أقلام وكتابات
2021/06/27 | 0 | 2770
فسحة في مجلسه
لا شك أن أرامكو تركت بصمات كثيرة على مجتمعاتنا يلاحظها الجميع حتى عندما كنا أطفالا كنا نميز بيوت موظفيها التي تبدو مختلفة في أنماط عيشها و طبيعة تأثيثها ، و لغة أرباب بيوتهم و حتى في طعامهم و طريقة تقديمه لضيوفهم .
كل هذا كنا نتلمسه عندما كنا نزور برفقة الشيخ الوالد لبيت المؤمن ، و نقصد به مجلس العم الفاضل الحاج عيد بن محمد المؤمن و أخيه العم عبدالمحسن الذين حرصوا على بقاء مجلس والدهم الراحل مشرعا لاستقبال محبيهم و أصدقائهم فرغم التحاقهم المبكر بالشركة ( كما كانا يعبران عنها أي أرامكو ) عام ١٩٤٧م و رغم طبيعة العمل في الشركة في أطوارها الأولى و ما يصاحبه من جهد و مشقة كبيرة إلا أنهما بقيا مخلصين لهذا المجلس لتؤكد روحهما الاجتماعية المنطلقة و للمحبة للأهل و الأصدقاء .
كان أول ما يستقبلانا به هي تلك الابتسامة العريضة التي تبض بالوداعة و روح الأبوة و نحن أطفال ، ففي حين ينكمش بعض أرباب المجالس من ارتياد الأطفال كانا على العكس يرحبان بمقدمنا و يخصانا بالتحية و التودد و يخصانا بالاهتمام و السؤال عنا حين نتغيب فترة ما و بارسال الهدايا من حلويات مختلفة غير متاحة في السوق وقتها لانها من كانتين أرامكو .
كان هذا للمجلس فسحة جميلة نطل منه على الفسيفساء الأحسائية المنوعة و نتلمس من خلال أحاديث الحضور الكثير من للخبرات التي كانت عصارات تجارب الحضور و تثري الناشيء و توفير عليه الكثير من الأخطاء فنخرج منه محملين بحكايا ، و نكات و طرائف و أسعار و مفارقات و ربما بعض الأحكام لتنوع الحضور و تعدد مشاربهم و مهنهم تضاف لرصيدنا بل هي كالمدرسة المفتوحة .
و كبرنا و تحولت الابوة لصداقة و لنكتشف جوانبا جميلة في الحضور فهناك أقارب و معارف لي تعرفت عليهم و تجسرت هناك خاصة مع طبقة جيدة من صاغة الدمام التي كانت بينهم و بيت أرباب هذا المجلس وشائج صلة قديمة من أزمان الآباء و الأجداد كان طرفاها حريصين على الابقاء عليها بالصلة و التزاور .
مع تزايد اهتمامي بالتوثيق الشفوي كأني اكتشفت كنزا خفيا ففي الحضور من كان عطاؤه ثري في هذا الجانب سيّما العم الفاضل الحاج عبدالمحسن الذي كان بحق يمتلك معرفة تصويرية عن أحوال للمبرز خاصة فقد كان وجوده مبكرا في دكان والده حين كان طفلا في سوق المبرز نافذة واسعة للتعرف على تفاصيل هذا المجتمع المنوع أسرا و مهنا و شبكات علاقات اجتماعية و أنساب بل كان خبيرا بتفاصيل ثرية في دواخل الناس و أنماط سلوكهم .
كان العم أبو علي يؤمن كثيرا بمسألة التهادي (( تهادوا تحابّوا )) فكان كثيرا يفاجئ أصدقاءه بهدايا على طريقة الآباء ، من المنتجات الحساوية كالبطيخ الحساوي ، الذي علمت لاحقا أنه يوصي بعض الفلاحين لانتخاب أفضل ما لديهم لمحبيه و الذي لن يجدوا مثيلا له في السوق .
رحم الله العم الكريم أبا علي و أخوته و والديه رحمة واسعة
33
جديد الموقع
- 2024-08-02 دار الرحمة توقع مذكرة تعاون مع أمانة الأحساء ومؤسسة إكرام الموتى بالرياض
- 2024-08-02 بذكرك لهجاً على خطى السجاد (ع)
- 2024-08-02 الإكتئاب أثناء الحمل مرتبط بارتفاع هرمون الكورتيزول في شعر الأطفال الدارجين مما قد يسبب مشكلات صحية للطفل
- 2024-08-02 تشخيص أنواع مختلفة من الخرف باستخدام الذكاء الاصطناعي أصبح ممكنًا الآن
- 2024-08-02 استراتيجية جديدة للتعامل مع التوتر العاطفي
- 2024-08-02 التاريخ يشكل مادة خصبة للأدب
- 2024-08-02 سوء إخراج الكتب يؤثر سلبا في تسويقها
- 2024-08-02 25 لوحة ترصد تاريخ الأحساء قبل 100 عام
- 2024-08-02 اشرب من الچـوچـب
- 2024-08-01 نبتة الغاف الأحمر والسعودية الخضراء.
تعليقات
حسين
2021-06-27قليل في حق هذا الرجل... تقمدة الله بواسع رحمته واسكنه الفسيح من جناته
محمد اليوسف
2021-06-28فعلاً الطيبون يرحلون ، الف رحمة تنزل علىه رجل متواضع ومحب للخير ، جعله في الفردوس الأعلى مع الصالحين
سيد محمد بن سيد أحمد الموسوي
2021-07-01إنَّا لله وإنا إليه راجعون رحمه الله وطيب ثراه وأنزله الفردوس الأعلى في زمرة النبي و أهل بيته عليه و عليهم أفضل الصلاة والسلام *اخوكم / سيد محمد بن سيد احمد الموسوي المرخي *