2021/09/02 | 0 | 5765
السَّيِّدُ مُنِيرُ الْخَبَّازِ بَيْنَ التَّوْجِيهِ التَّعَسُّفِيَّ وَالتَّلَاعُبَ اللَّفْظِيَّ
محاضرة "سيرة الزهراء (ع) بين التحقيق التاريخي والتلاعب الطائفي" نموذجاً
تمهيد
وجه السيد منير الخباز في الليلة الأولى من شهر محرم لهذا العام 1443هـ نقداً لكتاب الدكتور بسام الجمل (جدل التاريخ والمتخيل.. سيرة فاطمة)، متهماً إياه بـ"التلاعب الطائفي" كما جاء في عنوان محاضرته "سيرة الزهراء (ع) بين التحقيق التاريخي والتلاعب الطائفي".
ورغم إيماني بضرورة تناول الكتب والدراسات النقدية الحديثة بالنقد والمناقشة، إلا أنني أرى أن السيد الخباز أخفق في العديد من النقاط التي ذكرها في نقده، وربما يُعذر من ناحية أنه قدم محاضرته ضمن موسم عاشورائي بصفته خطيب منبر حُسيني؛ كل همه هو السعي لتعزيز الهوية المذهبية والدفاع عنها، إذ لم يكن همه منصباً على تقديم محاضرة خاضعة للمعايير العلمية الصارمة، ولكنه لا يُعذر أبداً من ناحية أخرى؛ نظراً لما له من صفة حوزوية تحمل في طياتها مقاماً علمياً مرموقاً.
ويبدو لي أن السيد الخباز لم يكن مُطلعاً على مجمل النتاج الفكري للدكتور الجمل في كتبه الأخرى ككتاب أسباب النزول، والإسلام السني وغيرها من الكتب والدراسات، إذ لو كان هو أو الفريق الذي يعمل معه مُطلعاً على هذا النتاج قبل إعداد المحاضرة، لربما وجدنا محاضرته تنحو منحىً آخر تكون فيها أكثر دقة وموضوعية.
مهما يكن الأمر؛ أجدني مدفوعاً للكتابة عن هذا الموضوع لسببين هما:
أولاً: قول بعض المتابعين للشأن الثقافي أن السيد الخباز اقتبس بعض الأفكار التي طرحها في محاضرته من مقالة كتبها كاتب هذه السطور بعنوان "فاطمة (ع) بين التاريخ والمتخيل.. نظرة نقدية لكتاب «جدل التاريخ والمتخيل» لـ بسام الجمل"[1]، رغم أني أختلف مع أصحاب هذا الرأي، ولو كنت أتفق معهم لما كتبت ملاحظات نقدية عليها[2]. نعم، السيد الخباز اقتبس في محاضرته بعض الجزئيات ذاتها التي اقتبستها من الكتاب نفسه، لا أنه اقتبس من أصل المقال وأفكاره[3]، وإن وُجد بعضاً من التطابق في نواحٍِ وجزئياتٍ ليست بالكثيرة[4].
ثانياً: الموقف السلبي للسيد الخباز من النقد الموجه إليه في هذه المحاضرة، وانتهاجه لأساليب غير موضوعية تعتمد التبرير والالتفاف والتوجيه وعدم الإقرار بمجانبته للصواب، ففي حسينية السنان في القطيف، الليلة الرابعة عشر من محرم لهذا العام 1443هـ عقد جلسة بعنوان (الحوار المفتوح، ج2) رد فيها على بعض ما وجه إليه من نقد، متنصلاً مما فهمه عموم الناس من محاضرته، ومبرراً ذلك بالإيحاء أن الناقدين له هم الذين لم يفهموا كلامه!![5].
لذا ستكون لي في هذا المقال مناقشة لما طرحه السيد منير الخباز في محاضرته، ولما طرحه بعدها من ردود وتبريرات في حواره المفتوح، وذلك لاختبار صحة كلامه والتأكد من دلالة عباراته ومفرداته، وسأشير ضمن هذه المناقشة لمنهجية الدكتور بسام الجمل؛ التي أرى أنه اتبعها في كل نتاجاته الفكرية، فالأمر لديه ليس منحصراً في كتابه (جدل التاريخ والمتخيل.. سيرة فاطمة).
كما سأثبت للقارئ الكريم من خلال إيراد بعض النماذج التطبيقية أن الدكتور الجمل يسير على الدرب ذاته في جميع كتبه ودراساته، ومع جميع الشخصيات التي يدرسها ويُطبق عليها منهجه وآلياته بلا تمييز ولا استثناء[6]، مهما كانت منزلة هذه الشخصيات ورمزيتها لدى الطوائف الإسلامية على اختلاف مذاهبها وتياراتها.
*****
الأحساء- 22/1/1443هـ
تعليقي على محاضرة السيد الخباز[7](سيرة الزهراء بين التحقيق التاريخي والتلاعب الطائفي)
استمعت لمحاضرة السيد منير الخباز -حفظه الله- والمُعنونة بـ"سيرة الزهراء (ع) بين التحقيق التاريخي والتلاعب الطائفي"، وفي اعتقادي أنه لم يوفق في تناول الموضوع للأسباب التالية:
حاول السيد الخباز توظيف أطروحة الدكتور بسام الجمل في كتابه "فاطمة بين التاريخ والمتخيل" في إطار السجلات المذهبية، رغم أنه لا يمكن حمله في هذا السياق أبداً، لأن أطروحته -أي الجمل- رغم تحفظي عليها وعدم قبولي بالكثير مما جاء فيها بعيدة تماماً عن دائرة التنافس المذهبي، فهو لا يكتب من أجل توهين الفكر الشيعي ورموزه أو بغرض الانتصار لمذهب أهل السنة أو لأي غرض مذهبي آخر، غير أن أسلوب السيد الخباز في محاضرته يُوحي لمستمعيه ممن لم يطلعوا على الكتاب بذلك، خصوصاً أنه أشار إلى ذلك صراحة في عنوان المحاضرة "سيرة الزهراء (ع) بين التحقيق التاريخي والتلاعب الطائفي". لاحظ عبارة "التلاعب الطائفي"!! علماً أن السيدة الزهراء عليها السلام تُعد رمزاً إسلامياً عابراً للمذاهب، وليست رمزاً خاصاً بالطائفة الشيعية فقط!!
احتج السيد الخباز على الدكتور الجمل بمنهجية لا تتناسب مع منهجيته، فقد احتج عليه بالقرآن الكريم في الآيات المتعلقة بالسيدة مريم عليها السلام في مسألة الرزق، ونبي الله عيسى عليه السلام في مسألة الخلق، ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في مسألة الإسراء، وهذا الاحتجاج لا يفيد للاحتجاج مع أصحاب الفكر الذي يُحسب عليه أمثال الدكتور بسام الجمل، لأنهم يرون أن القرآن الكريم من مصادر تكوين المتخيل الديني. ويمكن الاطلاع على كتاب "متخيل أحداث قصص الأنبياء والرسل في الكتاب المقدس والقرآن الكريم" للكاتب محمد يوسف إدريس، وكذلك كتاب "الفردوس والجحيم في المتخيل الإسلامي" للكاتبة لطيفة كرعاوي.
ركز السيد الخباز في محاضرته على طرق إثبات الروايات والحوادث التاريخية بحسب المنهج الذي يتبناه هو في قبول الرواية التاريخية أو عدم قبولها، ولم يُولِ أهمية لمسألة المتخيل، وهذا المنهج لم يعتني به الدكتور الجمل حتى يصح الاحتجاج به عليه، ولذا إن ما ذكره السيد الخباز هو في أفضل حالاته مجرد محاكمة للنتائج وفق منهج مغاير وليس محاكمة لأصل المنهج.
إن من يُدقق ويتمعن في طريقة تعاطي السيد الخباز في محاضرته يجد أنه يسعى لتعزيز الهوية المذهبية والدفاع عنها، ولا أعيب عليه ممارسة هذا الدور، فهذا هو دور خطيب المنبر الحسيني، لكن لا يمكن أن نعد ذلك رداً متيناً ومحكماً.
ختاماً: كتبت منذ مدة مقالةً لنقد بعض ما جاء في كتاب الدكتور بسام الجمل تحت عنوان "فَاطِمَةُ (ع) بَيْنَ التَّارِيخِ وَالمُتَخَيِّل" يسعدني أن تتطلعوا عليها عبر الرابط التالي: https://juhaina.in/?act=artc&id=48627
1/1/1443هــــــ
السيد منير الخباز بين التوجيه التعسفي والتلاعب اللفظي
رد السيد منير الخباز في الليلة 14 من محرم 1443 هـ على ما أُثير من نقد لمحاضرته المعنونة بـ"سيرة الزهراء (ع) بين التحقيق التاريخي والتلاعب الطائفي"، وذلك في جلسة حوارية عقدها بعنوان (الحوار المفتوح، ج2) أجاب فيها عن سؤال وجه إليه بهذا الخصوص، وهو: ما هي الدلائل التي استندتم عليها في وصفكم بسام الجمل بالطائفي؟
وفي مقام الإجابة عن هذا السؤال قال السيد الخباز: "عندما يُقال تلاعب طائفي ليس المقصود به أن المتحدث إنسان طائفي، قد يكون المتحدث إنساناً لا دينياً أصلاً، لا يعترف بمذهب من المذاهب، أو أنه إنسان علماني لا يقيم للخصوصيات المذهبية وزناً، وإنما المقصود بالطائفية المنهج"[8].
ووضع ضابطة لتمييز المنهج الطائفي قائلاً: "أي كاتب أو أي باحث عندما يتحدث عن رمز من الرموز الإسلامية المتفق عليها بعبارات غير لائقة، فيعتبر المنهج طائفي بغض النظر عن قصده"[9].
ثم بين سبب وصفه لمنهج (بسام الجمل) بالمنهج الطائفي بالقول: لأنه "لعب على وتيرة طائفية"، وشرح كيفية ذلك قائلاً: "فعندما يتحدث عن رمز إسلامي متفق على رمزيته بعبارات غير لائقة فهو يُثير زوبعة طائفية.. لأن هذا المنهج يُثير زوبعة طائفية لذلك نقول بأن هذا المنهج ليس منهجاً تحقيقياً وإنما هو تلاعب طائفي"[10].
ويخلص بعدها إلى هذه النتيجة قائلاً: "نحن لم نُعبر عن بسام الجمل أنه طائفي أصلاً، وإنما العنوان في المحاضرة كان سيرة الزهراء بين التحقيق التاريخي والتلاعب الطائفي، والمقصود به أن سيرة الزهراء (ع) بين منهجين: منهج موضوعي، ومنهج يُسبب ويخلق زوبعة طائفية، لأنه يتحدث عن رمز إسلامي متفق على نزاهته ألا وهو الزهراء عليها السلام، يتحدث عنها بعبارات غير لائقة، لذلك قلنا إن هذا تلاعب طائفي"[11].
وبعد أن يُورد بعض العبارات غير اللائقة التي ذكرها بسام الجمل في كتابه يقول: "فنحن من هذه العبارات كأي إنسان موضوعي، كأي إنسان منصف، كأي إنسان يرى بعين الإنصاف والحقيقة. لا يليق بمسلم أو بعربي غير مسلم يعرف رموز العروبة، ومنهم فاطمة عليها السلام، لا يليق بمسلم أو بعربي غير مسلم أن يتحدث عن رمز إسلامي متفق عليه وهما: علي وفاطمة بهذه العبارات الغير اللائقة. هذه العبارات الغير لائقة تضرب على وتر طائفي، لأنها تُثير فتنة، وتُثير زوبعة طائفية، وبالتالي قلنا عما كتبه بسام الجمل أن ما كتبه ليس تحقيقاً تاريخياً وإنما هو تلاعب طائفي"[12].
خلاصة كلام السيد الخباز في 3 نقاط:
لم يكن المقصود من عبارة "التلاعب الطائفي" التي عبر بها السيد الخباز في عنوان محاضرته وصف بسام الجمل أنه إنسان طائفي، وإنما المقصود به المنهج لا الشخص.
أي كاتب أو باحث يتحدث عن رمز من الرموز الإسلامية المتفق عليها بعبارات غير لائقة هو صاحب منهج طائفي بغض النظر عن قصده ومراده بحسب كلام السيد الخباز.
إن وصف بسام الجمل بـ "التلاعب الطائفي" هو بسبب أنه تحدث عن السيد فاطمة الزهراء (ع) وهي رمز إسلامي متفق على رمزيته بعبارات تُثير فتنة وزوبعة طائفية.
المناقشة
أولاً: ليست الإشكالية على محاضرة السيد منير الخباز مقتصرة في أنه صرح أو لم يُصرح بطائفية بسام الجمل حتى يصح ما ذكره من تبرير، بل الإشكالية تكمن في أنه -أعني السيد الخباز- وظف أطروحاته في إطار السجالات الطائفية، فهنا مكمن المشكلة والخلل، وهذا ما ذكرته في التعليق الذي كتبته على محاضرته بقولي: "حاول السيد الخباز توظيف أطروحة الدكتور بسام الجمل في كتابه "فاطمة بين التاريخ والمتخيل" في إطار السجلات المذهبية، رغم أنه لا يمكن حمله في هذا السياق أبداً، لأن أطروحته -أي الجمل- رغم تحفظي عليها وعدم قبولي بالكثير مما جاء فيها بعيدة تماماً عن دائرة التنافس المذهبي، فهو لا يكتب من أجل توهين الفكر الشيعي ورموزه أو بغرض الانتصار لمذهب أهل السنة أو لأي غرض مذهبي آخر"[13]. فجوهر الإشكالية هو في توظيف السيد الخباز لأطروحات الدكتور الجمل في إطار السجالات الطائفية والتنافس المذهبي، وليس في أنه وصفه بالطائفي أو لا، علماً أن طرح المسألة في هذا السياق قد يُفهم منه ذلك أيضاً كما سيأتي.
بغض النظر عما إذا كان السيد منير الخباز يقصد وصف الدكتور بسام الجمل بالطائفي أو لا، إلا أن عباراته وأسلوبه في محاضرته يُوحي للمستمعين بذلك، ومن الشواهد على كلامي ما يلي:
- أولاً: عنوان المحاضرة: "سيرة الزهراء (ع) بين التحقيق التاريخي والتلاعب الطائفي".
- ثانياً: ما جاء في مضمون المحاضرة بوصف بعض عبارات الدكتور الجمل بالقول: "هذه رائحة نتنة يفرزها الإنسان وهو يريد أن يقرأ التاريخ قراءة موضوعية، يفرز من مثل هذه الروائح، ومثل هذه الدفائن المقيتة من خلال قراءة التاريخ"[14]. لاحظوا عبارة "رائحة نتنة يفرزها الإنسان" و"الدفائن المقيتة"، ودققوا بالخصوص في دلالة العبارة الأخيرة، فعن أي دفائن مقيتة لدى الدكتور الجمل يُشير السيد الخباز؟!!
- ثالثاً: ما فهمه السائل الذي طرح عليه هذا السؤال، "ما هي الدلائل التي استندتم عليها في وصفكم بسام الجمل بالطائفي؟". لاحظوا عبارات السؤال التي تُشير إلى أن السائل فهم من كلام السيد الخباز اتهامه للدكتور الجمل بالطائفي كما هو واضح.
- رابعاً: ما فهمه عموم الناس، وبعض مُريدي السيد الخباز خاصة، الذين فهم الكثير منهم ذلك، بل بعض هؤلاء دافع عن وجهة نظره ولم يكتفِ بوصف الدكتور الجمل بالطائفي بل وصفه بما هو أعظم (بالناصبي)، وكشاهد على كلامي نجد ما ذكره الكاتب أحمد بزرون في مقالة له كتبها للانتصار للسيد الخباز بعنوان (إشكالية المقدس في نقد الكاتب عبدالأعلى لخطاب السيد المنير) يقول فيها: "وهذا يعني ما يعني ان الدكتور الجمل ليس فقط يمارس الانتقائية بل الحقد والعداء والنصب سواء تحفظ الكاتب عبدالأعلى أم لم يتحفظ على سماحة السيد منير الخباز من استخدام كلمة التلاعب الطائفية وتكريسها للمذهبية"[15]. لاحظوا وصفه للدكتور الجمل أنه يمارس "الحقد والعداء والنصب" فهو ليس طائفياً فحسب، بل هو ناصبي يمارس الحقد والعداء في وجهة نظر هذا الكاتب!!
لذا من الواضح من العبارات التي استعملها السيد الخباز في عنوان المحاضرة، ومما يُوحى به أسلوبه وبعض مفرداته في متنها، إضافةً إلى ردود الأفعال التي أثيرت حولها على اختلاف أصحابها وتوجهاتهم ومواقفهم (مُريدون أو مُعارضون) أنه -أي السيد الخباز- يُصنف الدكتور بسام الجمل ضمن أصحاب الدفائن الطائفية المقيتة.
وأما تبريره بالقول إنه وصف منهجه بـ"التلاعب الطائفي" وبإثارة "زوبعة طائفية" ولكنه لم يُعبر عن شخصه بالطائفي، فهذا مردود عليه لما بيناه سابقاً من وجود قرائن قد يُفهم منها حتى هذا المعنى أيضاً، وإن كنت لم أذكر ذلك في نقدي لمحاضرته، وإنما اكتفيت بالإشارة لتوظيفه هذا الأمر في إطار السجالات المذهبية.
ومن المؤسف حقاً أن يقفز السيد الخباز على كل ذلك، محاولاً التنصل منه بممارسة التلاعب اللفظي بهذه الطريقة المكشوفة، حيث وجدناه مارس عملية تبرير نفى فيها ما فهمه عموم الناس من كلامه حتى ما فهمه بعض مُريديه والمدافعين عنه!!
وهذه معضلة كبرى يُعاني منها الكثير من رجال الدين، إذ كثيراً ما نجدهم بدلاً من الإقرار بالخطأ أو القصور يتنصلون من ذلك، ويُلقون باللائمة على عموم الناس -العوام الجهال- الذين لم يفهموا مرادهم!! ولا أدري، لماذا يُوجهون خطاباتهم إلى هؤلاء الناس المساكين الذين لا يفهمون كلامهم في العادة؟!!
علماً أن ما ذكره السيد الخباز من توجيه وتبرير حتى إن افترضنا صحته يبقى غير ناهض أيضاً، لأن المهم في مثل هذه القضايا هي السلوكيات الخارجية لا ما هو كامن في أعماق النفس، فمن يُدين الطائفية ويحذر منها هو يُدين السلوكيات والممارسات الخارجية لمن يمارسها؛ بغض النظر عن ذواتهم وما يحملوه داخل نفوسهم من أمور ربما لا يكون لها تأثير على سلوكياتهم الخارجية، وهذا أمر جلي لا يحتاج إلى مزيد بيان.
ولذا نجد السيد الخباز نفسه عندما طالب في بعض محاضراته "بإسكات الوسائل الإعلامية الطائفية"[16]، فإنه في مطالبته هذه ناظرٌ للسلوكيات الطائفية وليس لذوات الأشخاص الذين يمارسونها، والأمر ذاته متحقق معنا في عنوان هذا المقال (السَّيِّدُ مُنِيرُ الْخَبَّازِ بَيْنَ التَّوْجِيهِ التَّعَسُّفِيَّ وَالتَّلَاعُبَ اللَّفْظِيَّ)، فالمقصود به السلوك والممارسة بعيداً عن الدخول في متاهات تمس الذات والشخصية.
قسم السيد الخباز المنهج إلى قسمين: منهج موضوعي، وفي مُقابله منهج يُثير زوبعة طائفية، وهذا التقسيم غير دقيق، لأن المنهج الموضوعي من الممكن أن يُوظف طائفياً أيضاً، فليس كل منهج موضوعي لا "يُثير فتنة" أو "زوبعة طائفية" بحسب تعبير السيد الخباز، وكشاهد على ذلك نجد أن العديد من النتائج التي يزعم الشيعة أنهم توصلوا إليها من خلال مناهج موضوعية تُثير حساسيات طائفية لدى مذاهب إسلامية أخرى، والأمر ذاته متحقق أيضاً مع المذاهب الأخرى والشيعة.
السبب الذي ذكره السيد الخباز لوصف منهج بسام الجمل بأنه "منهج طائفي" و"يُثير زوبعة طائفية" غير ناهض، بل تبدو العبارات التي استعملها في بيانه مهلهلة وغير منسجمة، إذ كيف يكون التعرض بعبارات غير لائقة لرمز إسلامي متفق على رمزيته ونزاهته يُثير فتنة وزوبعة طائفية بين الطوائف الإسلامية؟! خاصة إذا عُلم أن صاحب الطرح - كالدكتور الجمل- لا ينطلق في طرحه من منطلقات طائفية، ولا يمكن أن يُحسب فكره على فكر طائفة من الطوائف!!
وعليه يمكنني القول إن ما طرحه الدكتور بسام الجمل -رغم تحفظي عليه وعدم قبولي به- لا يُثير فتنة طائفية، ولا زوبعة طائفية، ولا إعصاراً طائفياً، ولا أي شيء من هذا القبيل[17]، وذلك للآتي:
- أولاً: إن السيدة فاطمة الزهراء (ع) ليست رمزاً لمذهب أو طائفة معينة، بل هي رمز عابر للمذاهب، فهي رمز لكل المسلمين، ولن يرضى عن الإساءة إليها جميع المتدينين من جميع المذاهب الإسلامية[18]، وإذا كان الأمر كذلك؛ فكيف سيُثير كلام الدكتور الجمل زوبعة طائفية بين المذاهب والطوائف الإسلامية؟!
- ثانياً: إن الدكتور الجمل ليس محسوباً على الفكر الديني لطائفة من الطوائف الإسلامية، ولذا من الصعب أن يتسبب كلامه في فتنة طائفية إلا إذا حُمل كلامه من أتباع إحدى الطوائف (الشيعة مثلاً) على طائفة أخرى (السنة مثلاً)، ووظف كلامه في إطار السجالات الطائفية كما فعل السيد الخباز، ففي مثل هذه الحالة قد تحدث فتنة طائفية فيما لو اقتنع جمهور هذه الطائفة (الشيعة) بذلك، وأما لو عرضت أقواله وفهمت في سياقاتها وأطرها الصحيحة، فلن تتسبب في حدوث شيء من هذا القبيل.
- ثالثاً: إن تاريخ الدكتور الجمل يُثبت انتهاجه للمنهج ذاته في التعامل مع رموز كبرى لمذاهب إسلامية أخرى، كالسيدة عائشة وبعض الصحابة كما سوف يأتي، وإذ ثبت ذلك؛ فكيف يُتعاطى مع فكره في إطار السجالات الطائفية بين السنة والشيعة، بل إنه صرح بنفسه أن كلامه خارج عن السجالات المذهبية قائلاً: "إنّ الخلاصة التي انتهينا إليها في كلامنا على فاطمة في التاريخ قامت على ما رجعنا إليه من نصوص سُنّية وشيعيّة قمنا باستقرائها وبتحليلها وبنقلها بأمانة علميّة وبموقف علمي محايد نزعم بأنّه لم ينخرط في أيّ سجال مذهبيّ أو مماحكة فِرَقيّة"[19]. ويتحدث حول موقفه من أهل البيت (ع) بقوله: "ليس قصدنا البتّة في الفصل المذكور، أن نتبنّى أيّ كره تجاه أهل البيت أو أن ننتصر لما أظهره الأمويّون من تعصّب تجاه فاطمة، بل إنّنا نبدي كلّ الاحترام لآل البيت ولأهل الإيمان عموما، بغضّ الطرف عن انتماءاتهم ومذاهبهم الفقهيّة والاعتقاديّة"[20]. ويقول كذلك: "بأنّنا نقف على المسافة نفسها من كلّ الأديان والمذاهب والعقائد، ما دامت تحترم إنسانيّة الإنسان وتؤمن بحقّ الاختلاف في الرأي وتدين بالحوار. ولذلك، ليس لنا البتّة أيّ دافع أو غرض يدعونا إلى "التحامل على آل البيت"، أو التحامل على غيرهم من أهل الإيمان"[21].
إن كل هذه التصريحات للدكتور الجمل تجعل من الصعوبة أن تحسب كلماته في إطار السجالات المذهبية أو "التلاعب الطائفي" كما ادعى السيد منير الخباز.
تطبيقات أخرى للدكتور بسام الجمل
لا يخفى على المطلعين على النتاج الفكري للدكتور بسام الجمل أن المنهج والأسلوب الذي اتبعه في كتابه (جدل التاريخ والمتخيل.. سيرة فاطمة) مارسه بذاته في دراسات مختلفة مع شخصيات دينية أخرى، فهو يُطبق المنهج نفسه والآليات ذاتها ليس مع الرموز التي يرتبط بها الشيعة كالسيد فاطمة الزهراء[22] فقط، بل مع غيرها من الرموز الأخرى التي يرتبط بها أتباع الفكر السني كالسيدة عائشة وبعض الصحابة، وهذا يؤكد ما ذكرناه سابقاً أن أطروحاته خارجة عن أُطر السجالات المذهبية أو "التلاعب الطائفي" كما يُعبر السيد منير الخباز.
دعونا ننقل لكم بعض العبارات التي تكشف صحة ما ذكرناه في التالي:
يقول في كتابه أسباب النزول: "والظاهر أن عائشة لم تقبل بما سمح به الوحي للرسول من حرية مطلقة في تنظيم علاقته بزوجاته إن شاء قسم بينهن وإن شاء لم يقسم. فردت على النبي محتجة: "أرى ربك يسارع لك في هواك". ولعل أهم ما يفهم من قول عائشة أنه كان يُسمح لزوجات النبي بإبداء الرأي فيما ينزل من الوحي قبلاً به أو اعتراضاً عليه، تحركهن في ذلك النوازع الشخصية والرغبات الفردية. ولذلك لم يبدر من الرسول أي تعقيب على قول عائشة. ولا شك في أن هذا القول قد يحرج الوجدان الإسلامي قديماً لحرصه دوماً على تنزيه زوجات النبي عما قد يطعن في سلامة تصرفاتهن واستقامة أقوالهن"[23].
يقول في الكتاب نفسه: "يدل هذا الخبر على أن بعض الصحابة كانوا يتعمدون الوقوف في الصف الأخير عند إقامة الصلاة حتى يسترقوا النظر -وهم راكعون- إلى امرأة حسناء. إننا بإزاء صورة "كاريكاتورية" قائمة على مفارقة بين التمتع بجمال المرأة وما يقتضيه المقام من خشوع يفترض أن يكون فيه المسلم منقطعاً عن دنياه، وهو بين يدي خالقه. ويعني ذلك أن قيام هؤلاء الصحابة بهذه الشعيرة قيام شكل يغلبه فيه إشباع الشهوة على الغذاء الروحي"[24].
يقول في مورد آخر: "وجلي من هذا الخبر أن عمر بن الخطاب خرق سلوكاً متبعاً في صوم رمضان. ولذلك لم يعر اهتماماً بقول امرأته له: "إني قد نمت"، وإن أعرب في ما بعد عن ندمه فاعترف بذنبه للرسول". ثم يقول: "وعندما نولي وجهنا شطر الأخبار المصورة لسلوك الصحابة في ما يربط بينهم من علاقات نراهم يدينون بقيم تخرج في مناسبات عديدة عن القيم القرآنية التي دعت إليها الرسالة المحمدية. فالصحابة، قبل كل شيء، بشر يخطئون في أعمالهم ويصيبون، يتأثرون بما ورثوه من قيم غير إسلامية بحكم خضوعهم لنواميس الاجتماع الإنساني. ولذلك تضمنت مرويات أسباب النزول أمثلة عديدة على سلوك الصحابة لا صلة لها بالقيم القرآنية بقدر ما لها ارتباط بنزعاتهم المادية ورغباتهم المترجمة عن نمط اجتماعهم وأحوال معاشهم في مجتمع الدعوة"[25].
يتحدث عن مظاهر ما أسماه بالتوتر والتشنج ما بين الصحابة قائلاً: "ومثاله ما وقع بين أبي بكر وعمر من مشادة كلامية رواها عبد الله بن الزبير (ت.73هـ) قائلاً: "قدم ركب من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبوبكر: ما أردت إلا خلافي، وقال عمر: ما أردت خلافك، فتباريا حتى ارتفعت أصواتهما. فنزل في ذلك قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ). فالواضح أن توتر العلاقة بين أبي بكر وعمر بمحضر النبي معبر عن سلوك بشري منتظر ومقبول. ولكنه في الوقت نفسه يخالف نسبياً الصورة التي رسمها المتخيل الإسلامي عن "الشيخين"[26].
يقول أيضاً في مورد آخر من الكتاب نفسه: "استغل علماء القرآن بعض أخبار أسباب النزول كي يجعلوا من جبريل ناطقاً بآراء في صحابة الرسول. من ذلك قوله في سياق سرد سبب نزول الآية 60 من سورة النساء 4: "إن عمر فرق بين الحق والباطل. فسمي الفاروق". وغير خاف أن هذا القول -وقد أسند إلى جبريل- يعد من المسلمات التي لا يناقشها المتخيل الإسلامي لأنها تؤسس لـ "الأنموذج العمري" في الفكر السني وتعمل على ترسيخه وتبريره تبريراً دينياً"[27].
بسام الجمل والأنموذج العمري (ما المُستبعد؟ وما الُمرجح؟)
مر بنا ما أسماه الدكتور بسام الجمل بالأنموذج العمري في كتابه أسباب النزول، وهذا الأنموذج الذي أشار إليه في كتابه هذا فصل الحديث عنه أكثر في كتابه الإسلام السني تحت عنوان (صورة الصحابة: الأنموذج العمري)[28]، وعلى المنوال نفسه الذي سلكه في كتاب (جدل التاريخ والمتخيل.. سيرة فاطمة) سار في هذا الكتاب أيضاً، إذ يُلاحظ عليه أنه يستبعد عادةً ما يُشير إلى النواحي الإيجابية التي تحسب في صالح الشخصيات التي يتناولها، وفي المقابل نجده يُرجح عادةً ما يُشير إلى أي نواحٍ سلبية تكون في غير صالحها، بل قد تكون مسيئة لها في بعض الأحيان.
أولاً: ما يستبعده الدكتور الجمل:
يتحدث الدكتور بسام الجمل في كتابه (الإسلام السني) عن سبب اختياره لهذا الأنموذج (الأنموذج العمري) قائلاً: "وقد اخترنا التعريج على "الأنموذج العمري" بقصد التعرف إلى مظهر آخر من مظاهر المثل الأعلى والتبرير في الفكر السني. والذي حدا بنا إلى اختيار هذه الأنموذج بالذات دون غيره من النماذج المعرفة مثل ابن عباس أو أبي هريرة، هو تنزله في سياق جدالي بين أهل السنة والشيعة. إذ يبدو أن صورة عمر في الأدبيات السنية ليست سوى رد على صورة علي في المرجعيات الشيعية"[29].
كما يتحدث عما أسماه بالتضخم في شخصيته قائلاً: "... ومن ثم مال الفكر السني إلى تضخيم شخصية عمر السياسية، حتى إنك لا تعثر في سيرته السياسية على شخصية أخرى ضارعته أو فاقته فيما يمكن أن تؤديه من دور سياسي"[30].
ويقول أيضاً: "بل أصبح عمر في الوجدان السني رمزاً يناهض الشر مطلقاً. وقصة مصارعته الشيطان وتغلبه عليه في زقاق من أزقة المدينة معروفة في كتب المناقب. ودُعمت "صحة" هذه "القصة العجيبة" لدى أهل السنة بقول الرسول: "ما سلك عمر فجاً إلا وسلك الشيطان فجاً غير فجه"[31].
ويتحدث إلى أن يقول: "ومهما يكن من أمر، فإن مستويات المثل الأعلى المذكورة أعلاه أنتجت صورة عن عمر يغلب عليها أحد أمرين: إما التضخيم (عند سرد سيرته التاريخية)، وإما الاختلاق (الأخبار المدرجة في باب المتخيل). ومن هذا وذاك نشأت صورة مركبة عن عمر هي، عند الفحص، إنتاج الأجيال الإسلامية على امتداد التاريخ الإسلامي. وتعبر هذه الصورة، في دلالتها المجردة عن ضمير الجماعة السنية في تمجيدها لأصحاب النبي من ناحية، وفي مقارعة الشيعية، خصومهم التقليديين، بصورة مكافئة لصورة علي عندهم من ناحية أخرى"[32].
ثانياً: ما يُرجحه الدكتور الجمل:
يقول الدكتور بسام الجمل: "ولا يفوتنا التنبيه إلى أن المصادر السنية ذاتها احتفظت بنتف عن سيرة عمر في الواقع التاريخي نراها أقرب ما تكون إلى الحقيقة التاريخية، وإلى السياقين السياسي والاجتماعي اللذين انتمى إليهما الرجل بحكم الاجتماع وقانون العمران"[33].
ويردف كلامه قائلاً: "من ذلك الخبر الذي رواه ابن إسحاق (ت151هـ /768م) قائلاً: "مر (أبوبكر) بجارية بني مؤمل (...) وكانت مسلمة، وعمر بن الخطاب يعذبها لتترك الإسلام، وهو يومئذ مشرك وهو يضربها... "[34].
ثم يذكر عدة نماذج يُرجحها بقوله: "وقد مر بنا تحريض عمر الأنصار على قتل سيده سعد بن عبادة في مرة أولى، وعلى الإيعاز باغتياله، وكان له ما أراد، في مرة ثانية"[35].
ويضيف قائلاً: "وتروي بعض الاخبار أن عمر خرق حكماً في الصوم يحرم على الصحابة مس النساء والأكل والشرب بعد صلاة العشاء في رمضان. فذات ليلة "رجع عمر من عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد سمر عنده، فأراد امرأته فقال: إني قد نمت. قال: ما نمت، ووقع عليها... ". وحدث مرة أن تشنجت العلاقة بين أبي بكر وعمر حتى وقعت بينهما مشادة كلامية "فتباريا حتى ارتفعت أصواتهما"[36].
وبعد كل ما ذكره سابقاً يقول: "إن هذه العينات -وقد قصدنا التنويع في مضامينها- تلخص أحسن تلخيص جوانب بارزة من سيرة عمر في التاريخ سواء في تخلقه بأخلاق "الجاهلية" قبل إسلامه، أو في مواقفه السياسية المراعية للمصالح الدنيوية في المقام الأول، أو في نزواته الخاصة في طور تميزت في أشكال التعبد بالمرونة والعفوية معاً"[37].
أؤكد مجدداً أن ما نقلته من عبارات للدكتور الجمل فيما أسماه بالأنموذج العمري هي فقط لإثبات أنه يسير على المنهج ذاته الذي سلكه في كتابه (جدل التاريخ والمتخيل.. سيرة فاطمة)، وفي اعتقادي أنه يُمارس الانتقائية والترجيح غير المبرر من الناحية الموضوعية في أحيان كثيرة، فنجده يُرجح ما يُضعف ويُسيء إلى مقام الشخصيات التي يتناولها، وفي المقابل يستبعد أو يُشكك في كل ما يُعزز من منزلتها دون أن يُبين لنا الضوابط الموضوعية لاختياراته وترجيحاته[38].
موقف بسام الجمل من القراءة التمجيدية
لعلي لا أكون مخطئاً لو قلت إن أصل الإشكالية التي أوقعت الدكتور الجمل في هذه المزالق هو موقفه مما أسماه بالقراءة التمجيدية، إذ إنه فر من تقديم قراءة تمجيدية لكنه وقع في شراك القراءة المضادة لها، وهي ما أسميه بالقراءة التحقيرية والتسفيهية[39]، إذ ليس من الضروري أن تقدم قراءة تحقيرية حتى تبتعد عن القراءة التمجيدية، لأنه يوجد مساحة واسعة بين هاتين القراءتين، وهذا ما لاحظت أنه يؤكده في مجمل كتاباته كما سيتضح من الآتي:
في كتاب (فاطمة جدل التاريخ والمتخيل) يقول: "القراءة التمجيدية، وهي قراءة حاضرة في الأدبيات السنية، ومتفشية، بشكل لا مثيل له، في الأدبيات الشيعية عموماً، بغض النظر عن التفريعات العديدة، التي يتضمنها الفكر الشيعي"[40]. يقول أيضاً: "ومن ثم سأسعى إلى بيان مدى تأثير هذا المتخيل الديني في الأجيال الإسلامية، إلى حد ضمور حقيقة فاطمة، باعتبارها كائناً تاريخياً. ولذلك إن الأمل معقود على تقديم قراءة جديدة عن فاطمة لا تندرج في الكتابات التمجيدية عنها، أو في السياقات الجدالية المذهبية بين مختلف الفرق الإسلامية"[41].
في كتابه (الإسلام السني) يتحدث عما أسماه بـ"الموقف التمجيدي" فيقول: "وهو، عند التدبر، استمرار للرؤية السنية القديمة، وهي رؤية لا تاريخية زعم أصحابها أن أهل السنة هم الممثلون الشرعيون الوحيدون للإسلام، بشكل تنتفي معه أطروحة "الإسلام المتعدد"[42].
في كتابه (أسباب النزول) يتحدث عما أسماه بالموقف التمجيدي أيضاً قائلاً: "إن ما نعنيه بالموقف التمجيدي ههنا، هو اكتفاء عديد الدارسين العرب المحدثين بترديد آراء القدامى من مفسرين وعلماء قرآن في مبحث أسباب النزول والتسليم بصحتها. ومن ثم غاب عند أصحاب هذا الموقف الحس النقدي في أعمالهم وانعدمت الجدة فيها انعداماً كلياً أو كادت"[43].
في مقال له للرد على بعض الإثارات التي وجهت له يقول: "أمّا المنظور الآخر، فهو المنظور الإيماني التمجيدي، وهو يقبل بكلّ الأخبار التي تُعلي من مقام فاطمة حتّى وإن كانت فيها العديد من عناصر الغريب والعجيب التي تخرق سُنن الاجتماع وقوانين الطبيعة"[44].
السيد الخباز.. والتوجيه التعسفي
استنكر السيد منير الخباز استعمال مفردة "الهلاك" للتعبير عن وفاة السيد فاطمة الزهراء (ع)، كما جاء في عبارة الدكتور بسام الجمل الذي يقول فيها: "ويبدو أنها لم تتمكن من مداواة الجرح النفسي العميق، الذي سببه لها ذلك الفقدان، ولعله كان من دوافع هلاكها، بعد مدة وجيزة من وفاة أبيها"[45].
إذ علق السيد الخباز عليها مستنكراً: "طيب أبوها وفاة هي ليش هلاك.. يعني ما فيه تعبير حتى بكلمة وفاة، أنا لا أفهم !!"[46].
المناقشة
رغم تحفظي وعدم قبولي بالعديد من العبارات التي استعملها الدكتور الجمل في كتابه، إذ أتفق مع السيد الخباز أنها عبارات غير لائقة، إلا أنني لا أجد في التعبير بـ (الهلاك) أي شيء مسيء، لأن مفردة "هلاك" لا تستعمل بالضرورة لغايات سيئة، وإذا كان السيد الخباز يملك قرائن يثبت فيها أن بسام الجمل عبر بهذا التعبير بغرض الإساءة لفاطمة الزهراء (ع) فحبذا لو استعرضها لنا، وأما لفظ (الهلاك) فهو يستعمل كثيراً في اللغة في غير موارد أو غايات الإساءة، ويمكن استعراض العديد من الشواهد على ذلك في الآتي:
أولاً: في استعمالات العرب، منه قول الشاعر في رثاء قيس بن عاصم:
عَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ قَيْسُ بْنَ عَاصِمٍ * وَرَحْمَتُهُ مَا شَاءَ أَنْ يَتَرَحَّمَا
تَحِيَّةَ مَنْ أوليتهُ مِنْكَ مِنَّةً * إِذَا ذكرت مثلتها تَمْلَأُ الْفَمَا
فَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكُ وَاحِدٍ * وَلَكِنَّهُ بُنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّمَا[47]
هنا يصف الشاعر وفاة قيس بن عاصم بالهلاك الذي تسبب في تهدم بنيان قوم، واستعمال هذه المفردة في هذا البيت من الشعر من الواضح أنه لم يأتِ بغاية الإساءة أبداً.
ثانياً: في استعمال القرآن الكريم
- مع نبي الله يوسف (ع) في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ﴾[48].
- نبي الله عيسى وأمه مريم (ع) في قوله تعالى: ﴿قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ﴾[49].
- خطاب الله لنبينا محمد (ص) قوله تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾[50].
ثالثاً: في استعمال الروايات
- عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن إمامكم سنين من دهركم، وليمحصن حتى يقال مات قتل (هلك) بأي واد سلك..."[51].
- ما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله أنّه قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلَّما هلك نبي خلفه نبيّ، وإنّه لا نبيّ بعدي، وسيكون بعدي خلفاء يكثرون»[52].
رابعاً: ما نُسب للصحابة
- عن ابن عباس: "كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعرِضُ الكِتابَ على جِبريلَ عليه السَّلامُ في كُلِّ رَمَضانَ ... فلمَّا كان في الشَّهرِ الذي هلَكَ بَعدَهُ، عرَضَ عليه عَرضَتَيْنِ"[53].
- ما روي عن جابر بن عبدالله قوله: "هَلَكَ أبِي وتَرَكَ سَبْعَ أوْ تِسْعَ بَنَاتٍ"[54].
خامساً: في كلام العلماء
- في كتاب مجمع البيان للطبرسي يقول في تفسير قوله تعالى: "(وظننتم ظن السوء) في هلاك النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين، وكل هذا من الغيب الذي لا يطلع عليه أحد إلا الله، فصار معجزا لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم"[55].
قد يقول لن قائل: إن اعتراض السيد الخباز على الدكتور الجمل، لأنه استعمل الوفاة للتعبير عن وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، ثم بعدها استعمل مفردة (الهلاك) للتعبير عن وفاة السيدة فاطمة الزهراء (ع)، وليس لأنه استعمل مفردة الهلاك للتعبير عن وفاتها فقط.
وهذا الاعتراض غير تام ولا يُعطي مبرراً مقبولاً أيضاً، لأن هناك عدة احتمالات أخرى لهذا الاستعمال، فإيراد هذه المفردة (الهلاك) حتى لو سبقها استعمال مفردة (الوفاة) لا يكون بالضرورة لقصد الإساءة، إذ ربما استعملها لغرض التنوع في استعمال المفردات وعدم تكرار اللفظ نفسه، أو من أجل دلالة معينة يريدها الكاتب ولا يقصد منها الإساءة، أو لأي سبب آخر غير الإساءة، إذ لا يوجد أي دليل يُثبت أن استعمال مفردة (الوفاة) ثم (الهلاك) في السياق ذاته يكون لغاية سيئة، بل هناك شواهد على خلاف ذلك منها ما جاء في بحار الأنوار في المقطع التالي:
" وقال الهيثم بن عدي: أول من هلك من أزواج النبي زينب هلكت في خلافة عمر، وآخر من هلك منهن أم سلمة، هلكت زمن يزيد بن معاوية سنة ثنتين وستين"[56].
ويردف متابعاً: "وفيها توفت زينب بنت خزيمة أم المؤمنين، وتوفي عبدالله بن عثمان من رقية بنت رسول الله (ص) ولد في الاسلام فاكتنى به عثمان، فبلغ ست سنين فنقره ديك في عينه فمرض، فمات في جمادي الاولى، وصلى عليه رسول الله (ص)، وفيها توفي أبو سلمة عبدالله بن عبدالاسد بن هلال، وفيها توفت فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أم علي، وكانت صالحة، وكان رسول الله (ص) يزورها، ويقيل في بيتها، ولما توفيت نزع رسول الله قميصه فألبسها إياه"[57].
من هنا نخلص إلى أن استنكار السيد الخباز على استعمال مفردة (هلكت) للتعبير عن وفاة السيدة فاطمة الزهراء (ع) غير مبرر، لأن هناك العديد من النماذج التي تثبت أن هذه المفردة تُستعمل في غير الأغراض المسيئة أو الغايات السيئة.
وعليه يكون اعتبار كلام الدكتور الجمل إساءةً للزهراء (ع) هو من قبيل التوجيه التعسفي الذي يفتقر للموضوعية والإنصاف.
*****
كلمة الختام
بينت في هذه السطور بعض ما وجدته من موارد خلل وقصور فيما طرحه سماحة السيد منير الخباز -حفظه الله- في نقده لأطروحات الدكتور بسام الجمل، والتي تضمنت اتهامه بأنه صاحب "منهج طائفي" "يُثير فتنة" و"زوبعة طائفية"، وأنه بتطبيق هذا المنهج يُفرز "رائحة نتنة"، ويكشف عن "الدفائن المقيتة"، ويستخدم عبارات غير لائقة "تضرب على وتر طائفي"، ويقوم بـ"التلاعب الطائفي".
وكلي أمل أن تجد هذه المناقشات متسعاً لها في صدر سماحته، كما آمل أن يتفاعل معها بمناقشتها وإبداء الرأي فيها، إذ لا يصح أن يتجاهلها أو أن يكتفي بإبلاغ نُقاده ومُناقشوه -عبر الوسطاء- السلام والتحية والشكر.
[1] يمكن الاطلاع على المقالة عبر موقع المطيرفي عبر الرابط التالي:
http://www.almoterfyy.net/fatomma.pdf
[2] سوف انقل الملاحظات التي سجلتها على محاضرة السيد الخباز بعد هذا التمهيد وقبل الدخول استعراض كلام السيد الخباز ومناقشته.
(سيرة الزهراء بين التحقيق التاريخي والتلاعب الطائفي)
[3] وكمثال على الاقتباس ذاته هو أنني اقتبست في مقالي ما ذكره الدكتور الجمل في ص 26 من كتابه في قوله: "والحق أننا لا نعثر على أسباب صريحة تفسر عزوف شباب أهل مكة خاصة عن التقدم لخطبة ابنة الرسول، وإن حاولت بعض الروايات أن ترجع ذلك إلى موقف اتخذه الرسول في هذا الموضوع". ثم اقتبست أيضاً ما ذكره في الهامش في الصفحة ذاتها في قوله: "ربما لم تكن فاطمة على حظ كافٍ من الجمال، الذي يطلبه شباب قريش من الفتاة بمقاييس الجمال المرغوب فيها في ذلك الوقت". وكذلك فعل السيد منير الخباز، حيث اقتبس هذا المورد الذي اقتبسته بذاته، أي ما اقتبسته من متن الكتاب ومن الهامش أيضاً.
[4] كمثال على تطابق الرد في بعض الجزئيات هو القول إن سبب عزف شباب أهل مكة عن طلب الزواج من السيد فاطمة الزهراء عليها السلام راجع إلى حصار المسلمين في مكة آنذاك.
[5] من الملاحظ أن أسلوب السيد منير الخباز في تعاطيه مع النقد الذي وجه له كان على ثلاث أصناف كالتالي:
§ أولاً: التفاعل مع صاحب النقد ونقده كما فعل مع الأستاذ سلمان الحبيب، وهذه الطريقة أجده استعملها، لأن موقفه يسمح له بإثبات عدم صحة كلام هذا الناقد.
§ ثانياً: تجاهل الناقد والتلاعب بمضمون النقد، بل حرفه عن مساره بالتبرير والالتفاف والتوجيه كما فعل مع النقد الذي وجهته له.
§ ثالثاً: تجاهل النقد وإظهار الاحترام للناقد، وذلك عبر إرسال السلام والتحية للناقدين عبر الوسطاء، وهذا الأسلوب يلجأ إليه في اعتقادي إذا لم يجد لنفسه تبريراً أو مخرجاً يمكنه اتباعه.
[6] أقول هذا الكلام رغم اعتقادي أن بسام الجمل ليس لديه آليات ومعايير واضحة ومحكمة يستطيع من خلالها ترجيح بعض الروايات أو الاحتمالات على الأخرى.
[7] نشر التعليق عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالواتساب، وكذلك في موقع شبكة المطيرفي عبر الرابط التالي:
[8] راجع، الحوار المفتوح (2) للسيد منير الخباز، ليلة 14 محرم الحرام 1443 هـ عبر الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=XAknd-A01Ps
[9] المصدر السابق.
[10] المصدر السابق.
[11] المصدر السابق.
[12] المصدر السابق.
[13]راجع ملاحظاتي النقدية على محاضرة السيد الخباز.
[14] راجع محاضرة السيد منير الخباز (سيرة الزهراء (ع) بين التحقيق التاريخي والتلاعب الطائفي عبر الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=bTZulb_87LQ
[15] انظر مقال الأستاذ أحمد بزرون (إشكالية المقدس في نقد الكاتب عبد الأعلى لخطاب السيد المنير) عبر الرابط التالي:
https://alqhat.com/beta/archives/334900#
[16] العلامة الخباز يطالب بإسكات الوسائل الإعلامية الطائفية عبر الرابط التالي:
https://almoneer.org/?act=artc&id=1339
[17] لدى السيد الخباز محاضرة استعمل فيها عبارة "إعصار الطائفية" وهي محاضرة له في تاريخ 7-1-1436 هـ بعنوان "الأُخوَّة الإسلاميّة وإعصار الطائفيّة" ويمكن الرجوع إليها عبر الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=RjxAVDL4S3g
"إعصار الطائفية" "زوبعة طائفية" ونحو هذه المفردات التي نجد السيد الخباز يستعملها في محاضراته لإدارة السلوكيات الطائفية.
[18] أتحدث هنا عن الإطار العام وليس عن حالات شاذة لا قيمة لها.
[19] انظر مقال الدكتور بسام الجمل بعنوان (حول بحث "فاطمة من التاريخ إلى المتخيّل": ردٌّ على ردٍّ) على موقع مؤسسة مؤمنون بلا حدود عبر الرابط التالي:
[20] المصدر السابق.
[21] المصدر السابق.
[22] لاحظوا أنني قلت: الرموز التي يرتبط بها الشيعة ولم أقل الرموز الشيعية، لأن السيدة فاطمة كما أكدت مراراً أنها رمز إسلامي عابر للمذاهب وليس خاصاً بالمذهب الشيعي، وهذا ما أكده أيضاً السيد منير الخباز بعد ملاحظة النقد الذي وجه إليه في توظيفه لأطروحات بسام المجمل في السجالات المذهبية، وذلك في الحوار المفتوح، ج2.
[23] أسباب النزل، علماً من علوم القرآن، بسام الجمل، نشر المركز الثقافي العربي الطبعة الثانية 2013، ص431.
[24] المصدر السابق، ص435.
[25] المصدر السابق، ص437.
[26] المصدر السابق، ص437 -438.
[27] المصدر السابق، ص386.
[28] راجع كتاب الإسلام السني، ضمن سلسلة الإسلام واحداً ومتعدداً، نشر دار الطليعة للطباعة والنشر، ورابطة العقلانيين العرب، الطبعة الثانية 2011، ص140-149.
[29] المصدر السابق، ص 141.
[30] المصدر السابق، ص142.
[31] المصدر السابق، ص142-143.
[32] المصدر السابق، ص146-147: لاحظوا هنا أن الدكتور الجمل استعمل عبارة التضخيم كما استعملها في كتابه (جدل التاريخ والمتخيل.. سيرة فاطمة)، بقوله: "ومن البديهي أن يكون للفكر الشيعي السبق في تضخيم فاطمة وتمجيدها مقارنة بالفكر السني بسبب صلة هذه الشخصية الوثيقة بالإمام علي ابن ابي طالب ومن جاء بعده من الأئمة".
[33] المصدر السابق، ص147.
[34] المصدر السابق ص147-148.
[35] المصدر السابق، ص148.
[36] المصدر السابق، ص147.
[37] المصدر السابق، ص148-149.
[38] انظر: مقالي المعنون بـ (فاطمة (ع) بين التاريخ والمتخيل.. نظرة نقدية لكتاب بسام الجمل).
[39] المصدر السابق.
[40] كتاب جدل التاريخ والمتخيل.. سيرة فاطمة، بسام الجمل، نشر مؤسسة مؤمنون بلا حدود، الطبعة الأولى 2016م، ص10.
[41] المصدر السابق، ص19-20.
[42] كتاب الإسلام السني، ص5.
[43] كتاب أسباب النزول، ص21.
[44] مقال بعنوان (حول بحث "فاطمة من التاريخ إلى المتخيّل": ردٌّ على ردٍّ) لبسام الجمل.
[45] كتاب أسباب النزول ص32-33.
[46] الحوار المفتوح (2) للسيد منير الخباز، ليلة 14 محرم الحرام 1443هـ في حسينية السنان بالقطيف..
[47] البداية والنهاية، ابن كثير، طبعة مؤسسة احياء التراث، ج 8، ص36.
[48] سورة غافر، الآية 34.
[49] سورة المائدة، الآية 17.
[50] سورة الملك، الآية 28.
[51] الغيبة، الشيخ الطوسي، ج١، ص٣٥٩-360.
[52] جامع الأُصول لابن أثير الجزري، ص443.
[53] الطبقات الكبرى، ابن سعد، ج٢، ص١٩٥.
[54] تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج11، ص229.
[55] مجمع البيان في تفسير القرآن، الشيخ الطبرسي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ج9، ص191.
[56] بحار الأنوار، للمجلسي، مؤسسة الوفاء، ج20، ص 185.
[57] المصدر السابق، ج20، ص 185.
جديد الموقع
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد
- 2024-11-21 القراءة للكسالى
- 2024-11-21 القراءة واتباع الأحسن
- 2024-11-21 روايات أسامة المسلم بين جيلين.
- 2024-11-21 ( غرق في المجاز، مَجازٌ في الغرق ): قراءة في ديوان الشاعر جابر الجميعة
- 2024-11-20 الدكتور عبدالمنعم الحسين يدشن حملة التشجير الثالثة ببر الفيصلية
تعليقات
ابو رقية العراقي
2021-09-02احسنتم وجزاكم الله خيرا وكثر الله من امثالك ، ياليت يتعلم منك الخباز وغيره اسلوب النقد البناء .
حيدر علي
2021-09-06أحسنت يا استاذ سلمان عبدالاعلى على هذا الجهد الذي تب تسعى من أجله لخدمة المجتمع وتوعية المجتمع
محمد
2024-02-03قلمك أبلغ ما ينطق عنك و لسانك ترجمان عقلك، لما القفز على منطوق السيد المنير !!! من يستمع للمحاضرة و يتفحص تحليلك يرى منك واقعا تنطع من جهة إزاء شخصية السيد العلمية والاستثنائية بكل صراحة و لا ينكر ذلك لا خاصة علماء الدين و لا الجمهور العريض الواسع بالعالم الإسلامي ، و من جهة أخرى لماذا تحوير و تطويع العديد من الألفاظ و سبك السيد لذوقياتك و استنتاجاتك التي لم تتحرك لها من خلال معايير علمية و إنما بسط للبحث من خلال مط الإصطلاحات و الكلمات الفضفاضة و العبارات العامة ، فأين الموضوعية فيما تقدم و أين اللياقة للطرح العلمي و لاسيما مع عالم عظيم لا ينكر عاقل تأثيره البالغ و عطاءاته للدين و المؤمنين و الوطن .