2021/12/24 | 0 | 3918
رسالة من غيص حساوي لأهله
مقدّمة :
ركب الآباء و الأجداد متون الأهوال و ضربوا في أصقاع الأرض و ركبوا البحر ، لتحصيل أرزاقهم و انتزاعه من أفواه تلك الأهوال ، و هذه الرّسالة صورة من صفحات ذلك الزمن الصّعب .
من الأخ كاظم بن محمد المحيسن إلى جناب عالي جناب الأخ العزيز المكرّم ملا علي ولد عيد المحيسن ،دام بقاه .
بعد السّلام و السؤال عنكم و عن صحّة حالكم و أحوالنا من فضل الله تسرّكم ما عنّا منشود ، نعرّفكم قفلنا من قوص[1][1] الخانكيّة ، مسرورين بحال الصحّة و العافية و لا كدّر علينا إلا نقطاع الطّرق الله يصلح حال المسلمين ، أخي نعرّفك أن واصلك بطيّ الكتاب ورقة فيها حوالة ستين روبّية علا [2][2] حاجي منصور بن رمضان منها حقّ هلي عشر ربيات و منها خمسين ربيّة حق أحمد ولد يوسف بن معن ، من عند ولده ولده اسليمان ، إن شاء الله حال وصول الخطّ إليك و أنت مخبر أحمد بن معن المذكور يركب معك الهفوف ، و تعرض الحوالة علا حاجي منصور المذكور و يسلّم لك مبلغ الدّراهم المذكورة ستين ربيّة و أنت مسّلم في يد أحمد بن معن خمسين ربيّة موجب تعريفنا لك ، و عشر ربيات سلّمهم بيد هلي حسن بن خميس أهلي أنا يا كاظم و إن شاء الله جنابك الشّريف ما يقصّر جزيت عنّا خير هذا ما لزم بيانه و لا تخلّينا من مراجعة الخطّ ، و الله يعظّم أجركم في علي البلادي ، و سلّم لنا على الخال عيد و خلّف عليه و علا رضيعتيه و على كافّة المحيسن و سلّم لنا على الوالد محمّد ولد أحمد ولد حسن ، و على الإخوان و عيال الخال و عيال العمّ أحمد السعيدي ، و علا السيّد ياسين و عايش بن معن ، و كافّة الجماعة من يسئل عنّا و على امّ عيد و خلّف عليها ، و قلّ لها تراني ما ناب غافل عنها فالها طيّب ، انبدى لك غرض نتشرّف و السّلام و من لدنّأ سلمان ولد أحمد بن معن و حسين ولد محمد راعي القرين يسّلمون و يعظمون لكم الأجر و السلام .
جرى في 8 ذي الحجّة سنة 1348هـ .
تاريخ الرّسالة :
8 ذي الحجّة سنة 1347 هجرية و هو الموافق يوم الجمعة 17 مايو عام 1929م .
المرسل :
هو كاظم بن محمد بن أحمد بن حسن المحيسن ، كما هو واضح من تفصيل اسمه و اسم والده المشار له ، و هو كما يتّضح من الرّسالة و عمله الغوص كما تشير الرّسالة إلا أن الغوص كما لأغلب سكّان الخليج يعدّ عملا موسميا و حتى من احترفوه لا يستمرون فيه طوال حياتهم لما فيه من مشقّة ومخاطر فلا بدّ أن يكون له نشاط آخر ،
المرسل إليه :
المرحوم ملا علي بن عيد بن عيسى بن عبدالمحسن المحيسن ، والدته سلامة المحيسن ، و تزوج عدّ’ زوجات إلا أنه لم يرزق إلا من امرأة واحدة هي فاطمة الصالح من المطيرفي ، و أنجبت له ابنه الوحيد عايش و أربع بنات هن ( نورة ن و كاظميّة و زهراء، و مريم ) توفي حدود عام 1370 هـ و كان يمتهن الخطابة الحسينية , أسرة المحيسن من أهالي فريج العيوني في المبرّز ، و امتهن أغلب الحسانة ( الحلاقة ) و الطبّ الشعبي ، و ختانة الأطفال ، و بعض المهن كالحياكة و عدد من أبناء هذه الأسرة مارسوا الخطابة و بعضها نال نصيبا حسنا من الشهرة داخل الأحساء و خارجها ، منه هؤلاء ملا عبدالله المحيسن المتوفى في المنامة حدود عام 1369هـ و ابنه ملا عبد علي المتوفى في حادث مروري ليلة سابع من محرّم عام 1400هـ ، و ملا حسين بن محمدالمحيسن ، و ملا حسن بن علي النحيسن و ابنيه ملا علي بن ملا حسن المحيسن ، ملا محمد صالح بن ملا حسن المحيسن ( 1373هـ ) و الملا عيسى بن عبدالله بن محمد المحيسن ( ت 1393هـ ) و من متأخريهم الشيخ توفيق بن ملا حسين المحيسن ( ت 1422هـ ) و المرحوم الشيخ محمد بن ملا علي المحيسن ( ت 1435هـ )
عن الرّسالة :
أعتقد أنّ المرسل أمّي لا يقرأ و لا يكتب ،و استعان بكتّاب السّوق الذين يلجأ لهم الراغبين في إرسال رسالة ، خاصة مع تطابق نمط الخطّ مع الكثير من الرسائل التي شاهدتها سابا و صادرة من البحرين للأحساء .
نعرّفكم قفلنا من قوص الخانكيّة
القفال : هو الرجوع بعد انتهاء موسم الغوص و الخانكيّة و تنطق في الخليج الخانﭼية و هو أحد مواسم الغوص في الخليج ، و يكون عادة بعد فصل الربيع و مدته حوالي أسبوعين .
و من كلامه يبدو أنّه احترف الغوص مدّة حيث أن هذا الموسم القصير يستثمره النواخذة لجذب أهل التجربة توفيرا للوقت و الجهد خاصة أن الماء يكون باردا نسبيّا .
و لا كدّر علينا إلا نقطاع الطّرق الله يصلح حال المسلمين :
في العادة الطريق بين البحرين و الأحساء لا تنقطع أبدا إلا أنّ هذه الفترة كان العالم بأسره يعيش آثار الانكماش الاقتصادي في العشرينات ، فالعالم كان للتو خارجا من الحرب العالميّة الأولى ( 1914م - 1918م ) كما خسر الخليج كافّة أغلب أساطيله المستخدمة في النقل و السفر و صيد اللؤلؤ في سنة الطبعة عام 1925م إضافة أن المنطقة كانت تعيش مخاضات توحيد كيان المملكة العربية السعوديّة بالتأكيد كل ذلك يؤثّر على الطرق .
أخي نعرّفك أن واصلك بطيّ الكتاب ورقة فيها حوالة ستين روبّية
في العادة كان التجّار يمارسون نوعا من التّضامن مع مواطنيهم أساسه الثّقة المتبادلة ، فالمغترب عن أهله يحتاج وسيلة آمنة لوصول نفقة لأهله في الأحساء دون تعرّضها للسرقة أو الضياع أو تحمّلأ مخاطر نقل المال ، و في ذات الوقت التاجر يحتاج للمزيد من النّقد في فروع تجارته الخارجيّة ، فيقوم المغترب بإيداع نقده عند التاجرالأحسائي في البحرين الذي بدوره يقدم له حواله لأبيه أو أخيه أو شريكه التجاري أو تاجر آخر بينه و بينه تعامل في الأحساء و هم بذلك يقومون بهذه العملية المصرفية خاصّة في ظلّ عدم وجود فروع للبنوك في الأحساء وقتها .
و الحوالات عادة تكون على شكل نموذج مطبوع فيه اسم المحوّل و المحال إليه و المستفيد من الحوالة .
الحاج منصور بن رمضان :
هو الوجيه الحاج منصور بن علي بن أحمد بن محمّد الرّمضان من وجهاء و تجّار الأحساء ، ولد حدود عام 1302 هـ ، و نشأ في كنف والده اعتنى به و ألحقه بالمطوّع المرحوم الحاج ملا موسى الشوّاف .
و كان والده الحاج علي شريكا مع إخوته الشيخ حسن و الحاج عبدالله و كانت تجارتهم متنوّعة بين الأرزاق و مواد البناء و الأنسجة ، و بدأ الحاج منصور مشواره العملي في البحرين حيث كان لهم مقرّ هناك يجلب له البضائع من واردات الهند و شرق أفريقيا و غيرها ، و بعد وفاة والده عام 1327هـ ، و بعد وفاة الشيخ حسن صفّيت الشركة و استقلّ الحاج منصور الحاج منصور بتجارته و توسّعت ، و اختير رحمه الله عمدة لفريج الرّفعة لما امتاز به من سمعة طيّبة ، و قبول اجتماعي و كرم و مجلس مفتوح .
توفي رحمه الله عام في شهر رجب من عام 1377هـ و خلف عددا من الأبناء من زوجتين . هم كل من محمد ( ت 1392هـ ) ، و الحاج حسن ( ت 1389هـ ) و الحاج ياسين ( ت 1392هـ ) و الحاج تقي و الحاج عبدالمجيد و إخواتهم .
السيّد ياسين :
هو السيّد ياسين بن حسن بن عبدالله بن علي النحوي ، من مواليد حدود عام 1320 هـ ، من مشاهير المعلمين في الاحساء في المرحلة ما قبل التعليم النّظامي فقد افتتح مدرسة متقدّمة وفق مستوى الشائع في تلك المرحلة فقط كان يدرّس القراءة و الحساب و الخطّ و جانب من الأدب ، فكان الآباء سيّما بين وجهاء المبرّز من الشيعة و السنّة يحرصون على إلحاق أبناءهم بمدرسته ، حيث أنها كانت تمنح شهادة معترف بها تؤهّل المتخرّج منها الالتحاق بالوظائف الحكوميّة .
و كان له حضور اجتماعي و أدبي مميّز و يلقى تقدير و احتراما واسعا لكونه معلما لشريحة واسعة من أبناء المجتمع ، توف يرحمه الله في 26 من رجب عام 1410هـ . و رثاه الكثير من الشعراء .
إفادات من كلّ من :
الشيخ قاسم الخزعل . الشيخ هاني المحيسن
أعلام من ألأحساء في العلم و الأدب من الماضين ، المؤرّخ الأستاذ أحمد بن عبدالمحسن البدر
عشيرة الرمضان الأحسائيّة ، المؤرّخ الأستاذ حسين بن جواد الرّمضان .
رجال الغوص و اللؤلؤ ، جمعة خليفة احمد بن ثالث الحميري
[3][1] هكذا كتبت و الصّحيح غوص الخانكيّة .
[4][2] و الصحيح على كتبت هكذا
جديد الموقع
- 2024-08-02 دار الرحمة توقع مذكرة تعاون مع أمانة الأحساء ومؤسسة إكرام الموتى بالرياض
- 2024-08-02 بذكرك لهجاً على خطى السجاد (ع)
- 2024-08-02 الإكتئاب أثناء الحمل مرتبط بارتفاع هرمون الكورتيزول في شعر الأطفال الدارجين مما قد يسبب مشكلات صحية للطفل
- 2024-08-02 تشخيص أنواع مختلفة من الخرف باستخدام الذكاء الاصطناعي أصبح ممكنًا الآن
- 2024-08-02 استراتيجية جديدة للتعامل مع التوتر العاطفي
- 2024-08-02 التاريخ يشكل مادة خصبة للأدب
- 2024-08-02 سوء إخراج الكتب يؤثر سلبا في تسويقها
- 2024-08-02 25 لوحة ترصد تاريخ الأحساء قبل 100 عام
- 2024-08-02 اشرب من الچـوچـب
- 2024-08-01 نبتة الغاف الأحمر والسعودية الخضراء.