2021/03/20 | 0 | 6718
ذكرى مولد أبي الأحرار الحسين بن علي وأخيه قمر بني هاشم أبي الفضل العباس وابنه زين العابدين السجاد (عليهم آلاف التحية والسلام).
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نزفّ أسمى آيات التبريك والتهنئة وأعطرها إلى الإمام الحجة صاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه) وإلى الاُمّة الإسلامية جمعاء خصوصاً شيعة أهل البيت (عليهم السلام) بمناسبة ذكرى مولد أبي الأحرار الحسين بن علي وأخيه قمر بني هاشم أبي الفضل العباس وابنه زين العابدين السجاد (عليهم آلاف التحية والسلام).
بهذه المناسبة العطره اقيم حفل إحياء لهذه الذكرى
بحضور جمع من المؤمنين مع الالتزام بجميع البروتوكولات الوقائية في مسجد الشيخ الأوحد "قدس سره" مساء ليلة الأربعاء الموافق ٢ شعبان ١٤٤٢ ه
حيث قدم الحفل الأخ : مجاهد طاهر الحمادة
وبدأ الحفل بتلاوة عطرة شنف مسامعنا بها القارئ مجاهد الحمادة
تلاها فقرة كلمة الحفل مع سماحة الشيخ حسين العباد
مناسبات شعبانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾. [طه: 25 ـ 28].
نتقدم بأحلى وأطيب التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وإلى الأمة الإسلامية جمعاء، وإليكم بالأخص أيها الحضور الكرام، بذكرى ميلاد أبطـال كربلاء، الإمام الحسين، وأخيه أبي الفضل العباس، والإمام السجاد، سلام الله عليهم أجمعين. وأسال الله تعالى أن يجعل أيامنا وأيامكم كلها فرحاً وخيراً وعافية، وأن يزيل عنا هذا الوباء، وعن البشرية جمعاء، وكـــل عــام وأنــتــم بـألف خير.
تمر علينا هذه الليالي ذكرى ميلاد أبطال كربلاء، بل أبطال الإسلام، لأن ما جرى في كربلاء هو امتداد لما شرع به رسول الله (ص) بداية الإسلام .
تميز هذا الشهر، شهر رسول الله (ص) باحتضانه ميلاد أقمار كربلاء، الذين كانوا من التاريخ عظماءه، ومن الإسلام أبطاله.
المناسبة الأولى: مولد الحسين (ع):
أولى تلك المناسبات هي ولادة سيد شباب أهل الجنه، والسبط الثاني لرسول الله (ص) وثالث أئمة الهدى بعد رسول الله ص) وخامس أصحاب الكساء وأبو الأئمة التسعة المعصومين (ع) الإمام الحسين بن الامام علي ابن أبي طالب عليهم السلام.
إخبار النبي (ص) بقتل الحسين (ع):
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «إنّ جبرئيل (ع) نزل على محمد (ص) فقال له: يا محمد، إنّ الله يبشرك بمولود يولد من فاطمة، تقتله أمتك من بعدك. فقال: يا جبرئيل ،وعلى ربي السلام، لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة تقتله أمتي من بعدي. فعرج ثم هبط (ع) فقال له مثل ذلك، فقال: يا جبرئيل، وعلى ربي السلام، لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي، فعرج جبرئيل (ع) إلى السماء، ثم هبط فقال: يا محمد، إنّ ربك يقرئك السلام، ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية. فقال: قد رضيت.
ثم أرسل إلى فاطمة أن الله يبشرني بمولود يولد لك تقتله أمتي من بعدي، فأرسلت إليه: لا حاجة لي في مولود مني تقتله أمتك من بعدك. فأرسل إليها: أن الله قد جعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية، فأرسلت إليه أني قد رضيت. فحملته أمه كرهاً، ووضعته كرهاً، ﴿وحمله وفصاله ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي﴾ فلو لا أنه قال: أصلح لي في ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة».[الكافي، الكليني1: 464].
بكاء النبي (ص) على الحسين (ع):
جاء في روضة الواعظين للنيسابوري: «... فلما ولد الحسين بعده - أي بعد الحسن - جاء نبي الله (ص) فقال: يا أسماء، هاتي ابني. فدفعته إليه في خرقة بيضاء، فأذّن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى، ووضعه في حجره وبكى، فقالت أسماء: قلت: فداك أبي وأمي ممّ بكاؤك؟ قال: على ابني هذا. قلت: إنه ولد الساعة! قال: يا أسماء، تقتله الفئة الباغية من بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي. ثم قال: يا أسماء، لا تخبري فاطمة بهذا، فإنها قريبة ولادة». [روضة الواعظين، الفتال النيسابوري1: 154].
المناسبة الثانية: مولد أبي الفضل العباس (ع):
روى الصدوق في الخصال عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال :«رحم الله العباس - يعني ابن علي - فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه، حتى قطعت يداه، فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب. وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة». [الخصال، الشيخ الصدوق1: 68].
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «كان عمّنا العبّاس بن علي (ع) نافذ البصيرة، صُلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله الحسين، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً». [عمدة الطالب في أنساب أبي طالب، ابن عنبة: 356] .
ما هي البصيرة؟ :
البصيرة لغةً: الإدراك، الفطنة، الدليل، الشاهد.
واصطلاحًا: انفتاح عين القلب، سعة الإدراك، استشفاف النتيجة ورؤيتها من البداية.
وفي القاموس: كانَ نافِذَ البَصيرَةِ: قَوِيَّ الإِدْراكِ ، ثاقِبَ الفِكْرِ.
قال عز وجل في محكم كتابه الكريم: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَة أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَني وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾. [يوسف: 108 ].
وفي سورة الأنعام: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا﴾. [الأنعام: 104].
فماذا يجب عليَّ أن أفعل لكي أحصل على البصيرة وأتميز بها؟
إنّ الوصول إلى البصيرة يستدعي، ويتطلب أموراً:
1 - التفقّه في الدين: وهي معرفة الأحكام الشرعية، من الحلال والحرام، وتطبيقها، وهي التي جعلها الله بمثابة الدرع الواقي، والطريق السليم، لنحافظ على أنفسنا من الضرر. كذلك معرفة الله تعالى، والاعتقاد بالعقائد الحقّة بالأدلة، والبراهين العقلية والنقلية نصل بها إلى اليقين. فعن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) أنه قال: «تفقّهوا في دين الله، فإنّ الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة، والسبب إلى المنازل الرفيعة، والرتب الجليلة في الدين والدنيا. وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقّه في دينه لم يرضَ الله له عملاً». [بحار الأنوار، المجلسي10: 247].
2 - الإخلاص في عبادة الله جلّ وعلا، وطاعته، والتسليم لأوامره ونواهيه.
3 – الطاعة، والتسليم، والتقرب لإمام زماننا، صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ونسعى لأن نكون، كما كان أبو الفضل العباس للإمام الحسين (عليهما السلام).
عوامل الحرمان من البصيرة:
العامل الأول: الذنوب، وهي من أهم العوامل التي تحرم الإنسان من البصيرة، وقد وضّحها مولانا الإمام الباقر (عليه السلام) حيث قال:
«ما من عبدٍ إلا وفي قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب ذنباً خرج في النكتة نكتة سوداء، فاذا تاب ذهب ذلك، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطّي البياض، فاذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خيرٍ أبداً. وهو قول الله عزّ وجل: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾». [الكافي، الكليني2: 273].
العامل الثاني: اتّباع الهوى، والقناعات، والآراء الشخصية من دون تفكّر ودليل، قال تعالى :
﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾. [الجاثية: 23].
العامل الثالث: الاغترار، وكثرة التمنّي، وعدم الاستفادة من العمر، وبالتالي الغفلة عن الغاية التي خُلِقنا لأجلها، قال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): «دوام الغفلة يُعمي البصيرة». [عيون الحكم والمواعظ، الليثي: 256] .
وقال (ع): «ذهاب البصر خيرٌ من عمى البصيرة». [عيون الحكم المواعظ، الليثي: 256].
المناسبة الثالثة: ذكرى ميلاد الإمام السجاد (ع)
هو الامام علي بن الحسين (ع) رابع أئمة أهل البيت (ع)، وجده الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وصي رسول الله (ص)، وأول من أسلم وآمن برسالته، وكان منه بمنزلة هارون من موسى، كما صح في الحديث عنه.
وجدته فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول الله (ص) وبضعته، وفلذة كبده، وسيدة نساء العالمين كما كان أبوها يصفها .وأبوه الإمام الحسين (ع).
وهو أحد الائمة الاثني عشر (ع) الذين نص عليهم النبي (ص) فقد جاء في صحيح البخاري «عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يكون اثنا عشر أميراً، فقال كلمة لم أسمعها. فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش». [صحيح البخاري8: 127].
وفي صحيح مسلم: «عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة. قال: ثم تكلم بكلام خفي عليّ. قال: فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش». [صحيح مسلم6: 30. وفي مواضع أخرى من صحيح مسلم].
ولد الإمام علي بن الحسين (ع) في سنة ثمان وثلاثين للهجرة ، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين .
وعاش سبعاً وخمسين سنة تقريباً، قضى ما يقارب سنتين أو أربع منها في كنف جده الإمام علي (ع) ثم ترعرع في مدرسة عمه الحسن وأبيه الحسين (ع) سبطي الرسول الأعظم (ص)، وارتوى من نمير العلوم النبوية، واستقى من ينبوع أهل البيت الطاهرين .
وكانت ولادته في المدينة المنورة في اليوم الخامس من شعبان سنة (36هـ ) ، أيام معركة الجمل التي وقعت في البصرة حيث إن الامام علي (ع) لم ينتقل بعدُ بعاصمته من المدينة الى الكوفة. وتوفي بالمدينة سنة (94) أو (95هـ).
وقد روي ابن الزبير، محمد بن مسلم المكي، أنه قال: كنا عند جابر بن عبد الله، فأتاه علي بن الحسين، ومعه ابنه محمد وهو صبي، فقال علي لابنه: قبّل رأس عمّك، فدنا محمد بن علي من جابر فقبل رأسه. فقال جابر: من هذا - وكان قد كُفَّ بصرُه - فقال له علي: هذا ابني محمد. فضمه جابر إليه، وقال: يا محمد، محمد رسول الله يقرأ عليك السلام. فقالوا لجابر: كيف ذلك يا با عبد الله؟ فقال: كنت مع رسول الله (ص) والحسين في حجره، وهو يلاعبه. فقال: يا جابر، يولد لابني الحسين ابن يقال له علي، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: ليقم سيد العابدين، فيقوم علي بن الحسين. ويولد لعلي ابن يقال له محمد. يا جابر، إن رأيته فاقرأه مني السلام، واعلم أن بقاءك بعد رؤيته يسير، فلم يعش جابر بعد ذلك إلا قليلاً، ومات». [كشف الغمة، الإربلي2: 119].
وكان الزهري إذا حدث عن علي بن الحسين (ع) قال: حدثني زين العابدين، علي بن الحسين. فقال له سفيان بن عيينة: ولم تقول له: زين العابدين؟ قال: لأني سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن ابن عباس، أن رسول الله (ص) قال: إذا كان يوم القيامة، ينادي منادٍ: أين زين العابدين؟ فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يخطو بين الصفوف».[علل الشرائع، الشيخ الصدوق1:230].
وعن الإمام أبي جعفر الباقر (ع) أنه قال: «كان لأبي (ع) في موضع سجوده آثار ناتئة، وكان يقطعها في السنة مرتين، في كل مرة خمس ثفنات، فسمي ذا الثفنات لذلك». [علل الشرائع، الشيخ الصدوق1: 233].
وعنه (ع) في كثرة سجود أبيه: «إن أبي علي بن الحسين (ع) ما ذكر نعمة الله عليه إلا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله عز وجل فيها سجود إلا سجد، ولا دفع الله تعالى عنه سوءاً يخشاه، أو كيد كائد، إلا سجد. ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد. ولا وُفّق لإصلاح بين اثنين إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده، فسمي السجاد لذلك». [علل الشرائع، الشيخ الصدوق1: 233].
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
حيث ختام فقرات الحفل المولد الشريف والأهازيج الولائية مع الرادود يحيى الجميعة
جديد الموقع
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد
- 2024-11-21 القراءة للكسالى
- 2024-11-21 القراءة واتباع الأحسن
- 2024-11-21 روايات أسامة المسلم بين جيلين.
- 2024-11-21 ( غرق في المجاز، مَجازٌ في الغرق ): قراءة في ديوان الشاعر جابر الجميعة
- 2024-11-20 الدكتور عبدالمنعم الحسين يدشن حملة التشجير الثالثة ببر الفيصلية