2019/09/08 | 0 | 3042
ومضة حسينية (8)(9)
ومضة حسينية (٨) أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا
قال الإمام الصادق (ع): (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا) . فما هو المقصود بإحياء أمرهم؟
إحياء أمر أهل البيت عليهم يتحقق من خلال عدة مظاهر، ومن أهمها؛
١- إحياء معالم الدين الإسلامي الذي وصلنا عن طريق أهل البيت عليهم السلام لأنهم أعرف من غيرهم بعلوم القرآن وتفسيره أو بيانٍ لأصول العقيدة وتفاصيل الأحكام الشرعية الفقهية وما أُثر عنهم من إيضاحٍ لقيم الدين وتوصياته ومواعظه.
٢- إحياء أمرهم أيضا يتحقق بإقامة المجالس التى يُستعرض فيها مآثر أهل البيت عليهم السلام وسِيَرهم ومكارم أخلاقهم.
٣- ويتحقق إحياء أمرهم بإقامة المجالس التى تُعقد لاستعراض البراهين والحجج المقتضية لتعُّين أخذ الدين عنهم والتى هي تعبيرٌ آخر عن أمامتهم عليهم السلام.
٤_ ويتحقق أيضا إحياء أمرهم بإقامة المجالس إحياء لذكرى مواليدهم ومصائبهم. والفرح لفرحهم والحزن لجزنهم. ومن أهمها إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام لأنه لا يوم مثل يوم أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
كل تلك المظاهر تعتبر من مظاهر إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام. جعلنا الله وإياكم من الذين يحيون أمرهم.
ومضة حسينية (٩) ألسنا على الحق؟
"يا أبت ألسنا على الحق"، عبارة قالها أشبه الناس بجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خَلقا وخُلقا ومنطقا. كان بنو هاشم والصحابة الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا اشتاقوا إلى رؤيته كانوا ينظرون إلى وجه علي الأكبر بن الإمام الحسين عليهما السلام. وكان يشبه جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في اسمه وكنيته وشجاعته. عندما حمل على القوم في يوم عاشوراء ذكرهم بحملات وبطولات جده أمير المؤمنين عليه السلام.
هذا الفتى (ذو ١٨ عاما) المقبل على الدنيا بكل عنفوان الشباب كان يسير بجانب والده الإمام الحسين عليه السلام أثناء مسيرهم إلى كربلاء، سمع والده يكثر من قول: "إنا لله وإنا إليه راجعون". سأل علي الأكبر أباه: لم استرجعت يا أبه؟ قال الإمام الحسين عليه السلام: كأني بفارس قد عنّ لي على فرس يقول: القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا، فقال له: يا أبت لا أراك الله سوءا ألسنا على الحق؟ قال: بلى والذي إليه مرجع العباد، قال: يا أبتِ إذن لا نبالي بالموت، فقال له: جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده.
نستدل من هذا الحوار الذي دار بين الإمام الحسين عليه السلام وابنه علي الأكبر على عمق إيمان علي الأكبر بالقضية التي نهض من أجلها أبوه الإمام الحسين عليه السلام. حيث كان تحركه لم يكن منطلقا من عاطفة ابن تجاه والده وإنما عن إيمان راسخ بوجوب الجهاد تحت راية الإمام المعصوم نصرة للدين وترسيخا للقيم والمبادئ العليا في الأمة.
وفي هذا الحوار درس تربوي عملي للآباء والأبناء معا. فيه درس للآباء في تربية الأبناء وفقا للأخلاق والمثل العليا التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتي طبقها أهل البيت عليهم السلام في حياتهم. وفيه درس للشباب المؤمن في تحمل المسؤولية المناطة إليهم في الدفاع عن تلك القيم والمبادئ الإسلامية.
ونستخلص أيضا من جهاد علي الأكبر عليه السلام في مواجهة الأعداء وحيدا فريدا درسا مهما في انتصار الحق على الباطل مهما كانت كثرة عديدهم وعتادهم. وقد كشف علي الأكبر عليه السلام الستار عن حقيقة الجيش الأموي الجاهلي من خلال ما فعله القوم به بعد مصرعه حيث قطعوه بالسيوف إربا إربا. لم يكترثوا بشبهه من جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا بشبهه من جده أمير المؤمنين عليه السلام.
جديد الموقع
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة
- 2024-12-22 نحو كتب في الشوارع
- 2024-12-22 بين فيزيائية الكتب وكيميائية الكلمات
- 2024-12-22 من أجل القراء المترددين