2023/01/31 | 0 | 1803
ومضة عن الإنسان الأديب حسين العلي
شخصيّة أنيقة ، معرفتك تقصر أو تطول لسنوات و ربما لعقود ، هو هو بإبتسامته حين تلاقيه ، يشعرك بابتسامته ببهجةًالحياة بما يُجلي حبُّه لها ، حسين علي العلي ،نيّف و ستون عاماً في عداد الأيام انطوت على نجاحات كما الإرهاصات ، عَبَرَها العلي ضمن إطار مُكوّن اجتماعي متغيّر من تلك التقليدية الضاربة في العمق التاريخي و توارثه عبر الأجيال إلى ذلك الإطار التطوري التحديثي في كل ابعاده المعاشية و الفكرية ، بين تلك الأيدلوجيّات المتغايرة و ربما المتضاربة ،وقّع حضوره بفنّ المُمْكن في مفاصل حياته بدءا من انتسابه في الصبا لدراسة دينية و إلى انتسابه للتعليم العام الذي جاء متأخراً نوعاً ما لكنه سرعان مالحق بالركب و تعدّى لِيكون رمزاً ثقافياً ، إلى أي مدى يُمكن اعتباره متمِّرداً؟ هل هذه المقاربة ناهضة مع سقف أدائه التنوير ي.
نَمَت لديه جملة مهارات فنية مهنية وكانت من متطلبات كسب القوت و منها فن النجارة و الديكور ، في شبابه كان حضوره المبكر في الحركة التشكيلية في مدينة الهفوف و غيرها في الأحساء مع أقران الرِّيادة ليضع بصمة في أفقه الفني التشكيلي ً، و برز في سريالية من الأبيض و الأسود في مخرجات فنية رائعة ، كانت اروقة جمعية الثقافة و الفنون بالأحساء إحدى محطاته قبل أربعة عقود .
كان لقراآته تميُّزاً أثرتهُ بمفرداتِ الوعي و اسلوب الكتابة و منهجيتها ( واقعيتها و تنويرها ) و تكونت لديه مكتبة عامرة ، مع كونه محط استشارة لبعض الكتاب .
و هو يجيد في جانب من سردياته الكتابة الساخرة و يلعب الحمار مركزيّة في ذلك .
ابتهاجه في الحياة و زاده المعرفي مكَّن أجندته لِلسّفر أن تكون حاضرة بتجارب نوعيّة و بإرادة توّاقة للتغذية الذوقية و الفرح أو المرح . يعبّر في انِّساقه عن الطّاقة الإيجابية المكتسبة و رهانات درء سلبيّة الحياة . فضلاً أنه يحافظ على حَيويًًَّته من خلال الريَّاضة و هو درّاج ماهر.
نُضجه من حيث تلك العلاقات و الحوارات في صدى التغييرات و قيم العروبية ، و كان من نتاج ذلك إبداعه السردي الذي منح المكتبة العربية جملة إصدارات في القصة القصيرة و الرواية ( منها ، الآن مريم ، العاري) ، و هو في مجمله متحدث بتعبير الأنا حين القص الشفوي و يملك إثارة الدهشة للمتلقي بين صدقية مسرده و نهاية المفاجأة أنها قِصَّة .
في إطاره رؤية التنمية و المشاركة الطوعية التي تمثل فيها من خلال رئاسته لمركز الإسكان الخيري لعقد من الزمان
.
كان شغوفاً أن يرى حراكاً سردياً فأسَّس مُلتقَى السّرد بالأحساء و منح مَجلِسهُ الزراعي ( في حينه ) لإقامة الأمسيات بل سجل النلفزيون السعودي ثمان لقاءات مع قاصِّين من الأحساء .
و أشرف على جهد جمعي و كان الناتج المطبوع سِفراً( أصوات قصصية" يُمثِّل جانباً من الحضور الأحسائي الأدبي في فن القصة لأكثر من ستين قاصَّاً.
ربطتني علاقة به من خلال مشهد الفكر الأحسائي ، منحني_ و ممتن له _ شرفية طباعة أول إصدار له المجموعة القصصية " الآن" لكنه مع مرور الوقت تَستشفُّ منه قيمة "الشهامة" التي مهما اختلفت معه تكون هي مرآته في التعامل و له في هذا جوالات تَجعلُ معهُ ألفة و اشياق اللقاء .
في حضور حوار يتمتع بإقتدار الصمت إذا كان النمط لا يعنيه أو ربما يُغادر المكان بسكينة ، لكنه يصدعُ برأيه حين يُدغدغ الموضوع صِيغ أطروحَاته فينبري شاخصاً برأيه بروّيّة و اتزان مع قبول مخالفة الرأي .
علاقاته الممتدة أفقياً حريص أن يُبقِيها قائمة تتقاطع مع التوجهات المختلفة دون خلط لمعارفه .
كثيراً مايعبّر عن الأحساء بأنّها حالة إبداع من خلال الوعي المبكر و الحضور و الإسهام في مختلف المجالات و التّخصصات في حالة متقدمّة ،.
و هو و إن كان صاحب رؤية في منهج الحياة يبرِّر ها في أزمنة مغايرة بحيويّة حضوره فلنخلِه بطرف البطاليّة و تنسيقه موطن له شأنيته .
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني