نهر سليسل  العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

 المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المنتجبين ..

 يعتبر أقليم الأحساء أخصب أقليم في جزيرة العرب، بسبب كثرة عيونه وأنهاره، ووفرة محاصيله الزراعية وتنوعها، وقد ورد في سالنامة ولاية البصره لعام ١٣١٨ هجرية عن الأنهر في الأحساء ما نصه (وفي اللواء من الأنهر الصغيرة والكبيرة قدر ٨٠٠ نهر تقريبا، ومنابع القسم الكلي منها من الرفعة الواقعة في شرق الهفوف التي هي مركز اللواء) ويعتبر نهر سليسل أكبر و أعظم وأشهر الأنهر في الأحساء وأكثرها تفرعا على الإطلاق، لذى عرف و اشتهر عند أهل الأحساء بـ (نهر سليسل العظيم) وقد اكتسب هذا النهر اسمه سليسل من (السلسلة) فهو في امتداده وتشعبه وكثرة تفرعاته أشبه ما يكون بالسلسلة الطويلة التي تتكون من حلقات مرتبطة ببعضها البعض، وفي عيون الأحساء وأنهرها المتعددة يقول العم الأديب المؤرخ الحاج محمد بن حسين الشيخ علي الرمضان من قصيدة نظمها في الأحساء:

فُجِّرت أرضها الطهور عيونًا  ويذوب اللجين كم فاض نبعٌ بين نبعٌ يكاد يغلي ونبع فكأن الإله فجّر هذا وعلى التربة الخصيبة ينسابُ هو للناس بهجة وحياة لا أراها جداولاً بل جيادًا وسيوفًا صقيلة سلها اللـه تلك أحساؤنا كما شئت حسنًا ثمرٌ يانعٌ وحقلٌ مريعٌ كم أثارت إعجابَ قومٍ فقالوا حبها من قلوبنا في السويداء

 فالتقى الماء وارتوى كل صادي ينشر الخير في الربى والوهاد يسكب السلسبيل للورّاد عن جحيم وذاك من براد لنثر الحياة في كل وادي وشفاء وثروة في ازدياد تتبارى في ساحة الإسعاد مع الفقر لم تزل في جلاد  نزهة العين فتنة الروًّادِ ومعينٌ جارٍ وطيرٌ شادِ برزَت للعيان جنة عادِ وتقيها عيوننا بالسواد         

يبلغ عرضه ما بين ٣٠ و ٤٠ قدمًا أي ما بين (٩ - ١٢ مترًا) ويبلغ عمقه أربة أقدام  (١.٢٠ مترًا) أما عن طوله فيبلغ خمسة عشر كيلو متر بدون فروعه.

 قرى الأحساء المستفيدة من مياه نهر سليسل:

غالبية القرى المستفيده من نهر سليسل هي قرى الأحساء الشرقية وهي (بني معن، الجبيل، الشهارين، المنيزلة، بني شافع، الفضول، المزاوي، العقار، الساباط، الجفر، الجشة، الطرف، القارة، الدالوة، التيمية، غمسي، (قرية مصبوب الدارسة)، ( قرية جرانة الدارسة)، مدينة العمران بقراها المتعددة.

 مصدر مياه نهر سليسل:

1- عين الحقل، وتقع على بعد 1 كيلو متر شرق مدينة الهفوف على مقربة من عين الخدود، وتعد من أكبر ينابيع المياه في واحة الأحساء، والثانية من حيث وفرة المياه وقوتها، ويعتبر تدفق مياهها الأعظم بين ينابيع الواحة، إذ يقدر بحوالي 22500 جالون في الدقيقة، وتشكل بحيرة كبيرة جدًا عند منبعها وعند بداية جريانها، تسقي مياهها جزءًا كبيرًا من البساتين المحيطة بها ويتفرع منها ستة أنهر هي :       

عين الحقل عام 1350هـ.

 1- نهر المازني: وتتفرع منه السواقي التالية :

ساقية البويرد ، وساقية المحدث ، وساقية السيب، وجميعها تسقي قرية الموازن الجنوبية التي بها مسجد جويخ. 

٢- نهرالحريثي : ويسقي نخيل طرف الشهيبي.   

٣- نهر البدن : ويسقي نخيل طرف الموازن وطرف العمار وضويغط.

وتصب فضلات نهر البدن والحريثي في نهرين هما نهر الخسيف ونهر غزوي ويسقيان طرف الشهيبي.                    

٤- نهر الخريمة: ويسقي نخيل طرف العمار

5- نهر الدباغي : ويسقي ايضا نخيل طرف الشهيبي . 

وتصب فضلات نهر الخريمة والدباغي في نهر مسكين والدويدي ونعيسان وهم يروون بساتين ونخيل طرف الشهيبي.

6- نهر السقوفي: يسقي نخيل طرف الحقل.       

 2- عين الخدود:

وتعد واحدة من أهم وأكبر ينابيع المياه في الأحساء، تقع شرق مدينة الهفوف، يزيد عرض مجراها على عشرين مترًا، وقدر بعض الخبراء كمية المياه المتدفقة منها في الدقيقة الواحدة بـ 20000 جالون، تسقي مياهها جزءًا كبيرًا من البساتين المحيطة بها ويتفرع منها ستة أنهر:                     

1- نهر النقبة : ويسقي أجزاء من طرف الطريف، وطرف القواضي ، وطرف سودة، وطرف الزبدا بمدينة الهفوف، وطرف بني نحو، وطرف الشهارين .                    

٢- ونهر حديد : ويسقي أجزاء من طرف بني معن .                      

٣- ونهر العباسي ويسقي نخيل وبساتين طرف الخدود.

٤- نهر الجازي : واكتسب اسمه (الجازي) من حقول أرز توجد في بلدة بني معن تعرف بالجازي، ويسقي هذا النهر أجزاء من الطرف الزراعي لبلدات بني معن و الجبيل والشهارين والطريبيل .              

5- نهر بني نحو : ويسقي جزء من طرف بني نحو الزراعي .   

6- نهر ضويغط ويسقي جزء من طرف ضويغط الزراعي.

 وبالقرب من عيني الخدود والحقل توجد أكثر من خمسة و أربعين عينا صغيرة هي:   

١-عين الحويرة.                  

2-عين شبيب.      

٣-عين بو هلال.               

٤-عين السواقط.               

٥-عين أم سريويل والمعروفة الآن باسم (عين جداد).

٦ -عين أم سيف.

٧-عين فريحة.               

٨-عين التعاضيد.              

٩-عين غصيبة والمعروفة الآن باسم -عين (راسبية).                   

١٠- عين العظيمي             

11-عين الكساوي             

١2-عين الحميدي              

١3-عين العماير والمعروفة الآن باسم عين عمارة.

14- عين الصباحية      

15-عين المحاريج.         

16-عين مغيصيب          

17- عين الصباخ.            

18-عين أبي مدلى         

19- عين بسيتينات.        

20-عين برابر.               

21-عين اللويمي.          

22- عين مانع.               

23- عين الثعالب           

24- عين قطوة.              

25- عين أم الليف.    

26-عين بهجة.              

27- عين الجابرية.          

28-عين الزعابلة.           

29-عين ام خنور          

30- عين الشميطية.       

31-عين ام الخيس.        

٣2- عين النصيرية         

٣3- عين الجزاري.           

٣4- عين أم جمل.          

٣5- عين القويعيات.      

36-عين المنسفية.         

37- الخثعمية.              

38- عين ابو لوزة.                 

39- عين الهملة.             

40- عين البطيني.          

41- عين الجنوبية.         

42- عين البدع.             

43-عين الظليمي.           

44- المخولية.              

ويتجمع جزء من مياه هذه العيون الصغيرة مع جزء من مياه الخدود والحقل في نهر واحد هو نهر سليسل العظيم، الذي يمتد حتى ينقسم إلى نهرين في موضع يقال له غزالة.

النهر الأول اسمه الدوغاني ويأخذ ثلث الماء ويمتد هذا النهر حتى يصل إلى مفترق الجسيم وينقسم إلى نهرين نهر الحيادي والنهر الآخر يبقى عليه نفس الاسم الدوغاني الذي يمتد شرقًا فيتفرع منه نهر يعرف بالجامودي، ويسقي نهر الدوغاني بفرعيه الحيادي والجامودي نخيل طرف الجبيل و بني معن والشهارين والفضول والعقار والساباط و الميزاوي والجفر والجشة، وتصب فضلات نهر الدوغاني في نهر يعرف بإسم دريك.                   

والنهرالثاني يأخذ ثلثي الماء و يستمر عليه اسم سليسل الذي يمتد حتى يصل إلى موضع اسمه التغامه، ليتفرع إلى مجموعة من الأنهر من أبرزها :                       

١- نهر الجرواني: وهو نهر صغير ويسقي نخيل الجبيل.                    

2- نهر النعيلي: وهو نهر كبير يسقي بعض نخيل بلدتي الجبيل والحليلة.         

3- نهر الحد: وهو من الأنهر الصغيرة ويسقي نخيل بلدة الجبيل .    

٤- نهر ابي الثيران: وهو من أكبر الأنهر المتفرعة من نهر سليسل وأكثرها أهمية، ويسقي جزء من نخيل بلدة الجبيل ( ويطلق عليه أهل الجبيل اسم الزهيري ) ويمتد ليصل إلى جنوب جبل القارة ليسقي نخيل بلدتي الدالوة والتيمية ويتفرع هناك إلى عدة أنهر منها :                     

١- نهرالخريمة الخبيصية: ويسقي نخيل بلدة الدالوة والتيمية .                    

٢- الزبيني: وهو نهر كبير يسقي نخيل بلدة التيمية والدالوة و غمسي و بلدة مصبوب الدارسة و بلدة جرانة الدارسة و قرى مدينة العمران.                           

٣- نهر كنيديج: ويتفرع من نهر الخريمة الخبيصية ، ويسقي هذا النهر كلا من بلدة غمسي و مصبوب الدارسة.

٤- نهر الأردب: ويسقي نخيل بلدة التيمية وغمسي.

٩- نهر لذة: ويسقي نخيل بلدة غمسي.

ه- نهر زويد: ويسقي نخيل بلدة والتيمية وغمسي ومصبوب وجرانه.

٦- نهر خريان: ويسقي نخيل بلدة التيمية.

٧- نهر المحدث: ويسقي نخيل بلدة التيمية.

٨- نهر الأبابي: وهو نهر كبير يسقي نخيل بلدة القارة والتويثير ، وبلدتي ابو ثور و العمران الشمالية في مدينة العمران، ويتفرع منه نهر يعرف بـ (أبي الصنابيح).

٩- نهر قنان: ويسقي نخيل وبساتين بلدة غمسي.

10- نهر الضلع: ويسقي نخيل بلدة غمسي.

٥- نهر ابن راضي: وهو من الأنهر الصغيرة يسقي قسمًا من نخيل بلدة الجبيل .             

٦- نهر السياح: وهو نهر كبيريسقي قسما من نخيل بلدة الجبيل و الطريبيل وبلدة بني شافع الدارسة، والمنيزلة، والفضول، ويتفرع منه نهر يعرف باسم المويلح ويسقي بساتين بلدة الجشة.

٧- نهر محمد: وهو نهر كبير يسقي نخيل بلدة السيايرة والرميلة والمركز وبلدة الكثيب الدارسة، وينقسم إلى نهرين :                

 الأول نهر الأسود ويسقي نخيل بلدة الرميلة والمزاوي والعقار والساباط والسيايرة والكثيب، ويتفرع منه نهر يعرف بـ (مغيصيب) يسقي جزء من  نخيل وبساتين بلدة الرميلة.                           

والثاني الخويس ويسقي أيضا بلدة الرميلة والمزاوي والعقار والساباط والسيايرة والكثيب.             

٨- نهر كليبوه: وهو نهر كبير يسقي قسم من نخيل بلدات الجبيل و الطريبيل والتيمية والمزاوي و العقار والساباط .

٩- نهر الأبيض: ويسقي قسما من نخيل بلدة الجبيل.                                

١٠- نهر المنجى: ويسقي قسم من نخيل بلدة الجبيل ، والشهارين والفضول.

١١- نهر الرقيع: ويسقي جزء من نخيل بلدة الجبيل والطريبيل والشهارين.

١٢- نهر البديع: ويسقي جزء من نخيل بلدة الجبيل والطريبيل و التيمية وغمسي ومدينة العمران وقراها ، والمزاوي                   

١٣-  نهر الطعيم: وهو من الأنهر الصغيرة ويسقي جزء من نخيل بلدة الجبيل.

١٤- نهر الدرابج: وهو نهر صغير يسقي جزء من نخيل بلدة القارة.

١٥- نهر حزين: وهو نهر صغير يسقي جزء من نخيل بلدتي القارة والتويثير.

١٦- نهر طبيع: وهو نهر صغير يسقي جزء من نخيل بلدة القارة

١٧- نهر الوصيفر: وهو نهر صغير يسقي جزء من نخيل بلدة القارة.

18- نهر (أبا المخانيث): وهو نهر صغير يسقي جزء من نخيل بلدة القارة.

19- نهر الكلابي: وهو نهر صغير يسقي جزء من نخيل وبساتين بلدة القارة.

 ويحتفظ نهر سليسل باسمه ويمتد ليسقي جزء كبير من قريتي القارة والتويثير، وتعتبر بلدة التويثير أخر محطة يصل إليها نهر سليسل بمسماه (نهر سليسل) وبعد أن يتجاوز بساتين بلدة التويثير، يتحد مع نهر الأبابي ليشكلا نهرين جديدين هما نهر أبو جنيب و نهر النجوي، ويسقيان نخيل وبساتين مدينة العمران بقراها المتعددة، وبالإضافة إلى هذين النهرين هناك مجموعة من الأنهر تسقي قرى مدينة العمران هي (الساب، الحاثي، الشنيني، الرويضي، الأحيمر، العجيمي، خيبان) ولا أعلم على وجه الدقة من أين تتفرع هذه الأنهر.

 *طوايح نهر سليسل*

تشكل طوائح نهر سليسل والأنهر المتفرعة منه نهر يعرف بالشيباني الذي يتفرع إلى نهرين، نهر يسقي نخيل المقدام والحليلة والكلابية، ونهر يسقي نخيل القارة والتويثير ...ويتفرع في بلدة التويثير إلى نهرين هما :

١- نهر التويثير ويتفرع منه نهر حواش ويسقي نخيل بلدة الكثيب الدارسة والمركز، والمزاوي والساباط والعقار والفضول .        

2- ونهر بن عبيد الله ويسقي نخيل الجبيل ويتفرع منه نهر خديد ويسقي نخيل بلدة بني شافع الدارسة والمنيزلة والشهارين، والفضول .

 وتنتهي فضلات نهر سليسل بفروعه المتعددة إلى البحيرة المشهورة المسماة بالأصفر الواقعة في آخر قرى الأحساء الشرقية، وتبلغ مساحة هذه البحيرة ثلاثة أميال طولاً وثلاثة أميال عرضًا، قال الأزهري وبها سميت بلاد البحرين بـالبحرين 

 إزالة الرواسب والطحالب عن نهر سليسل

 تعرف عملية تنظيف مجاري الأنهار في الأحساء من الشوائب والرواسب والطحالب والطمي لتسهيل عملية جريان الماء فيها بـ (الضراب) ، وهو مصطلح درج على استخدامه الفلاحون، وهو مأخوذ من ضرب الأرض بالمعاول لإزالة الطين المترسب في مجرى العيون والأنهار التي يسقي الفلاحون منها مزارعهم، ويعرف العمال الذين يقومون بعملية التنظيف هذه بالضرابة، وأجورهم تدفع من قبل أصحاب المزارع التي تسقي وتروي من هذه الأنهر، ولكون الزراعة هي العمود الفقري للاقتصاد في الأحساء، كانت عملية الضراب للعيون والأنهار محل اهتمام الجميع من أمراء وعلماء وعمد وفلاحين، فقد جاء في كتاب مدينة الهفوف ما ملخصه: (أن الشيخ موسى بن عبد الله بوخمسين رحمه الله كان يمنح الزراعة والمزارعين الشيء الكثير من اهتمامه وتوجهه ومن ذلك أنه كان يعطي عملية الضراب متابعة كبيرة، وعادة ما يقوم المستفيدون من النهر وغير المستفيدين بالمشاركة في هذا المجهود الجماعي الذي يدعوهم الشيخ بالتأكيد والتوصية على ضرورته، وتتم عملية ضراب مجرى النهر بعد سد فتحة مجرى الماء القادم من العين بجذوع النخل، وكان الشيخ يتابع هذه المهمة بشديد من الحرص، والترقب، والحذر، فقد كان يتابع الأخبار أولاً بأول، خاصةً منها ما يتعلق بمنسوب الماء، ومن حرصه على ذلك أنه طالما كان يضطر إلى إصدار توجيهاته برفع جذوع النخيل عن فوهة مجرى الماء قبل إكمال عملية الضراب، وكان يعلل        ذلك بقوله حتى لا تنعمي العين، أي حتى لا تبحث العين عن مجرى طبيعي آخر، وذلك لثقل الماء المحبوس على المنبع) (1) ، ومما يؤكد دور العمد في عملية ضراب نهر سليسل ما ورد في رسالة مؤرخة في الثالث من ربيع الأول من عام 1345هـ بعث بها السيد علي بن السيد صالح العبد المحسن عمدة القارة المتوفى سنة 1367هـ إلى السيد عبد الله بن السيد إبراهيم الهاشم عمدة الجبيل ورد فيها: (......... وتعلم أنه سليسل حلق، وأهل الأحساء كلهم شراكة فيه،

بيت مال، وأملاك، وقد بقي سنة ما ضرب، تلفت الأملاك، وهذا أمر لا يستقيم عليه حال الناس ويهلك سليسل وتهلك العالم، فيكون تعرفنا فممن المنع عن الضراب حتى ننهي الأمر إلى أهله، والناس في ذمتنا أنا وأنت ومسؤولين عند الله وعند ولي الأمر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

 اتفاقيات تقسيم مياه نهر سليسل :

نظراً لأهمية نهر سليسل ودوره الكبير في ري مساحات شاسعة من المناطق الزراعية في الأحساء ، ولتجنب حدوث نزاع وصدام بين أصحاب النخيل والبساتين التي تروي من هذا النهر بفروعه المتعددة ، كانت تجري اتفاقيات  تنظم توزيع المياه بين القرى المستفيدة ، ويمثل كل قرية عمدتها في هذه الاتفاقية ، وتصادق هذه الاتفاقيات من قبل المحكمة الكبرى في مدينة الهفوف عاصمة الأحساء ، وتكون هذه الاتفاقيات ملزمة لجميع الأطراف بدون استثناء ، ومن أشهر هذه الاتفاقيات :

 1- اتفاقية حررت بمحضر قاضي الأحساء الشيخ أبو بكر بن عمر الملا، الذي تقلد القضاء في الأحساء مابين عامي ( 1130-1152هـ ) وعليها ختمه، وتنص هذه الاتفاقية على أن لنهر النعيلي الخمس من مياه نهر سليسل وأربعة اخماس الماء لباقي الأنهر المتفرعة من سليسل، وقد شهد على هذه الاتفاقية، محمد بن ناهض الجبيلي و علي بن ناصر بو قناص .

 2- اتفاقية عليها ختم قاضي الأحساء الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن الشيخ حسين العدساني الذي تولى القضاء في الاحساء مابين عامي (1165-1185هـ) وتوفي عام 1185هـ ، وتلغي هذه الاتفاقية الجديدة الاتفاقية التي قبلها، وتنص على ان يكون لنهر النعيلي ربع الماء ولباقي الأنهر المتفرعة من سليسل الثلاثة أرباع ، وقد حررت هذه الاتفاقية عام 1182هـ ، وقد شهد عليها علي بن حسين بن الشيخ إبراهيم العدساني، وسليمان بن عبدالله بن جغيمان، ومبارك بن أحمد الخطيب، والسيد حسين بن السيد سالم.

 3- اتفاقية ومصالحة عليها ختم قاضي الأحساء عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن محمد الوهيبي المتوفى سنة 1304هـ ، وقد أنهت هذه الاتفاقية النزاع بين علي بن محمد القطان عن نفسه وبوكالته عن أخيه عبد الله بن محمد القطان والشيخ حسين بن محمد الممتن على حصصهم من ماء نهر الرقيع المتفرع من نهر السليسل، وقد شهد على المصالحة كلا من، عيسى بن شويش وأحمد بن عبد العزيز بن ودي، وعبد المحسن بن عمار، وعبد اللطيف بن ظاعن، وسليمان العارضي، وناصر القطان، وصالح القطان، وحسين بن عبد الله بن رضا، وقد حررت هذه الاتفاقية في ربيع الثاني من عام 1287هـ.

سليسل في التراث الشعبي

لعبة هدو سليسل: 

وهي لعبة اللبيده، حيث يختبئ الأطفال عدا واحدا منهم، عليه أن يبحث عن أحد بقية الأطفال المختبئين؛ ليحل محله في اللعب، و ليبحث هو بدوره عن طفل آخر؛ ليكون دور اللعب عليه وهكذا طول اللعب، ففيها يجتمع الأطفال الراغبين في هذه اللعبة وقليلا من يتخلف عنها، ويقترعون على من عليه افتتاح اللعبة بالبحث عن أحد المختبئين، وفي الاقتراع يصفون بجوار أحد الجدران مسندين ظهورهم عليه، أما الذي يتولى عد اللاعبين لإخراج من عليه دور البحث، فهو من يكون صالحا للقيادة فيهم، وهنا تبدو نزاعات طفولية، يكون الحاسم فيها كبر السن تارة، وقوة الجسد تارة أخرى، وأحيانا تنتهي عند المنصفين منهم أن يكون الرئيس لمن لم يسبق له في المدى القريب أن قام بهذا الدور، وفي أثناء دور العد تبدو قوة الشخصية، ومناسبة القيادة، فبدوره يقول، وهو يشير إليهم، وأحيانا يدق على أكتافهم أو على صدورهم. 

 عقرة، بقرة، قلي ربي، عد العشرة، واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة... «حتى يصل إلى العشرة « ومن يصل إلى دور العشرة يقع عليه الدور، وبعدها يؤخذ رأسه ويوضع في حجر قائد اللعبة، وهو يردد العبارات التالية، والأطفال يقولون بعد كل عبارة كلمة 

((هدوه)) :

 هدو سليسل هدوه طير خثاكم هدوه

 تراه جاكم وأكل عشاكم

 ((هدوه)) ((هدوه))

إذا جاكم كلب الأبيض لا تخافون ...... ويقولوا من خلفه لا.

إذا جاكم كلب الأحمر لاتخافون ...... ويقولوا من خلفه لا.

إذا جاكم كلب الأصفر لا تخافو........ ويقولوا من خلفه لا.

وبالمناسبة بعضهم لا يدع لون كلب إلا ويقوله، حتى يعطي الفرصة للجميع اللجوء إلى مكان يختبئون فيه، بشكل يصعب العثور عليهم من قبل من عليه الدور بالبحث. 

 وإذا أراد الختام يقول: 

إذا جاكم كلب المقابر خوفوا وهنا ينصرفون باحثا كلا منهم المخبأ يلبد فيه، فإذا وقع من عليه البحث على أحدهم، عليه أن يأتي هو الآخر ليضع رأسه في حجر قائد اللعبة ليرد عليه ما قاله لمن سبقه، وهكذا طيلة اللعبة (1). 

التقرير المصور هنا

لتحميل التقرير هنـــــــــــــا