![ذكرياتي مع( بدر شاكر السياب) ذكرياتي مع( بدر شاكر السياب)](https://almoterfy.com/upload_list/source/Article/writer/1/hindy.jpg)
2021/03/03 | 0 | 4374
ذكرياتي مع( بدر شاكر السياب)
الكلام عن الشعر العراقي الحديث، كلام يشبه لذة أحاديث المقاهي العراقية في الخمسينات والستينات. حيث أصوات الاستكانات تختلط بأصوات الزبائن وهم يتناقشون حول قصيدة ما، وقصة ما، ولوحة ما.
عرفت السياب حين عرفت أحدية الشيخ أحمد المبارك(رحمه الله تعالى)
كان ذلك عام ١٩٩٥ وكان عمري (٢٥) سنة. حيث شغلني عن السياب اهتمامي بالشعر الشعبي في مرحلة المراهقة، وتجربة التدين المبكرة التي أخذت من عمري سنوات عديدة !! في أحدية الشيخ أحمد عرفت السياب، حيث كان الدكتور الراحل : إبراهيم الحاوي رحمه الله تعالى يلهج باسمه وبقصائده . وكثيرا مايتحدث عن قصيدة (انشودة المطر) وكان حين يلهج بمطلعها بصوته الاذاعي الآسر :
عيناك : غابتا نخيل ساعة السحر
أوشرفتان راح ينأى عنهما القمر !!
كان يشرق وجهه بابتسامة عريضة، يجعلنا دون أن نشعر نحاكيه في تبسمه.وأتذكر أنني حين عملت محاضرة في أحدية المبارك بعنوان: (عقيدة الصلب في الشعر العربي الحديث) تطرقت لقصيدة السياب (المسيح بعد الصلب)
وحين اقتنيت مجموعة السياب الكاملة من( دار العودة) بغلافها الأحمر، رحت ألتهم المجلدين التهاما عجيبا، وقد قرأت مقدمة ناجي علوش الضافية عن شعر بدر. وتوقفت عند بعض قصائده مثل: المسيح بعد الصلب. و(جيكور) و(المومس العمياء) و(غريب على الخليج) وغيرها من القصائد. كنت أقرأ شعر السياب عام١٩٩٦ وأنا في غرفتي الصغيرة في بيتنا المطل على شارع (كرم) حيث أصوات المارة يختلط بأصوات منبهات السيارات. فكنت أعيش في عوالم (شناشيل ابنة الجلبي) حيث يقول بدر :
وأذكر من شتاء القرية النضاح فيه النور...
من خلل السحاب كأنه النغم..
وأقرأ في المومس العمياء :
الليل يطبق مرة أخرى، فتشربه المدينة، والعابرون إلى القرارة ... مثل أغنية حزينة. في أواخر التسعينات من القرن العشرين لم يكن (جوجل) قد جاء الى الدنيا. فكنت أتابع الملاحق الثقافية في بعض الجرائد.، وأحرص على اقتناء المجلات الثقافية كي أحصل على مقال هنا وهناك يتحدث عن السياب !! وكنت أتعصب له في ريادة الشعر الحديث، فلست مع البياتي ولانازك الملائكة.
وحين كتبت قصيدتي: (شهقة التاريخ) أهديتها الى السياب وقلت في إهدائي الموجود في ديواني الثاني (رقصة الفستان) : إلى بدر شاكر السياب، الذي لو تمثل الجرح شخصا لكان هو !! وضمنتها مقطعا من قصيدته (غريب على الخليج) . حين قلت :(وقصائد السياب فينا كالجوى بين الضلوع/ اليوم عادت من جديد / اليوم يقرأها الحفيد / (لأبكين على العراق فما لديك سوى الدموع/ وسوى انتظارك دون جدوى للرياح وللقلوع) والله حسبك ياعراق
والله حسبك ياعراق !!
ولاأنس تلك الفتاة العراقية التي بكت لقصيدتي هذه حين ألقيتها في النادي الأهلي الثقافي في مملكة البحرين. وجاءت تبحث عني بعد الأمسية لتشكرني على القصيدة .لقد عاش السياب في ذاكرتي بوصفه جرحا عراقيا يتنزى، كلما قرأت بيتا من شعره !! وأتذكر أن موقعا على الإنترنت اسمه (أصدقاء السياب) قد وضعوا اسمي مع أسمائهم، حين نشرت قصيدتي (شهقة التاريخ) في جريدة الزمان العراقية.
ولقد اشتريت كتبا كثيرة درست شعر السياب وحياته.مثل :
_ بدر شاكر السياب للدكتور : إحسان عباس.
_ الاغتراب في شعر السياب ل. احمد الشقيرات
_ بدر شاكر السياب للدكتور :
علي حداد
_الانزياح الاسلوبي في شعر السياب للدكتور: توفيق القرم
(وقد أهداني إياه بنفسه مشكورا)
وغيرها من الدراسات.
وساهم شعر السياب في اهتمامي أكثر بعالم الأساطير الاغريقية ، حين كان يورد في شعره : اسطورة(اوديب)و(ميدوزا) و(تموز)ورحلة(عوليس)
وغير ذلك.
وهو من( الشعراءالتموزيين ) كما سماهم الدكتور إحسان عباس. وأتذكر أنني كتبت مقالا بعنوان (رمزية الشراع في شعر السياب) تحدثت فيه عن هاجس الرحيل المبكر لدى السياب، (1926_1964)
فكانت مفردة الشراع كثيرة الحضور في شعره ، وهي ترمز الى الرحيل والسفر، وتعني الغربة التي لفت أغلب شعر السياب. وإن كانت بيئة (جيكور) لها أثر في حضور مفردة الشراع في شعره، لقربها من شط العرب. كنت أقرأ شعر السياب بصوت عال، وربما بكيت عند بعض المقاطع من شعره!! فقد كانت العاطفة مشبوبة بشكل صادق.
والى الآن حين اقرأ السياب أشعر برقص ( الاضواء كالأقمار في نهر...
يرجه المجداف، وهنا، ساعة السحر !!
جديد الموقع
- 2025-02-07 سمو محافظ الأحساء يدشّن مهرجان "ليالي القيصرية"
- 2025-02-07 سمو محافظ الأحساء يكرّم مدير شرطة المحافظة بمناسبة نقله
- 2025-02-07 دار التربية الاجتماعية للبنات بالأحساء تكرم الزميل زهير الغزال
- 2025-02-07 أحسائية المغلوث تكرم المرشدين السياحيين ,والسياحة محرك اقتصادي
- 2025-02-07 الايروسية في أغنيات عيسى الاحسائي
- 2025-02-07 سادة الهاشم بالمطيرفي تحتفي بزفاف إبنها "السيد محمد " تهانينا
- 2025-02-06 قراءة في رواية مرآة تطلق الرصاص
- 2025-02-06 هل غمر الجسم في الماء البارد مفيد صحيًا؟
- 2025-02-06 م ق ج عن القراءة
- 2025-02-06 الكتب ومهارة الانتقاء