2021/11/11 | 0 | 3345
رسالة كويتيّة .
مع مظاهر الطّفرة الاقتصادية مطلع السبعينيات الميلاديّة ، لم تستطع العمالة المحلّية تغطية الاحتياجات المتضاعفة في كلّ قطاعات العمل البناء و مكمّلاته بالذات لذا بدأ الأهالي بتنفيذ بعض تلك المكمّلات في الكويت و هذه الرّسالة ترصد شيئا من ذلك .
بسم الله الرحمن الرحيم
صالح عبدالهادي البقشي
الأحساء الهفوف - السويق
منزل 23315
محل 26953
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الأخ العزيز / عبدالجليل حسن محمد البقشي المحترم .
تحيّة عطرة أهديها إليك ، عسى أن تصلكم و أنت و كافّة الأسرة الكريمة بخير و في صحّة جيدة ، أمّا نحن فلله الحمد بصحّة جيّدة أخي .
أولا الحمد لله على سلامة وصولكم سالمين و أيضا أم جعفر و منال و عبير و جعفر ( أكيد وصلتوا الكويت حسبما أعرف ) و إن كان الوالد و العمّ’ و رضا و بثينة , فقل الحمد لله على سلامة وصولهم نيابة عنّي لأنّهم تأخّروا بعدك .
و كتبنا الله و إيّاكم و الجميع عند الأئمّة الأطهار و زيارة بيت الله في كلّ سنة إنّه سميع مجيب .
ثانيا حسب وصفك لي عن موضع الدنانير أخذتهم كلّهم ( آسف لكن... للمبلغ و أيضا كنت أتوع أرسلهم لك قبل مجيئك لكن عمّك عبدالله سافر و لا حصّلت واحد ثقة أعطيهم أيّاه ) المهمّ وجدتهم مبلغ 250 دينار كويتي - 50 حق عيال عمّك أحمد رحمه الله عليه - سلّمتهم بيد الأخ علي أحمد ابن عمّك بحضور العمّ حسن ، و مبلغ مائتين ينار عند أخوك مفيد لي مبلغ 90 دينار استلمهم منه - و أيضا يصلك مبلغ مع الرّسالة 110 دنانير و شكرا لك .
يا أخ عبدالجليل ( تخدمك أولادك ) و الحور العين و كلّ عام و حضرتكم بخير .
ثالثا أحبّ أكلّف عليك و إن شاء الله ما تقول لا ، لأنّ الطّلب اللي أطلبك إياه بسيط و أرجو أن تتّصل بمنجرة دمشق على ت رقم 819209 ( عدنان ) لصاحبه علي شمي الدين . و تسأله عن موعد تسليم الأبواب و هل انتهوا أو لا ، لأنّ موعد تسليمهم يوم 14 / 9 / 1977م و لك جزيل الشكر و نحن مستعدون و في الخدمة يا بو جعفر .
ختاما تقبّل فائق تحياتي و أهدائها أمّ جعفر و سلّم لي عليها كثيرا و منال و عبير و جعفر و أخوك مفيد و رضا و طارق و طلال و محمد و زهراء و أهلك و أخواتك ضوّية و وداد و على من يسأل عنّا .
اخوك صالح عبدالهادي البقشي .
المرسل :
الوجيه الفاضل المهندس صالح بن عبدالهادي بن علي البقشي / من مواليد الهفوف عام 1375هـ ، تلقى تغيمه العام في مدارسها المدرسة الأميرية و المتوسطة النموذجيّة و ثانويّة الهفوف ، و التحق بكليّة العمارة و التخطيط بفرع جامعة الملك فيصل بالدمام ( جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل ) و تخرّج منها عام 1401 و التحق بالعمل الحكومي في بلدية الأحساء ثم في بلديتي العيون و العمران كمدير للشؤون الفنيّة و رئيس للبلديّة بالنّيابة ، و بعد ثلاث سنوات من العمل الحكومي قدّم استقالته للتفرّغ للعمل الخاص فاسس مكتب البقشي للاستشارات الهندسيّة و لا زال يباشر إدارته .
و لديه عدّة عضويات مؤسّس في عدد من الجهات العلميّة و الاجتماعيّة كفرع الجمعيّة السعوديّة لعلوم العمران ، و فرع هيئة المهندسين السعوديّة و جمعية رحماء .
و للمهندس صالح البقشي حضور اجتماعي مميّز ،و هو يشرع مجلسه أسبوعا لاستقبال زوّاره من كافة أطياف المجتمع في الاحساء و زوّارها .
المرسل إليه :
الحاج الأستاذ عبدالجليل بن حسن بن مّحمّد البقشي ، من مواليد الكاظميّة بالعراق عام 1949م حيث كان والده من معازيب صناعة البشوت هناك فعاش طفولته و بدايات شبابه هناك و تلق تعليمه الابتدائي و المتوسّط فيها ثم رجع للكويت و التحق بمعهد المعلّمين و تخّرج منه عام 1970م و عمل معّلما في عدد من المدارس الابتدائيّة ، إلى أن تقاعد عام 2000م .
و لشغفه الشديد بالتصوير امتلك في سنّ مبكّرة كاميرا تصوير و كان يحملها في كلّ سفراته و تنقّلاته لذا امتلك أرشيفا صوريا ثريّا عن الكويت و العراق و الشام و تركيا و بعض دول أوروبا الشرقية التي زارها و الأحساء و المدينة المنورة و مكة المكّرمة ابتداء الستينيات و قد استعان بصوره العديد من الباحثين و المهتمّين .
عن الرّسالة :
في الجزء الأخير من الرّسالة يشير لهذا التوجّه الذي شاع طوال السبعينيات تقريبا حيث كانت الكويت مقصدا لطالبي البضائع و الأصناف الأفضل حيث كان مورّدوها سباقين لجلب البضائع المنوّعة من كلّ شيء .
ففي المنسوجات و الأقمشة كانت محلاتها التجارية تعرض الجديد و المواكب للموضة السارية حينها فكان المتبضّعون و طالبو الأناقة يقصدونها لشراء الملابس و الأقمشة حيث افتتح الشاميون و اللبنانيون محلات أنيقة تجلب البضائع الأوروبية و و منسوجات حلب الشهيرة و مطرزاتها كذلك الأقمشة اليابانيّة و المطرزات الكورية لذا كان أصحاب المحلات يقصدون البلوكات في شارع فلسطين في حولّي للتبضّع بالجملة لتزويد محلاتهم .
كذلك فإنّ ( سوق الزلّ ) من محطات التسوّق المهمّة لشراء البطانيات و الألحفة و الفرش .
إضافة لسوق الحلوى لشراء الحلوى و الدرابيل و البقصم و غيرها .
في مواد البناء كانت الورش و المصانع في الشويخ تصنّع أبوابا و شبابيكا بقياسات معياريّة ( ستاندرد ) و يتمّ بيعها جاهزة فتستورد و تباع في معارض الهفوف لبيعها في دروازة الخبّاز جوار محلات مواد البناء الأخرى .
و ينطبق ذلك على مواد السّباكة و المواد الكهربائيّة المجاورة لها والتي كانت تعيد بيع ما تستورده من موردين كويتيين .
لذا كان بعض من يباشر بناء عمائر سكنية و تجارية يختصر الوقت و يوفّر المال بأن يقصد الكويت مباشرة و ليتزوّد بنفسه تلك الاحتياجات من مواد تشطيب .
كذلك واكب فترة البدايات الطفرة زيادة الطلب على الأثاث المنزلي الراقي كان بعض من تحسنت أحوالهم يقصدون الكويت لاقتناء الأثاث و غرف النوم الإيطاليّة و الأمريكيّة الجاهزة ، كما كانت بعض بالمعارض تستورد غرف النوم المصّنعة يدويا و يعاد بيعها في معارض الموبيليا في الأحساء إلى جانب تلك التي تصنّع هنا .
و أتذكر جيّدا أن الكثير من الأقارب كان يستغلّ فرصة زياراته للكويت لعمل تنجيد لسيارته حيث اشتهرت ورش التنجيد في الشويخ بالإتقان في كسوة مقاعد السيّارات بأغلفة جلدية أو قماشيّة تحاكي الأصلية أو ربما أفخم منها .
و بالتأكيد يقابل هذا تكامل خدمات نقل الرّكاب في طريق الكويت – الأحساء و العكس الخدمات المتوفّرة يوميا بين البلدين لذا لا يحتاج الراغب بالذهاب إلى الكويت إلا أن يقصد التكاسي في دوار الخميس بالهفوف ليجد سيارة تنقله إلى هناك و العكس أيضا يمكن الرجوع بسهولة من الكويت للأحساء .
يوازي ذلك طبعا نموّ خدمات نقل البضائع و التي كان تتم بسيارات الجمس الحمراء عادة و اشتهر العديد من الكّدادة على هذا الطريق و منهم الفنان الشعبي عيسى بن علي الذي عرف بدماثة خلقة و هدوئه في القيادة و سماحته مع صاحب البضاعة دون أن يطلب زيادة أجرته عند زيادة التحميل كما يفعل غيره ، كما أنّ تودد موظفي الجمارك في البلدين له كان يرغب أصحاب البضائع لاختياره .
كما أنّ الذهاب للكويت بقصد العلاج كان من أسباب قصدها و سنتعرّض له لاحقا = بعون الله – في رسالة لاحقة .
بالتأكيد وجود أواصر قرابات و كون الكويت امتداد طبيعي و عائلي و اقتصادي للأحساء و المملكة بشكل عام فقد كان هذا الأمر شيئا طبيعيا و داعما لهذا النوع من الأنشطة ، و كذلك كونها المحطّة الأهم في طريق الزوار عبر البرّ لعراق الذين لم يكونوا ينقطعون طوال العام ، و كانت الكويت محطّة التزوّد بالبضائع و الهدايا و التي ينقلها الزوار و أرباب الحملات للانتفاع ببيعها في العراق .
و بالتأكيد بقاء الحال من المحال ، فقد بدا وهج هذا النشاط المحموم بالانحسار ، لتراجع الحاجة له من جهة مع التوسّع في أنشطة شبيهة و نشاط حركة استيراد البضائع للمملكة مباشرة عبر مراكزها الحيوّية النشطة سيّما في الرياض و جدّة و الدّمام ، بل في أغلب مدن المملكة .
و ربما كان لاندلاع الحرب العراقيّة الإيرانيّة لثمان سنين ما ترتبّ عليها كان شدد التأثير على هذه الأنشطة فانحسر قصد الكويت غالبا إلا للزيارات العائليّة .
جديد الموقع
- 2024-08-02 دار الرحمة توقع مذكرة تعاون مع أمانة الأحساء ومؤسسة إكرام الموتى بالرياض
- 2024-08-02 بذكرك لهجاً على خطى السجاد (ع)
- 2024-08-02 الإكتئاب أثناء الحمل مرتبط بارتفاع هرمون الكورتيزول في شعر الأطفال الدارجين مما قد يسبب مشكلات صحية للطفل
- 2024-08-02 تشخيص أنواع مختلفة من الخرف باستخدام الذكاء الاصطناعي أصبح ممكنًا الآن
- 2024-08-02 استراتيجية جديدة للتعامل مع التوتر العاطفي
- 2024-08-02 التاريخ يشكل مادة خصبة للأدب
- 2024-08-02 سوء إخراج الكتب يؤثر سلبا في تسويقها
- 2024-08-02 25 لوحة ترصد تاريخ الأحساء قبل 100 عام
- 2024-08-02 اشرب من الچـوچـب
- 2024-08-01 نبتة الغاف الأحمر والسعودية الخضراء.