ، دخل علي بلاؤه وعاره ، وقيل: هذا أدب جعفر" .
السفر إلى عالم الملكوت :
رحيل الإمام الصادق ( عليه السلام ) إلى الرفيق الأعلى يُعتبر خسارة للأمة الإسلامية ، بل للبشرية جمعاء ، لأنه برحيله عن هذا العالم انسد باب من أبواب العلم ، والعطاء والبركات والخيرات ، يقول ( عليه السلام ): " إذا مات المؤمن الفقيه ثُلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء "
تقول : إذا كان بفقد العالم يعتبر أمراً عظيماً على الإسلام ، وخسارة على الأمة ، لأنها فقدت من كان ينير دربها ، و يفتح عقولها ، فكيف بفقد الإمام المعصوم الذي هو أعظم مقاماً ومنزلة ، بل لا يقاس به أحد من عامة الناس .اللهم بلغنا في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته ، ببركة الصلاة على محمد وآل محمد ، والحمد لله رب العالمين .
جديد الموقع
- 2024-11-24 التفوق العلمي طريق الى التقدم والازدهار
- 2024-11-24 قافية أيوب الأخرس
- 2024-11-24 البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل
- 2024-11-23 جمعية الكشافة تُشارك في الاحتفاء باليوم العالمي للجودة
- 2024-11-23 العرابي يتوّج في الاحساء بطلاً للجولة الثالثة والأخيرة لمنافسات بطولة السعودية تويوتا الدرفت 2024
- 2024-11-23 الفتح يتصدر ترتيب الأندية في الدوري المشترك للبلياردو
- 2024-11-23 ذاكرة القلم عن ملتقى الفريج الشمالي
- 2024-11-23 الأدلجة السلوكية
- 2024-11-23 في يومين : الأدباء الشباب في ضيافة ابن المقرب
- 2024-11-23 أفراح الملفي و الفليو تهانينا