شعر وأدب واندية ادبيه
2019/12/14 | 0 | 6848
ننعاكَ شوقًا ولا ننعاكَ خسرانا
{ الى روح زعيم الحوزة العلمية والدينية سماحة العلامة السيد محمدعلي بن السيد هاشم العلي السلمان قدس الله روحه الزكية }
نــنـعـاكَ شــوقًــا ولا نـنـعـاكَ خُـسـرانـا
فـــمــا بـــرحــتَ لــنــا فــجــرًا وقُــرآنــا
وكــعـبـةً مــــن تــراتـيـلٍ نــطـوف بــهـا
طـــوفَ الـفـراشاتِ يـسـتلهمنَ بـسـتانا
ومـنـبـعًا مـــا عَـدِمْـنَـا فـــي شـواطـئِـهِ
مـــاءَ الــوضـوءِ لــكـيْ نـمـحـو خـطـايانا
يــا سـيِّـدي.. إنَّ مــوجَ الـشـوقِ يـحملُنا
فـــي بــحـرِ ذاتِـــكَ أشـجـانًـا فـأشـجانا
مــاضٍ إلــى أيــنَ؟! أوقـاتُ الـصلاةِ هُـنا
حَــنَّــتْ إلــيـكَ، وأَنَّـــتْ فـــي نـجـاوانـا!
جَــدِّدْ وضــوءَكَ، وانـفـضْ عـنـكَ غـاشيةً
مـــن الـنـعاسِ! أذانُ الـفـجرِ قــد حـانـا!
نـشـتاقُ وَجـهَـكَ يــا مَــنْ وَجـهُـهُ حَــرَمٌ
فـــي كـــلِّ ركـــنٍ بـــهِ نـلـقى مُـصَـلَّانا
نـشـتاقُ عـيـنيكَ كــي نـحـياهُما وطـنًا..
حُــلْـمُ الـعـيـونِ بـــأنْ يُـصـبِحنَ أوطـانـا!
نــشـتـاقُ كُــلَّــكَ كُـــلًّا واحـــدًا أحـــدًا..
لا يـفـهمُ الـشـوقَ مَــنْ يـحـياهُ نـقـصانا!
تاللهِ! لـــوْ تــعـرفُ الأقـــدارُ مَــنْ أخــذتْ
مــنَّــا، لــعــادَ إلــيـنـا الــمــوتُ نـدمـانـا
يـــا مَــنْ عـمـامتُهُ شـمـسٌ وإنْ طـلـعتْ
ســــــوداءَ تـــنـــزفُ آلامًـــــا وأحـــزانــا
هــا أنــتَ: بـالأمـسِ تـبـكي فـي مـآتمِنا
وفــــي مــآتــمِ هــــذا الــيــومِ مـبـكـانا
لـــك الـمـريـدون قـــد فــلُّـوا عـمـائمهمْ
وفـصَّـلـوا مـــن قــمـاشِ الـطـهرِ أكـفـانا
أمَّــا هــواكَ ف(لا تـسـألْ)! فـنـحنُ هُـنـا
نـحـيـاهُ فـــي عـالـم الـذكـرى، ويـحـيانا
حَـــفَّــارُ قَــبــرَيْـكَ يــــدري أنَّ مِــعـوَلَـهُ
قــد كــان فــي الأرضِ والأضــلاعِ طَـعَّانا
قـبـرانِ فــي سـاعـةٍ شُـقَّـا سـواسـيَةً:
فــي الـرمـلِ قـبـرٌ وقـبـرٌ فــي حـنـايانا!
وقـــد دَفَــنَّـاكَ ذكـــرى فـــي جـوانـحِـنا
مــن قـبـلِ دَفْـنِـكَ فــي الـغـبراءِ جـثمانا
أَوَّاهُ! وانـهـارتِ (الأحـسـاءُ) فــي لـغـتي
بــعـد الــوقـوفِ عــلـى الـتـاريـخِ أزمـانـا
إنَّ الــذي سَــلَّ مـنـكَ الــروحَ طــافَ بـنا
واســتـلَّ مـــن روحِــنـا صـبـرًا وسُـلـوانا
يـــا ابـــن الـسـمـاءِ ومــا تـنـفكُّ مُـتَّـخِذًا
مــــــن الــمــلائـكِ أصــحــابـا وخِـــلَّانــا
(جـبـريلُ) شِـعـرِكَ؛ أَوقَـفْتَ الـحياةَ لـهُ..
فهل مَحَضْتَ الهوى في الخُلدِ (رضوانا)؟
وهــــل (ثـمـانـونَ)كَ انْـحَـلَّـتْ عـبـاءتُـها
ثُـــمَّ ارتــديـتَ الـصِّـبـا حُـــورًا وولــدانـا؟
ويــــا كـيـانًـا مـــن الـتـقـوى، كـجَـوهَـرِهِ
مــا جَـوْهَـرَتْ (سُـورةُ الإنـسانِ) إنـسانا
فـما سـوى (الـعروةِ الـوثقى) لديهِ عُرًى
ومــــا أقــــامَ - ســــوى لــلــهِ - بُـنـيـانا
هـــل ذاكـــرٌ كـيـف كــان الـحُـبُّ يَـنْـدُبُنا
إلــــى مــحـافـلِ (آلِ الـبـيـتِ) نُـدمـانـا؟
حــكـايـةٌ إِثْـــرَ أُخـــرى بـيـنـنا انـطـلـقتْ
ثُــــمَّ ارتــحـلـتَ ولـــم نُـكـمِـلْ حـكـايـانا
كــم اسـتـضفنا الـقوافي وَهْـيَ حـالمةٌ
وكـــمْ عــلـى صَــدرِهـا نــامـتْ رزايــانـا
حــبـرُ الـقـداسـةِ مــن كـفَّـيكَ يـنـفحُني
طُـــهــرًا، ويـنـضـحُـني حُــبًّــا وتـحـنـانـا
وأنــــتَ تــأنــسُ مــنِّــي ريـــحَ مـحـبـرةٍ
تَـــهُـــبُّ حَــمَّــالَــةً عـــطـــرًا وألـــوانــا
كـانت عـلى جـسمكَ الأعـوامُ قد هرِمتْ
لـكـنـها لـــم تـــزلْ فـــي الــروح شُـبَّـانا
وكــمْ شـكـوتَ مــن الأُذْنَـيـنِ سَـمْـعَهُما
ولــيــسَ مــــا تـشـتـكي داءً وحِـرمـانـا!
مــا مَــسَّ سَـمـعَكَ وَقْــرٌ، إنَّـمـا كَـرُمَـتْ
أُذْنَــــاكَ أنْ تـغـرقـا فـــي لــغـوِ دنـيـانـا
قـد كـنتَ تـسمعُني بـالقلبِ، تـسمعُني
أضــعـافَ مَـــنْ هَــيَّـأُوا لـلـسَّـمعِ آذانـــا
وحــيـنَ يـظـمـأُ نــايـي كــنـتَ تُـشـرِبُـهُ
مــــاءَ الــمـديـحِ وتـسـتـسـقيهِ ألــحـانـا
والــيــومَ عــــاد إلــــى ألـحـانِـنـا ظــمـأٌ
مـــن الـغـيـابِ، وعــاد الـنـايُ عـطـشانا
هِـــيَ الـمَـنِـيَّةُ مـهـمـا طـــالَ مـوعـدُها
عُـقـبـاكَ فـــي هـــذهِ الـدنـيـا، وعُـقـبانا
طُـفْـنَـا الـمـدى, ونَـخَـلْنَا الـصـادقينَ بــهِ
لـــم نــلـقَ أصــدقَ وعــدًا مــن مـنـايانا
|
جديد الموقع
- 2024-11-25 أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"
- 2024-11-25 أمير الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"
- 2024-11-25 سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس وأعضاء جمعية عناية بالمصاحف
- 2024-11-25 العباد عضوا في المجلس الاستشاري للتعليم الخاص بالاحساء
- 2024-11-25 الوصول إلى حالة الإنغماس وقياس مستواها
- 2024-11-25 اكتشاف أقدم أبجدية معروفة في مدينة سورية قديمة
- 2024-11-25 زوايا المدينة
- 2024-11-24 التفوق العلمي طريق الى التقدم والازدهار
- 2024-11-24 قافية أيوب الأخرس
- 2024-11-24 البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل