2021/12/01 | 0 | 3011
الدعاء توطئة للنفس في مواجهة دراما الحياة
الدعاء يحمل نفحات إيمانية عميقة تجعل الروح تتعالق مع الشروق، ويعطي بكلماته جرعة روحية تلجم التمرد الجسدي، ويساهم في توطئة النفس لفتح ستارة الحياة على مشاهد روحية لمواجهة دراما الحياة اليومية.
تتضمن بعض الأدعية أيضاً الحِكم والمعاني الأدبية، فبعضها أشبه بالقصائد النثرية بسبب بلاغة العبارات ورقة الكلمات وعذوبتها. والدعاء يجعل الإنسان يغوص في أعماق النفس ويبحر في محيطات الروح، ويعطي من يقرؤه أو يستمع إليه مفاتيح لفهم الكون وكشف متاهات النفس، ويساعد على تجاوز عثرات الذات وتخطي كبوات الزمن وبناء إرادة الصبر.
الدعاء لايمثل مجرد حالة روحية وعبادية فقط بل يؤسس لنظريات في علم التربية والنفس، ويكون حالة علاجية للنفس وتربية روحية وترويض للشهوات الجسدية.
وهو حالة ارتقاء من العبد وتحليق بالروح من عالم الماديات إلى الروحانيات في علاقة العبد بخالقه، ويساهم في تخليص النفس من الضغوط النفسية والتوترات، فالدعاء يساعد في التخلص من الأمراض النفسية عن طريقة التعبئة الإيمانية. ومن خلال متابعتي لعدد من المختصين في علم النفس حول العادات النفسية للمكتئب أو ممن يشعر بضيق أو إحباطات نفسية، يتم توجيههم باستخدام الإيحاء النفسي وتعزيز الجوانب الروحية من خلال أداء بعض التمارين الروحية والسكيلوجية التي تساعد على الارتقاء بالروح وتعزيز الجوانب الإيمانية في أعماق الإنسان للتخلص من السلبيات وتجاوز الماديات إلى عالم الروحانيات.
وكل هذه العوامل التحفيزية موجودة في تراثنا من الأدعية، فهناك دعاء للرزق ولتفريج الهموم وغيرها مما يحتاجها الإنسان في بناء روحه ومواجهة ضغوط الحياة وأداء التمارين الروحية التي تجعل المؤمن يشعر أنه ليس وحيداً في هذا العالم بل إنه يستمد قوته ووجوده من خالقه، وهذا بحد ذاته يعزز مشاعر الإيمان في داخله ويساعده في تجاوز السلبيات، وتعزيز الطاقة الإيجابية.
وبعض الأدعية فيها مضامين لفهم فلسفة الحياة وقراءتها، وتشمل توجيهات للمؤمن ليأخذ بالأسباب ويعمل لأجل التوسع في الرزق، ولتجاوز مايمر به من مراحل نفسية أو ظروف اقتصادية أو محاولة لفهم نفسه ووجوده، ويزرع الدعاء الأمل لدى الإنسان في الرجاء والطلب من خالقه بعيداً عن ذل السؤال أو الشكوى للمخلوق.
(ادعوا ربكم تضرعا وخفيه إنه لايحب المعتدين)
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني