2012/06/11 | 0 | 2541
رجب.. الميقات الأول للقاء الله
(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ) سورة الأنعام – آية 31.
ولا يمكن إخلاص النية من دون طهارة القلب أو يصعب ذالك. فإذا كانت عزائم القلب وعقده وقيمه متعلقة بالأطماع الدنيوية, فكل أعمال الإنسان هي للدنيا ولا يمكن أن يتحرر العمل من شباكها إلا بإزالة تلك الشباك. فإن قيم القلب تمثل عُقد الشبكة التي تحكم تفكير العقل. ولا يمكن للعقل أن يتحرر ويرى الحق إلا بفك تلك العقد, ورمي تلك الشباك الدنيوية, واستبدالها بعقد تمثّل العقائد الحقة, والقيم الصحيحة. فتصبح القيم والعقائد قناديل تضيء ظلام العقل, وتهديه إلى الصراط المستقيم.
وإذا كان القلب متعلق بالدنيا في حقيقته فإن الإنسان يعتبر عابداً للدنيا, وتكون كل أعماله هي مظاهر عبادة الدنيا. وحتى الأعمال الدينية من صلاة أو صوم أو حج أو طلب للعلم بجميع أشكاله تعتبر عبادة للدنيا إذا لم يمحص الإنسان صدق النية لديه. وإلا فإن كل أعماله وعباداته تزيد شباك الدنيا قوة وإحكاما, إلى أن يصل إلى مرحلة يصعب عليه الخروج منها.
فعندها يصبح من قتلة الأنبياء والأولياء والصالحين, ومن اللذين يحرفون الكلم عن مواضعه عبادةً للطاغوت كبني إسرائيل الذين يتظاهرون بطلب الأنبياء أو الأئمة ثم يقتلونهم, ويطمسون آثارهم.
إذاً فصدق النية هي أولى خطوات السالك إلى لقاء الله, وإلا فإن كل عباداته تصبح مظاهر الشرك بالله, وجميع الأعمال الشركية هي محرمة في حرم الله, ومن المعاصي الكبيرة, ولا يمكن أن تغفر (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا) سورة النساء- آية 116.
ولتحصيل النية الصادقة لابد من إزالة الحجب بالخضوع لله عز وجل والمسكنة له والاستغفار ببابه, وطرق الباب حتى يتم القبول وتقبل التوبة, وتزول أثار الذنوب (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) سورة النساء – آية 17.
فلابد على العبد الذي يريد أن يتوجه إلى بيت الله وإلى لقاء الله أن يجلس جلسة الفقير بباب الله, يبكيه ويطلبه. وجعل رجب أولى المواقيت إلى لقاء الله, فهو مثال الوقوف بعرفة الذي يعترف فيه العبد بذنوبه لعل الله يقبله ويغفر له ويأذن له بالهجرة إليه, والدخول في حرمه, والطواف ببيته.
فشهر رجب هو شهر المغفرة, وشهر تطهير القلب من كدورات التعلق بالدنيا, ولبس ثوبي الإحرام إلى لقاء الله, وهو شهر التلبية (لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك). وإذا لم يتطهر الإنسان ولم يلبس ثوبي الإحرام فكيف له أن يدخل إلى حرم الله وأن يصلي في المشاهد الشريفة.
فإذا لم يجلس الإنسان بالباب ويطلب الإذن بالدعاء الطويل والاستغفار فإنه لا يؤذن له بالدخول ولا بالصلاة المعنوية, وتكون أعماله كأعمال القردة التي تحاكي أعمال الإنسان. وخير وسيلة للقرب والقبول هي الاعتراف بالتقصير, والتوسل إلى الله.
ففي رجب على السالك أن يخلع كل التعلقات القلبية عن غير الله وأن يغتسل ويتطهر بالاستغفار والدعاء والتوسّل, وأن يلبس ثوبي الإحرام بيدي الفقر والمسكنة. والإحرام هنا هو بالتوبة الصادقة والنصوح, فهو يرى أنه في الدنيا في حرم الله بشكل دائم, وفي بيت من بيوت الله. ثم يعزم ويستأذن بطرق الباب بيد العبودية.
جديد الموقع
- 2024-08-02 دار الرحمة توقع مذكرة تعاون مع أمانة الأحساء ومؤسسة إكرام الموتى بالرياض
- 2024-08-02 بذكرك لهجاً على خطى السجاد (ع)
- 2024-08-02 الإكتئاب أثناء الحمل مرتبط بارتفاع هرمون الكورتيزول في شعر الأطفال الدارجين مما قد يسبب مشكلات صحية للطفل
- 2024-08-02 تشخيص أنواع مختلفة من الخرف باستخدام الذكاء الاصطناعي أصبح ممكنًا الآن
- 2024-08-02 استراتيجية جديدة للتعامل مع التوتر العاطفي
- 2024-08-02 التاريخ يشكل مادة خصبة للأدب
- 2024-08-02 سوء إخراج الكتب يؤثر سلبا في تسويقها
- 2024-08-02 25 لوحة ترصد تاريخ الأحساء قبل 100 عام
- 2024-08-02 اشرب من الچـوچـب
- 2024-08-01 نبتة الغاف الأحمر والسعودية الخضراء.