مساندون، جمعية تطوعية تدعم المتضررين من الصدمات النفسية

من رحم المعاناة، وما عايشه المجتمع في المنطقة الشرقية بين عام ٢٠١٤م إلى عام ٢٠١٦ م، من أحداث مؤلمة وتغيرات وتطورات، انطلقت كوكبة من المختصين والمهتمين بجهود مذكورة ومشكورة في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي في المساحات ذات الحاجة، لتتولد جمعية (مساندون).

وانطلقت الجمعية متميزة بخدمة تعد الأسبق فيها بين الجمعيات الخيرية، وهو ما وضحه مديرها التنفيذي سلمان الراشد في حوار دار بملتقى آراء واصداء، إذ أوضح أن رسالة الجمعية هي: (الاحتراف في توفير الخدمات النفسية والاجتماعية لضحايا الأحداث والصدمات، والبحث عن أفضل الأساليب العلمية للحد من آثارها)، مضيفًا أن: الأحداث والصدمات التي يتعرض لها الفرد متعددة ويختلف تأثيرها عليه من شخص إلى آخر، و يمكن أن تنتج عن الكوارث الطبيعة، أو الأحداث الإرهابية، أو الفقد في حوادث الطرق، أو الفقد بشكل عام، أوالعنف، أو الطلاق، أو تشتت الأبناء، أو حالات الاختطاف؛ مما يولد صدمات نفسية واضطراب ما بعد الصدمة.

وأضاف الراشد: وللانفتاح الثقافي والعولمة آثارها النفسية إذ يتولد منها تمرد الأبناء. وكلها حالات تحتاج إلى المساندة والدعم النفسي والاجتماعي، وهذا ما تركز عليه جمعية مساندون بمعالجة الصدمة التى تؤثر على الفرد في ثلاث اتجاهات جسدية، وعقلية وفكرية، وروحية.

وتسعى جمعية (مساندون) إلى مواكبة رؤية المملكة 2030 في رفع أعداد المتطوعين إلى مليون متطوع ومتطوعة بحلول عام 2030 م؛ مسهمة بشكل فعال في تنمية مختلف المجالات التي تخدم المجتمع، وترسيخ ثقافة المسؤوليَّة الاجتماعيَّة.

ويذكر الراشد أن الدعم النفسي والاجتماعي كل متكامل، ففي الحين الذي يقدم فيه الدعم للفرد في معاناته الخاصة به، فإن ذلك يتصل تلقائيًا بالمجتمع ويؤثر فيه، وكذلك عندما يقدم الدعم للمجتمع أو فئة منه كأسرة أو مجموعة من الأسر، فإن ذلك يشمل الأفراد. وهذا ما تصبوا له جمعية مساندون وتعمل عليه في التعامل مع أي صدمة.

وتسعى الجمعية من خلال عدد من الأساليب للوصول لعدد أكبر من المستهدفين، ومنها:
-الدورات التأهيلية لغير المختصين مثل المسعف النفسي.
- عقد الشراكات النوعية في المجاميع الأكثر تأثيرًا ووصولًا للفئات المستهدفة، مثل المجتمعات التعليمية.
-تدريب الفرق التطوعية النوعية.
-التعريف بالجمعية في المجمعات التجارية والمناسبات العامة.

المسعف النفسي

وعن مبادرة المسعف النفسي أو المساند النفسي بيّن الراشد أهمية وجود المسعف والمساند للمريض النفسي وشبهها بالمتدرب على الإسعافات الأولية حيث يقوم بدور محدد يمكنه من تقديم الخدمة الإسعافية ذات النتيجة المباشرة أو إيصال المصاب للمختص، وكذلك الإسعافات النفسية الأولية التي تقدم في مثل هذه الدورات، وهي دورات معتمدة من المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية، وتقدمها الجمعية مجانًا؛ وبذلك يزداد عدد المساندين، ويزداد وعي المجتمع للتعامل مع الصدمة لدى الفرد قبل تفاقمها، ويكسر حاجز الحرج من المرض والتعب النفسي، وهذا ما أسهم في إقبال المجتمع لتلقي الخدمة (في الجمعية)، ولاسيما بعد القيام ببعض الأساليب التي تمت الإشارة لها.

وأعطى الراشد أمثلة على ذلك: كالطلاب الذين يتجهون بأنفسهم لأخذ المشورة، وتكرر أن يأتينا عدد من الموجهين الطلابيين للتعرف على خدمات الجمعية بعدما لمسوا تغيرًا إيجابيًا في الحالات التي يتابعونها (الطلاب)، وأدركوا أنهم تلقوا خدمة من الجمعية.
إضافة إلى زيارات مختلفة من شرائح متنوعة تستهدف الاستشارات بأنواعها: النفسية، والأسرية، والزوجية، والتربوية، والاجتماعية.

وأوضح الراشد أن الخدمة تُقدم وفق رحلة للمستفيد تمر بخطوات، ابتداءً من تلقي الطلب مرورًا بتصنيف الحالة، ثم الإحالة للمختص، وهنا يقوم المختص بدوره في الحالة، فقد تتطلب بعض الحالات الإحالة إلى مختص آخر، أو إلى جهة أخرى لتكامل المساندة. انتهاءً بتقرير الحالة وتقييم الخدمة لتجوّد الجمعية مخرجاتها.

ومن الجدير بالذكر أن جمعية (مساندون) جمعية تطوعية تحت إشراف المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، تحت تصنيف: التأييد والمؤازرة، وتشرف عليها فنيًا وزارة الداخلية وجميع الحالات يتم التعامل معها بسرية تامة.