2014/05/31 | 0 | 4697
زمن «البلطجة» الأدبية.. والنقدية
وينطبق هذا التعريف تماماً على ما يقوم به بعض الأدباء، حيث أصبحت أعمالهم الأدبية ولا سيما الروائية منها ميداناً لممارسة نوع من التعدي على المجتمع من خلال تكسير القيم وتحطيم المبادئ والمفاهيم الاجتماعية من أجل كشف المسكوت عنه، وفضح المستور. وتكمن المشكلة في خروج مثل تلك الأعمال عن بعديها الأدبي والفني إلى ممارسة غير حقيقية على المجتمع، وخصوصاً الآخر الذي يرى في هذه الأعمال عندما يقرؤها صورة ممسوخة ومشوهة عن مجتمعاتنا، ويتبنى عنه فكرة باهتة ومذبوحة بسيوف الكلمات وجمالها من أجل التفريق، أو تمزيق جوانب مضيئة في المجتمع.
وقد يمارس مثل هؤلاء الأدباء – من جهة ثانية – نوعاً آخر من البلطجة في حق النقاد، حيث يعمدون إلى التعدي اللفظي من خلال التشهير بالنقاد في المجالس، وفرض القطيعة عليهم، وتمزيقهم بمجرد أن يتناولوا أعمالهم الأدبية بالنقد. وهذا ما حدا بالكثير من النقاد إلى التوقف عن النقد خصوصاً مع الأعمال غير الجدية التي تستحق النقد السلبي، خوفاً من تعرضهم لتطاول أصحاب الأعمال المنقودة.
وهناك – في المقابل – بلطجة نقدية يمارسها بعض النقاد على الأدباء حينما يقوم الناقد بتكسير قدرات الأديب وخرق سفائن إبداعه وتخريمها، وتهميشه بإغراقه في بحار التجاهل.. كل ذلك ليس على مقاييس أدبية أو معايير نقدية أو موضوعية، ولكن على مقاييس شخصية بحتة، فيموت الإبداع في ظل الشخصنة.. !!
في المقابل نجد حالة ممارسة نقدية باهتة تجاه كتابات الأدباء الشباب الجديدة، من قبل بعض النقاد والمهتمين بالأدب تحت مسمى الطبطبة والمراعاة والتشجيع لهؤلاء الشباب، على الرغم مما يقدمونه من إنتاج يسيء للأدب فنياً وإبداعيا وأحياناً أخلاقياً، متناسين أن مسؤولية النقد هي تقويم الإبداع والأدب وتصحيح مساره، ولا سيما ما يخص إنتاج الكتاب الشباب. وفي جانب آخر هم يقسون على الإبداع الحقيقي، ولو كان ذا قيمة أدبية بسبب علاقة شخصية سيئة بينهم وبين الأديب.
تحول النقاد إلى مطاردين للأعمال الأدبية التي حققت انتشاراً ورواجاً جماهيرياً، محاولين التسلق من خلالها للوصول إلى الجماهير. ولذا نجد حالة قطيعة بين النقاد والأدباء ليس على المستوى الإبداعي فقط بل حتى على المستوى الشخصي. وغياب النقد الأدبي أيضاً في مواكبة المنتج الأدبي والاشتغال على الجانب الأكاديمي من أجل الحصول على رسالة وغياب عن النقد القييمي لما هو مطروح أدبيا.
فهل يصدق على زماننا الأدبي أنه زمن بلطجية؟؟
جديد الموقع
- 2024-11-24 البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل
- 2024-11-23 جمعية الكشافة تُشارك في الاحتفاء باليوم العالمي للجودة
- 2024-11-23 العرابي يتوّج في الاحساء بطلاً للجولة الثالثة والأخيرة لمنافسات بطولة السعودية تويوتا الدرفت 2024
- 2024-11-23 الفتح يتصدر ترتيب الأندية في الدوري المشترك للبلياردو
- 2024-11-23 ذاكرة القلم عن ملتقى الفريج الشمالي
- 2024-11-23 الأدلجة السلوكية
- 2024-11-23 في يومين : الأدباء الشباب في ضيافة ابن المقرب
- 2024-11-23 أفراح الملفي و الفليو تهانينا
- 2024-11-22 عادات قرائية مفيدة
- 2024-11-22 مع أن الأديان تتحدث عن قيمة التواضع الفكري، لكن قد يصعب على رجال الدين بشكل خاص تطبيق ما يدعون إليه الناس