2024/04/24 | 0 | 1399
طرقات على (مقهى الأبواب الصامتة)
دلفت إلى مكتبتي صامتا، ثم تناولت من على الطاولة ، مجموعة قصصية بعنوان(مقهى الأبواب الصامتة) للقاص أ. إبراهيم الطويل.
نظرت إلى الغلاف المرسوم عليه بأب خشبي تناثرت عليه مسامير كنا نسميها في طفولتنا نجوما .عنوان المجموعة فيه ملمح سوريالي وهو أنه يشعر المتلقي أن هناك أبوابا ناطقة غير هذه الأبواب الصامتة. والمعروف هو أن الأبواب كلها صامتة.
شدني شكل غلاف المجموعة التي تصفحتها وبدأت أقرأها على صوت سيمفونية (الصمت) ل بيتهوفن !!
شدتني عبارة رشيقة في الإهداء الذي خص به السيد هاشم صاحب (مقهى السيد) الكائن في سوق القيصرية. تقول العبارة: ياترى هل لأن الإبتسامة أنثى ؟ ولذا تبدو كل ابتسامة جميلة؟
في القصة الأولى (السكة) حنين البطل لحبيبة ماتت ، فجاء عند باب بيتها ليعيد ذكريات حلوة أصبحت مرة بعدما حرك الموت ملعقته في كأس ذاكرته. تكررت مفردة الصمت في القصة ثلاث مرات ، لتؤكد على اكتئاب مطبق يعانيه البطل.
في القصة الثانية (الروشن) أيضا استعادة ماض جميل لفتاة كانت تطل من الروشن لتنظر وتسمع عيسى الأحسائي وهو يغني في حوي بيتهم . وكم شدتني هذه العبارة التي عنى بها شيخ المسجد ( حتى لانصبح ملائكة مقربين ، ويبقى هو الشيطان الرجيم) !!
أما قصة (الروزنة ) فهي تحكي مأساة امرأة احترفت الرقص في الأعراس الشعبية ، وكانت تحلم بالزواج من حجي صالح ذلك العجوز الثري ، لكن ابنة عبيد هي من ظفرت به .ختم الكاتب قصتها بقوله:(سرقها النوم كما سرق الدهر عمرها)
ظللت أتصفح ورق المجموعة حتى وقفت عند قصة (السيكل) تحكي قصة( دحيم )حارس مدرسة البنات البائس ، الذي أوقف سيكله فجأة ( ليرفع سيجارته إلى شفتيه لينفث دخانها في وجه الحياة التي لم تبتسم له ولو لمرة واحدة)
أما قصة (المصخنة) فنرى فيها أم يحيى الذي جاءت إلى (حارة السادة) لترى ولدها مذبوحا هاهو (الطفل غارق في دماء تفور من نحره كما الطفل الرضيع بكربلاء)
قصص الطويل تمتاز بالجرأة ونبش المسكوت عنه . فمازالت قعقعة رماح مجموعته الأولى (نقب رسيول) لم تهدأ بعد !!
لذلك نراه في قصة (استكانة الشاي)
يقول على لسان صالح عم بنات زوجة أخيه الأكبر (مهدي) : ولله الحمد استبصرت وتحولت للمذهب السني ، ولهذا سأذهب للمحكمة الكبرى التي ستحكم بيننا في ميراث أخي.
أما قصة (أم خريسان) فأتركها للقارئ كي يستمتع بجمال خيالها وروعة وصفها. فالكاتب يكتب قصصه بأسلوب الواقعية النقدية. إلا هذه القصة فقد مزج فيها الفانتازي بالواقعي بالمستحيل.
من خلال قراءتي للمجموعة تبين لي أن الكاتب يعاني (نوستالجيا) طاغية . فالحنين إلى الماضي هروب من الموت ، وليس من الحاضر فقط. ومعلوم أن الكاتب عموما يعاني اغترابا بين ذويه، لذلك ينشد إلى طفولته، لأنها البداية . وطفولة كل شخص هي طفولة الحياة نفسها !!
وقد أحسن الكاتب حين جعل عناوين قصصه عبارة عن اكسسوارات وأدوات البيت القديم والحارة الشعبية مثل : المصخنة ،الفانوس ، المبخر وغيرها . وهذا ماأضاف جمالا ووهجا على المجموعة.
بعض القصص كان على الكاتب أن يتعمق في وصفها وإظهار فلسفتها الوجودية. مثل قصة الروزنة ،وقصة السيكل.
ختاما : لاأنسى أن أنوه أن المجموعة فيها بعض الأخطاء النحوية والإملائية والمطبعية. وهذا لايخلو منه عمل بشري.
كما لا أنسى أن أبارك للصديق الأستاذ: إبراهيم الطويل صدور هذه المجموعة الجميلة.
جديد الموقع
- 2025-02-07 سمو محافظ الأحساء يدشّن مهرجان "ليالي القيصرية"
- 2025-02-07 سمو محافظ الأحساء يكرّم مدير شرطة المحافظة بمناسبة نقله
- 2025-02-07 دار التربية الاجتماعية للبنات بالأحساء تكرم الزميل زهير الغزال
- 2025-02-07 أحسائية المغلوث تكرم المرشدين السياحيين ,والسياحة محرك اقتصادي
- 2025-02-07 الايروسية في أغنيات عيسى الاحسائي
- 2025-02-07 سادة الهاشم بالمطيرفي تحتفي بزفاف إبنها "السيد محمد " تهانينا
- 2025-02-06 قراءة في رواية مرآة تطلق الرصاص
- 2025-02-06 هل غمر الجسم في الماء البارد مفيد صحيًا؟
- 2025-02-06 م ق ج عن القراءة
- 2025-02-06 الكتب ومهارة الانتقاء