![مرارة السخرية في كتابات (الحادي) مرارة السخرية في كتابات (الحادي)](https://almoterfy.com/upload_list/source/Article/writer/1/salah.jpg)
2021/06/25 | 0 | 2994
مرارة السخرية في كتابات (الحادي)
هل السخرية ابنة الأدب أم ابنة الفلسفة أم ابنة الفن؟ سؤال احتار النقاد في حله. عند الإغريق هناك سخرية( سقراط) الفيلسوف، تقابلها سخرية (أرسطو فانيس) الفنان، تقابلها سخرية (هوميروس) الشاعر. والسخرية والنكتة والتهكم والطرفة والهزل. كلها أزقة تؤدي الى باحة الضحك. لكن كل مفردة لها معناها ووظيفتها. فهي مفردات قسمها النقاد والفلاسفة وعلماء النفس الى أقسام. ولايعنيني هنا سوى السخرية التي تكتنز الرؤية الفلسفية للأشياء. والكاتب الصديق : عبدالرحمن الحادي معني بها. فهو كاتب يظهر التواضع والتلقائيةفي كتاباته، لكنه يبطن السخرية المرة من نفسه وماحوله من الظروف. ومن يقرأ مقدمة كتابه الأول(انتفاضة المريد) يدرك ذلك. هاهو يقول : كنت أسير في الطريق منكس الرأس كما ينكس المهزوم رايته، خائفا أترقب، أنظر بملء عيني في الطريق كأنه ملئ بمرايا تنعكس فيها صورتي التي لاأطيق النظر إليها !! في هذه السطور القليلة ندرك كمية مايستبطنه الحادي من ثقافة أدبيةودينية. وفي المقدمة نفسها يقول: حتى حشرات البيت تخيفني وخاصة الخنافس الصغيرة جدا، فحين اريد النوم أجعل في أذني قطنا، آخذا بوصية الأخ الحكيم الذي يكبرني بسنتين في ذلك الوقت، مفسرا أن هذه الحشرات قد تدخل في الآذان وتمتص المخ، لتحيل صاحبه إلي شخص خاوي العقل !!
هكذا يعرض علينا الكاتب الحادي مأساته بسخرية مريرة تحملنا على الضحك والحزن في الوقت نفسه. ولو رحت أذكر المقاطع الكتابية في كتاباته لطال بي المقال. لكنني أشير فقط إلى ملمح قوي وظاهر في كتابات الصديق الحادي. وهو السخرية المرة. التي تذكرنا بكتابات الاساتذة الكبار الذين قرأ الحادي لهم وتأثر ببعض أساليبهم. مثل :محمود السعدني وأحمد رجب وغيرهما. علما أن الحادي متأثر بكتابات توقيق الحكيم وله مقال في الكتاب نفسه عنوانه(صديقي الحكيم) لكن مهما قلنا عن كتابه الاول(انتفاضة المريد) الذي كشف لنا من خلاله عن موسوعية ثقافته الادبية. فإننا نقف مشدوهين أمام كتابه الثاني(أوراق يوقعها الزمن) هذا الكتاب الذي سكب فيه رحيق تجربته الحياتية فهو من مواليد(١٩٦٧) فكأنه أخذ حزنه المكبوت من حزن حناجر العرب المبحوحة أيام النكسة، حين صرخ صرخة الميلاد. مشاركا بها الجماهير بكاءهم ونحيبهم آنذاك !! في كتابه الثاني نراه يسخر سخرية الواثق بنفسه، الذي وصل إلى الشاطئ بعدما كان يصارع أمواج الحياة في كتابه الأول. هاهو يقول في مقال بعنوان(هدوء) : أحسست بنشوة حال ارتمائي فوق شاطئ البحر أترقب أمواجه الزرقاء الجميلة..)
يبدأ الحادي كتابه الثاني بمقال بعنوان(حمير ومواقف) والعنوان لمن تأمله يحمل سخرية فظيعة لمن يستبطن عناوين الكتب !! في هذا المقال يحكي عن حمير شاهدها في طفولته وصباه. كل حمار له موقف مضحك مبك. فحتى الحمير سخر منهم سخرية مريرة تجمع الفكاهة والألم. والألم عند الحادي فظيع. لكنه يلبسه قناعا اسمه الرضا، فيبدو جميلا في أعين الآخرين. لكنه حين ينزع هذا القناع يبدو وجه الألم مخيفا مرعبا. هاهو يقول في مقال بعنوان(عندما يخط الألم) : بئر الألم غائر بداخل الانسان صرخاته مدوية في أحشائه) هكذا يفزعنا هذا الكاتب الساخر بهذه الصورة المرعبة للألم. وكأنه يطلعنا على فوهة بركان تسكن كل واحد فينا !! الكاتب الصديق : عبدالرحمن الحادي صاحب ألم يداريه عن أنظار الماره، فإذا كتب ودبج السطور، بدأ ذلك الألم يخرج رويدا رويدا في سخريته المريرة تلك. ختاما أشكر الصديق الحادي على هذين الكتابين اللذين أثرا بهما المكتبة الأحسائية والسعودية.
جديد الموقع
- 2025-02-07 سمو محافظ الأحساء يدشّن مهرجان "ليالي القيصرية"
- 2025-02-07 سمو محافظ الأحساء يكرّم مدير شرطة المحافظة بمناسبة نقله
- 2025-02-07 دار التربية الاجتماعية للبنات بالأحساء تكرم الزميل زهير الغزال
- 2025-02-07 أحسائية المغلوث تكرم المرشدين السياحيين ,والسياحة محرك اقتصادي
- 2025-02-07 الايروسية في أغنيات عيسى الاحسائي
- 2025-02-07 سادة الهاشم بالمطيرفي تحتفي بزفاف إبنها "السيد محمد " تهانينا
- 2025-02-06 قراءة في رواية مرآة تطلق الرصاص
- 2025-02-06 هل غمر الجسم في الماء البارد مفيد صحيًا؟
- 2025-02-06 م ق ج عن القراءة
- 2025-02-06 الكتب ومهارة الانتقاء