2019/08/16 | 0 | 1658
تجنيد النصوص
قد لا يلام الجاهل إذا ما أسرف به انحيازه لعرقه أو لعائلته أو لثروته أو حتى لما يدين به في توسيع نظرته الاستعلائية على الآخرين . ولكن العالِمون العارفون وحدهم لا يُعذرون إن لم تُسعفهم معارفهم في التصدي لكل نظرة استعلائية لا تُخلّف وراءها إلا معاناة هنا ، أم إهدار حق هناك .
ولعله من الغريب جداً ، أن تجند نصوص مقدسة في عملية استدلال منحازة ، لمجرد إثبات ما لا يمكن أن تكون حقيقته سوى هوى نفسي ، أو مصلحة ذاتية .
خذ مما يؤسف له مثلاً ، عندما ينبري بعض طلبة العلوم الدينية للنضال عن تمييزهم المرجو أن يكون مستداماً في المحافل والمناسبات العامة ، منظرين له ب( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ذاهبين بتأويل هذا النص المقدس فقط إلى ما ينحازون إليه فقط من استدامة لتعالي وتمييز شأنهم داخل تلك المناسبات .
من أخطر الأشياء في تقديري توظيف المضامين الدينية في عكس خط سيرها العام التي جاءت من أجله . أقول هذا في الوقت الذي أكد فيه النص المدشن على ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ، وهذا تنبيه مهم بأن التقوى هو معيار الأكرمية الوحيد لدى الله ، ولعل اخوتنا من ذوي العلم يوافقوننا بأن معايرة التقوى من قبلنا كبشر ومنح أنفسنا وغيرنا في سلمها درجات عملية عصية علينا ، بينما هي في متناوله وحده ، وكأن المعنى المستفاد إجمالاً من هذه الآية : احذروا ياعبادي لأن يمنح بعضكم نفسه مكانة أعلى من غيره ، فضلاً عن أن يطالب الغير بها .
لكن يبدو أن إخوتنا في الله من ذوي العلم هدانا الله وإياهم لم يلتفتوا إطلاقاً لحالة الانحياز التي أطبقت عليهم حينما أعرضوا عن آية التقوى واتجهوا إلى ( هل يستوي الذين يعلمون ........) في إثبات مبتغاهم من ضرورة التمييز لدى البشر . يبدو والله العالم أنهم لم يلتفتوا بأن عدم الاستواء ليس محسوماً في موضوعه ، فقد يراد به المنزلة وقد يسع الحساب ، وهذا من أعراف العقلاء !!
فإن كان الله سبحانه قد يتجاوز عمن لايعلمون حينما تسعى بهم أفهامهم إلى تغييب النظرة الدينية الأصيلة ، كنظرة تكفل للإنسان حقه بغض النظر عن لونه وجنسه وثروته أو حتى مستوى تعليمه ، فهل سيتساهل مع من يفترض أنهم يعلمون حينما يناضلون عن رفعة دنيوية زائلة ، أو تكريس نظرة مستعلية واهمة ، تترك خلفها ماقد تترك ... !!!.
أما حينما يُستشهد ب ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) ، فمن المستغرب حقاً أن لايكتفي من يعتبرون أنفسهم علماء بأن رفعتهم المأمولة قد تحققت واستوفت لدى الله ، بل يطول بهم الأمل كثيراً ويسعون بهذه الآية حثيثاً إلى طلب الرفعة في كل مكان وزمان ، حتى لو كانت على ظهور المتخلقين ، من هم للنظام ، ولاحترام عامة الإنسان من المعتبرين .
جديد الموقع
- 2024-07-21 الأسس البيولوجية للجاذبية والعلاقات الرومانسية
- 2024-07-21 اختتام حملة بر النجاح بحصاد 395 كيس دم وتكريم والدة إعلامي وأصغر مصور
- 2024-07-21 سمو الأمير سعود بن طلال بن بدر يطلع على الخطة التنفيذية لموسم صرام تمور الأحساء 2024م
- 2024-07-21 مجلس الجمعيات الأهلية يدشن " ديم للمنح التنموي"
- 2024-07-21 بقوام متين يستند على رؤية 2030: السعودية: سوق منافسة وتدفقات لا تعرف التوقف
- 2024-07-21 أمير الشرقية يستقبل منسوبي فرع وزارة الاستثمار بالمنطقة
- 2024-07-21 نائب أمير الشرقية يستقبل منسوبي فرع وزارة الاستثمار بالمنطقة
- 2024-07-21 النيابة العامة تطالب بعقوبات مشددة على وافدين لغشهم في منتجات غذائية
- 2024-07-21 جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تبدأ استقبال طلبات الالتحاق الإلكتروني غدٍ الإثنين عبر بوابة القبول الإلكترونية والأجهزة الذكية
- 2024-07-20 الفتيات ومحرم الحرام