
2025/02/17 | 0 | 176
الصلوات الشعبانية ودرس العطاء
الصلوات الشعبانية هي دعاء مروي عن الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) يُقرأ في شهر شعبان المعظم كل يوم، وتحتوي على الصلاة على النبي محمد وآله، والتأكيد على فضائل أهل البيت وولايتهم.
في هذا الشهر، دعوة للتأمل في هذه العبارة:
"اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاعمُر قَلبِي بِطَاعَتِكَ وَلا تُخزِنِي بِمَعصِيَتِكَ وَارزُقنِي مُوَاسَاةَ مَن قَتَّرتَ عَلَيهِ مِن رِزقِكَ بِمَا وَسَّعتَ عَلَيَّ مِن فَضلِكَ وَنَشَرتَ عَلَيَّ مِن عَدلِكَ وَأَحيَيتَنِي تَحتَ ظِلِّكَ".
هذه العبارة هي دعوة للخير قبل شهر رمضان المبارك، لأنها درس للعطاء وطلب الرجاء. طرحت الجمعية الخيرية برامج تدعو فيها للمشاركة في إطعام وإفطار الصائم والمؤونة الرمضانية، وتم تحديد قيمة السهم بمبلغ معين يزيد أو ينقص حسب الفرع وتكلفة وحجم المؤونة.
· علينا أن نشعر أكثر بأهمية تقديم العطاء والبذل.
· هل بحثت عن أسرة تحتاج منا وقفة؟
علينا مراجعة الجمعيات الخيرية لمعرفة طرق التحويل وكيفية استخدام الوسائل البنكية وطرق التحويل المتوافقة مع الرأي الفقهي، وكيفية نقل المال بطرق قانونية حسب النظام المتبع في الوطن.
كما يجب أن نكون حذرين في الشراء وتهيئة الاستقبال لشهر رمضان المبارك، وتحديد المواد الضرورية فقط دون الانجراف وراء المعروضات والتخفيضات على حساب قدرة الأسرة المالية.
لا يجب أن تجرفنا المعروضات وأساليب العرض والخصومات حتى نرهق ميزانيتنا الشهرية، بل يجب أن نكون حريصين على شراء ما نحتاجه فقط.
كلنا نأمل في تحسين الأوضاع، ويجب أن نبدأ بأنفسنا وأسرنا، وأن نعرف حدود الميزانية المخصصة للأسرة. لا ينبغي أن نتصرف وكأننا صراف آلي، بل يجب أن نوازن بين الإنفاق والادخار. كما يقال في المثل الشعبي: "مد رجلك على قد لحافك".
هل استفدنا من دروس الأعوام السابقة؟ يجب أن نعلم أن المال الذي نصرفه بلا حساب لن يعود بسهولة، وفواتير الماء والكهرباء والإنترنت والهاتف على الأبواب.
علينا أن نبتعد عن الطمع وعدم تقدير الاحتياج بشكل منظم، وأن نضع ميزانية للبيت، ونخصص جزءًا من المال للادخار، مع اتباع نظرية "صندوق الطوارئ" وتهيئة قواعد التنظيم لذلك داخل الأسرة.
كما يجب اختيار الوقت المناسب للتسوق بعيدًا عن ذروة الزحام، واستخدام الدفع الإلكتروني لتقليل فترة الوقوف والتعامل مع المحاسب.
لنستفيد من دروس منبرية:
في زيارة إلى أحد المجالس، وكان بجواري أحد الحاضرين، قال لي: "كنت على عجلة ولديّ لقاء مع أحد الأشخاص"، وبعد الانتهاء من الأمر، جاء أحد المشايخ يقرأ، وكنت أرغب في الانسحاب بطريقة فنية، لكن أسلوبه المميز جذبني. وتحدث عن العبادة في شهر شعبان، واهتم بسنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذكر ما جاء في الصلوات الشعبانية التي تُعد خطة طريق لنيل الكمال، وتحتوي على عبارات واضحة:
"اللَّهُمَّ فَأَعِنَّا عَلَى الاستِنَانِ بِسُنَّتِهِ فِيهِ وَنَيلِ الشَّفَاعَةِ لَدَيهِ".
كما ركّز على هذه العبارة:
"الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ يَدأَبُ فِي صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ فِي لَيَالِيهِ وَأَيَّامِهِ".
ناقش مع الحضور طرق العبادة بأسلوب ليس بالكم ولكن بالكيف، وأكد أن العبادة تُدار بالعقل كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: "الإنسان بعقله"، وقال: "العقل فضيلة الإنسان".
قلت له: "جميل أن تمدح ذلك".
قال: "على رسلك، انتظر حتى أكمل لك. شرح صلاة الليل والتقرب بالعبادة بأسلوب جميل، بعكس من يتناول العبادة والتكاليف الشرعية لدى البعض وكأنها سيف مسلط على الرقاب، وكأنه لا يرى غيره من يقوم بهذه الأعمال".
كان الحديث لا يتطرق فقط إلى العبادة، بل إلى إدارة الذات، وتطوير المجتمع، وكيفية جعل الإنسان مواطنًا صالحًا وعبدًا مطيعًا لله.
وختم كلامه بهذا المقطع الذي يعالج التقصير والضعف على جميع الأصعدة:
"اللهم صلِّ على محمد وآل محمد صلاةً كثيرةً تكون لهم رضًا، ولحق محمد وآل محمد أداءً وقضاءً بحول منك وقوة، يا رب العالمين".
وقدمت له الشكر الجزيل، وقلت له: "نعم، أنا معك في بعض الأمور، ولكن للأسف كلمات وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) لم يتم تسليط الضوء عليها أو تقديم دراسات للاستفادة منها. خصوصًا أن البعض الذين يصعدون على المنابر لا يحضرون بشكل يتماشى مع حاجة المجتمع أو الحضور، ليكون عنصر جذب".
أخيرًا، نتوافق معك في بعض الأمور. مرحبًا بك، ونتمنى أن يسير الحوار وفق معايير الإدارة وفن الحوار، كما قيل: "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".
"اللَّهُمَّ فَأَعِنَّا عَلَى الاستِنَانِ بِسُنَّتِهِ فِيهِ وَنَيلِ الشَّفَاعَةِ لَدَيهِ،اللَّهُمَّ وَاجعَلهُ لِي شَفِيعاً مُشَفَّعا وَطَرِيقاً إِلَيكَ مَهيَعا، وَاجعَلنِي لَهُ مُتَّبِعا حَتَّى أَلقَاكَ يَومَ القِيَامَةِ عَنِّي رَاضِيا وَعَن ذُنُوبِي غَاضِيا قَد أَوجَبتَ لِي مِنكَ الرَّحمَةَ وَالرِّضوَانَ وَأَنزَلتَنِي دَارَ القَرَارِ وَمَحَلَّ الأَخيَارِ".
وأخيرًا، لنا في آل محمد درس في العطاء والإيثار والبذل، والله يحفظكم ويرعاكم فوق كل أرض وتحت كل سماء. الخير في الأرض ولنيل العتق من النار ورفع المنزلة في الآخرة، ويحشرنا مع آل محمد في جنة لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر.
جديد الموقع
- 2025-02-21 فعاليات وطنية في احتفاء أمانة الاحساء بيوم التأسيس
- 2025-02-21 تاريخ مجيد
- 2025-02-21 يوم التأسيس ذكرى تتجدد
- 2025-02-21 اشتاقيت لك (عليه السلام)
- 2025-02-20 تأملات في رحلة الإنسان
- 2025-02-20 مذكرة تفاهم بين جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل و مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي في المجالات الصحية
- 2025-02-20 *محاضرة تأثير الذكاء الاصطناعي على الفرد في مركز بني معن بالاحساء *
- 2025-02-20 برعاية سمو محافظ الأحساء، وكيل المحافظة يدشّن مسابقة سمو محافظ الأحساء للقرآن الكريم
- 2025-02-20 في عملية نوعية وتخصصية مستشفى الأمير سعود بن جلوي بالأحساء ينجح من إنهاء معاناة مريضة فقدت حركة الكتف بشكل كامل
- 2025-02-20 بر الفيصلية يكرم المعهد التقني للهندسة والبترول .